مجد ..من غرفة العمليات إلى العالم الآخر بواسطة '' خطأ طبي ''

2007-08-04

طبيب التخدير للأهل " لم نخطئ .. إنه أمر الله "
توفي الشاب مجد مصري ( 14 ) عاماً في غرفة العمليات بمشفى الأطفال التخصصي ( الخاص ) بمدينة حلب , أثناء إجراء عملية جراحية لاستئصال الزائدة الدودية , امتدت لثلث ساعة تقريباً , ليسلم بعدها مجد إلى أهله على نقالة في الممر , وقد فارق الحياة .

سيريانيوز في بيت مجد ..

أكثر من عشرين شخصاً , كانوا بانتظارنا في بيت مجد حيث عاش طفولته ولم يمهله الموت ليعيش فيه شبابه وصباه , الحزن كان سيد الموقف , ولكن كان هنالك إلى جانب الحزن شعور بالنقمة على ما جرى , والطريقة التي " قتل " فيها مجد على حد قول جميع من كان حاضراً .

أبو مجد يروي لنا بشكل متقطع ما بين الدمع والكلام , ما جرى " لقد شعر محمد بألم شديد في بطنه عصر يوم الجمعة , مما دفعنا لإجراء التحاليل اللازمة له , ثم اسعافه إلى مشفى الأطفال التخصصي , حيث قرر الطبيب إجراء عملية الزائدة لمجد , حتى دون أن يطلع على التحاليل الجاهزة لدينا , وبفحص لم يستمر سوى لبرهة قصيرة " .

يسكت أبو مجد ليكمل الدكتور عبدالله تلجبيني ( أحد أقارب مجد )" إن مجد مات مقتولاً , في غرفة العمليات تفتقر إلى أبسط مقومات التعقيم , لا جهاز مونيتور , لا لباس عمليات , إنها يمكن أن تسمى أي شيء إلا غرفة عمليات جراحية " .

اتهامات بالجملة ..وكلام عن وجود " قطة" في غرفة العمليات

تحدث أقارب مجد وأصدقاء والده عن الكثير من الإهمال والتقصير في المشفى , حيث قال عمه " إن الطبيب الجراح لم يكن يرتدي زي العمليات " , وكيف أن " الحوّاسة كانت تساعد الطبيب في غرفة العمليات " , الأمر الذي لم ينكره الطبيب في لقائه مع الأهل ( في حديث مسجل حصلنا على نسخة منه ) حيث قال " صحيح أن ان الحواسة كانت تساعدنا , إلا أنه كان هنالك ممرضة أيضاً " .

وأضاف الدكتور عبدالله " لقد اتصلت بمدير المشفى بعد دفن مجد , وأخبرني بالحرف الواحد أنه هنالك جريمة قتل قد وقعت وهي ناجمة عن خطأ طبي من الطبيب المخدر " .

وكشف تلجبيني عن أن غرفة العمليات لم تكن تحتوي على مونيتور , وذهب إلى أبعد من ذلك حين قال إنه قد رأى " قطة سوداء " في غرفة العمليات, وأيده بذلك كل من كان حاضراً .

وأكمل حديثه بالقول " إن مجد أدخل إلى غرفة العمليات بملابسه نفسها , حيث قاموا بفتح زر واحد في بنطاله فقط , ورفع القميص الذي كان يرتديه إلى أعلى , وهي نفس الحالة التي سلمونا فيها جسده الصغير بعد موته " .

وأورد الأهل الكثير من الكلام عن تجاوزات أخرى , منها أن الأهل لم يقوموا بالتوقيع بالموافقة على إجراء العمل الجراحي كما جرت العادة , وأنهم لم يعلموا سبب الوفاة حتى , وماذا جرى خلال العشرين دقيقة في غرفة العمليات , سوى أن الطبيب أخبرهم " إن العملية كانت ناجحة مئة بالمئة , إلا أن مجد مات قضاء وقدراً " .

وقال أبو مجد إن أكثر ما حزّ في نفسه , هو جواب طبيب التخدير له حين أصر على معرفة أين وقع الخطأ وهو أن الخطأ ليس خطأهم ولكنه " أمر الله " .

وصول إلى كل شيء في المشفى .. إلا المدير

وفي المشفى , وبدون أي صعوبة , نزلنا إلى غرفة العمليات في الطابق السفلي , وتجولنا فيها دون أن يسألنا أي شخص ماذا تفعلون أو كيف وصلتم إلى هنا ( ولم نتمكن من التصوير بسبب ظروف الإضاءة ) .

بل وأكثر من ذلك , رأينا القطة السوداء التي وصفها الأهل ,ولكنها لم تكن انذاك في غرفة العمليات , وإنما كانت تنام في الطابق العلوي ( في بهو الاستقبال) , وفي محاولة للقاء مدير المشفى الدكتور وجيه جمعة , للاستفسار عن جملة الاتهامات التي وجهها اهل مجد للمشفى وعن الشريط المسجل الذي يتضمن نوعاً من " الإدانة " في قضية مجد , تعامل معنا المدير بإستراتيجية " اهلا وسهلا بس هلق أنا مشغول ..بتصل فيكن بس أفضى " و في محاولة أخرى " أنا بالسيارة ..بس وصلت رح اتصل فيكن " .

ورغم أني أعتبر نفسي من أكثر الصحافيين في سيريانيوز " نقّاً " وإصراراً على أخذ تصريح , إلا أن إصرار الدكتور جمعة على عدم الاستجابة , كان أقوى , وبالنتيجة لم يعد يرد على أي مكالمة ترد إلى جهازه الخليوي , حتى لحظة كتابة التحقيق.

طبيب الجراحة .. الموضوع قضاء وقدر

وفي اتصال لسيريانيوز مع الدكتور محمد بطيخ أخصائي الجراحة العامة والذي اجرى العمل الجراحي لمجد , نفى أن تكون الوفاة ناجمة عن خطأ طبي , فعملية الزائدة الدودية هي عملية بسيطة , وهي " ليست عملاً جراحياً معقداً " على حد قول بطيخ .

وأضاف بطيخ " إن العمل الجراحي كان ناجحاً مئة بالمئة " .

ورفض أيضاً الكلام عن أي إهمال أو خطأ في عملية التخدير, وأن الوفاة كانت " قضاء وقدراً , نحن لا نستطيع التحكم بالقضاء والقدر " وكلام الدكتور بطيخ هذا " يتناقض " مع ما ذكره في وقت سابق حول موضوع التخدير ( وذلك في الشريط المسجل ) .

طبيب التخدير .. إنه أمر الله

وقال الدكتور ناظم بيازيد أخصائي التخدير المسؤول عن تخدير مجد " إن جرعة التخدير صحيحة مئة بالمئة " .

وأضاف بيازيد أنه أمضى أكثر من ثلاثين عاماً من عمره " بالصنعة " دون أي خطأ تخديري يذكر . وأنه ليس هنالك " سبب علمي " للوفاة , وأن ما حدث هو " أمر الله " .

وأن الوفاة كانت بسبب " جلطة على القلب " .

وأشار إلى أن مجد استيقظ بعد العمل الجراحي قائلاً " فتح مجد عينيه وحرك يديه وتشاهد ثم مات " .

ولم نتمكن بسبب عدم تعاون إدارة المشفى , من الحصول على تقرير الوفاة لنتبين " سبب الوفاة الذي كتب على التقرير " .

بينما قد ننتظر تحقيقاً قد يفتح لمعرفة السبب الحقيقي لوفاة هذا الشاب .

خبير قانوني " الموضوع سيمر دون محاسبة "

وعن وجهة نظر القانون حول مثل هذه الحادثة , قال المحامي علاء السيد " عادة تشكل لجنة طبية من ثلاثة أطباء بينهم طبيب شرعي لتحديد مسؤولية الجراح أو المخدر أو مسؤولية المشفى عن الوفاة وتحديد فيما إذا كانت الوفاة ناجمة عن إهمال أو تقصير" .

وتنص المادة 550 من قانون العقوبات السوري على " من سبب موت أحد من إهمال أو قلة احتراز , عوقب بالحبس من ستة أشهر إلى ثلاث سنوات " .

وقلل خبير قانوني فضل عدم ذكر اسمه من إمكانية محاسبة المقصرين والمهملين , وأشار إلى أن " الموضوع سيمر دون محاسبة " .

ووضح الخبير " بأن مثل هذه الجرائم , عادة ما يشملها العفو العام حتى لو ثبت الجرم ويكتفى بالتعويض المادي , وبما أن العفو يصدر كل سنة أو سنتين , فهو يشمل كل هذه القضايا , والتي تمتد مدة محاكماتها عادة إلى سنوات "

أمنية لوالد مجد ..

أحمد مصري مهندس ديكور , يشترط في كل ديكور يصممه وينفذه , أن يكون العلم السوري جزءاً من هذا التصميم , بكى , ثم قال إن " مجد قد رحل .. ولكني أتمنى أن يكون مجد اخر الراحلين .. وأن يتوقف الجزارون عن قتل أبنائنا في المشافي , فالإهمال والاستهتار وصل إلى أعلى درجاته , وصل إلى النفس البشرية " .

وتمنى المصري أن يتم تحديث القوانين الخاصة بمعاقبة المسؤولين عن مثل هذه الحادثة , ليتوقف ما أسماه بـ " مسلسل القتل في المشافي الخاصة " .

عبد الله عبد الوهاب _ سيريانيوز



Re: مجد ..من غرفة العمليات إلى العالم الآخر بواسطة '' خطأ طبي ''

ليس فقط مجد من مات في غرفة العمليات ...
هناك شعب تعداده يقارب العشرين مليون مواطن سوري في غرفة العناية المشددة و الكادر الطبي يشابه 


 جداً الكادر الموجود في تلك المشفى و قتل هذا الطفل يماثل تماماً قتل هذا الشعب
و اغضب يا وطن عالوطن

ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.