زوايا لقمان ديركي

49 ردود [اخر رد]
مشترك منذ تاريخ: 06/01/2006

لقمان ديركي....غني عن التعريف لذا سأبدأ بطرح الفكرة فورا

عند تصفحي للموقع الرسمي لصحيفة بلدنا.....رأيت زاوية باسم((زوايا لقمان ديركي))

فقلت نحن أولى بكتاباته.....

فإن شاء الله....سأقوم هنا بطرح ما أستطيع تحصيله من كتابات لقمان ديركي

وليتفضل كل من لديه أي كتابة لـ((لقمان ديركي بطرحها هنا))....مشكورا

تحية طيبة لكم...... :!:

مشترك منذ تاريخ: 06/01/2006

ونبدأ مع ....

المريدان

لم يكن لديّ ما أفعله في حلب سوى الجلوس في بيتي، وهو عبارة عن شقة في الطابق الأرضي اشتراها أبي كي أكون قربهم، وكانت الأطعمة تصلني من الطابق الأول حيث يقطن أهلي، وفي ذروة الملل والضجر طرق بابي شابان معجبان بشعري وبشخصيتي، أحدهما يدعى عناد، وهو شاب أسمر متوسط الطول ذو بنية قوية، والثاني يدعى عبودة، وهو بطول عناد، ولكنه مهلهل الجسم, كان عناد يحب أن يكون ممثلاً بينما كان عبودة يحب الشعر، وكانا متفقين على أشياء كثيرة بصمت، فالقهوة يصنعها عناد بينما يتخصص عبودة بصنع الشاي، والفشل في الدراسة أمر مشترك بينهما، فالاثنان لم يتابعا الدراسة، ولكنهما يعملان، عبودة دهان محترم بينما عناد يعمل مع شقيقه كشريك في محل للألبسة ساهم عناد بجدارة في إفلاسه.

كنت مثَلُهما الأعلى في كل شيء، وقد أصبحا مقيمين ببيتي ومسؤولين بشكل مباشر عن حياتي..
صباحاً تأتيني القهوة إلى سريري، فأشربها مع عناد، وما إن ننتهي من ذلك حتى يكون عبودة قد جاء بالفول والحمص. وكانا لا يتحرجان من خدمتي أمام الضيوف، فإذا طلب الضيف القهوة يكون عناد قد جاء بها بلمح البصر، وإذا طلب الشاي يكون عبودة جاهزاً.

في البداية كانا صامتين في أثناء وجود الضيوف، ولكنهما شيئاً فشيئاً أصبحا متحدثين بل وبدآ يدخلان في نقاشات مع أصدقائي الأدباء بشكل محرج بالنسبة إلي، فهما لا يفقهان شيئاً عن المواضيع التي نتحدث بها عادة، ولا علاقة لهما بالثقافة أصلاً إلا إذا اعتبرنا قصائدي ومقالاتي التي قرؤوها ثقافة، ولكن الإحراج بدأ يكبر عندما وضعا نفسيهما في موقع المدافعين عن وجهات نظري في أي موضوع نتحدث به، فكانت الشتائم تنهال على الكاتب الذي يعارضني في أية فكرة، والغريب أن أصدقائي الأدباء كانوا يتقبلون ذلك من هذين الأميين.

كانا يعتبرانني أهم شاعر في العالم وأهم صحفي في العالم، وكانت الكلمة التي أقولها تدون على أوراقهما فوراً كأقوال مأثورة، والمقالة التي تنشر لي تعتبر حدثاً عظيماً، وكان كل الكتاب الذين يزورونني أعداء لي حتى يثبتوا العكس، لذلك كانا يضطهدان ضيوفي دون أن يعيرا انتباهاً لملاحظاتي الدائمة لهما بالتزام التهذيب مع الضيوف، وكانا يستسخفان كل الأسماء التي ترد في حواراتهما مع ضيوفي، فمحمود درويش لا مجال لمقارنته بي، وأدونيس اتصل البارحة ثلاث مرات من فرنسا كي يطمئن على كتاباتي.. إلخ.
كنت أصاب بخجل مريع عندما كانا يكذبان بهذا الشكل الفاضح، وكانا يسكتانني كلما حاولت التدخل، والغريب أن الأدباء كانوا يصدقونهما. وهكذا أصبح محمود درويش يسرق من قصائدي، وأدونيس يتمنى أن يحادثني تلفونياً، ورياض الريس يلح علي لكي أنشر ولو مقالة بسيطة في مجلته اللندنية "الناقد". حتى أن عبودة تجرأ ومسح الأرض بالمتنبي مستنداً إلى قصيدة يقول المتنبي في مطلعها الذي أصبح موضة عند الشعراء: "على قلق كأن الريح تحتي"، وكان عبودة قد حصل على معلومة خطيرة تفّه بها هذا المقطع، واستطاع إقناع عتاولة الثقافة بوجهة نظره التي تقول إن حصان المتنبي كان يدعى "قلق"، وهذا يعني تحطيم المجاز في القصيدة وتحويلها إلى قصيدة في مدح الحصان لا أكثر ولا أقل.

ولكي لا يفارقاني طويلاً بدآ بممارسة عمليهما في بيتي، وصار طبيعياً أن أستيقظ صباحاً لأجد عبودة يلقي محاضرة بذيئة على عمال ورشته، فهذا لم "يحفّ" الباب جيداً، وذاك لم يمعجن الجدار كما يجب، أما عناد، فكنت أستمع إلى مساوماته مع مهربيّ الألبسة وأنا على سريري. في البداية لم أكن أجرؤ على الخروج من غرفتي، ولكن الفضول قادني إلى الصالون لأجد عمال ورشة الدهان بملابسهم الملطخة ينهضون لتحيتي وهم يبدون إعجابهم بمقالاتي وقصائدي وسط ابتسامة فخر واعتزاز من قبل معلمهم عبودة. ومرة أخرى رحب أحد المهربين بي وهو يتلو مقطعاً من شعري.

بعد فترة، بدأ المريدان يغيبان طويلاً عن البيت لأكتشف أنهما أصبحا يجالسان أدباء المدينة في مقهى القصر، بل ويسكران مع كبار الأدباء في النادي العمالي، وبدأ الأدباء بطلبهما على تلفوني الشخصي، فأصبحت فجأة عامل سنترال عندهما، بل إن عبودة كان يغمزني لأقول لأديبٍ كبيرٍ إن عبودة غير موجود، وكذلك كان يفعل عناد مع المسرحيين الكبار، ولكن ولاءهما لي ظل كما هو، وبقيت مثلهما الأعلى والسقف الذي لا يسمحان فيه لنفسيهما بتجاوزه.

كنت مشهوراً بمداخلاتي الساخرة واللاذعة سواء في الأمسيات الأدبية التي يتلوها حوار مفتوح، أو في مهرجانات المسرح التي يُفتح فيها الحوار بعد كل عرض، ولكني في تلك الفترة كنت مصراً على عدم الخروج من المنزل بسبب حالة طويلة من الكآبة لازمتني حتى مجيء المريدين إلى حياتي. وكان من الطبيعي أن أخرج من المنزل لحضور أمسية أدبية لعدة شعراء متوسطي الموهبة رضوخاً لأوامر المُريدَين، وفي أثناء الأمسية كان عبودة يبصق على الأرض ويقول : "تافه"، وعناد يتنحنح بصوت عال عند كل مقطع لا يعجبه. كنت خجلاً منهما خاصة عندما كان الحاضرون ينظرون إليهما باستغراب واستهجان. وما إن بدأ الحوار حتى كان عبودة أول الصاعدين إلى المنبر، واستطاع بلمح البصر أن يجذب الحاضرين إليه بعد أن اعتبر كل ما قيل من شعر هو شعر تافه مفبرك، ثم أشار إلي لأصعد وأقول رأيي، فصعدتُ مرغماً لأن عناد كان قد جرني ودفعني إلى الأمام.

وقبل الصعود إلى المنبر التصق بي عبودة وهمس لي أن أمسح الأرض بجميع الشعراء الذين قرأوا شعرهم، ففعلتُ ما طلب مني بطريقتي الساخرة وسط تصفيق عبودة وعناد، فما كان من الصالة إلا أن تصفق بسبب العدوى.

وبعد أيام، أخذاني إلى مهرجان للمسرح. وفي أثناء العرض المسرحي كان عبودة يصرخ معلقاً شتى أنواع التعليقات لأن العتمة كانت تلف الصالة، فكان يقول للممثل: "مو هيك يا جحش"، وينادي الآخر :"خود إضاءتك يا تيس"، وسط ضحكات الجمهور الذي بدأ يشارك بالتعليق البذيء حتى انقلب العرض إلى فوضى متكاملة، وتحول الممثلون أشباحاً خائفة وخجلة من نفسها، وعندما بدأ الحوار كان عناد وعبودة قد رفعا لي يدي، فرحب بي مدير الندوة، واضطررتُ إلى الصعود بعد توصيات عبودة وعناد بأن أمسّح الأرض بالعرض، وبالفعل قمتُ بالواجب، وكان الجمهور يصفق لي على أثر تصفيق عبودة وعناد بعد كل جملة كنتُ أقولها.

وفي اليوم التالي، سمعت عبودة يتحدث على التلفون مع مخرج مسرحي ويطمئنه بأن "الأستاذ" -أي أنا- سيمتدحه في ندوة اليوم. وعندما اعترضت على طلبه استطاع إقناعي بأن هذا المخرج مسكين ومحارب وأن كلمتي بعد عرضه ستساعده على تجاوز محنه جميعاً، خاصة وأن زوجته مصابة بالسرطان وسوف تموت قريباً، فما المشكلة إذا أفرحناها قليلاً قبل ذلك، وفي أثناء العرض كان عبودة وعناد يطلقان صرخات الإعجاب عند كل مشهد من قبيل "يا سلام" "الله أكبر"، ولما بدأ الحوار رفعا لي يدي بعد أن أشارا إلى امرأة شاحبة جالسة بالقرب منا : "شوفها.. هي زوجته للمخرج.. يا حرام".

نهضتُ مكتئباً من رداءة العرض ومن شكل الزوجة التي ستموت قريباً، وامتدحتُ العرض بشكل لا مثيل له وأنا أسترق النظرات إلى وجه الزوجة الشاحب.

مساءً كان عبودة وعناد قد تركاني وحدي بعد أن سمعت عبودة يحدد موعداً مع المخرج المسرحي نفسه في النادي العمالي ليسكروا مع الفرقة بمناسبة نجاح العرض، وكان عبودة يصر على المخرج ألا ينسى بأن يجلسوا في جناح العائلات، وهذا يعني أن فتيات الفرقة وزوجة المخرج موجودات في السهرة، ولم تنقض ساعتان حتى كان عبودة وعناد قد عادا بصحبة فتاتين من فتيات الفرقة، جلست معهم وشربنا النبيذ، وكان في بالي أن أطبّق واحدة لنفسي، ولكن عبودة طلب مني أن أنهض إلى غرفتي كي أنام لأن عندي لقاء هام جداً مع المخرج جواد الأسدي في الصباح، وما أن سمعت الفتاتان باسم جواد الأسدي حتى طلبتا مني أن أعرفهما عليه، فوعدهما عبودة بذلك بينما كان عناد يجرني إلى غرفتي.

لم أستطع النوم بالطبع وأنا أسمع حفيف القبل والتنهدات من الصالون، وأتخيل كيف يعانق كل منهما فتاته في حين كانت صورة جواد الأسدي وموعده الكاذب ومسرحياته تملأ فضاء غرفتي.

في الصباح، شربنا القهوة مع الفتاتين اللتين تنتظران قدوم جواد الأسدي وعلى جسديهما بعض العلامات من ليلة البارحة، خرج عناد من المنزل، ورنّ التليفون بعد ثلاث دقائق من خروجه، رفع عبود السماعة وبدأ يتحدث: "أهلين جواد.. لا والله الأستاذ موفاضي اليوم.. راسه عم يوجعه.. بكره انشا الله.. على تلفون.. أهلين جواد" . أصيبت الفتاتان بخيبة أمل بينما نظر إلي عبودة وقال: "اطّمن.. قردفت لك اياه". وبعد ثلاث دقائق، كان عناد يدخل ضاحكاً. حاولت مراراً أن أحصل على علاقة مع فتاة من الفتيات الكثر اللواتي يحضرن إلى بيتي دون جدوى، فقد كان عناد يقول لي: "أنت أستاذ كبير. هدول مو من مستواك.. خليهم يشتهوك بس"، وكنت أقتنع بأستذتي بينما كانا يغوصان في بحر من الملذات.

بعد شهر سمعت من الناس أن هناك عرضاً مسرحياً من إخراج عبودة، فمضيتُ إلى حضوره، وكان عناد هو بطل المسرحية. أما باقي الممثلين، فقد تعرفتُ على الفتيات منهن إذ حضرن إلى بيتي مراراً، بينما ظللتُ أشك في معرفتي بالممثلين الذكور حتى تذكرت أنهم عمال ورشة الدهان أنفسهم، وكان الدهان/الممثل منهم إذا التقت نظراته بنظراتي في أثناء أداء دوره يقول لي: "أهلين أستاذ"، ويتابع مونولوغه، وبعد انتهاء العرض، جلس عبودة وعناد وفتاتان ممثلتان إلى المنصة كي يبدأ الحوار.. نظر إلي عبودة، وقال: "تفضل أستاذ.. المكريفون معك".

وجدت نفسي خلف الميكروفون، وكانت نظرات عبودة وعناد تتضرع إلى كي أمتدح عرضهما البائس والتافه، وفعلت ذلك، فشكراني بنظرات ممتنة. وكرّت السبحة بعد ذلك العرض ليقدما أكثر من عشرة عروض مسرحية في ظرف ثلاثة أشهر. وكانا يصوران هذه العروض بثلاث كاميرات فيديو يقوم بعد ذلك أحد أصحاب محلات الفيديو بعمليات المونتاج، ووضع شارة لكل مسرحية تبدأ بـ عناد محمود في.. هاملت.. تأليف شكسبير.. إخراج عبودة عبد الله.. أو عناد محمود في البرجوازي النبيل تأليف موليير.. إخراج عبودة عبد الله.. وكان كل عرض من هذه العروض يعرض ليومين أو ثلاثة أيام لا أكثر بتمويل من المنظمات الشعبية التي ترعى الهواة على الدوام..

بقيتُ ممنوعاً من الخروج حتى بعد زوال كآبتي لأن المريدين كانا يرددان دائماً: "لا تكن شخصاً عاماً.. دع الناس تحلم بمشاهدتك". وكانا يخدمانني كالسابق رغم انشغالهما بالمسرح...

وفي إحدى السهرات الصاخبة، سكر أحد المدعوين، وبدأ بامتداحي وإبداء إعجابه بي لكثرة ما سمع عني على لساني عبودة وعناد، وكان واضحاً أنه يريد أن يكون مريداً جديداً لي بمباركة من عبودة وعناد خاصة أن عبودة قد صرّح بأن هذا المريد الجديد سيقيم "معنا" بالمنزل، إلا أن المريد الجديد لم يكن على مستوى المسؤولية، فقد اقترب من إحدى الفتيات، وبدأ بمعانقتها فوراً وهو يقرأ مقطعاً رومنسياً من شعري.. فما كان من عبودة إلا أن جره من شعره إلى الخارج من دون أن يكترث لحالة الإقياء التي انتابت المريد الجديد. خرج عناد خلف عبودة الذي سحب المريد الجديد إلى الشارع، فخرجت خلفهما تاركاً الفتيات يمسحن السجادة من مخلفات الإقياء.

كان المريد راكعاً على قدمي عبودة وهو يبكي: " أرجوك دعني أدخل وأقدم اعتذاري"، بينما كان عبودة يرفسه دون رحمة على وجهه : "اخرس وانقلع". أما عناد، فكان يمسك المريد الجديد ويصفعه بعنف ويبصق في وجهه وهو يقول له: "أنت بدك تضل حمار.. انقلع"، تدخلت حاسماً وأنا أرمق المُريدَين بغضب، فافلتا المريد الجديد، وأمراه بالعودة إلى المنزل.. أي منزلي.

في اليوم التالي، كان المريد الجديد يقوم بالأعباء المنزلية كلها بينما كان المريدان يضعان قصائدي أمامهما ويكتبان أشياء غامضة على الدفاتر إلى أن سمعت أنهما يطبعان كتاباً شعرياً من تأليف عبودة عبد الله وهو بعنوان "النخيل يذرف التمر". وبعد شهرين كان عناد يتأبط شرائط الفيديو التي تضم التسجيلات الكاملة لأعماله المسرحية، وكذلك كان يفعل عبودة بنسخ أخرى من ذات الشرائط مضيفاً إليها كتابه الشعري والمقالات التي كتبت عنه في الجرائد بأقلام كتاب لم أسمع بهم في حياتي، ويقومان بوداعي. تعانقنا وبكينا من شدة التأثر.. وسافرا، عناد إلى إيطاليا، وعبودة إلى ألمانيا، بعد أن أوصيا المريد الجديد بأن يأخذ باله مني ويقوم على خدمتي كما كانا يفعلان وأفضل.

بقي المريد الجديد عندي على الرغم من الحماقات الكثيرة التي ارتكبها، فقد ضرب أحد النقاد لأنه وجه ملاحظة إلى شعري في المقهى. كما أنه ذهب سكراناً بصحبة أحدهم إلى منزل إحدى صديقاتي، وكانت تسكن مع صديقة لها، وطرق الباب عليها وهو يترنح ويقول بالفصحى: "نريد نساء". كما قام بالتهجم على أبي في مكتبه لأنه لا يقدّر مكانتي الشعرية. وفي إحدى أمسياتي الشعرية أحضر مائتي شخص من جمهور فريقي الاتحاد والحرية إلى القاعة كي يملأها.

وفي اتصال هاتفي من عبودة علمت أنه حصل على الإقامة بألمانيا تقديراً لشعره ومسرحه المضطهدين والمحاربين في بلادنا. وكذلك الأمر بالنسبة إلى عناد الذي حصل على الإقامة بإيطاليا. وكان المريد الجديد يتحرق شوقاً للسفر إلى ألمانيا أو إيطاليا بعد أن أوصاه عبودة بأن ينجز عدة أمور لم يشأ المريد الجديد أن يصرّح لي بها.

عدت إلى دمشق تاركاً المريد الجديد وحيداً وحزيناً في حلب كما قال لي وهو يودعني. وبعد شهرين من إقامتي في دمشق، قرأت قصيدة له في جريدة " السفير " ملطوشة بكاملها من قصائدي. وبعد خمسة أشهر، قرأت قصيدة له ملطوشة أيضاً من شعري وقد ذيّلها باسمه وبجانب الاسم قرأت كلمة.. "امستردام".

مشترك منذ تاريخ: 06/01/2006

فوتبولجي

أش بدي أقلك ؟!…. شايفني نجم بالفوتبول موهيك؟

تاريخ مو زيادة…… لا تطلع علي هيك وتفكرني محترم وقاعد قدامك؟!

ما مر يوم، إلا وأكلت فيه قتلة…. إما من أبوي … أو من أمي … وإذا نفدنا من هالاتنين بتعلق بالشارع مع شي واحد، وهي الشغلة متل ما بعرف حظ…. يا بنقتله.. يا بيقتلنا…. قصة حياتي بتضحك وبتبكي.. اسمع.

كنت أطلع ألعب فوتبول من الصبح للمسا، وماكنت أشبع، مشان هيك صرت أهرب من المدرسة وأروح ألعب. أرجع عند المغرب عالبيت، ثيابي موسخة وجسمي عرقان وسخن متل النار، بس ميّت من الرعبة. كل يوم نفس فيلم الرعب عند المغرب، وقت دخلتي عالبيت، أنا أفتح الباب شوي شوي مشان ما حدا ينتبه وأبوي يمسكني من رقبتي وينزل فيني ضرب، وبعد شوي تجي أمي، رح تتخيل متل مابيصير بالمسلسلات. لأ.. هون الوضع مختلف.. أول مابتجي أمي بتنزل فيني ضرب مباشرة مع أبوي، يعني بيصيروا اتنين عالبطل، وعلى هون بيوجعك وهون ما بيوجعك، وهنن عم بيصرخوا "كم مرة قلنا لك ما بقا في لعب بالفوتبول .. آه ؟!"، تعال شوف على الخجلة، قدام أخواتي الصغار.. كل يوم عم باكل قتل قدامهم… نزلت من عينهم.

وبيوم من الأيام، أخذت أخوي الصغير معي على الملعب.. وعينك ما تشوف القتلة اللي أكلتها من أبوي وأمي "ما بيكفي أنك صايع يا فوتبولجي … عم بتعلم أخوك عالصــــــياعة كمان؟!".

وعلى كف من هون ورفسة من هون، على أساس أخوي، كان بده يطلع عالم ذرة لولاي، صرت أشوف القتلة أمامي، وصرت أفيق بنص الليل مرعوب من الكوابيس، بس أرجع أنام وأشوف حالي عم ألعب بفريق الحرية الحلبي واسم الله عليه أفيق من النوم وأقول لحالي "العمى .. طلع منام".

بس الحياة مابتضل منامات وبس، إلا ما بيتحقق شي منام. هيك كنت أقول لحالي دائماً، مع أنو منظري ما بيطمن، أنه أحلامي ومناماتي رح تتحقق، أنفي عم بيشرشر وتيابي مبهدلة.. وبوط رياضي بلاستيك يسميه بحلب "أديداس أبو ريحة" لأنو بيعمل ريحة، وأحياناً بلعب حافي.. بس بصراحة.. كل اللاعبين بيتمنوا أني ألعب بفريقهم.. بيحسبوا لي حساب كبير، بغض النظر عن بوطي الأديداس أبو ريحة.

ومرة من المرات كنا عم نلعب من الصبح بكير بالملعب تبع كلية الأمريكان بحلب، قام أجا أبو أحمد مكتشف النجوم، ومتل ما بتعرف عنده محل موالح. كان يراقبني دائماً، وكل ما كنت أحط "كول" كان يعطيني كيس فستق عبيد. المهم، مالك بالطويلة، أجا أبو أحمد قال لي أمشي معي لعند المصور.. ورحنا. قال أبو أحمد للمصور "صورلي ياه صورة شخصية طالع ست نسخ عنها". قام المصور قله "هيك؟! بهاالمنظر؟!"، ورفض يصورني.. تخيل.. حتى المصور ما رضي يصورني. قام أخذني أبو أحمد على المغسلة. غسلت وجهي، وبللت شعري وسرحته. طلعت ع حالي بالمراية.. يا سلام .. وتصورت.

راحت القصة، بعد كم يوم رحت لعند المصور لآخذ الصور، قام قال لي أجا أبو أحمد وأخذهم ".. العمى. ما انبسطنا بالصورة .."، قلته للمصور "ما عندك نسخة لأشوفها"، قام قال قلي "واش بدي أعمل فيها، مفكرني ده أبروظها وأعلقها بالواجهة" .. حملت حالي ومشيت وأنا عم فكر "طيب ليش ما يبروظها ويحطها بالواجهة.. يعني اللي مبروظهم أحسن مني ؟!".

بعد عشرة أيام وأنا وين؟!.. طبعاً عم ألعب فوتبول بملعب كلية الأمريكان، من الصبح قام أجا أبو أحمد وقال لي "أمشي معي". قلت له "لوين ؟!". قال لي "عالملعب البلدي.. عندك مباراة.. رح تلعب مع شباب نادي الحرية ضدّ شباب نادي الاتحاد"، طار عقلي ما صدقت، حتى وصلنا عالملعب البلدي. فتنا عالمشالح، قام قلت له لأبو أحمد "بس أنا ما عندي كشف بنادي الحرية .. شلون بدي ألعب ؟!". قام ضحك أبو أحمد وقلي "لكان ليش صورتك.. مو مشان أعمل لك كشف؟!". العمى شلون ما فكرت.. أعطاني كنزة خضراء رقم 4 وشورت أبيض وجرابات، يا سلام.. هي أول مرة بلبس جرابات ولأ .. جرابات خضر كمان.. له كان.. حرية يا عم. قلي المدرب "شقد نمرة رجلك ولك؟!" قلت له "أربعين" قام أعطاني بوط أديداس أصلي.. له كان هادا فريق شباب الحرية.. مابيصير يلبسوا أديداس أبو ريحة، تطلعت ع اللاعبين زملائي بس ما عرفت حدا منهم غير عبد اللطيف.. وطلع أبو أحمد جايبه بنفس الطريقة، قال لي أبو أحمد "أنت بدك تلعب قلب دفاع وعبد اللطيف قلب هجوم.. ديروا بالكم.. جمهور الاتحاد الكبير ديروا بالكم.. رح يسبوا على فريق الحرية أول ماتنزلوا.. لا تخافوا.. والعبوا منيح لأنو مدرب منتخب شباب سورية "إبراهيموف" موجود بالمدرجات.. وبدو يختار لاعبين لمنتخب شباب سورية.. وإنشاء الله يختارك أنت وعبد اللطيف". قلبي صار يدق.. نزلنا ع الملعب.. مع أنها مباراة شباب كان الملعب مليان.. أربعين ألف متفرج.. تلاتين ألف جمهور الاتحاد.. وعشرة آلاف حرية.. قلبي نزل لتحت.. صار ببوط الأديداس الأصلي طبعاً. العمى على هالعلقة.. شلون بدي ألعب وأنا ميت من الرعبة.. يا لطيف.. تلاتين ألف عم بيصيحوا بصوت واحد: "أختك على أمك حرية بالطول بالعرض حرية تحت الأرض.. حرية وينو وينو .. الأهلي قالع عينه".

بحياتي ما شفت جماهير عم بتسب بها التنظيم هاد.. يعني الكل بصوت واحد.. سيمفونية.. الأعصاب فلتت.. تلاتين ألف.. أختك على أمك حرية. أعلام حمر على طول الملعب وعرضه. مدرب المنتخب السيد إبراهيموف قاعد. ملعب حشيش.. شبك ورا الكول.. طابة أديداس.. بوط أديداس.. حكم للساحة… حكمين للتماس.. التسلل محسوب.. مو متل ملعب حارتنا.. "فتّتْ لعبتْ".. يعني على أبو جنب.. وصفر الحكم وبلشت اللعبة.

وأنا مابعرف حدا من فريقنا غير عبد اللطيف.. أنا قلب دفاع وهو قلب هجوم، وكنت أصرخ بزملائي مشان يرجعوا لي الطابة "ارجع لورا أبو الشباب.. افتح باص معلم.. الحقه أستاذ.. اكسره روحي" ما بعرف أسماءهم.. دخل قلب هجومهم لمنطقتي.. تزحلقت عالطابة وأخدتها.. مشيت بالطابة وراوغت أول واحد.. والثاني.. تحمست.. ركضت بالطابة.. راوغت التالت ومرقت من الرابع .. وصحت بعبد اللطيف فوت ورا الطابة بسرعة.. ورميت الطابة بين اللاعبين، دخل عليها عبد اللطيف وأخدها.. وراوغ حارس المرمى.. كوووووول للحرية، ركض عبد اللطيف لعند جمهورنا وركضت وراه.. وركض زملاؤنا.. تعانقنا.. وكان زملاؤنا عم بيقولوا "حلوة يا معلم .. برافو أبو الشباب.."، بعدين ونحنا وعم نتعانق قال لي قلب الدفاع السوبر زميلي بإعجاب "ممكن نتعرف ؟!"، وكان جمهورنا عم بيصيح حرية حرية، لأول مرة سكت جمهور الاتحاد أو الأهلي متل مابيقولوا له.

بعد شوي بلش الضغط عالمرمى تبعنا، وصارت الطابات تجينا متل الكذب وأنا أبعدها.. برجلي براسي .. بصدري.. صرت فدائي استشرست.. لو كان في مذيع كان قال عني" صخرة الدفاع ".. شوطين كاملين وأنا عم أحمي منطقتنا لحالي وخلصت المباراة وربحنا " 1-0 ". طبعاً في بعد مباراتنا مباراة الرجال، بس الإدارة ما خلونا نتفرج عليها مشان ماحدا يضربنا من الجمهور.. طلعنا بباص الفريق وتحت شعار "يللي بيحب النبي يخلي" مشي الباص، وفجأة صارت الأحجار تجينا يمين شمال.. الشوفير صار يسرع.. والأحجار عم تكسر الشبابيك.. المدرب صاح: "نزلوا رؤوسكم لتحت".. قذائف.. مدافع.. رفعت راسي لشوف مين عم يضرب الحجر، قام أجت حجرة بنص راسي، وعلى المستشفى.. ربطوا لي راسي متل اللاعبين الأجانب، وأجا أبو أحمد.. عطاني ألف ليرة ألي وألف لعبد اللطيف مكافأة. رجعني ع البيت مشان أبوي ما يضربني.. وأول ما شافني أبوي طالعت الألف ليرة وأعطيته ياها، قام انبسط وقال لأمي "شعلي له الحمام" وتحممت.. أول مرة بتحمم بعد المباراة. أجوا أخواتي وقالوا لي "شفنا المباراة" وحكوا لأبوي وأمي شلون لعبت أحسن لعب، ونمت أحلى نومة وشفت حالي بالمنام عم ألعب مع منتخب شباب سورية، فقت الصبح قام شفت أمي جايبة الفطور لعندي، وقالت لي "قوم افطر روحي". بعد شوي أجا أبو أحمد وقال لي "مبروك.. بدهم ياخدوك عالمنتخب"، ورحنا عالمنتخب أنا وعبد اللطيف، وحطوني قلب دفاع.. ليبرو.. يعني بالعربي لاعب حر، و بدعنا بالتصفيات، مع أننا ما كنا مزورين، ما عدا واحد قد أبوي عم بيلعب بجنبي ستوبر، وطلعنا على كأس العالم للشباب بالدمام سنة 1988 ولعبنا أحلى لعب ضد كوستاريكا والاتحاد السوفيتي قبل ما يحلوه، وكتبوا عنا الجرايد وعملوا معنا مقابلات على التليفزيون وأنا بالذات كتبوا فيني توصية مشان يديروا بالهم علي، وطبعاً جماعتنا توصوا.. ما بدهم مين يقلهم.. أي لو"مارادونا" بيجي لهون بيحطوه ع الاحتياط وبيربوه، لأنو عنا بيحبوا اللاعب المربى. رجعنا على سورية ونمنا بالفندق بالشام، وتاني يوم أخدونا قال في مسؤول كتير كبير بدوا يقابلنا، قعدنا حول المسؤول وبلش يمدحنا وأنا كنت عم بتذكر شلون أبوي كان يضربني وأمي بتنزل فيني بالشحاطة، وشلون كان أنفي عم بيشرشر وتيابي وسخة، وشلون كنت ألعب حافي وببوط الأديداس أبو ريحة.. فجأة سأل المسؤول عني.. العمى .. سأل عني.. خفت.. ليكون عملت شي بكأس العالم.. المدرب أشَّر علي .. قام المسؤول ومد إيدو.. فكرتوا بدو يضربني كف.. قام حط أيدو على كتفي وقال "برافو عليك .. رفعت راس الوطن". تنفست .. طلعت فيه وقلت لحالي .. آخ ..آخ .. آخ لو تعرف حقيقتي!!.

مشترك منذ تاريخ: 06/01/2006

أزمة أخلاق.....

وتقول في نفسك: ما الذي يربط بين الأخلاق ورائحة "الجرابات"، وتجيب: لأنّ الأقدمين قالوا متهكِّمين أنه أهم شيء الأخلاق ورائحة "الجرابات"، وضحك الضاحكون المتضاحكون المضحكون، وذهبت مثلاً، وقيلت عرَضاً، وعُلِكتْ مضضاً، وعلى مضضٍ تابعتُ تساؤلاتي الخفية، ودبقت روحي، وحصرت حالي "بخانة اليك" قائلاً: ولكن ما علاقة الأخلاق برائحة "الجرابات" سوى ما ضحك منه المتضاحكون الضاحكون المضحكون،

فابتسمتُ لنفسي ابتسامة الفهمان، ونظرتُ إلى نفسي نظرة الأستاذ إلى تلميذه الذكي المستعجل الخاطف الرسمي "للكبة من رأس الماعون"، وقلتُ إنَّ البند الأول للمعاهدة الدولية بخصوص رائحة "الجرابات" ينصُّ على أنَّ الإنسان الذي تتغيَّر رائحته بلمسة واحدة وهي خلع حذائه فهو إنسان بلا أخلاق ( أخلاق يوق، ماكو أخلاق، ما في أخلاق)، لأنه ليس من الأخلاق أن تظهر شيئاً وتُخفي عكسه، ليس من الأخلاق أن نراك نظيفاً لامعاً مهندماً مترنِّماً على الفننِ، وبعد لحظات وربما ساعات وربما أيام وربما سنوات نكتشف أنه في لك رائحة "جرابات"، .. ورائحة قوية نفّاذة أخَّاذة للنَفَس بعد إهلاكه، فتقول في نفسك مشمئزاً من نفسك وغباء نفسك وجهل نفسك أنه معقولة يا نفسي ما شمِّيتي شي، وليييي، المصيبة هنا وليست تماماً في جرابات الأخ، المشكلة في أنفي، في حاسة شمي، في ذكائي، في فطنتي، وتشكُّ في نفسك "شكة" قوية وتصرخ أخخخخخخ، ولماذا أخخخخ وليس آاااااخ، فهذا لتأكيد حالة المفاجأة في الألف والترنم والسلطنة على غبائك وعدم نباهتك في الخاء، وبسبب "الجرابات" يفقد أبناء الشعب الثقة بأنفسهم، ويذهبون إلى العمل بوجوه ممتعضة وقرفانة وكأنهم جميعاً شمُّوا رائحة "جرابات" وسخة، هم هكذا فعلاً، عفواً، فالحديث أخذنا، وبلشنا نخلط بين الأصل وبين المثال، وصار الكلام بحالة انفصام، لكن نفسك المتحدية المتتلمذة بأدب وذوق هذه المرة وليس ككل مرة تصيغ السماع، تريدك أن تلطشها لطشة من لطشاتك المقهورة مشان تعرف أنها موجودة، فتنظر إليها باستعجال وتتابع حديثك المفضَّل في ربط رائحة "الجرابات" بالأخلاق، ويتصدَّى لك دكاترة الفلسفة وعلوم الأنفاس و"كبسها"، ويجادلك باستنكار رعاة الخِيار، ويطلب الرايح بسبب رائحة "الجرابات" طلب الإقامة في بلد بعيد، ويبدأ رحلته في الغناء والتي هي بند ثان في الشعار الذي بدأ رحلته تحت ظلاله وهو ( ابعد عن الشر وغني له)، وكثر المطربون المبتعدون الذين يغنون للشر وانهار المجتمع بسببهم، وانهارت الذائقة، يعني صارت العالم دون ذوق، ومع ذلك ما زال هناك من يستنكر أنك تربط الأخلاق برائحة "الجرابات"، وتغضب، وتصرخ أنَّ الأقدمين قالوا ذلك، وأنَّ الأقدمين كانوا عارفين بأحوالكم ومآلكم ومصائركم، وأنَّ الأقدمين تركوا لكم الكتب لتقرأوها لا لتصمدوها، لتتصفَّحوها لا لتضربوا بها الأولاد المشاغبين من أولادكم، لتتعلَّموا منها لا لتهدوها لبياع الفلافل من أجل حفنة من الدولارات، هذه كتبكم، أنتم اشتريتموها واخترتموها ووضعتموها في صدور مكتباتكم لتقدم صورة عنكم، لماذا لا تعودون إليها، لماذا لا تتعلَّمون منها، لماذا ترمونها خلف ظهوركم وتركضون بدون مرجعيات في الحياة، دون أن تنتبهوا حتى إلى ريحة الجرابات؟!!

مشترك منذ تاريخ: 06/01/2006

كردو وعربو في الجامعة....

جلس كردو وصديقه عربو في المقصف المركزي للجامعة وجلبا صندويشتي جبنة وكأسي شاي وبدأا بالتهام الصندويشات وارتشاف الشاي بصوت عالٍ يثير الانتباه، جاءت زميلتان وجلستا معهما وبدأ النقاش.
كردو: النبي إبراهيم كردي أتى من شمال العراق إلى فلسطين محملاً بالثقافة الكردية الزرادشتية.
عربو: ليش زرادشت كردي كمان؟
كردو: طبعاً
عربو: العرب هم الذين علموا العالم الأوربي الجاهل وقد أرسل هارون الرشيد ساعة إلى شارلمان فتعقد منها.
كردو: الأكراد غزوا أوروبا وتركوا قسماً منهم هناك سموهم بالألمان.
عربو: ليش الألمان أكراد؟
كردو: طبعاً والفرنسيين كمان.. كلهم آريون.
عربو: العرب هم الذين ابتكروا الهندسة والجبر والفيزياء والكيمياء والفلسفة فهل هناك من هم أعظم من ابن رشد وابن الهيثم وابن سينا والفارابي؟
كردو: ابن سينا كردي والفارابي كردي وزرياب كردي واسحق الموصلي كردي.
عربو: العرب غزوا العالم وقد قال الفاتح العربي طارق بن زياد: «العدو من أمامكم والبحر من ورائكم فأين المفر» ؟
كردو: طارق بن زياد بربري والبربر أكراد كلهم جاؤوا بعد أن بقي قسم منهم في ألمانيا وعاد قسم منهم الى شمال أفريقيا وسموهم بالبربر أو الأمازيغ وهم أكراد.
عربو: العرب هم الذين اكتشفوا العالم الجديد فقد استفاد كولومبوس من بحوث الجغرافيين العرب الذين كانوا يحكمون الأندلس.
كردو: كولومبوس كردي يا رجل فقد جاء جد جده مع طارق بن زياد ولكن الإسبان غيروا أسماء الناس.
عربو : البحارة الذين ذهبوا مع كولومبوس إلى أمريكا كانوا محكومين بالإعدام وكانوا كلهم عرباً حصرياً.
كردو: يا عربو لا تبالغ.
عربو: أنت لا تبالغ يا كردو.
انتبه الاثنان إلى اختفاء الفتاتين ، وعندما بحثا بأعينهما وجداهما على طاولة أخرى جالستين وهما تضحكان مع شابين أنيقين.
شاب 1: أنا سيارتي مرسيدس.
شاب 2: أنا سيارتي بي إم دبل يو.
تبادل كردو وعربو النظرات الشرسة ثم أكملا..
كردو : صاحب شركة مرسيدس كردي.
عربو : اسم المصنع مرسيدس بنز.. يعني مرسيدس عنده شريك اسمه بنز.. رجاء لا تنساه يا كردو.
كردو: ومين هاد بنز؟
عربو : شريكه لمرسيدس.. بالمناسبة بنز عربي.

مشترك منذ تاريخ: 06/01/2006

البطل....

أن تكون من أهالي الدرباسية وتقطن في حلب، فهذه مصيبة، لأن عليك استقبال أهالي الدرباسية القادمين من أجل المعاملات أو للعلاج في المستشفيات الحلبية أو للبحث عن قريب ضائع.. إلخ.. وبوجه بشوش وصدر رحب وكرم لا متناهٍ، ويجب ألا تظهر امتعاضك أو انزعاجك من أية حادثة تمر بها في أيام وجودهم عندك وإلا اعتبروا هذا موجهاً ضدهم شخصياً، أما أن تكون صبياً مراهقاً، فهذه مصيبة أكبر من تلك، إذ أن مهمة مرافقة هؤلاء "السّواح" ملقاة على عاتقك، وهكذا كنتُ المنكوب الأكبر في بيتنا لأنني الصبي الوحيد على ست بنات شامتات بي عندما أرتدي ملابسي صباحاً وأخرج في رحلة سياحية إلى الطبيب مع ضيوفنا المرضى.

ولا مجال للتهرب من هؤلاء، فقد جربتُ مرة ذلك عندما خرجت في رحلة سياحية مع زوج خالتي نورا التي كانت ضائعة في تركيا وعثرنا عليها بعد أربعين عاماً، كان زوج خالتي يريد أن يتسوق، وكان علي أن أرافقه وأن أترجم له، وظللنا في سوق الساعات لمدة ثلاث ساعات وهو يبحث عبثاً عن ساعة من ماركة "سايكوبيش" كما يقول أو سايكو 5، وعندما ضقت ذرعاً به ومن مهمتيّ المرافقة والترجمة أوصلته إلى مستودع الأدوية الذي يملكه والدي وقلت له أن ينتظرني لدقائق كي أبحث له عن ساعة السايكوبيش.. وهربت، وبالطبع فإن والدي الذي ابتلي بالسائح المتسوق في مكتبه، حطم أضلاعي، ومارس علي شتى أصناف التعذيب الجسدي والمعنوي كي لا أفكر مرة أخرى مجرد تفكير بأن أجعله يبتلي بهكذا نوع من السيّاح.

وفي مرة أخرى تركت إحدى السائحات المريضات عند الطبيب وقد وضعت أرقام هواتف بيتنا ومكتب أبي في يدها المرتعشة وهي على سرير الفحص بعد أن انفجر رأسي من الترجمة للطبيب، فتارة تقول إن بطنها يؤلمها، وتارة أخرى كبدها ثم تستدرك "لا.. الكلية".. وانتهى الأمر بعجزي عن الترجمة عندما قالت لي إن الحالب هو الذي يؤلمها، وقتها لم أكن أعرف الكلمة الكردية التي تعني الحالب بالعربية، فتركتُ الطبيب مع مريضته الغامضة، وفركتها باحثاً عن معجم طبي كردي عربي لأنني سأحتاج إليه كثيراً، فما أكثر السواح المرضى في بيتنا.

وفي يوم مشهود خرجت في الصباح الباكر لأوصل السيد "أحمد بيزكه" وزوجته "غزي" إلى محطة القطار، وكنت في الثالثة عشرة من عمري وقتها، وبعد أن أجلست أحمد وزوجته في مقعديهما طلبتُ أن أودعهما، ولكنه أصر علي أن أبقى قليلاً، فالقطار لم يمشِ بعد، وهكذا كلما طلبتُ أن أمضي كان يصر علي أن أبقى وكأنني جالس في بيته إلى أن تحرك القطار، فركضتُ مسرعاً إلى أقرب باب، وبعد لحظات من التفكير والجبن رميت نفسي مغمضاً عيني، وتدحرجت على الأرض، ثم انتبهتُ لبطاقتيهما في يدي، فركضت خلف القطار وأنا أمدّ البطاقات لأحد الأشخاص الواقفين قرب الباب، ولكن دون جدوى.

ذهبت إلى المسؤولين في المحطة، وشرحتُ لهم الوضع، فأرسلوا برقية إلى المحطة التالية، وهي محطة "جبرين" وسويّ الأمر. لقد ذاق العجوزان الويلات على يدي المفتش إلى حين وصولهم إلى جبرين وصعود الموظف الوحيد في محطتها إلى القطار كي يبرئ المتهمين، فدهش أحمد بيزكه لذكائي بالإضافة لاندهاشه ببطولتي عندما رميت نفسي من القطار كما سمعت فيما بعد.

بعد شهر وصلتنا الأخبار إلى حلب، لقد أصبحتُ بطلاً قومياً في الدرباسية بفضل أحمد بيزكه، فهو يدور في سوق الدرباسية ويتحدث عني، وفي كل مرة يضيف عشرة كيلو مترات على سرعة القطار عندما رميتُ نفسي منه، كما كان يتلذذ بلفظ كلمتي "برقية" و"محطة جبرين" للمستمعين المندهشين من ذكائي الخارق أنا الذي خرجتُ حماراً رسمياً من كل العقود التي وقّعتها في حياتي بدءاً من عقود الزواج والطلاق وانتهاء بعقود العمل. ولم تكن علاقتي بالبطولة بأفضل من علاقتي بالذكاء، فبالإضافة لغبائي كنت جباناً أمام كل ما له علاقة بالتكنولوجيا بدءاً بالكهرباء والغاز وانتهاء بالسيارات والطائرات. وقد احتجت إلى أكثر من نوع من المهدئات قبل أن تطأ قدمي الدرجة الأولى من درجات الطيارة بالإضافة لابتلاعي لكافة أنواع الكحول الموجودة في الطائرة لا حباً به بل خوفاً من هذا الارتفاع الهائل الذي أنا فيه، كما إنني أبقى متيقظاً في الباصات وأراقب الطريق مع السائق دائماً وأطلب منه أن يخفف السرعة، بينما لا يمل أحمد بيزكِه من الحديث عن بطولتي وذكائي في ذلك اليوم المشهود.

ما إن صعدت في السيارة التي ستمضي إلى الدرباسية من القامشلي حتى قلت للسائق : "على مهلك"، فابتسم قائلاً : "لم أجد بطلاً متواضعاً مثلك، بالمناسبة كل الأبطال لا يحبون الاستعراض مثلك". لذلك اضطررت إلى تحمل كل تشفيطاته على الطريق المحفّرة وتلذذه باستعراض السرعة أمامي ولم لا فأنا "البطل". حتى وصلت إلى الدرباسية شبه ميت من الرعب خاصة وأن السائق طلب مني أن أرمي نفسي من السيارة وهي بسرعة مائة وعشرون كي يتأكد الركاب الذين معه من أنني البطل بشحمه ولحمه.

لم أسترح من تعب السفر حتى أمسك بي أحمد بيزكه وهو وسط حشد من الجماهير المستمعة وهو يصرخ بانفعال: "هذا هو البطل الذي كنتُ أحدثكم عنه". وكانت سرعة القطار الذي رميتُ نفسي منه قد تجاوزت المائتي كيلو متر في تلك اللحظة.

وبقيت في الدرباسية لعشرة أيام استخدمني فيها أحمد بيزكه كوسيلة إيضاح، واستثمرني كأفضل ما يمكن لمستثمِر أن يستثمِر، كان يمسكني من ياقة قميصي، ويرفعني عن الأرض نصف متر كي يرى الجمهور قامة البطل وهو يردد: "هذا هو البطل العبقري".

لم أعد أطيق الذهاب إلى الدرباسية، فإذا كنت راكباً على دراجة هوائية كان المارة يطلبون مني أن أرمي نفسي، وإذا صعدتُ عربة يجرها حمار كان الحوذي يلسع الحمار بالسوط كي يسرع ثم يلتفت إلي قائلاً :"هيا ارمِ نفسك أيها البطل"، أما إذا كنت راكباً في سيارة، فإن الركاب يصرخون بالسائق أن يسرع ويطلبون مني أن أحدد أية سرعة أحب أن أرمي نفسي، هذا بالإضافة إلى أنني كنت مطالباً بتفسيرات وشروحات عن محطة جبرين التي بات اسمها على كل لسان، وأصبحتْ أشهر من حلب ودمشق بل وحتى من نيويورك نفسها.

ومع مرور الزمن، كان رُهابي من السيارات والقطارات والطائرات يزداد، حتى أنني وصلتُ إلى الدرباسية ذات يوم شاحباً بسبب عدم استطاعتي النوم في القطار خوفاً، وبسبب توتري على طريق القامشلي درباسية، ومصادفة وجدتُ ابن أحمد بيزكه يحكي لجمهرة من الناس عن "بطولاتي"، فاخترت طريق العودة إلى حلب بقلب مرتجف وروح خائفة من حماقات السائقين

مشترك منذ تاريخ: 06/01/2006

عندما فزت بجائزة نوبل

كان موبايلي مقطوعاً بسبب فاتورة مستحقة، وكنت أمشي في شارع الحمراء بدمشق معانقاً فتاة مأخوذة بي بدون سبب، عندما جاء صديق لي وصرخ (لقمان ديركي.. أنت أخذت نوبل اليوم)، لم أصرخ به كما فعل شولوخوف عندما أبلغه أحدهم خبر فوزه بنوبل وهو يصيد السمك، (أخفض صوتك لقد أفزعت السمكة)، لأن السمكة التي كانت معي هربت خائفة وهي تعتقد أنني سرقت شيئاً اسمه (نوبل) وأن الذي أبلغني الخبر جاء ليقبض علي.

بعد لحظات رن موبايلي المقطوع وحكت معي فتاة من شركة الموبايل الحاكمة (أستاذ لقمان لقد فزت بنوبل، لذلك أعدنا موبايلك إلى الخدمة لأنك ستتلقى مكالمات تهنئة ولكن عليك أن تسدد الفاتورة فور عودتك من السويد)، وخلال ثانية بدأت الاتصالات من قبل الدائنين وهم يباركون لي ويتمنون ألا أنساهم عند عودتي من السويد، ثم اتصل أشباه الأصدقاء وبعض الشعراء والوزراء والرؤساء والملوك وقالوا لي جميعاً (أنني ثروة وطنية) وبالمقابل اتصل المشردون من تليفونات أناس يطلبون منهم نقوداً، وطلبوا مني أن أسدد ديونهم وأتحدث مع الدائنين شخصياً، وبالطبع تلقيت اتصالات من كل الفتيات اللواتي أحببتهن أو تزوجتهن وكان كل واحدة منهن تذكرني كيف كانت ملهمتي في يوم من الأيام.

أما أنا فلم أكن سعيداً، لأنني لم أحقق حلمي الدائم وهو أن أكون الثاني لا الأول، دائماً كنت أشعر بشعور عادي تجاه بطل الفيلم لأن الأشياء ترتب له كي ينتصر في النهاية، فهو الذي سيقضي على الأعداء، وهو الذي سينقذ المساكين ويحظى بالحبيبة في النهاية دون أية مغامرة درامية زائدة باسثتناء بعض الجروح والخدوش التي لا بد منها في سياق درامي مكشوف، وبالمقابل كنت أحب صديق البطل، أو البطل الثاني، فهو الذي يصعب التكهن بنهايته الدرامية، إنه ـ أي الثاني ـ مغامرة درامية مفتوحة على نهايات كثيرة، فمن الممكن أن يسقط قتيلاً قبل النهاية بقليل دفاعاً عن البطل، أو أن يكتشف البطل خيانته قبل النهاية بقليل أيضاً، أو أن يرحل إلى مصير مجهول تاركاً البطل يحتضن حبيبته بأمان، أو أن يوصل البطل وحبيبته إلى بر الأمان ثم يختفي من الكادر بقدرة قادر، بل لا يكون دائما متشكلا من الخير فقط ، فمن الممكن ان يكون شريرا ايضا ، وفي الغالب يكون خفيف الظل عكس البطل الذي لا يظهر خفة الظل كي لا تذهب هيبته.

وهكذا قفد اعتبرتُ أن اللجنة لم تنصفني عندما جعلت مني الأول، ما الذي كانوا سيخسرونه لو أنهم أعطوا الجائزة قبلي إلى شيركوه بيكه سي كي تكتب الجرائد (لقمان ديركي ثاني كردي يفوز بوبل بعد بيكه س) أو لسليم بركات كي يقولوا عني (ثاني كردي سوري يفوز بنوبل) أو لنزيه أبو عفش فأصبح (ثاني شاعر سوري يفوز بنوبل) أو لسعدي يوسف فأكون (ثاني شاعر عربي يفوز بنوبل)، بل ويمكنهم أن يعطوها لهالا محمد أو لينا الطيبي أو مرام مصري كي يقولوا (إن المرأة السورية أفضل من الرجل السوري بما لا يقاس).

مشترك منذ تاريخ: 06/01/2006

كردو....في الكردستانيات

اتصل كردو مع صديقه القديم عبر الموبايل التركي الذي يعمل بشكل جيد على الشريط الحدودي السوري ـ التركي بعد ان حصل على رقم موبايله من أهله وقال :

ـ مرحبا أنا كردو صديقك..

رد صديقه بلهفة :

* كردوووووووو أهلاً وسهلاً ، كيف حالك يا كردو ؟ أنا في كردستان سوريا .. و أنت ؟..

ـ أنا في كردستان تركيا .. ما أخبار حلّزو ؟!

* حلّزو يعيش مثل الآغا في كردستان العراق عند مام جلال

ـ و ولاتو ؟

* ولاتو يعيش كالملوك في كردستان إيران

ـ وهوشنك ؟

* هوشنك باشا في كردستان العراق بس عند سه روك مسعود

ـ وهل من أخبار عن باهوز ؟

* باهوز مازال هنا في كردستان الدرباسية أمير ، أمير حقيقي

ـ وماذا يعمل ؟

* كرسون في مقهى آدم!..

ـ آه.. و جوانو ؟

* جوان في كردستان عامودا ، صار شاعر

ـ وسيفي ما أخبارها ؟

* سيفي تزوجت آغا من آغوات كردستان عفرين

ـ وهل غنّى المطرب صلاحو في عرسها ؟

* ليش ما عرفت ؟ صلاحو بافي روجين هو نجم النجوم في كردستان ألمانيا الآن.

ـ و لايي رمو هل هاجر أيضاً ؟

* عبد القادر سليمان مازال في كردستان القامشلي..

ـ وسعيد يوسف ؟..

* أبو زورو كل يوم في كردستان ما ، يوم في كردستان السويد ويوم في كردستان النمسا ، بشكل عام يعمل حفلات في كل كردستانات أوروبا..

ـ دعنا من الفنانين وقل لي ما أخبار بنيرو صديقنا العزيز ؟..

* لا أعرف؟..

ـ بنيرو يا رجل صديقنا الذي كنت تحبه !!

* لا أعرف أخباره؟!..

ـ أنت تخبىء شيئاً عني، هل تشاجرتما مثلاً ؟!..

* لا.. لا..

ـ إذن هنا ك أمر تخفيه عني ، هيا تكلم..

* بصراحة..

ـ نعم بصراحة..

* ولن تزعل ؟

ـ لن أزعل..

* بنيرو ذهب..

ـ إلى أين ؟..

* إلى كردستان الله..

ـ ماذا؟!.. مات ؟!!!!!

مشترك منذ تاريخ: 06/01/2006

أنا لقمان ديركي.....نصبوا لي تمثالا وإلا :!:

أنا لقمان ديركي من شعراء الثمانينات في سوريا ، ولكن هذا الأمر غير مهم أمام إنجازاتي الأهم وسأورد بعضاً منها :
شاهدت وبشكل شبه يومي المطرب عصمت رشيد على شاشة التلفزيون العربي السوري وهو يغني بالمصرية(ليه بتشكي منالدنيا يا ورد ليه دمعك يجري على الخد ) ومع ذلك بقي شعري محافظاً على لونه الأصلي حتى الآن ، كما شاهدت الأغاني الكاملة لعبد الكافي أحمد وتابعت المسيرة الفنية لسمير سمرة من رائعته ( وحبيبي شكله حلو روحوا عنه واسألوا برجه برج الدلو )إلى رائعته ( حقي عليك حقك عليّ ) ولم تهر شعرة واحدة من رأسي ، كما قرأت الأعمال الكاملة لعلي عقلة عرسان من شعر ومسرح ودراسات ، وتابعت قصص حسن حميد المختص بالبالغين و صبحي سعيد المختص بالأطفال ، ولم تفتني قصائد عيسى أيوب في غمرة انهماكي بأدب صبحي سعيد ، وربيت نظري على مسبحة عيسى مسوح وسمعي على أغاني فريد اسكندر ، وبقيت حيّاً .

أنا الذي شاهدت (والأصح شاهد ) يوسف الصيداوي كل يوم بعد الأخبار وبالطبع كنت قبله قد شاهدت الأخبار ، أنا الذي شاهد مهران يوسف وهو يبهدل المتسابقين ويضربهم على أيديهم عندما يحاولون الغش ، ورضيت بقسمتي صباح كل جمعة مع منير الجبان ، بل وحاولت تقليده في سف كميات كبيرة من حبة البركة التي كما قال بأنها تشفي من كل الأمراض ، وأنا نفسي شاهدت هيام أبي سمرة تقول وهي تعرض مباراة من الدوري السوري :ننتقل بكم إلى استوكهولم لنقل وقائع

مباراة بين فريقي الجيش والحرية ، وها أنا بينكم ولم أذهب إالى السويد .

أنا الذي قرأت رواية مسلسلة لسليم عبود على صفحات ملحق الثورة الثقافي ، وطلبت طيلة عمري الأغاني التي أفضّل من شخص واحد هو ( أم عمار ) ، كما تسمرت أمام الشاشة وتابعت بقلب مرتجف علاء الدين الأيوبي وهو يحقق مع المجرمين ، وما زلت حراًطليقاً ، وانا نفسي كنت أقلب على القناة الثانية لأمتع نظري بإطلالة يحيى العريضي الإنكليزية .

أنا الذي قرأت لنهاد الغادري وعماد فوزي الشعيبي ونبيه البرجي وسمعت أشعار عمر الفرا .

أنا الذي سمعت عدنان بوظو يصرخ (كول لسوريا الأسد ) ورزحت تحت كلمات وجيه شويكي السوري الية لمدة عشرين عاماً وما زلت حياً .

أنا الذي أضطر لسماع أسماء مثل ( مروان ناصح وعصام خليل ) ولا أجرؤ على قول ( من هؤلاء ) كي لا أتهم بالجهل ، أنا الذي سمعت وشاهدت الثلاثي الديني (مروان شيخو ومحمد سعيد رمضان البوطي ومحمد كفتارو ) يتملقون الله والقيادة السياسية بآن معاً وبقيت عاقلاً .

أنا لقمان ديركي الذي بقي حياً على الرغم (مما قرأ وسمع وشاهد ) ، فهل ألجأ للغرب كي أفوز بجائزة نوبل التي يعطونها للحمير الأكثر قدرة على الصبر والتحمل ، وانا أعرف أنكم ستخوّنونني وتتهمونني بالعمالة للغرب ، أم توفروا على بلدنا الحبيب خائناً إضافياً وتصنعون تمثالاً لي وتنصبونه في إحدى ساحات دمشق أسوة بيوسف العظمة جدي السوري الذي لم يدخل العدو

الفرنسي إلى دمشق إلا على جثته ، تماماً كما دخل كل هؤلاء وغيرهم إلى الإعلام السوري على جثتي.

User offline. Last seen 14 سنة 24 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 28/03/2006

فكرة جميلة عزيزي عاشق ............ :)
وانتظرني لي عودة ببعض كتاباته ...

User offline. Last seen 15 سنة 3 أيام ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 11/03/2008

فكرة جميلة :wink:

مشترك منذ تاريخ: 06/01/2006

Roja, في الإنتظار :P

Hozan08, :wink:

دمتما بود

مشترك منذ تاريخ: 06/01/2006

وشو علاقتي أنا....؟!

تستحق بلادنا أن تدخل غينيس بسبب تحطيمها للرقم القياسي المسجل باسمنا أساساً في ترديد جملة ( شو علاقتي أنا؟!)... فلا أحد في هذه البلد يحب أن يتحمل مسؤولية أحد، فالأب لا يتحمل مسؤولية ابنه، والصديق لا يتحمل مسؤولية صديقه، والأخت لا تتحمل مسؤولية أختها، والأستاذ لا يتحمل مسؤولية تلميذه، الكل يقول لك ( شو علاقتي أنا)، والحقيقة المرة التي سنكتشفها هي أننا شعب ( ما لو علاقة)، ونحن شعب بلا علاقات حقيقية فيما بيننا، فما معنى الصديق الذي لا يتحمل مسؤولية الصديق، وما معنى الأب الذي لا يتحمل مسؤولية أبنائه، ما المعنى من الكلمات إذا لم تكن تحمل شيئاً ما ومسؤولة عن إيصال فكرة ما، لا يمكن أن تكون هناك علاقات دون مسؤوليات، ولا يمكن أن يكون هناك مجتمع أو بلد دون علاقات، فلماذا سكنت بجانبك طالما أنني لا أريد أن أقول " صباح الخير"، لماذا نعيش عصر حارة كل مين إيدو ألو بامتياز؟!

ومن القامشلي مدينة الحب تأتي أخبار مزعجة للجميع، وتحدث أشياء مؤسفة حقاً برأي الجميع، دون أن يتحمل أحد المسؤولية، والكل يقول لك ( شو علاقتي أنا)، وسينبري كردو غاضباً ويقول ( شو مشان أنو صارت الشرطة عنا بترش عالناس ببساطة)، فيرد عربو ( وشو مشان أنو يطلعوا مسيرة بوقت غلط وبخصوص شي ما بيخص البلد)، فينظر كردو ( وشو مشان أنو هدول أهلهم وشعبهم كمان وبيتعاطفوا معهم)، فيرد عربو ( وشو مشان أنو يتعاطفوا ما حدا مانعهم بس بلاها هالمسيرة هلأ.. أصلاً ما رح تقدم ولا تأخر.. ويكتفوا بالكتابة بالجرايد والتصريحات بالإذاعات والتلفزيونات وبإصدار البيانات)، فينظر كردو متعجباً ( وشو مشان أنو معك حق إذا كانوا عم بيعاملوهم منيح وبيعتبروهم اولاد بلد عن جد وبيسمعوا شو مطالبهم ضمن حدود هالبلد وتحت سقف هالبلد)، ( وشو مشان أنو ما لي علاقة.. أنا متلك تعبان وهفتان.. بقى جاية توجع لنا راسنا أنت كمان بمسيراتك وبديباجات حقوق الإنسان)، ويرد كردو متعجباً ( وشو مشان أنو شو علاقتي بالمسيرات والبيانات والمشاكل والقلقلات)، على شو مشان الهويات والمدارس والثقافة والإعلام والمساواة والإحترام والإنتماء والتفاني والإخلاص وأنو صار في شباب عم بيغنوا بالكردي بالشام وانو عم تمشي الأمور بالخير لقدام وخلونا نروق على بعض ونشتغل مع بعض، وأنو في بالإمكان أكتر مما يكون وكان، ويمضي الإثنان ويعودان ويلتقيان ويتحدثان وفي النهاية يقولان كل بصوته العال العال ( شو علاقتي أنا)، مشان الله إذا أنت وهو ما ألكم علاقة.. مين اللي ألو علاقة؟!!!!.. أنا شخصياً لا حدا يقرب علي .. ما لي علاقة!!!!!!!!

مشترك منذ تاريخ: 06/01/2006

عامودا بلد المليون شاعر

هي بلد المليون شاعر مع أن عدد سكانها لا يتجاوز العشرين ألفاً ربما أكثر أو أقل، فعامودا بلدة، ناحية، وأنا لا أعرف عدد سكان البلدات والنواحي بالضبط، لكنك تستطيع أن تقدِّر عزيزي القارئ، لكنك لن تصل في تقديراتك إلى المليون، فلو توالدت عامودا وتناسخت فهي لن تصل إلى هذا العدد من السكان، لكنها بلغته ببساطة عند تعداد شعرائها، لا شك بأنهم مليون، إنهم كثر، ويقولون في الأسطورة العامودية إن الصف العاشر شعبة أولى كلهم شعراء، من شاطرهم إلى كسلانهم، ويقال إنهم جميعاً يحبون فتاة واحدة من الشعبة نفسها، لكن الظروف نقلت الفتاة من الشعبة الأولى إلى الشعبة الثانية فتحول باقي الطلاب من العاشقين إلى شعراء جوالين، ويقال إنهم نسوا الفتاة وانهمكوا بالأشعار، وبعد ذلك تفرع طلاب الصف في فنون الكتابة فكتبوا القصة والرواية والمقالة والمسرحية إلى ما هنالك من فنون الكتابة، أما الذين لم يدخلوا المدرسة، ولم يتعلموا الكتابة والقراءة فقد أصبحوا مطربين، ، إلا أن مدرستهم أنتجت مطرباً رقيقاً وجميلاً اسمه شيدا، وتابعت طريقها في عوالم الكتابة والشعر، وتابع شعراء عامودا المسيرة على الرغم من أن أهالي عامودا مشهورون بعرقلة السيارات، فمشاة عامودا يمشون في منتصف الطريق حصراً، لا على الرصيف بالتأكيد، فإذا زمَّرت لهم السيارات تراهم يستغربون، لكن مدرسة الشعر لم تتعرقل رغم زحمة الشعراء، ومعظمهم من المشاة، فكتب الشعراء عن الحبيبة شيرين وأحياناً بروين وأحياناً نسرين، وكتبوا جميعهم بالتأكيد عن المجنون نوافو الذي سمى نفسه في العصر الماركسي لعامودا بهاوار أو الصرخة، والذي يمشي بلباسه العسكري الفرنسي في الشوارع وعلى صدره أوسمة بعدد شعراء عامودا، كما كتبوا بالتأكيد عن سينما عامودا التي احترقت وكان روادها من أطفال المدارس، كتبوا عنها مئات القصص والروايات والمقالات والأشعار، ولم ينسوا أن يكتبوا عن الفقر، وأن يكتبوا ضد الظلم، وكتبوا بالتأكيد عن بعضهم البعض، فجامل بعضهم بعضاً، وقاتل بعضهم بعضاً، ومدح بعضهم بعضاً، وذمَّ بعضهم بعضاً، ثم وسَّعوا من أعمالهم فامتدوا إلى القامشلي، وهناك تعرفوا على أصدقائهم من الشعراء، ثم جاء بعضهم إلى حلب، وجاء بعضهم الآخر إلى الشام، بل إن بعضهم ذهب إلى اللاذقية، وبعضهم راح إلى بيروت، وكتبوا عن كل المدن التي زاروها، لكنهم لم ينسوا أن يقارنوها بعامودا، وذهب بعضهم إلى ستوكهولم والآخر إلى كوبنهاغن والآخر الآخر إلى سان بيتربورغ ولكنهم ظلوا يكتبون عن عامودا، لم ينسوها، لم ينسوا الكتابة عن نوافو، ولم ينسوا الكتابة عن السينما المحترقة، كما أنهم لا ينسون كل عام أن يكتبوا عن تلك الفتاة التي نقلوها من الصف العاشر شعبة أولى إلى الشعبة الثانية، التي اسمها أحياناً نسرين، وأحياناً بروين، وأحياناً شيرين وأحياناً نارين.

مشترك منذ تاريخ: 06/01/2006

بونات

كتَّر خير الله وخيركم يا حكومتنا الرشيدة، صار في عنا بونات للمازوت، والبونات يا حبيبي هي رسالة لك يا أخي الأندبوري أن الحكومة لن تتركك وحيداً، فبالإضافة لأولادك العشرة اللي مالئين حياتك وحياتنا بالسرور والحبور، فقد خصصت لك الحكومة دعماً سمته البونات أو الكوبونات كي تأخذ حقك من المازوت الغالي الذي لولا حكومتنا الكريمة ما كنت لتحصل عليه ولو في أحلامك الزمهريرية الشتوية، وطمعاً منكَ أيها المواطن الأندبوري العايف التنكة ستطلب من الحكومة أن تكمل معروفها بطريقها اسمها لابسة ولابسة، ورايحة ورايحة، ودافعة ودافعة، ستطلب أن تدعم لك الرز بطريقها والسمنة بطريقها والبندورة الأمّورة بطريقها حاكم صرنا نخجل نقول لبياع الفلافل المحترم ( كتّرلنا البندورة زكاتك) لأنه سيرمقك بتلك النظرة القوية والغاضبة والمستغربة فتفهم من دون كلام، وتصبح شوية بندورة من عالم الأحلام.
نريد بونات للخضار بشكل عام، مع رجاء اعتبار الليمون من الخضار، أما بالنسبة للفواكه فما في داعي، فهي مسألة ترفيهية بحتة لا علاقة لها بأسنان وعظام الأولاد، وما بائعها إلا مبروظ ابن برواظ، وما حاملها إلا محدث نعمة ابن شفَّاط، وما آكلها إلا ابن ح..لال، يا حلال على هالحالة، بدنا بونات للكهرباء..ولا نريدها للمياه، الحمد لله ما زالت حبّابة وآدمية المياه، وبدنا بونات للتكاسي والمكاري والتماري، بونات للمناسف، بونات للعزايم، ما عاد عملنا عزايم، وما عاد طلوا علينا الحبايب، لأنو الطلة صارت بكفرة، والغلطة جلطة، ودخلة الحبايب لبيتك صار بدها هديك الحسبة من الليرات، صار بدنا بونات للصداقة يا اولاد الحلال، بونات للمرحبا وصباح الخير، ما عاد حدا رمى علينا السلام، صار بدنا بونات للكلام.
بدنا بونات للزواج، وحطة راسين على مخدة بالحلال، يا حلال على القصة، صار بدنا بونات للإقامة، وبونات للولادة، وبونات للمستشفيات، بونات للمدارس
، وبونات للجامعات، وبونات لأساتذة الجامعات لتصليح العلامات، صار بدنا بونات للبدل، وبونات للسفر، وبونات للحنين إلى الوطن، وبونات لعناء السفر الذي تجشمناه.
وحتى النَفَس اختنق، وفوق الشام عم يلعب التلوث سحابات سحابات، وصار الهوا النضيف غير متوفر غير بالمصايف والمنتجعات، وهي الأخيرة بدها بونات، صار بدنا بونات للهوا، وبونات لشم الهوا، حتى لأكل الهوا والعلاك صار بدها بونات.
بدنا لدفاتر الأولاد والأقلام.. بس ما بدنا بونات للكتاب، انشالله عمره ما حدا يقرا برات المنهاج، لأن القراءة سبب رئيسي للفهم والوعي وكافة أنواع الحس والإدراك بعيد عنكم يا شباب، بدنا بونات للأعراس، وبونات للجنازات والنعوات وتلات ايام العزاء، ولا عزاء سوى بالبونات، بدنا بونات للحياة. ولا حياة لمن تنادي، يا فؤادي... لا تَسلْ أين الهوى..... فقد أكلناه!
!.

مشترك منذ تاريخ: 06/01/2006

السلام عليكم يا طقطق....؟!

من مصادر موثوقة قالوا لي أنو العالم انبسطت بساحة الأمويين بحفل الافتتاح الناري والمائي والهوائي والترابي كما صرحت المذيعة أثناء شرحها لمفردات الحفل، وقد شرحت أن هذه الكرة السابحة بحمده في الهواء تمثل الأرض وأخرى تمثل القمر وثالثة تمثل الشمس، وشرحت أن الراقصين يخرجون من نوافذ دمشق ويتسلقون جدران دمشق وأن المطر يهطل فيتمايل الراقصون مع النسيم العليل تحت مطر الربيع، ومن أقوالها في تفسير العرض: ( يضاء الضوء بالضوء فتدخل الشمس ويستسلم الراقصان للريح فيتمايلان على أنغام زينوا المرجة)، طيب يزينوا المرجة مين ماسكهم؟!!، وليش بساحة الأمويين، قال لأنو قالوا للجنة الثقافة بدنا نعمل سنة للثقافة بعاصمة الأمويين، قام اللجنة فحصت وبحثت وبحبشت على هالجملة قام ما طلع معها غير ساحة الأمويين كأقرب شي، ومن هنا انطلق حفلنا الذي قالت المذيعة فيه ( الألعاب النارية تدير حواراً بين ساحة الأمويين وجبل قاسيون)، وقالت ايضاً في وصف الراقصين المعلقين حوالين الطابات السابحة بحمده ( ثلاثة عناصر طائرة.. الشمس والقمر والإنسان) ولكنها خافت أن لا يفهم عليها الإخوة المشاهدين من أمثالي فعقبت( والإنسان المتمثل بالراقصين)، وهي بهذا متأكدة بأننا فهمنا أنو الطابتين يعني الشمس والقمر كتَّر خير الله وخيرها، ولم تنس أن تسأل المذيع الذي يجلس بجانبها متفاجئاً بالحفل ومندهشاً وطايرة ضبانات عقله ( شو حابب لسه يفاجأك المهرجان؟!)، ولم يجب المذيع كما يجب لأنو كان متفاجئ.. لكن هالمرة مو بالمهرجان بل بالسؤال، وسين سؤال لأولي الألباب من اللي حضروا المهرجان شخصي ومن اللي حضروه عالتلفاز ومن الغياب، يا ترى ليش جابوا فرقة من إيطاليا مشان يتعلقوا بالحبال ويقلبوا كم تقيلة بالهوا على أنغام ما بنزل ما بنزل يا دادا ما بنزل ألا بحلق ألماس؟!.. جيم جواب.. لأنو إذا جبنا راقصات شغل عنا كان ما صدقوا أول ما سمعوا هالنغمة وقعدوا يتمايعوا ويتدلعوا ويتخصوروا ويتبنصروا، بينما الراقصات الإيطاليات جديات وما بيقلبوا غير تقيلات رياضية جادة هادفة حتى لو كانت النغمة نايطة ومايعة وطالعة من بيت أبوها ورايحة لبيت الجيران، وسين سؤال كمان .. طيب ليش جايبن ضرِّيبة الصواريخ من إيطاليا مع أنو إذا بلغ لنا الفطام في عالم الفتيش صبي خرَّ له الجبابرة راكعينا، جيم جواب.. لأنو هاد الأجنبي رح يضرب كل الصواريخ وكل الفتيشات وما رح يضب له كم علبة بجيبته ويروح يبيعهم بسوق التهريب بالقابون في الأعياد، طيب سين سؤال .. من وين جبتوا كل هالألعاب النارية مع أنها ممنوعة.. أنا شخصياً بشتريها من المهربين اللي بيمشوا بالسوق وهنن عم ينادوا لزبون واحد فقط بشكل سري ورخيم وعبر كلمة سر يعرفها الجميع ( فتيش.. فتيش)؟!.. جيم جواب .. إي ما في جواب يا.. عليتوا قلبنا .. لا بيعجبكم العجب ولا الصيام برجب.. كل ما هنالك أنو عملنا شغلة حلوة وانبسطوا العالم فيها .. والعالم بالبسط والفرفشة ما رح تسألك مين ضرب هالصاروخ .. ومين اللي عم تتدندل وتقلب بالهوا، يعني بصراحة من وين بدنا نجيب ناس بيرفيكت بهالقصص كلها، بقى برضانا عليكم نحنا بدنا نبسطكم، وشايفين بعيننا أنو هالشغلات صعب نعملها بإيدنا مع أنو صنعنا منصات الفتيش بإيدنا، سين سؤال.. والله العظيم أحييكم على هذا الصنيع وهذا يدل على أننا نستطيع أن نعمل الحفل بأنفسنا من طقطق للسلام عليكم.. بقى طقطق وعملناها بإيدنا.. ليش ما عرفنا نعمل السلام عليكم؟!.. والا البونا سيرا أحلى وأهضم وأسهل؟!!!!!!!
وبالنتيجة ما لي زعلان غير عليك يا طقطق، تعبتوا وعملتوا واشتغلتوا مشان يجيبوا لكم بوناسيرا عليكم، لك آااخ.

User offline. Last seen 14 سنة 22 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 16/10/2008

اشكرك على المواضيع الرائعة

مشترك منذ تاريخ: 06/01/2006

الحرية...والبنت....وأنا :!:

كنت بالتمرين بنادي الحرية بحلب، قام أجت وحدة معجبة فيني، قلت لحالي باخدها لأشوفها ببيت أبو رمضون، عملت دوش ولبست بيجامة الرياضة الأديداس وحكيت تليفون مع أبو رمضون مشان يفضي لي بيته، قال لي «عم أستناك». وهادا أبو رمضون بيته ببستان القصر وهي حارة شعبية فيها اولاد أكتر من اولاد البرازيل، نزلنا من التاكسي راس الشارع ومشينا ع بيت أبو رمضون بأمان الله، كل شي تمام والأمور عال العال، الحارة فاضية وما في حدا من الجيران ع الشباك أو ع البلكون، وفجأة شافني ولد صغير وعرفني «مو أنت علوش لاعب المنتخب وفريق الحرية؟»، انبسطت وهزيت له براسي وأنا عم أتطلّع بطرف عيني على صاحبتي بفخر واعتزاز على قولة المتنبي.
وما طوّل هالفخر والإعتزاز أكتر من دقيقة، ستين ولد صاروا وراي وهنن عم بيصيحوا «حرية.. حرية».. حييتهم بإيدي متل اللاعبين الأجانب وشديت البنت من إيدها وأنا وعم بقلها «لا تطلَّعي وراكِ.. أسرعي شوي»، الستين صاروا مية وعشرين.. دوبلوا بلحظة وصاروا يصيحوا «علوشة علوشة.. حرية حرية». شدينا.. قام شدوا ورانا.. العمى.. فضيحة.. الناس صارت ع الشبابيك «موهاد علوش لاعب المنتخب؟»، والاولاد عم يكتروا، تطلعت فيهم وشفت زعيمهم قلت له «تعا لعندي» أجا مبسوط، قلت له «أنت مبين عليك كبير وفهمان.. رجّعهم»، قام صار يبهدلهم ويقول لهم «ارجعوا لورا يا شباب» بس شفته عم يغمزهم، مسكت إيد البنت وركضنا.. ركضوا ورانا، وصلنا على مدخل البناية، قلت لها للبنت «اطلعي للطابق الرابع وأنا لاحقك». طلعتْ البنت وصرت أضرب الاولاد بالحجر مشان يرجعوا وكانوا عم بيشجعوني «طيبة علوش.. حلوة معلم»، ولمّا رجعوا شوي لورا فتت ع البناية وطلعت متل الصاروخ ع الطابق الرابع، قعدنا أنا وأبو رمضون والبنت، وبعدين فتنا على غرفة لحالنا، مسكتها للبنت من إيدها وابتسمت لها وأنا وعم أقول «شعبيتي كبيرة» قالت لي «أنت سوبر ستار». مسكتها من إيدها التانية بس كنا عم نرجف تنيناتنا وكنت عم أتخيل شي فاعل خير عم يخبر الأخلاقية مشان يمسكونا بالجرم المشهود، قام صرت أرجف أكتر، بعدين صرت أشجع نفسي وقلت لحالي «لأ يا علي.. هدول جمهورك وبيحبوك.. مستحيل يخبروا عليك»، وحاولت أبوسها بس ما قدرت لأني قلت لحالي كمان «بس ممكن يخبّر علي واحد من جمهور الاتحاد»، وصارت شفايفي ترجف كمان، عانقتها للبنت متل ما بيساووا بالأفلام قام حسيت بجسمها كله عم يرجف.. صرت ألعب بشعرها، رفعت لها راسها وتطلعت فيها نظرة رومانسية قام طلع صوت من تحت «حرية حرية.. حرية وبس والباقي خس»، قام وقفنا وأنا عم أتخيل دورية الأخلاقية وهنن عم يدقوا الباب ويسحبونا ع الفرع.. يالطيف. فتحت الشباك قام شفت منظر عجيب.. الجمهور صار جمهورين.. جماعة عرباوية.. يعني حرية وهنن حاملين أعلام خضر وجماعة أكتر أهلاوية.. يعني إتحاد وعلقت بيناتهم.. ياسلام، وتخيلت الشرطة جاية تشوف الموضوع.. وطبعاً رح يعرفوا السبب.. والنتيجة بالمخفر أنا والبنت، قلبي صار يدق والبنت صارت تتلون.. شي يصير لونها أحمر متل فريق الاتحاد.. وشي أخضر متل فريق الحرية.. من الرعبة. سكّرت الشباك وقلت لحالي «طز فيهم.. العمى»، قام سمعت صوت زمور الشرطة، صار لون البنت أصفر متل فريق البرازيل. فتحت الشباك لاقيت الشارع فاضي، كل الاولاد هربوا وتخبّوا، طلعوا الشرطة بالسيارة وراحوا وهنن عم يزمروا، صارت الساعة12 بالليل.. هدوء.. ولا صوت.. ولا حركة..
تعانقنا من جديد.. وكنا عم نرجف تنيناتنا.. لا حياة لمن تنادي.. العمى.. والبنت جسمها بارد متل فريق ألمانيا.. نزلنا ع الدرج، ونحنا نازلين لقينا أولاد نايمين ع الدرج.. عم ينتظروني.. كل درجة عليها ولدين، وكل واحد نايم على كتف التاني.. نزلنا من بيناتهم.. أربع طوابق.. على مهلنا مشان ما يفيقوا..
وصلنا على باب البناية.. كان الشارع فاضي.. مسكت البنت من إيدها.. ضحكنا.. كانت حلوة كتير.. قلت لها «بحبِّكْ».. ضحكِتْ.. مشينا بالشارع وكانوا بقية الاولاد نايمين بجنب بعض ع الرصيف.. ياإلهي.. بصراحة.. كانوا أحلى اولاد شفتهم بحياتي.

مشترك منذ تاريخ: 06/01/2006

Alan_rsha, العفو...

مشترك منذ تاريخ: 06/01/2006

قلبي ومفتاحه....

وهو ليس كباقي المفاتيح، فهو مفتاح المسؤول، هو الشيفرة التي تفك جميع الأسرار، والعتبة الأساسية والأخيرة للوصول إلى المسؤول، على اعتبار أن الوصول إلى المسؤول في بلادنا هو من أصعب الأمور وأعقدها، فإذا وضعوا شخصاً في منصب معين يتحمل فيه مسؤولية كذا وكذا.. فإنه بالتالي سيصبح مسؤولاً عن هذه الكذا والكذا.. وعلى اعتبار أنه أصبح مسؤولاً عن هذه الأشياء الكذايات فلا بد من أن هناك أحد ما يسأله، والأسئلة التي ستوجه له ستكون شديدة الأنواع فمنهم من سيسأله على شكل استفسار، ومنهم من سيسأله على شكل استجداء، ومنهم من سيسأله على شكل طلب للمساندة ومنهم من سيسأله الرحمة به والرأفة بعياله، ومنهم سيسأله منتظراً الجواب.. أي جواب مو مشكلة، ومنهم من سينتظر جواباً مقنعاً فإذا لم يسمعه هذا المسؤول فإنه بالتالي سيحمله المسؤولية عن فشل كذا وكذا.. و باقي الكذايات الفاشلة التي تغص بها حياتنا السعيدة، ولعلنا باستنتاجنا وذكائنا سنعرف أن المسؤول شخص عليه عجقة كتير، وبالتالي فمن الطبيعي أن يسارع إلى وضع حاجز، بينه وبين الناس، اسمه مدير المكتب، وهذا المدير على الرغم من أنه حاجز أو حاجب فإنه بالوقت نفسه مفتاح، فهو الداء والدواء، تماماً كما تفعل شركات الأدوية الكبرى في العالم بأن تخترع دواءً ثم تضطر لأن تخترع له داءً كي يتم تسويق هذا الدواء، ومدير المكتب في بلادنا هو دواء صنع لداء لا وجود له، مما اضطره لأن يكون هو الداء، وهذا التوضيح هو فقط لمجرد الطلب منكم بأن لا تظلموا مفاتيح المسؤولين، فهذه هي وظيفتهم وهذه هي مهمتهم، فترى مفتاح المسؤول يوصل كل أفكاره إلى المسؤول على أنها أفكار الناس ومطالب الناس، بينما هي أفكار ناس يخصون المفتاح من أقارب وعقارب وأصدقاء وجيران وأشخاص مهمين على اعتبار أن الأشخاص المهمين يستطيعون أن يكونوا بقواهم المتنوعة أقرباء لكل الناس، وتفشل المشاريع لكن المسؤول لن يعرف أنها فاشلة بل سيعتقد أنها حازت على إعجاب الناس كما قال له مدير مكتبه، فإذا سمع كلمة انتقاد من أحد ما اعتبرها مذمة من ناقص لا أكثر ولا أقل، وتمضي الأيام وتأتي الأيام فتقول أن المشاريع التي أقيمت في عهد المسؤول فلان كذا وكذا وكذا، بينما الأصح أن تقول أن المشاريع التي أقيمت في عهد مدير مكتب المسؤول الفلاني كانت كذا وكذا، وهنا يتضح أن مفتاح المسؤول جندي مجهول أيضاً ومأكول حقه إلى أن يطير المسؤول ويبقى هو حاجزاً ومفتاحاً لمسؤولٍ جديد سيهرع إليه بداية استلام منصبه ويفهم منه الأوضاع فيفهمه إياها، ويتابعان على نفس المنوال فيندهش الناس ويقولون في قلوبهم سبحانك يا رب تغير المسؤول بس ما تغير شي؟!.. وكان الأجدر بها أن تسأل هل تغير مفتاحه معه، فإذا لم يتغير مفتاحه لن يتغير شيء، لأنو السر بالمفتاح وليس في الباب، وبالطبع فإن المفتاح سيدهلز للمسؤول ويدخل عليه بنعومة وسلاسة ويطرقه عبارات مديح لم يسمع ببراعتها من قبل، كما سيطرب للتعظيمات التي ستطال شخصه من قبل مفتاحه وحاجبه بآن معاً، وسيردد قصائد الولاء المطلق حتى تصبح ثقة المسؤول به عمياء، عندها تمضي الأمور على هوى الأمورة أو الأمور لأنو من الممكن أن يكون مفتاح المسؤول سكرتيرة حسناء، فتراها تقسم وتجمع وتطرح.. وتضرب إذا لزم الأمر يميناً وشمالاً غير آبهة بشيء، بل وتفرض على الناس الخوات أو الهدايا أو المقايضات أو المبادلات عبر أوراق تتحدث بكل اللغات، فترى يا صاحبي المسؤول ومفتاحه يعيشان في القصور والفيلات ويتسوحان في أوربا الغربية للنساء، والشرقية للرجال، والسكي والديزني لاند للأولاد، والكازينوهات لمحبي الميسر وباقي أرجاس الشيطان، أما نحن فنتحول إلى أصحاب كلمات، أقل ما يقال عنها أنها فارغة وأكثر ما يقال عنها.. أنو.. علاك بعلاك، وطبعاً بنستاهل لأنني شخصياً من محبي ومريدي أبو علاك، لأن في أبو علاك الممنوع من الصرف من الصفات ما هو أحمد من المفتاح ومسؤوله في هذه الحالات، عن جد إنني في هذا الزمن أميل إلى تمجيد أبو علاك.

مشترك منذ تاريخ: 06/01/2006

حوّاسو...من الدرباسيّة!

لم يكن حوّاسو بشخص عادي في مدينتي الصغيرة «الدرباسية»، بل كان نجمها الكوميدي الأول، وكانت أعماله الكوميدية تسجل على أشرطة كاسيت، وتوزع على أهالي الدرباسية عبر أشهر وسيلة توزيع ألا وهي النسخ والتناسخ وغير ذلك مما يعتبر قرصنة فنية الآن، وكانت طريقته المفضلة هي استخدام ألحان أغاني الفنان الكبير سعيد يوسف وتركيب كلمات كوميدية عليها عوضاً عن كلماتها العاطفية، وكنت دائماً معجباً من معجبي حواسو الكثر في الدرباسية، وكنت أردد أغانيه في السهرات وأنا أعزف على البزق، فيضحك الحاضرون ويسعدون، وعندما يسألونني عن المؤلف، أقول لهم بفخر واعتزاز: حواسو من الدرباسية، وغالباً ما تكون الحمير مواضيع أساسية في أغانيه، فيخاطب الحمارة قائلاً (لي كريه لي كريه.. أيتها الحمارة.. أيتها الحمارة.. لا تذهبي إلى البيدر... فأنا والقرويون متخاصمون وسيأخذونك إلى المخفر)، وكان كأي فنان لا يعيش من فنه مضطراً إلى العمل، ومن حسن حظه أنه كان يملك دكاناً، فكان يدخل من مهنة إلى أخرى، فتارة تراه «قندرجياً» فيضع لافتة ضخمة على المحل كتب عليها (تصليح دواليب البشر)، وتارة يفتتح محلاً للفروج فيعلق قصيدة على الجدار بعد أن سمى المحل بفروج السلطان (أي شيء أطيب من لحم الدجاج قولوا لي.... فإذا كان على البرغل فزيدوا لي.. فدعكَ من لحم العجول والسخولِ.... إن فرج السلطان مأكولي)، ولم تكن جدران المحل بمنأى عن مرحه فكانت مليئة بالكتابات المضحكة، ولشدة شعبيته في حالته الساخرة تلك وافق عازف البزق الأول في الدرباسية وسائر المشرق «حسن» على العزف برفقة أغانيه التي كان يسجلها في البيت وعبر المسجلة العادية طبعاً وبحضور النخبة من سميعته، وكان أن وصلت أغاني حواسو المركبة على ألحان أغاني سعيد يوسف إلى الأخير شخصياً فلم يغضب، ولكنه عندما التقى به في إحدى المؤتمرات الفنية الجزراوية أي إحدى الأعراس قال له: أنت حواسو الذي يخرب أغانيي؟! فأجابه حواسو: أنا لا أخربها ولكنني أدمرها.
ومن حلب كنت آتي إلى الدرباسية وأتوقف أمام محله بوجل خائفاً من مجرد إلقاء التحية، فقد كان نجمي المفضل، وجليس سهراتي مع أصدقائي الأكراد عبر ترديدنا لأغانيه الضاحكة، وكان قد غنى عن تحديد النسل وقتها عبر أغنية يسخر فيها من كثرة الإنجاب ومن الأميّة والأميين، واعتبر أن الأمي من الممكن أن يمزق سندات ملكية أرضه ظناً منه أنها مجرد أغلفة لقطع البوظة تخص شقيقه الصغير، كما سخر من الفخر بالدرباسية، فحكى عن حماليها وعمال الميرا والبرغش الشهير والفتيات على البلاكين في زمن لم تكن فيه بلاكين، وبالطبع غنى ضد أهالي عامودا الذين يمشون في منتصف الشارع ولا يتزحزحون لتمر السيارات العابرة، وطالبهم بالمكوث الإجباري في البيوت، وتغزل بطبخة اليبرق مقسماً أغلظ الأيمان بأنها أكلته المفضلة، وحكى عن الكلاب والقطط وتأففهم من بخل السكان، ولكن تبقى غزلياته في الحمير هي الأشهر.
لا أعرف شيئاً عن حواسو الآن، ولكن ما أعرفه، هو أنه كان أحد الذين أثروا بي، بل وغيّر لي مجرى حياتي، فمن أحلامي الرومانسية الحزينة، إلى أفكاري الثورية المتجهمة، جاء حواسو وأدخل الكوميديا إلى حياتي، فدخلت إليها منذ أن سمعت أغنيته الأولى وبقيت مستعيناً بها على الشقاء وأولاد الحرام، إنه المعلم حواسو من الدرباسية

مشترك منذ تاريخ: 06/01/2006

كردو آغا...؟

لا يمكن أن يستغني عن الآغا في داخله مهما كانت الظروف، فكردو آغا بالفطرة ومنذ الولادة، فمهما كان وضعه سيفاجئك بأنه كان آغا في يوم من الأيام، وأن الظروف فعلت به فعلها، وفي غالب الأحيان يقنعك بصحة نظريته، لأنه كردو، وكردو مرَّ بظروف صعبة جداً، وبالتأكيد فإن الكثير من الآغوات الكردويات قد تحولوا بفعل الظروف القاهرة إلى مجرد فلاحين، ولكن ليس بالضرورة أيضاً أن يكون الجميع صادقين، لأن كردو في حقيقته يحتاج إلى أن يكون آغا ولو للحظة في النهار، فتراه يخدم في مطعم وهو يتأفف من غلاظة الزبائن وتعاملهم وكأنهم آغوات معه، ثم يمضي بعد الدوام إلى مطعم آخر ويتحول إلى آغا على الكرسون الآخر كزبون يرفه عن نفسه، وكردو آخر يعاني من آغوية رب العمل عليه وهو يشغِّله في أتفه الشغلات، ثم يعود إلى المنزل ويستلقي بلا حراك بينما زوجته تركض يميناً وشمالاً ملاحقة طلباته الأتفه من طلبات الآغا رب العمل، فكردو آغا هنا مسلح بفردتي شحاطة بجانبه، وفي متناول يده كي يرمي بها الأولاد المشاغبين أو الزوجة المتقاعسة، كما أنه يطلب من الضحية المضروب بالشحاطة أن يأتيه بالشحاطة ويركع بين يديه ويتلقى صفعتين على الماشي ثم يعود إلى القطيع البشري المتناثر صامتاً ومعترفاً بالآغا الذي في البيت.

وترى كردو مفلساً ويتدين على الموسم وهو يسرف بالإستدانة، فإذا قطع عنه البقال واللحام والمطعم والمتجر حبل الدين، فإنه يلجأ إلى الدين بالفائدة أو على مبدأ الطونات المعروف دولياً في الجزيرة فقط، وتراه يذهب بأموال الفايظ إلى العاصمة أو إلى حلب أو إلى القامشلي ويبدأ بصرف الأموال على سهره ورقصه ومطاعمه وملاهيه وصاحباته وأصحابه من رفاق السوء كما يقول سيادة اللواء علاء الدين الأيوبي، ثم تأتي إرادة الله وتتدخل ضد كردو فيأتي الموسم عجفاً وضئيلاً مما يضطره للهرب إلى العاصمة والاختباء عند أحد الأقرباء في زور آفا لسنة، بل ولسنوات، ويبقى كردو آغا طيلة هذه السنوات ينتظر الموسم تلو الموسم كي تعطيه السماء الهدايا والأرزاق مدمراً أصحاب المنزل الذين استضافوه، لأنهم إذا لم يستضيفوه سيشل عرضهم بين أبناء العشيرة، فكم كردو آغا تعرفون يجلس في انتظار بركة السماء؟ كم كردو آغا تعرفون يعيش كآغا ويتصرف كآغا ويتعامل معكم كآغا وهو لا يملك سوى ما تراكم عليه من ديون رافضاً ولو للحظة أن يكون فيها شخصاً عادياً عاملاً ومنتجاً للأفكار الجديدة والخلاقة؟ كم كردو آغا مر في حياتكم وأنتم تعملون وتصبرون وتحبون الحياة والجيران والأهل والخلان، بينما هو قرفان، ومن واقعه هربان، وحاطط كل اللوم على الأهل والطونات والجيران؟؟

مشترك منذ تاريخ: 06/01/2006

دا هاي لو لو.... دا هاي لو!؟

ليس مفاجئاً أن تستمر الجزيرة السورية في رفد الأغنية الكردية بالمزيد من المبدعين، ومن بين هؤلاء سيلفت انتباهك «عماد كاكلو» صاحب أغنية تتحدث عن طلاق بشيرو، وأخرى تتحدث عن شدة ولع مستو بالبسكليت، وهذه الأغنية الأخيرة حققت شهرة في الجزيرة، وبدأ الجميع بالبحث عن مستو لمعرفة سبب تعلقة بالبسكليت في زمن الأنترنيت كما يقول عمادِه كاكلو، ويتفنن كاكلو في وصف بسكليت مستو ومراقبته ونقل تفاصيل ما يفعله مع أصدقائه البسكليتجية الذين يتجمعون في حي الهلالية ويمارسون طقوساً عجيبة في القفز مع البسكليت والشقلبة والتشبيب كالفرس وغير ذلك من فنون البسكليت المنسية، كل ذلك بأسلوب ساخر وعلى إيقاع الرقصة الكورمانجية، وهو بهذا يعيدنا إلى عراقة الأغنية الساخرة الكردية والتي اشتهر بها الشاعر العظيم يوسف برازي، ولا عجب من انتشار هذا النمط من الأغاني في الثقافة الكردية وذلك لأن الكردي كان قد حُكمَ عليه ألا يعبر عن نفسه بالكتابة أو المسرح أو السينما والرواية فعبر عن نفسه بالموسيقا والأغنية، فكانت الأغنية الكردية هي الشعر وهي القصة وهي المقالة السياسية والمقالة الساخرة وهي الرواية وهي التاريخ وهي المسرح وهي السينما، لقد حملت الأغنية الكردية على أكتافها تاريخ هذا الشعب الرقيق واللطيف والعنيد والمسالم والمتمسك بهويته وثقافته، حتى الأكراد العاديين كانوا يلجؤون إلى الغناء لسرد أمور تحدث أو حدثت معهم لإيصالها إلى أهاليهم كرسائل، فتسمع ذلك النشيج العالي والرسالة التي تريد الوصول وقد وصلت عبر تناقلها كأغنية من حنجرة إلى أخرى، لقد تحولت الأغنية إلى طقس يومي في أي بيت كردي، فلا يمكن أن تشاهد بيتاً يخلو من شخص يعزف أو يتعلم العزف على تلك الآلة العظيمة البزق أو الطنبور أو الساز، ولا يمكنك أن تشهد جلسة دون أن يكون الغناء طرفاً فيها سواء عبر آلة التسجيل أو لايف على الهواء مباشرة، إن الأكراد يكتبون تاريخهم غناءً، ويصنعون مسرحهم غناءً، ويقدمون أفلامهم السينمائية غناءً، ويكتبون رواياتهم غناءً وأشعارهم غناءً وقصصهم غناءً وسيرهم الشخصية غناءً بل ويتحادثون غناءً.

ويأتي عماد كاكلو ليبعث الروح في الأغنية الكردية الساخرة التي تتحدث دائماً عن أشخاص من الواقع لهم همومهم ومشاكلهم وعيوبهم وتناقضاتهم وإيجابياتهم وسلبياتهم وسط زحمة الشباب الموسيقيين الأكراد في سورية الذين يتجهون نحو الحداثة بمعظمهم ونحو تكوين شخصية جديدة للفنان الكردي، وينجح كاكلو لأنه يقف على تراث ضخم بقدمين ثابتتين وبآلة بزق وإيقاع لا يقبلا التوقف، ولن يضر لو رويت لكم هذه الحادثة التي جرت في جبال كردستان العراق بين كاتب غربي ومرافقه الكردي القاسي الذي توقف فجأة ليستمع إلى غناء راع كردي يقول فقط ( دا هي لولو دا هي لولو) بصوت شجي وحارق، فبكى المرافق، وعندما سأله الكاتب الغربي عن معنى الأغنية أجاب بأنها نداء لشخص ما فقط، فقال الكاتب الغربي بأن هذا المعنى لا يدفع المرء إلى البكاء، فأجاب المرافق ( آه لو تسمعها بالكردية)!!.

مشترك منذ تاريخ: 06/01/2006

كردو...والشخ الكرداوي

على الرغم من أن كردو كان محبوباً من قبل أصدقائه إلا أن جارته المسنة كانت حزينة، لأن الشيخ الكرداوي تحدث على قناة الجزيرة الجزراوية وليس القطرية، وشتم على كردو لأن تصرفاته غير مقبولة كردياً، ثم وجه الشيخ الكرداوي التهم لكردو واعتبره خائناً، وحذر الكردويات الشباب من مخالطة كردو وأفكاره الخطيرة الهدامة.

ومن أفكار الشيخ الكرداوي ووصاياه نختار لكم هذه الباقة لعلكم تستكردون:

- لا تمش مع عربو فهو لا يحبك.

نظر كردو إلى الشيخ الكرداوي وقال: ولكنه صديقي ويحبني، وهو فلتان مثلي وكسلان مثلي في المدرسة، واسأل الأستاذ، فأنا وعربو أكثر اتنين كسلانين في الصف، فكيف تقول عنه إنه لا يحبني يا شيخي الجليل؟

الشيخ الكرداوي: أنت تميع الأمور دائماً يا كردو وتحول كل شيء إلى مسخرة، ونسيت كرديتك واستعربت.

كردو: كيف أستعرب واسمي هو «كردو»، أنا فقط أحب عربو لأنه صديقي وجاري، وأحب اللغة العربية، كما تحب أنت اللغة الإنكليزية رغم جهلك بها.

الشيخ الكرداوي: اخرس يا كردو، أنا أشرح للأمريكان عن قضيتنا، بينما أنت لا تشرح لعربو شيئاً.

كردو: وما هي وصاياك لنا كي نكون أكراداً يا شيخ كرداوي؟!

الشيخ الكرداوي: أن تقول إنك كردي أينما كنت وحيثما حللت.

كردو: وهل أردد شيئاً قبل النوم؟

الشيخ الكرداوي: لا بأس من ترديد بعض الأغاني القومية.

كردو: ولكنني أحب أن أغني «مالاوا لجم مالاميه».

الشيخ الكرداوي: أغنية تافهة وغير مفيدة وتعلم على الزعرنة، ردد أغنية «سنقاتل.. سنقاوم.. سنستشهد»..

كردو: وأنام بعد هذه الأغنية؟!

الشيخ الكرداوي: بلا مسخرة.

كردو: أمرك شيخي، وغيره شو بتوصينا؟

الشيخ الكرداوي: قل إنك كردي في المدرسة، وفي الباص، ولبائع الخضار، قل إنك كردي وأنت تدخل إلى السينما، وأنت عند المصور، ولا تضحك، لأنك كردي، هناك مآس في تاريخك يجب أن تظهر على وجهك، يجب أن يرى الناس مأساة حلبجة وديرسم وآغري على وجهك، لا تضحك أبداً يا كردو، فنحن شعب لم يخلق للضحك والمياعة. وتعلم الإنكليزي، وبلا العربي، ما منه فائدة.. متخلف.

كردو: أنت شيخ وحباب، بس خليك مرتاح ولا ينشغل بالك لأنو الكل بيعرفوا أني كردي لأنو اسمي «كردو»، أنا كردو وأحب أغنية «نوفا» ورقص الكرمانجي، وأحب بافيه طيار وأبو الميش وحواسو وغوار وحسني وأبو عنتر، وأحب أصدقائي كلهم، وأعرف انكليزي أكتر منك بكتير، ولكنني أحب العربي لأنو العربي مادة بترسب بالمدرسة، أما الإنكليزي فلا ترسّب، فهمت شيخي.. أنا ما بحب أرسب.. بس أنت صارلك سنوات وسنوات عم ترسب، ولسه بدك ترسب.. بقى شو رأيك تتركنا وتخلينا بحالنا يا شيخ يا كرداوي؟؟

مشترك منذ تاريخ: 06/01/2006

كردو وعربو حضاريان....بعيدان عن التعصب :!:

جلس كردو وعربو في باريس يتحدثان بهدوء، فهنا الديمقراطية والحوار، والرأي الآخر، قال عربو:

- أنت متعصب في بعض الأحيان يا كردو.

- أنا؟!.. أنت المتعصب يا عربو.

- أنت لا يعجبك شعب في العالم سوى الأكراد.

- أنا؟! شوفو مين عم يحكي؟! أنت الذي لا يعجبه أحد سوى العرب.

- قل لي يا كردو من يعجبك إذاً من الشعوب؟

- يعجبني الشعب الباسكي والكاتلوني.

- لماذايا كردو؟

- لأنهم مثل الشعب الكردي مضطهدون يبحثون عن الحرية.. بصراحة إنهم أكراد إسبانيا.. وأنت من يعجبك يا عربو؟

- أنا أحب الطليان؟

- لماذا؟

- لأن دمهم مثل دمنا نحن العرب.. حاميين.. وأنت من تحب غير هؤلاء؟

- أحب البروتاني لأنهم أكراد فرنسا.

- أحب الإسبان لأنهم سمر مثل العرب ولأن حضارة الأندلس العربية قامت عندهم.

- أحب الإيرلنديين لأنهم أكراد بريطانيا.

- أحب إيران لأنها تحمل لواء الإسلام وفلسطين.

- أحب الهنود الحمر لأنهم أكراد أمريكا.

- أحب الأفغان وخاصة الأفغان العرب.

- أحب الفلامانك في بلجيكا لأنهم أكراد أوروبا.

- أحب قبرص لأنها المحطة الأولى للشباب العرب في طريقهم إلى أوروبا.

- أحب السويد لأنها تستقبل الشباب الأكراد وتعطيهم جنسيات

- أحب فرنسا لأنها مليانة عرب.

- أحب ألمانيا لأنها مليانة اكراد.

- أحب فنزويلا لأن رئيسها يحب العرب.

- أحب فرنسا لأن دانييل ميتيران دافعت عن الأكراد

- أحب كل من يحب العرب.

- أحب كل من يحب الأكراد.

- أرأيت يا كردو أننا لسنا متعصبين أبداً.

- فعلاً يا عربو .. نحن لسنا متعصبين أبداً

User offline. Last seen 14 سنة 28 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 10/04/2007

زوايا ممتعة حبيبي عاشق ... شكرا لك ...

مشترك منذ تاريخ: 12/09/2006

شنتاية المدام»
لقمان ديركي ـ لم أشاهد حفل الإفتتاح تبع مهرجان دمشق السينمائي ولكنني سمعت عنه بعض الاشياء، وقراتُ في مدحه المقالات والتصريحات، ووصلني كما وصل لغيري من المتأملين في التلفزيونات ضجيج الإحتفال والتبريكات، ولكنني لا أهتم بالكبار من الأمور بسبب أن عقلي الصغير التوكوتوكو ما بيتحمل الأمور الجسام، فقلتُ لمحدثي عن الإفتتاح تبع المهرجان أن يحدثني عن صغائر الأمور والأشياء مما يفضل عقلي الصغير، فقال لي أنو المدام حنان قصاب حسن.. فقاطعته وقلتُ له: يا صاحبي قلت لك أن تحدثني عن أمور صغيرة فتقول لي اسماً كبيراً جداً في الجملة الأولى؟!!.. المدام حنان نار على رأسه علمُ او بالعكس حاكم ألله وكيلكم لهلأ ما فهمته لهالمثل عالمظبوط.. يعني النار هي اللي فوق العلم والا العلم هو اللي فوق النار.. ما فهمت شي.. طيب بلكي احترق!! المهم شو بدنا بالأمثال وخلُّوها للمؤرخ السوري الشهير ميشو الشام ابن طعمة، واعطِ الخباز خبزه.. ولو أكلَهْ نصَّهْ، وقل لي يا صاحبي شوبها المدام؟!.. فقال لي صاحبي اللي دارس بالكامبريدج وأوكسفورد مع بعض ولعبان مع فريق التجديف بسباق الزوارق الشهير بالروحة مع كامبريدج، وبالرجعة مع أوكسفورد، وعقلاته تمام، وثقافته من النوع الممتاز الإيكسترا، مو من النوع الشعبي ماركة أديداس أبو ريحة تبعنا، لا .. الزلمة مو تبعنا أصلاً، وهذا قمة الإحترام، أن نصف شخصاً بأنه ليس منا هو قمة المدح عنَّا، مع أننا من أمة قيل في تاريخها ( من غشَّنا ليس منَّا)، فماذا سيفعل تاريخنا إذا كانوا كلهم ( قد غشَّنا)، ولكن صاحبنا المثقف الراقي ما غشنَّا عندما قال أن المدام حنان صعدت على المنصة في افتتاح مهرجان السينما ما غشنا، ففكرناها صعدت لتتكرَّم مع المكرَّمين، ولم نستغرب حينها لأنو بمهرجان السينما مو ضروري كتير معرفة أسباب التكريم، ولا حتى أعراضه، وإنما الضروري هو التسليم، التسليم بكل شي، بفرانكو نيرو اللي قالوا بالإذاعة اسمه (فرانكو دي نيرو عشر مرات، مع سماع صوت التصحيحة عشر مرات، ومع الإصرار عشر مرات على أنو نيرو هو دي نيرو، أما زميلتي الشطورة رنا زيد فارتكبت خطأ مطبعياً أوتوماتيكياً وهي تفكر بشراء سيارة صغيرة وململمة ومغنجة وشكلها حلو ومهضوم وهي تكتب عن فرانكو نيرو.. فكتبته فرانكو رينو، بس نو بروبليم.. منيح ما كانت بدها تشتري باص، كان صار اسمه فرانكو سكانيا، والسكانيا يتكلم والفولفو يتألم، هكذا تكلم الشوفير، وهكذا تكلم العارف وقال: طلعت المدام لتكرِّم الآخرين وليس لتتلقى التكريم يا لقمان يا حكيم، والحدث الصغير في الموضوع هو أنو المدام طلَّعت شنتايتها معها عالمسرح!!!!!!!!!!!!.. إي شوبك ليش كل هالقد متعجب؟!! هات عجِّبنا معك. فقال أنو ما بيصير شو بدهم يقولوا العالم حاملة معها عالمسرح كراكيبها، والا حاملة معها ما تبقى من ميزانية دمشق عاصمة ثقافية لأنها ما شافت حدا تحطها معه بلحظات الغياب، لكن صاحبي أردف وقال أن الشنتاية كانت صغيرة ما خرج تكون حاملة بقية الميزانية، قلنا له لأ يا سيدي صغيرة ويمكن خلصت كمان لأنو المدام من تلات اشهر قالت بعضمة لسانها لميادة بسيليس أن خلصت وخلص معها البروغرام ومالك مكان بين الفرسان يا بنتي يا ميادة وخيرها بغيرها وانشالله بالأفراح والليالي الملاح ومتل ما عملنا لفيروز وابنها زياد حفلات بالشام انشالله بنعمل لك حفلات بلبنان!!!

خدمة المعلومات اللقمانية. ميادة بسيليس: فنانة سورية تعيش في حلب..لكن هذه السنة حصراً كان في عندها عقد بالمريخ.

ذكريات الزمن القادم...

مشترك منذ تاريخ: 06/01/2006

الطفل الوديع....!

بمناسبة ستين عاماً من الشتات

هي: شايف على عمايل الإسرائيليين ..

هو: مشان الله غيري لنا هالموضوع المعت..

هي: عن شو بدي أحكي..

هو: أي شي.. عن الطفولة مثلاً..

هي: آه والله.. جاي ع بالي أرجع بنت صغيرة.. وعيش هيك متل ولاد الأغنياء والمدعومين..

هو: ليش بقى؟!

هي: ما في أحلى من الطفولة.. براءة.. ولطافة.. وحلاوة..

هو: هلأ هيك صارت الطفولة.. أي في ولاد بيعوفوك حياتك من قد ما هنن غلاظ وتقلا..

هي: هي معك حق فيها.. لأو وشو أهلهم بيشوفهم أحلى وأذكى أولاد بالعالم..

هو: بتلاقي الضيوف دخلوا ع البيت وقعدوا.. وبعد شوي بيجوا الأب والأم أصحاب البيت وبيجيبوا ابنهم الغليظ مشان يستعرض مواهبه قدام الضيوف..

هي: وبيكون خجلان أول الشي.. بس الضيوف اللي عم بيزنوا على خراب عشهم بيشجعوه.. لحتى يبلش..

هو: وبيبلش..

هي: بيسلخهم نشيدة أول شي..

هو: بيقوموا الضيوف بيصفقوا له.. وبيبوسوه.. وبيدقوا ع الخشب.. وبيصلوا ع النبي.. وهي اللي بتفتح تمها وبتقول ياي ياي شو مهضوم.. وهاد اللي بيقول.. يسلملي شو أكبر من عمره..

هي: فـ.. بيتحمس الولد الثقيل وبيسلخهم غنية هالمرة..

هو: أخاصمك آه.. وبيصير يقلد نانسي عجرم..

هي: قام الضيوف بيفرطوا من الضحك وبيتعصوروا مشان يطلعوا الضحكة..

هو: وعلى ياي شو لذيذ.. وبيعقد.. وعلى بوسة من هون وقرصة من هون.. مشان يوقف..

هي: لأنه خلص.. بيكفي..

هو: وبتكون الخدامة جهزت الطاولة وقالت الأم للضيوف يشرفوا..

هي: بيقوموا بيشرفوا.. وبيقولوا للولد.. يا لله حبيبي تعال كول معنا مشان تنام..

هو: قام الولد بيقل له للضيف اخرس.. يا غليظ.. بيقوموا الضيوف بيضحكوا.. وبيصير الأب يقول للضيف.. حبك.. لو مو حابك ما بيقلك أخرس..

هي: قام الضيف بيرد له المحبة للولد وبيقعده بحضنه وبيلعب له بشعراته..

هو: طبعاً الطفل المهضوم رح يقله قيم إيدك عن شعراتي يا وسخ..

هي: وبيضحكوا أبوه وأمه على ظرافته..

هو: بس الأب بيقول للضيف وهو ميت من الضحك.. حبك.. خلص حبك..

هي: وفجأة.. بينزل الولد من حضنه للضيف وبيشده من الكرافة تبعه.. وبيسحبه.. لحتى يخليه ينزل ع الأرض ويمشي على أربعة..

هو: لأنو الزغير حبه.. وطبعاً رح يركب الزغير على ظهره للضيف.. ويقله حا..

هي: والضيوف؟!

هو: بيكون جمدوا.. لامن تمهم ولا من كمهم.. وكل واحد عم بيقول لحاله.. منيح اللي ما كنت أنا..

هي: وأبوه وأمه بيكونوا مبسوطين وعم يقولوا لأبنهم يحرق حريشك شو ملعون..

هو: والأب تحديداً عم يقله للضيف.. حبك.. العمى شو حبك..

بعد تفكير وتنهدات

هي: ما بتحس الولد الغليظ هادا بيشبه إسرائيل.. أبداً إسرائيل خنطق منطق..

مؤيداً

هو: وأبوه وأمه اللي عم يقولوا له برافو بيذكروك بأميركا..

هي: والضيوف.. بشو بيذكروك..

بشكل قاطع

هو: بالصمت العربي

مشترك منذ تاريخ: 06/01/2006

كيفارا, ...أهلا بالصديق العزيز

Serbst, مشكور :evil: :mrgreen: 8O

مشترك منذ تاريخ: 06/01/2006

كيف بتحب الدّم معلّم....!


المزاج سيئ جداً، أبحث في نفسي لأتعرف عليه، وأكتبُ محاولاً أن يكون الدم خفيفاً كي نضحك معاً، لكن المزاج سيء، وهذا لا يعني أننا يجب أن نتوقف عن الضحك، فهناك من يمكنه أن يضحكنا أيضاً دون أن يكون بمزاج رايق، ويمكنه أن يكون ساخراً ودمه خفيف واسم الله عليه. لكن مع ذلك فالمزاج سيء، يمكن لأنو الويسكي مضروب، والبيرة البردى عم بتدبّق عالإيد، ويمكن لأنو العرق صار يجي لحاله، بدون مازة، لأنو المازة صارت غالية والزبون رخيص، بس عن جد المزاج مضروب، والمشوار مضروب، والهموم مضروبة بس بألف، والجروح مضروبة بألف وألفين، ونضرب وأضرب وتضرب على هالعيشة، عيشة ما بتشهّي على مسك القلم، يمكن لأنو ما عاد في أوراق بيضاء، كل الأوراق مشخبط عليها، ومجلغصة ومليانة وما في محل تحط قلمك، والمزاج تعبان يا معلِّم، والدم مو بالضرورة يكون خفيف، يعني إذا كان الدم رخيصاً فهذا لا يعني أن يكون خفيفاً، والدم الآن رخيص بكل أنحاء العالم، بس عنا أرخص الشي، بالعراق يا بلاش.. أوكازيون، وبفلسطين مو بس رخيص.. لأ وعادي كمان، ما عاد في دم من النوع الممتاز، بدليل انو كل الدم اللي عم نشوفه ما حدا عم يحكي بأمره، وما حدا عم يبكي مشانه، دم الفلسطيني اللي صار بده علاج، ليش وكيف ومين وشو اللي عم بيصير؟!.. ليش شو كنت مفكر رح يصير، شو كنت مفكر من أول لحظة فتَّحت فيها عينيك على قضية ما كان حدا من أولي الألباب يلاقي لها الحل الشافي والوافي والكافي والكاوي والناوي على مستقبل لها الأمة اللي قاعدة عم تنتظر بحجة الأمل، بس يا ترى في أمل؟!
وشو بدي احكي إذا كل الحكي صار عم ينعاد وما عاد في شي جديد، وكأننا ننتظر عدونا اللي ما بيتسماش أن يبتكر طرقاً جديدة لقتلنا كي نحتج بطريقة جديدة، وكأن الحق لم يعد علينا، بل أصبح على العدو اللي ما بيتسماش اللي عم بيكرر نفسه من خمسين سنة، مما اضطرنا إلى تكرار وتكرير وفلترة الاحتجاج، والله المزاج سيئ أيها العدو الفظيع، والله صار بدنا شي جديد، ملينا من الجرائم نفسها، وطرق القتل ذاتها، شو ما في عندك جديد؟!!
وفي النهاية إنا لله وإنا إليه لراجعون، كما يريد لنا طويلو العمر أن نقول، ففي تسليم أمرنا لله قطع لدابر الفتنة، لكن أية فتنة، فتنة صرف الأموال على طاولات الروليت، ورمي الأوراق النقدية في فضاءات لاس فيغاس، والقبول بالأمر الواقع، وألف سلام وسلام وألف ليرة محروقة لعيون فلسطين وأهالي فلسطين وكل شي مرق بفلسطين وكل مين جاء من فلسطين وشوباش يا فلسطين، بس يا حبايبي يا طويلي العمر نسيت أن أسألكم: كيف بتحبوه للدم .. خفيف.. تقيل.. سميك.. مريق.. والا رخيص؟!!! يا خوفي انو أنتم والعدو اللي ما بيتسماش تستثقلوا دمنا الذي يجري على الطرقات، يا خوفي!!

مشترك منذ تاريخ: 06/01/2006

العمل..ثم...العملّ؟

افتتحت منذ سنوات في دمشق جمعية للمتشردين، وقد ساهمت هذه الجمعية في تربية وتعليم هؤلاء المتشردين، وأنهت وجودهم في الشوارع وعلى المفارق وإشارات المرور.

إلا أن هذه الجمعية اختفت على أرض الواقع، كأنما وزارة العمل أبت أن تكون (دمشقنا) متخلفة عن المدن الكبرى مثل ريو دي جانيرو ونيويورك ونيودلهي، وهي مدن تعج بالمتشردين والشحادين، فخخفت من تفعيل خدمات هذه الجمعية أو ألغتها نهائياً، فالموضوع بات في علم الغيب، وللأمانة فقد أعاد تهميش هذه الجمعية أو إلغاؤها على الأرجح، الحياة إلى شوارعنا المقفرة، فصرنا نشاهد دزينتين من الأطفال إناثاً وذكوراً، وهم يتسولون أمام فندق الشام تارة، ويلصقون وجوههم بزجاج المقهى تارة أخرى، كي يؤدوا التحية للممثلين الجالسين في الداخل، كما أننا عدنا لمشاهدة المعاق الشهير على مفرق شارع الباكستان، وهو يدخل بين السيارات الواقفة على إشارات المرور طلباً للصدقة، وبشرى سارة للعابرين بالسيارات وعلى الأرجل، فلن تعدم نظراتكم ذلك الشحاد الذي يتمسح بالعابر في الشعلان إذا لم يناوله النقود، وطبعاً سيكلفه غسيل الطقم أكثر من الصدقة أو الخوة التي يجب دفعها، ولن يخيب ظن السياح بمشاهدة الشحاد الذي يقفز كالعصفور الدوري في ساحة الأمويين على إشارة المزة.

شكراً لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل على إعادة هؤلاء إلى العمل وعلى هذا العمل.. آآخ .. ما العمل؟!

مشترك منذ تاريخ: 06/01/2006

كردو لص ونجم...!

لم يكن كردو سوى نجم فريق الدرباسية بكرة القدم، وكان دوري القرى والبلدات وقتها حامي الوطيس، ولكن أمر مشاركته كان رهناً بيد الشرطة لأنه كان نجم المخافر أيضاً، كيف لا وهو نجم الليالي المظلمة، إنه لص الدرباسية الأول دون منازع، وكانت الشرطة عندما تبلغ عن جريمة سرقة تقبض على كردو كإجراء روتيني وبعد ذلك تبدأ تحقيقاتها، ولم يكن كردو لصاً حقيقياً، كان فقيراً ورياضياً لذلك فقد كان يحتاج إلى نظام غذائي خاص، وبالطبع فإن البيض والحليب والفواكه ضرورية لكردو، وعلى اعتبار أنه لم يكن يملك ثمنها فقد كان يسطو على البيض من تحت الدجاجات الهانئات الحالمات تحت شمس الدرباسية الساطعة، كما أنه كان يهاجم الابقار والأغنام ويسحب منها بعض الحليب، ومساء يمر كردو ببساتين الفاكهة ويسرق منها ما تيسر، ومع ذلك فقد كان رجال الشرطة يحبونه.. لأنهم ببساطة يحبون كرة القدم ولا يريدون لفريق الدرباسية أن يُهان على يد فريق بلدة أخرى كعامودا أو رأس العين. لذلك كان مدير الناحية المولع بفريق البلدة يخرج كردو من خلف القضبان برفقة ثلاثين شرطياً هم جيش الدرباسية وأعداء الدجاج فيها لكثرة محبتهم للحم هذا الطائر الأليف الذي لا يطير، وكان كردو يدخل إلى الملعب مخفوراً وسط تصفيق الجماهير كي يبدأ مآثره بإحراز الأهداف، وكان عندما يحرز هدفاً يركض خارج الملعب معبراً عن فرحته، وكان زملاؤه في الفريق يلاحقونه كي يعانقوه وكذلك رجال الشرطة وهم يضعون أيديهم على مسدساتهم تحسباً لهروبه، وبعد ذلك كان كردو يتزحلق مستعرضاً فيرتمي عليه اللاعبون وفوقهم يرتمي رجال الشرطة، بينما ينتظر الجمهور والفريق المنافس خروج النجم من تحت فريقه وحراسه ليستأنفوا المباراة. ودائماً كان كردو يخرج منهكاً وهو يقسم أنه لن يحرز هدفاً بعد الآن. ولكن تهديدات الشرطة بالفلق والتعذيب كانت تجبره على إحراز الأهداف وهو يردد.. يا إلهي كم هو صعب أن تكون لصاً ولاعباً بآن واحد.

مشترك منذ تاريخ: 06/01/2006

إيشّك أوغلي إيشّك...!

كان كل شيء يسير على ما يرام أثناء صعودنا في الأوتوماتريس أو قطار الشرق السريع من حلب إلى الدرباسية باستثناء وصولنا - نحن الأطفال - بأصوات مبحوحة وحلوق جافة أو ناشفة كما يقولون، ولم يكن هذا لغزاً، فعند وصولنا إلى محطة رأس العين كان الباعة يعرضون البضائع التركية، وكان آباؤنا لا يشترون لأنهم ببساطة يكرهون الأتراك، ولكننا - - نحن الأطفال - كنا نحب البندق التركي وزجاجات العطر الملون التي على شكل جوامع، وكنا نجبر أهالينا على شرائها لنا بالبكاء حيناً وبالتمرغ على أرض محطة رأس العين حيناً آخر، وكان أهالينا يرضخون لطلباتنا ويشترون لنا أكياس البندق وزجاجات العطور التي على شكل مساجد، ولكن مقابل أن ننفذ أوامرهم.

يجتاز الأوتوماتريس المسافة ما بين رأس العين والدرباسية خلال ساعة تقريباً، وهي عبارة عن شريط حدودي يقف الجنود الأتراك عنده على طول المسافة. وكنا بعد أن نشتري أكياس البندق وزجاجات العطور التي على شكل مساجد، نقف على نوافذ الأوتوماتريس بعد خمس دقائق على إقلاعه، ونمد رؤوسنا - نحن الأطفال - ونبصق بشكل موحد على الجنود الأتراك لمدة ساعة حتى نصل إلى الدرباسية، وبالإضافة إلى البصاق كنا نهتف بالتركية وبصوت واحد «إيشك أوغلي إيشك» للجنود الأتراك الواقفين على حدودهم، وهي تعني بالعربية «كلب ابن كلب»، وكان الأطفال الذين لا يشتري لهم أباؤهم البندق والعطور لا يبصقون ولا يشتمون كي يصغّروا أهاليهم أمام الآخرين الفخورين بأبنائهم الشجعان، وعند وصولنا إلى الدرباسية تكون حلوقنا قد جفت وأصواتنا قد بُحّت.

مرة نزلت من الأتوماتريس وكان أبي خلفي، استقبلنا ابن عمتي وقبلني وسألني عن صحتي حتى اكتشف أن صوتي مبحوح وحلقي ناشف فسألني: لماذا صوتك مبحوح وحلقك ناشف يا كردو؟ فلم أستطع الكلام، فتحتُ الكيس الذي أحمله فرأى البندق وزجاجة العطر التي على شكل مسجد، نظر إلي باحتقار وقال لي «إيشك أوغلي إيشك».

مشترك منذ تاريخ: 06/01/2006

صلاحو...الأسطورة...!

صلاح رسول مطرب الأعراس الكردية الأول، إنه «صلاحو»الذي يتلاعب بأجساد الراقصين بأصابعه البهلوانية التي تتراقص على زند البزق، إنه معبود الجماهير وخاصة شباب حي قدور بك في القامشلي، وهو أسطورة حية حيثما تحرك تتحرك القصص والروايات عنه، فهو الذي كان يعزف في عرس فتوقف عازف في عرس مجاور عن العزف وانهمك بالرقص على أنغام طنبور «صلاحو» من العرس الآخر، وهو الذي أصدر إمام جامع ظريف فرماناً يقضي بعدم إقامة الأعراس التي يعزف فيها قرب الجوامع لأن المصلين عندما يسمعون عزفه يرقصون مباشرة وبدون وعي، وهو الذي يقود فريقاً خاسراً على الدوام بكرة القدم بسبب كونه قلباً للهجوم بينما نظاراته سميكة لا تسمح له برؤية المرمى جيداً، وهو الذي ألّف أغنية عن مرافقه خير الله عازف الدربكة الأول في الجزيرة، وهو الذي أوقف أغنية كان يغنيها بسبب ضغط الجماهير عليه كي يغني أغنيته الشهيرة «كروانو» فتوقف عن الغناء والعزف فجأة وقال: «ماذا أفعل.. الجمهور يريد كروانو»، ثم انطلق بـ «كروانو» وسط لهيب تصفيق الجماهير، وهو الذي تحدث في مقابلة لإذاعة مصرية باللغة الكردية لكن بلهجة مصرية، وهو الذي قال: «انشقت .... نا .. لحتى وصلنا لمستوى فريد الأطرش».

كان «صلاحو» ملك الأعراس الكردية، وكان العرس الذي فيه «صلاحو» هو العرس الأفضل، وكان بالإضافة لفنه يعمل في محل له لبيع الكاسيتات، فكان محله ملتقى لعشاقه من الفهمانين بالفن حيث يتبادلون النقاشات الفنية، ومن أساطير «صلاحو» أنه كان يعزف في عرس قريب من دار للعزاء فاضطر المعزون للرقص ودخلوا في غيبوبة «صلاحو»، كما لا ينسى شباب قدور بك كيف صوّر أبو روجين فيديو كليب على ضفاف نهر جغجغ وبدل أن يرمي بحجر صغير الى النهر كالعادة حمل أبو روجين حجراً كبيراٍ ورماه فأيقظ كلباً نائماً حوّل الأفراح إلى أتراح.

ارتبطت الطرفة بـ «صلاحو» كما ارتبطت به المهارة والحيوية، وهو كمثله من المطربين الأكراد لم يجد سوقاً لأغانيه سوى الأعراس لأسباب كثيرة بتنا نعرفها ولم نعد بحاجة إلى تكرارها، «صلاحو» المهاجر إلى ألمانيا ، يتنقل بين الأعراس أيضاً وينقل القامشليق معه أينما حل وارتحل، فتغلي بقعة من ألمانيا بروح الجزيرة ورقصها تحت سطوة بز «صلاحو» المهاجر.

وبعد «صلاحو» بقيت الأغنية الكردية الشعبية حاضرة وجاء مطربون شعبيون جدد ينقلون البهجة إلى الأعراس، بل واستعار العرب في الجزيرة الموسيقا الشعبية الكردية وشكلوا بها ظاهرة جديدة من البهجة، ومع ذلك لا مهرجان في الجزيرة، لا أسبوع من الفرح، وكأن البهجة ممنوعة على الجزيرة، كم أتمنى أن يقام مهرجان للأغنية الشعبية الكردية في القامشلي، وأن يتم تكريم صلاح رسول في أول دورة من هذا المهرجان. صعبة؟!

مشترك منذ تاريخ: 06/01/2006

الحسكة ولا فلسطين...عربو يسأل جده

صعد عربو الصغير مع جده في البيك آب وسارا لمدة عشر ساعات حتى وصلا إلى منطقة نائية، وهناك أشار عربو الجد لحفيده إلى قرية صغيرة وقال له :هذه هي يافا.

دهش عربو الصغير وقال فرحاً : هل نحن في فلسطين يا جدي؟..

قال عربو الجد بفخر واعتزاز : نعم .

سأل عربو الصغير ببراءة : أين بيارات البرتقال يا جدي ؟

أجاب الجد: اخرس. ومضيا يتجولان بين القرى بينما عربو الصغير يفكر ببيارات البرتقال محللاً أن العدو الصهيوني الغاشم لابد وأن أحرقها.

شاهد عربو الصغير لافتة مكتوب عليها (حيفا ترحب بكم ) قرأها وقال لجده :جدي وصلنا إلى حيفا .

ابتسم الجد بفخر واعتزاز وقال : نعم إنها حيفا هيا لننزل من السيارة ونتفرج عليها قليلاً.ونزلا، سأل عربو الصغير جده بحيرة : ولكنني لا أرى البحر يا جدي ! انزعج الجد وصفع عربو الصغير قائلاً: له كلمته المعهودة:

ـ اخرس.

تابعا تجوالهما إلى أن شاهد عربو الصغير لافتة كتب عليها (القدس ترحب بكم ) فتهلل وقال لجده بأن ينزلا قليلاً ليتفرج على القدس ، سر الجد من حفيده ونزلا ليتفرجا ، سأل عربو جده مندهشاً وخائفاً هذه المرة:

أين المسجدالأقصى؟ ضربه الجد فسقط عربو أرضاً ، انهال الجد بالركلات على جسد عربو الصغير وهو يصرخ : هذه هي القدس يا حيوان . تجرأ عربو الصغير وصرخ وهو يتلقى الضربات : أنت تكذب أرني كنيسة القيامة إذن، أرني حائط البراق.

انقض الجد على عربو بعنف وأوسعه ضرباً :هذه القدس أيها الكلب هل ستتفلسف علي لأنك قرأت كتاب الجغرافيا!!..

رفض عربو الصغير الصعود إلى البيك آب فسحله جده سحلاً وأجلسه ، وانطلق البيك آب من جديد وبسرعة جنونية.

كان عربو الصغير يبكي وهو يمسح الدماء التي تسيل من جسده عندما بدأ يشاهد اللافتات الواحدة تلو الأخرى (غزة ترحب بكم ) ثم (ابتسم فأنت في رام الله )ثم (نابلس ترحب بكم ) و(أهلاً بكم في اللد) و (جنين الصمود ترحب بكم )حتى قرأ آخر لافتة ونام وكان مكتوب عليها (محافظة الحسكة تشكر زيارتكم ) .

مشترك منذ تاريخ: 06/01/2006

نيالي....!

فعلى الرغم من أن معظم أبناء «الشعب» لا يملكون بيوتاً تأويهم وتمنحهم الاستقرار بالتالي، وبالتالي فنحن شعب غير مستقر، وعلى الرغم من أن معظم أبناء شعبنا لا يملكون السيارات كي يهجُّوا أو يهاجروا أو يتغربوا ويغتربوا لا فرق، وبالتالي فنحن شعب مستقر بس رغماً عنَّا، وعلى الرغم من غياب الفروق الطبقية بين أبناء وبنات الشعب فالكل باستثناء طبقة صغيرة جداً نكاد لا نلمحها أندبورية وعايفين التنكة، وبالتالي فنحن شعب منسجم مع بعضه البعض، وعلى الرغم من التعامل اليومي بيننا نحن أبناء الشعب من جهة، وبيننا نحن باقي الشعب مع الفئة الصغيرة التي لا نكاد نراها ولكن من طرف واحد، يعني من طرفنا، لأن شعار تلك الفئة هو: عجبك عجبك ما عجبك الله معك، بس الله معك على وين ؟!

السفارات توقفنا على الدور انتقاماً منَّا لأننا لا نقف على الدور في وطننا أمام الأفران والمؤسسات الاجتماعية، والسفارات تعيد لنا جوازاتنا دون أن تعطينا الفيزا بعد لطش المئة دولار منا وإرسالها إلى المواطنين المتحضرين في الدول المتحضرة، ونذهب إلى حكومتنا لنستجير بها فتقول لنا «خرجكن بتستاهلوا كل شي عم يصير لكم .. بدكن تهاجروا ها ؟!».
شبابنا يعملون ليلاً ويدرسون نهاراً، حنظلة عامل في بوب ليلي يعطيني طلبي ويقول لي«أهلاً زميل» فأتساءل عن أية زمالة يتحدث، فيجيب بأنه يدرس الصحافة، وعمار الذي كان يدهن لي بيتي قال لي « مرحبا زميل» ثم اكتشفت أنه يدرس التمثيل شتاءً ويعمل دهاناً صيفا، وكذلك يفعل وسيم زميله في الدفعة، وتعمل أريج في ناد رياضي صيفاً وتداوم في معهد التمثيل شتاءً، بينما صديقي الذي يشطف الدرج عندنا، حسن، فهو زميلي أيضاً في كلية الصحافة، وعادة ما يأتي ليشطف الدرج ونحن نتناقش في أمور « مهنة المتاعب»، وتختلط الأمور علي فأساعده في شطف الدرج لأنني أعرف أنه زميلي ولكنني أخربط أحياناً .. هل نحن زملاء في الصحافة أم في شطف الأدراج؟ بل إنني اعتقدت أثناء حديثه عن مهنة المتاعب أنه يتحدث عن مهنة شطف الأدراج !!
إلى أين سيمضي الشاب السوري ؟!
الأبواب مغلقة، لا السفارات تحترمه، ولا الوطن يقدم له الدعم الكافي، ولكن يبقى أن هؤلاء الشباب سوريون ويحبون بلدهم لكثرة ما سمعوا عنها في كتاب القراءة، ولكثرة ما قرأوا اللافتة التي تقول« لكل إنسان في العالم وطنان .. وطنه الأصلي وسورية»، ومن شدة ولعهم بهذه الفكرة، وبعد أن يئسوا من كل السفارات اللئيمة، قاموا بالسؤال عن السفارة السورية في دمشق، وبالطبع فقد دلّهم عمو الشرطي قائلاً:« السفارة السورية .. تالت دخلة عاليمين» وبحثوا وبحثوا عن السفارة السورية في دمشق ولم يجدوها فجلسوا يفكرون بحزن : لكل إنسان في العالم وطنان .. وطنه الأصلي وسوريا .. إلا السوري فلا وطن له .

مشترك منذ تاريخ: 26/11/2008

علمي أدبي

لقمان ديركي

قرر والدي عني، وبدلاً من أن أدخل الحادي عشر علمي كما يريد هو، لا الأدبي كما أريد أنا، وطبعاً ما دخلنا أدبي إلا بألف يا ويل، لأنو حضرة الوالد بدو ياني أدخل علمي مشان أصير دكتور، وأنا ما بدي أصير دكتور، فاضطررتُ إلى تشكيل إفرار من بيتنا في حلب باتجاه الدرباسية في أقاصي الشمال، واعتكفتُ في بيت قريبتي المتزوجة من رجل تزوج فوقها ثلاث مرات، يعني المعلم عنده أربع نسوان، وفي بيت واحد كمان، وذهبتُ لأسجل في مدرسة الدرباسية الموحدة، وخلفي حشد من أبناء قريبتي وإخوتهم اللي من خالاتهم زوجات أبيهم

فوقف المدير احتراماً لهذا الوفد اللي شي حافي وشي مشقوق قميصه وشي مخطته شارَّة، وشي شعراته منكوشين، وشي عيونه معمصين، هذا عداك عن كميات الوحول التي تلطخت بها أرضية مكتبه بسبب أحذيتنا المنتجة للطين، ثم كتب لي ورقة اللامانع من قبول هذا الطالب في مدرسة الدرباسية الموحدة، مشيتُ ومشى وفدي خلفي، ثم التفتُّ التفاتة ثقافية نحو المدير وسألته: لم تسألني إذا ما كنتُ سأدرس في الحادي عشر العلمي أم الأدبي؟!.. ونظر إلي أولاد قريبتي بإعجاب، وليش السؤال.. هون ما في غير علمي، قال المدير، فصُعقتُ وتسمرتُ مكاني، وصُعقَ الوفدُ مثلي، وجمدت شرشورة ما بين أنف وفم أحد عضاوات الوفد، وبُهتَ إبهام قدمِ آخرٍ وهي تمد رأسها من الحذاء المعوَّد على الصدعات قلبي، فلقد سمعوا قصتي البارحة، وعرفوا أنني أتيت من أجل شغلة غريبة أسمها الأدبي، وعرفوا الآن بأنني عنهم سأمضي، وخارج المدرسة تناقشنا، فقال لي عضو راسب في الصف الثالث مرتين ومبطِّل، أن أبطِّل وسأعيش أحلى عيشة، بلا دراسة وبلا وجع راس، وقال لي عضو آخر أن أتمسك بقرار إفراري من حلب والبقاء في الدرباسية ودراسة الحادي عشر علمي، وأغراني.. المدرسة هون عنا مختلط معلم، وأنت شاب مرتب جايي من حلب والأنظار ح تكون عليك، شو بدك بحلب وبمدارس البنات تبع حلب، هون لا بتوقف على باب المدرسة ولاشي، بحياتك شفت طالب بيوقف على باب مدرسة البنات اللي عم يدرسه معه بمدرسته؟!.. بعدين ما بيسترجي حدا من غير مدرسة يوقف قدام هالمدرسة ويلطش بناتها، لأنو فيها شباب بيدافعوا بالتأكيد عن شرفهم الرفيع ويسلمونه من الأذى، وباشرنا الدوام، أمضي صباحاً وخلفي وفدي، أدخل فيمضي الوفد إلى شؤونه الخطيرة من صيد عصافير وكسر لمبات بالنقيفات إلى آخره من مهمات، أزهو بجاكيتي المخمل الأسود الذي سرقته من أختي على اعتبار أنني هربان وهربان، وكالطلطميس في درس الرياضيات بدأتُ ألمع، وحاشاكم بالفيزيا والكيميا أكبر حمار أظهرُ، وتغبَّرَ بطباشيرة الأستاذ جاكيتي، حاولتُ أن أصلِّح وضعي في درس العربي، لكن هيهات.. السمعة أنو حمار، وفشلتُ في إثبات الذات أمام البنات، وعرفتُ أنو القرنة مو قرنتي، وأنو ملاعبي بالأدبي مو هون، وعدتُ مشكلاً الإفرار، هذه المرة من الدرباسية إلى حلب، وقاتلتُ وجاهدتُ وحاربتُ حتى وافق أبي على دخولي الأدبي، لكن بعد أن أقنعوه أن في بعض الدول يمكن لصاحب البكلوريا الأدبي دراسة الطب، ومن يومها بقيتُ أسمع كلمة رومانيا حتى دخولي الجامعة، وغداً ألقاكْ

مشترك منذ تاريخ: 06/01/2006

تافه وأهم شيء

يقف المراهق أمام المرآة ويظبط حاله، فترى ذلك أمراً تافهاً، بينما هو بالنسبة له أهم شي، فأهم شي بالنسبة أله أنو الصبايا يشوفَنَّ شعراته المطعوجة لفوق والمثبتة كشراع في وجه الرياح العاتية، وأهم شي بالنسبة له أنهن ينتبهن إلى التيشيرت المُبين المسحوب من تحت الكنزة وهو يتلألأ على جنبه اليمين، وأهم شي بالنسبة .

له أنهن يشممن ريحة عطره السينييه الشهيرة ويعرفوا الماركة كمان، ولو .. بالنسبة لك أن تلتفت فتاة تمشي معك وأنت تحدِّثها عن نيتشه وفولكنر وشكسبير فجأة إلى واجهة محل وتصرخ بغبطة "ياي شو حلو هالفستان!!" حركة تافهة، بس بالنسبة ألها أهم شي، لأنها أصلاً جابتك من هاد الطريق، ومشّتك هديك المسافة، وطلَّعتك على ذاك الرصيف وأنت تتحدَّث عن نيتشه لكي تقول لك "ياي شو حلو الفستان!!"، وهي بالتأكيد ما بتعرفهم لنيتشه وشكسبير، وإلا ما كانت زعلتهم بهالطريقة، تخيَّل حالك قاعد وواحد عم يحكي عنك ويمدحك يقوم يجي واحد تاني يغيِّر الحديث، بتنزعج أكيد، وبالتأكيد بالنسبة ألك طلب ولد من أمه تشتري له مصاصة أمر تافه، بس بالنسبة للولد مو تافه بنوب، وإلا ما كان تسطَّح بالأرض وبقع هديك البقعة وجعر هديك الجعرة مشان يجبر أمه تشتري له إياها، أكيد بالنسبة أله هي أهم شي، وأكيد بالنسبة للأم أهم شي هلأ أنها ما تشتري له إياها لأنو بدها تربيه وتخلِّيه يتعلم عالنظام وما يفكِّر حاله هارون الرشيد كل شي بيطلبه بيخلق بين إيديه وما يلوي لها ذراعها قدام الناس، بالنسبة ألك هالشاعر تافه، وبالنسبة لأمه هو أهم شي، بالنسبة ألك هالمذيع تافه، بس بالنسبة لخطيبته هو أهم شي، فهل هناك ما هو تافه في الأرض، هل هناك ما هو تافه عندك وهو ليس عند شخص ما في الوجود أهم شي؟!!!.. أهم شي تفكِّر.. بس بعرف بالنسبة ألك التفكير شغلة تافهة كتير

مشترك منذ تاريخ: 06/01/2006

الحاكِمة بأمر الله

منذ أن انقلب الرجل على حكم المرأة في عصر الأم الكبرى ووضع المرأة صار بالويل وخاصة في مجتمعاتنا، ذلك أنَّ المجتمعات الذكورية الغربية استطاعت أن تعقد مصالحة ضخمة مع المرأة بسبب الثورة الفكرية التي ضغطت باتجاه حرية المرأة، حتى ثورتها كانت أنيقة لا كثورة العبيد العنيفة، لا كالثورات الطبقية الحقودة، ولا كالثورات !!.

الوطنية.. كانت ثورة أنيقة قادها مفكرون عبر أجيال وأجيال لإعطاء هذا المخلوق حقوقه، ولم يقتصر الأمر على الرجال، بل وساهمت النساء بذلك أيضاً، لكن معظمهن ما كن بحلوات، لكن يبقى أن المجتمع الذكوري هو المسيطر الآن بينما صار المجتمع الأمومي من الذكريات رغم أنه ما زال حياً في بعض المناطق البدائية من العالم. ومع ذلك فالمرأة ما زالت هي الحاكمة في كل المجتمعات، لم يستطع الذكور بكافة أشكالهم السيطرة عليها، ولم تستطع المجتمعات المتحجرة قتلها، ولا المجتمعات المتقدمة ترويضها، والسبب هو أنها مستهدفة، هي المستهدفة، هي المطلوبة، وليس العكس، وهي بالنتيجة صاحبة القرار، هي التي تختار، انس مجتمعاتنا التي تخاف من حرية المرأة، لقد أعطت الطبيعة ثقتها للمرأة أكثر من الرجل، وأكرم الله المرأة بمنحها قوى خفية تجعل منها حرة حتى لو حبستها بين أربعة حيطان طيلة حياتها، المرأة هي الحاكمة رغماً عن المجتمعات الذكورية المتقدمة والأبوية المتخلفة، وفوق اللي منها حلوة، روحي وهي مدحناكِ لسنة لقدام

مشترك منذ تاريخ: 06/01/2006

"ثق ... بأبو ياسين"

وكما أن اللورد بيرون الشاعر كان فخوراً بسفينته وبنفسه وهو القائل ( لو كان لنساء الأرض فم واحد لقبّلته واسترحت)، فلقد سمى سفينته ( ثق ببيرون)، ومن يركب البحر لا يخشى من الغرق، فإن المتنبي يفتخر بنفسه ويوصلها إلى أعلى الأعالي عندما يقول : أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي وأسمعت كلماتي من به صمم، وما أمر

المتنبي في الفخر بالذات إلا أمر شاعر عرفته الأزمنة العربية إلى الآن، فكان شاعر الأمة التي تفخر بترداد بيتين من الشعر يفخر فيهما الشاعر بنفسه، أما الفخورون الحديثون، فإنهم يفخرون على مضض وبشيء من الحياء كونهم يعرفون أنو ما بيطلع لهم، لكنهم لا يترددون باتباع الوصفة إياها التي يتبعها الجميع من الكتاب الفخورين المعتزين بهاليومين، فيبدأون مقالاتهم بـ: «كتب لي قارئ يتساءل»، أو « أرسلت لي قارئة على بريدي الإلكتروني رسالة تناقشني فيها بموضوع مقالتي الأخيرة»، أو « أوقفني قارئ على موقف السرفيس وعاتبني على رأيي الأخير في مقالتي ما قبل الأخيرة» ، أو .. أو .. أو.. من ضروب الفخر والاعتزاز وحر النقاش، وعلى اعتبار أنني لا أملك سفينة كاللورد بيرون، فالزلمة لورد أما أنا فعادي، بس بحب السيارات الفورد، لكن ما عندي لا سفينة ولا حتى زورق صيد أو طرطيرة بتلات دواليب حتى أكتب عليها « مرّ وعدّي بس أوعى التحدي»، كما أن الخيل والبيداء لا تعرفني، فقط الليل، وهو لا يكفي وحده لكي أخط قصيدة فخر، لكني تذكرتُ أمراً وأنا أشتري صندويشة فلافل من عند صديقي الشهير أبو ياسين ملك الفلافل والطع 100 عندما قال لي ممتدحاً كتاباتي فجأة: على فكرة ولا مرة لفيت صندويشة بمقالة من مقالاتك يا لقمان. ثق بأبو ياسين.

User offline. Last seen 10 سنة 45 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 05/03/2007

عاشق كردستان حقاً بتستاهل جزيل الشكر على مجهودك

لقمان ديركي له مقالات رائعة ..

فسوف أشارك في الطرح فيما بعد فلدي الكثير له... :idea:

مشترك منذ تاريخ: 06/01/2006

akram144, بانتظارك حبيبي....كل الشكر لك :P

مشترك منذ تاريخ: 06/01/2006

"سيران سعيد"

جلسنا أنا والعائلة الكريمة على قمة جبل قاسيون نطل على وطني ونشاهد دمشق تعانق السحبا، وفي عز جلستنا الرومانسية رجَّ الموبايل في جيبي الخلفي، فقلتُ في نفسي مين يا ترى عم يرجّ لنا بيوم الجمعة، وسحبنا الموبايل ونظرنا إلى الرقم المتصل فإذ بالموبايل يسقط من عزم الرجّة ويتدحرج نحو الأعماق السحيقة، حاولنا اللحاق به لكن هيهات، سريع موبايلي، وقفنا على الأطلال جميعاً نراقب الموبايل الحبيب وهو يتدحرج ويصغر لحظة بعد لحظة حتى توقف على شكل نقطة مضيئة على اعتبار صاحبنا لساته عم يتصل،

وهرعنا في عتمة المساء نحو أقرب تكسي موجود على القمة وقلنا له خذنا إلى جادات سلمية، حيث توقف الموبايل خلف حجر داشر قبل آخر منزل مخالف في تلك الحارة، لكن الشوفير قال بأنو ما بيطلع عالجادات، فقلتُ له أنو قصده ما بينزل عالجادات على اعتبارنا بالعلالي، ثم حلينا المشكلة عبر الحل السحري ألا وهو الدبل عداد، وطار التكسي طيراناً على عادة كل سياراتنا الحبيبة، ووصلنا إلى المنزل الأخير، وخرجتُ تحت أنظار أطافيلي الفخورة بذكائي وشجاعتي، وتسلقتُ القمة التي عبارة عن مترين، ووصلتُ إلى الموبايل الحبيب، فألفيته سليماً معافى باستثناء بعض الرضوض والخدوش البسيطة، كبستُ الزر وشاهدتُ رقم حبيبنا المتصل فاتصلنا به وقلنا له لا تؤاخذنا حبيب ما رديت عليك كنت نايم.. بس لا والله مو أنت اللي فيقتني.. خير شو في؟!.. ما في شي بس هيك كنت فاضي بتعرف اليوم جمعة.. وحبيت دردش معك، ثم نزلتُ من على القمة من نفس الطريق وصعدتُ التكسي وقفلنا عائدين إلى قاسيون، لكن التكسي قال بأنو ما بيطلع على قاسيون، فدفعنا الدبل عداد من جديد، وابتسمنا جميعاً، فقد كان السيران كتير سعيد

صورة  روشدار's
User offline. Last seen 8 سنة 2 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 22/04/2009

حلو ومعبر موضوعك أخي عاشق

سلمت يداك

لا تكن وتراًً يعزف عليه الحياة ... بل كن عازفاً يعزف على أوتار الحياة أجمل الألحان  

مشترك منذ تاريخ: 06/01/2006

أهلا روشدار ...

دمتِ بسعادة أختي

مشترك منذ تاريخ: 06/01/2006

"كبيرنا وحبيبنا..!!"

كيفك حبيبنا، شو أخبارك يا كبيرنا، قل لي شو السر اللي بيخلِّي كل العالم تحبك، شو مصدر جاذبيتك وإشعاعك يا كبيرنا، يا حبيبنا، يشهد الله أنو هلأ كنا بسيرتك، أنا وجماعة ما بتعرفهم، ولو يا كبيرنا، الكل بيحبوك، الكل بيموتوا فيك، حاول واحد يعطي عليك، بس أنا وأعوذ بالله من كلمة أنا كنت بالمرصاد، !!!!

بهدلته بهدلة أدبية، وسكَّتَّه، ومو بس هيك، خلِّيته يعتذر ويعترف أنو كان غلطان، بل ومشان تضحك يا كبيرنا خليته يقل لي ندمان يا سيدي ندمان ههههه، بس أنا وحاشا لله أن أكون سيده، لأنك أنت سيدنا ومعلمنا وتاج راسنا ومولانا، بقى يا كبيرنا كنت بدي أسألك مشان الشغلة تبعي، بركدن بتظبِّط لي إياها، لأنو إذا ظبطت يا سيدنا رح تظبط كل أموري، وبعدين شغلتي عندك، أنت المدير والأمير وبشخطة قلم منك بصير فوق وبطير متل فريد الأطرش على بساط الريح يا أبو الجناحين مراكش فين وتونس فين، داخل على ألله وعليك ما تنساني، ومن توقيعك الحلو ما تحرمني، وبأفضالك تغمرني،... شو قلت مولانا والله ما سمعت.. حاكم الموبايل عم بياخد وبيعطي، ما في داعي لهالحكي؟!..
ولو يا معلمنا.. أنت بتستاهل كل كلمة قلتها، بعدين أنا عم أحكي مشاني مو مشانك يا حبيبنا، يعني لو ما حكيت هالحكي بموت، ألله وكيلك بموت، بقى بيهون عليك أموت؟!!.. شو قلت تاج راسي.. على راسي.. وتسلم لي يا غالي، ويا غالي بتضلك غالي، هههههه.. ما قلت لي شو رأيك بميادة بسيليس مولانا؟!!
ومالت الدنيا ودارت، وتمَّ تعيين صاحبنا اللي كان عم يحكي من شوي محل المدير كبيرنا وحبيبنا ومولانا، وبينما كان تبع الشاي والقهوة عم يجيب له ليموناضة نظر إليه وقال: دخلك شو كان اسمه المدير اللي قبلي؟

مشترك منذ تاريخ: 06/01/2006

"سباق في الحميدية"

مشيتُ قرب السياج الحديدي، بعد أن نزلت من التكسي عند الإشارة المرورية، وهات دبّر فوتة للرصيف، شاهدتُ بعض القافزين على الحواجز، وهم ينتقلون عبر السياج إلى الرصيف وبالعكس، حاولتُ أن أفعل مثلهم، لكنني تراجعت وتابعتُ طريقي إلى أن وجدتُ نفقاً، نزلتُ النفق ولمحتُ درجاً كهربائياً

صاعداً مقابلي فظننتُ نفسي في أوروبا، لكن صوتاً داخل النفق ردني إلى سورية (حيّا الله غرض بميّة)، وتابعتُ السير فوجدتُ درجاً كهربائياً صاعداً باتجاه بوابة سوق الحميدية، فعدتُ إلى الاعتقاد بأنني في أوروبا خاصة وأنا أستخدم الدرج المعدني الصاعد بي، وأنا في قمة الإسترخاء، ودخلتُ سوق الحميدية مبتدئاً سباقي الخاص، طحشتُ بين ثلاثة دون أن أقول عفواً، أو إذا سمحتم، وانطلقتُ، لكنني هدأتُ السرعة عندما برز في وجهي صف أفقي من عائلة، لفّيت عاليمين حتى وصلت للخط اليميني وسرت بهدوء لكن ثلاث نساء من الوزن الثقيل كن يمشين أمامي ببطء، وهنّ يتفرجن على البضائع في المحلات، اضطررنني إلى التغيير فحطيت عالتاني يا شباب ودوبلتهن، صرت عالخط التاني قام طلع بوجهي مجموعة سواح عم بيصوروا، وهم يسيرون وارتطمت سائحة بي فكان ذلك الحادث الأليم، لكن الحمد لله ما صار خسائر بالحديد، عضم بعضم، ما في مشكلة، وسوري وآسف ولا تآخذينا وتابعنا السباق، ثمّ قررنا التوقف لإراحة الدواليب عند استراحة بكداش لبلّ القلب بالبوظة العربية، وتابعتُ السباق بعد ذلك بحماسة منقطعة النظير، طحشتُ على أحدهم يتمشى متلفتاً حوله وانتبهتُ كي لا أدعس على حية ورقية يتلاعب بها بياع جوال مارّاً بقرب بياع آخر حجز الطريق بكرتونة عليها أشكال هندسية، ثم حطيت عالرابع وشديت كالصاروخ بالقرب من محلات الصاغة حتى وصلتُ إلى الجامع الأموي. وأمامه على حجر جلست

مشترك منذ تاريخ: 06/01/2006

"بقوانينهم"

لا مانع لدي أن ينبهني عمو الشرطي والذي يسمُّونه في بلادنا بالعيون الساهرة إلى أنني رميت المحرمة على الأرض بعد أن نفّيتُ فيها ويطلب مني مع ابتسامة لطيفة أن أحملها وأرميها في أقرب سلة مهملات.. نفايات.. حاوية.. مزبلة.. إلخ من تسميات النفاضة الكبرى، أرض المدينة، حيث تجد الأوساخ

والنفايات والمهملات وهي آخذة راحتها ولافّة رجل على رجل بانتظار عامل التنظيفات الحبيب ليكنسها ويحملها عوضاً عني وعن زملائي من المواطنين الماشين والراكبين، الرامين قشر البزر وأعقاب السجائر وما تبقَّى من تفاحة مأكولة أو ما تيسَّر من أكياس بوشار وشيبس فارغة، وعلب سفن آب وحليب باباي جوز زيتونة أوليف، لا مانع لدي أن يجبرني العينتين الساهرتين على رمي نفاياتي الشخصية في ركنها الخاص المعلق على عواميد الكهرباء على شكل علبة خضراء يجعلك تظنُّ أنَّ العامود شجرة، وما لفت إنتباهي إلى هذه الفكرة الذكية التي ستزعج معظم مواطنينا لو تطبقت هو أنني كنتُ راكباً في التكسي ومعي صديقة كتلانية لابسة ماكسي، وكانت آنا وهذا اسمها تدخن، وعندما انتهت من سيجارتها صدف وأننا كنا قد توقفنا على إشارة المرور، فرمت عقب السيجارة على عين العينتين الساهرتين بعز الضهر على الأرض من النافذة، هنا تقدم العينتين الساهرتين وطلب منها إبراز هويتها وقد عرف من ملامحها أنها أوروبية، فنط حبيبنا الشوفير متدخلاً بذكاء: من إيمتى بتخالفونا على رمية السيجارة بالأرض؟!.. نظر إليه عمو الشرطي متهكماً وقال: أنت ما لك علاقة.. كب قد ما فيك مسموح.. بس هدول الأوروبيين ممنوع بقوانينهم يرموا شي بالشارع.. وأنا بمشي مع العالم على هوى قوانينهم. وتذكرتُ معمل الخميرة على طريق المطار وهو يرمي كل يوم مجارير مياهه الوسخة خارجاً لاعناً أفطاس المتسيرنين، وتمنيته معملاً أوروبياً كي يخالفه العينتين المتسيرنتين.

مشترك منذ تاريخ: 06/01/2006

"عفواً"

من وقت ما اخترعوا كلمة (عفواً) كتروا الحمير، هذا ما قاله رجل من الجيل القديم لشاب موديرن طالع لتوه إلى الحياة مسلحاً ببعض العبارات والكلمات، ومنها كلمة (عفواً) اعتذاراً عن أيّ تخريب أو تخبيص أو تدمير، بقصد أو بدون قصد، فالسائق الذي يسوق بسرعة مائة وأربعين كيلو متراً باصاً يركبه شي

ستين راس بالحلال يتزحلق بقشرة موز ويمضي باتجاه الوادي متشقلباً والركاب يصرخون ويستنجدون ويزعقون، وفي لحظة صمت رهيبة نسمع صوت السائق العجيب يقول (عفواً شباب) ثمّ للتدهور معاً جميعاً يكملون، والشاب الذي يبوس رجل الفتاة كي تقبل به بعلاً لها، ثم يغالي في جلد الذات فيطلب أن يكون بغلاً لها، وما إن توافق عليه حتى يمضي معها بعض الأيام برومانسية قل نظيرها وفجأة ينسحب من عقده ومن مواثيقه ومن توسلاته ومن دمعاته ومن رجاءاته ويكتشف أنهما لا يظبطان مع بعضهما البعض قائلاًً لها عبر خدمة الحمام الزاجل (عفواً .. كلنا بنغلط لا تؤاخذيني مشان ألله) وهو يعتقد أن الاعتراف بالخطأ كافٍ لترميم روحٍ تمّ تدميرها عن سابق إصرار وترصد أو بالغلط لا فرق، كالذي لعب بالمسدس فأصابت رصاصة صديقه بالغلط فقال مسرعاً (عفواً)، كثرت في الآونة الأخيرة ظاهرة الاعتذارات، وبانت جليّة حالة الاعترافات، حتى أضحى الاعتذار وقاحة عوض أن يكون شجاعة، وأصبح الاعتراف تدبيراً عوض أن يكون تطهيراً، وبات المعترفون أمام عمو علاء الدين الأيوبي يقولون كلمة (ندمان يا سيدي ندمان) بكلّ وقاحة، بعد أن كانوا يقولونها بخجل وعلى استحياء، لا .. لم يعد أحد يخشى من الاعتذار، ولم يعد أحد يخجل من الاعتراف، صارت الأخطاء والتخبيصات أمر واقع ولا مفر منه حسب فلاسفة هذه الأيام، وآه آه على هالأيام!!

User offline. Last seen 8 سنة 13 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 17/05/2007

موضوع جميل جدا عزيزي عاشق وفعلا كتابات رائعة من لقمان ديركي
وهاي أول مرة انتبهت عالموضوع واستمتعت كتير
بتمنالك االتوفيق وبالطبع إذا شفت إي شي للقمان رح ضيفو لهون
وشكرا مرة تانية أخ كردو على قولات لقمان