أثر الأم في حياة عزيز نيسن

2007-07-31

ZAGROS writes, "مقال أوزجان يشار"لكم تمنيت لو أعطي مقابل كل قطعة واحدة منتلك القطع التي طرزتها يدا أمي، كل كتبي وكل ما سأكتبه". كانت العلاقة بين عزيز نيسين وأمه تشوبها الدراماتيكية، حيث تركت أثرها في مخيلته منذ كان طفلاً وسطرت منهجه الفكري بخطوط حزينة أخذت شكل السخرية السوداء الناقمة على "التخلف البغيض والنفاق المستشري في المجتمع التركي آنذاك ..لقد جاءت كتابات “عزيز نيسين” عن أمه بقدر عظيم من التبجيل والحب الذي وصل إلى درجة عالية من القدسية يتجلى ذلك من خلال منحها هالة ملائكية جميلة، فقد كانت هذه الهالة الملائكية المحفز القوي له في معترك كفاحه الطويل ضد قوى الظلام والجهل والتخلف.ما بين المساحة الملائكية المقدسة التي أحاطها بها وما بين قلة الحيلة وجلد الذات لتقصيره بحقها حيث الوقت الذي لم يسعفه كما ينبغي لكي يمنحها حقها كما يجب في زمن كانت المرأة فيه لا شيء سوى وعاء إنجاب..يبدوجلياً حجم جلد الذات والشعور بأن والدته ضحية مجتمع أهان كينونتها وإنسانيتها عندما قال نيسين "اعتدت تخيل أمي البالغة من العمر الثامنة عشر عاماً فقط وهي تطرز ولكن ليس بالخيوط الملونة، بل كانت تطرز بدموعها والنور المشع من عينيها. لكم تمنيت لوأعطي مقابل كل قطعة واحدة من تلك القطع التي طرزتها يدا أمي، كل كتبي وكل ما سأكتبه".لقد تجلى وضع “عزيز نيسين” أمه في الإطار الملائكي في سرده عن حادثة الزهور، حيث يقول:"لم تكن أمي تستطيع القراءة ولا الكتابة. إلا أنها كانت سيدة غاية في رقة المشاعر والإحساس. إن كل الأمهات هن أفضل نساء العالم .وأمي، لأنها أمي، كانت أفضل امرأة في العالم. في إحدى المرات، قطفت زهوراً من الحديقة وأحضرتهم لها .كانت سعيدة بتلك الزهور .قالت لي: "تعال، دعنا نقطف المزيد".ذهبنا إلى الحديقة التي بها أشرت إلى بعض الزهور. قالت لي:” أنظر، لجمال الزهور، إن تلك الزهور تعيش كما نعيش نحن أيضاً. إذا قطفناها تموت. إنها ستكون أجمل وهي هكذا واقفة على ساقها. ولن يبدو عليها الجمال وهي في كوبٍ زجاجي .كلما مررنا بكل زهرة كانت تخبرني:” أقتلها، أقطفها لوأردت ذلك “.مهما تعلمت وما من شيء جيدٍ أعرفه، فأعزوه إلى أمي.أما الغضب وقلة الحيلة والثورة على التخلف والجهل الذي عامل المجتمع التركي النساء فإنه تجلى في إحدى قصائده “نيسين” النادرة...أنت الأجمل من بين كل الأمهات..أنت الأجمل من بين أجمل الأمهات..في الثالثة عشر كان زواجكفي الخامسة عشر كانت أمومتك..في السادسة والعشرين جاءت منيتك..هكذا قبل أن تعيشيكم أدين إليك بهذا القلب المليء بالحبفأنا لا أملك حتى صورتككانت خطيئة أن تكون لكِ صورةً فوتوغرافيةلم تشاهدي الأفلام ولا المسرحياتولم تشهدي الكهرباء ولا الغاز ولا الموقد الكهربائيولم توجد أغراض البيت ومستلزماته لديكلم تسبحي في البحر يوماًلم تستطيعي القراءة ولا الكتابةولكن من وراء حجابٍ أسودكانت عيناك الجميلتان تنظران إلى العالم.أتتك المنية وأنتي في السادسة والعشرين، قبل أن تعيشيمن هنا أقول: لن تموت الأمهات قبل أن يعشنهذا ما كان عليه الأمر أما الآن فهذا ما يصير إليه الأمر.



Re: أثر الأم في حياة عزيز نيسن

الجنة تحت اقدام الا مهات ولكن قبل ان يصبحوا   حموات

Re: أثر الأم في حياة عزيز نيسن

الجنة تحت اقدام الا مهات ولكن قبل ان يصبحوا   حموات

ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.