مسلسل باب الحارة موصود أمام الأكراد ولا مفتاح لنا

لا يوجد ردود
User offline. Last seen 12 سنة 49 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 25/04/2007

مسلسل باب الحارة موصود أمام الأكراد ولا مفتاح لنا نحن؟! ...بقلم سيامند إبراهيم

مسلسل باب الحارة الذي شدنا إليه طوال شهر رمضان المبارك على قناة mbc) ), والتي استغلت إقبال الناس على المسلسل فقد هلكتنا بالدعايات الغذائية في هذا الشهر المبارك, وأفضل طريقة لعدم إثارة معدتك الخاوية هي عدم متابعة هذه الدعايات المقززة وخاصة لنا نحن في سورية حيث نعاني من الفقر المدقع؟! لكن أي باب عني به المؤلف وأي حي من أحياء دمشق ولدت الأحداث وتطورت فيها ولم تنتهي الأحداث بانتظار الجزء الثالث التي تبنت إنتاجه هذه القناة حصرياً, والمسلسل بالفعل جذب المشاهدين

هو ومسلسل الملك فاروق المصري لكن نجاح باب الحارة كان أنجح نسبياً من المسلسل المصري وشد الانتباه والمتابعة أكثر من الملك, لأن الناس قد ملت من المسلسلات السياسية, وخاصة تلك التي تبيض صورة الأنظمة الشمولية ولا تستطيع أن تلامس الواقع وتبحث عن الحقائق التاريخية والوقائع بصدق وصراحة ولأن الرؤى القوموية العروبية هي المبتغى والتوجه, وإن كان مسلسل الملك فاروق تناول بصدقية ووقائع أحداث مصر بشكل رائع.
لكن في باب الحارة الوضع شكل آخر من الكتابة وهنا تكمن الحساسية من قبل المؤلف فأن تتناول أحداث الحارة من صراعات شخصية وسياسية فيجب على المؤلف النظر في الظرف الحالي حيث لا يستطيع الاقتراب من الخطوط الحمر في سورية أو بعض البلدان الخليجية, هلا سألنا المؤلف أين هي علاقات أهل الحارة بالحارات الأخرى؟! هل يعيش سكان هذا الحي بشكل انعزالي؟ ألم تتم علاقات المصاهرة بين أبناء دمشق من حي الأكراد, الصالحية’ شاغور, الميدان وغيرها من الأحياء؟ فهنا لم نشاهد أية أحداث تجري بين أبناء حي آخر غير حارة الضبع, وحارة النار, وكما قال الكاتب (دلور ميقري) والذي كتب تحليلاً من أقوى الكتابات التحليلية عن المسلسل, "إن حارة الضبع هي بالفعل حارة الشيخ المرحوم الشيخ (احمد كفتارو), وحتى في هذا الحي لم نشاهد أية شواهد تدل على أيوبية هذا الحي, مع أن هذا الحي يعيش فيها العديد من العائلات الكردية, وهل المجتمع في باب الحارة متقوقع ذي لون واحد, لم نشاهد شخصيات كردية أو شركسية, أو غيرها من الشخصيات, ولم نشاهد من أحد من تلك الشخصيات أن قالت إنني سأذهب إلى سوق الحميدية, أو ساحة المرجة أو قلعة دمشق.. يبدوا أنهم يعيشون في حي دمشقي يقع في (لوس أنجلوس)
لقد احتفل أهل الحارة بعيدي الفطر والأضحى ولم نشاهد احتفال البعض منهم بعيد النوروز الذي كان يجري في غوطة دمشق منذ مئات السنين, وقد ذكر الكاتب (نعمان أفندي قساطلي) عن عيد النوروز في دمشق, وذكر فيه قصيدة للشيخ عبد الغني النابلسي) وهو شيخ له تكية ومسجد موجود حتى الآن ويقع إلى الغرب من (مجمع كفتارو الإسلامي), والكتاب من تحقيق المرحوم تحقيق الأستاذ عيسى فتوح, وإصدارات مكتبة السائح في دمشق. وفي مبحث أعياد دمشق يقول عن عيد النيروز ضمن القصيدة المعنونة وهي في تقريظ الكتاب,
ان سامك الخطب المهول فاقلقا انزل بأرض الشام واسكن جلقا
تجد المرام فيها وكل مناك بل وترى بها عزًا وتفصح منطقا
وتلاعبت فرسانها وتراكضت ما بينها تعلو الجياد السبقا
لم أنس بالنيروز محفلها الذي بسروره قلب الحزين تعلقا
جمع الانام اكابرا واصاغرا وحوى الملاح مقرطفاً وممنطقا
والربوة الفيحاء يا نسائمها مري علي ورفرفي عند اللقا.
ولم نشاهد كيف كان الناس يذهبون إلى الحج وكيف كانوا يحملون المؤن على ظهور الجمال إلى القدس ثم حيفا ومن حيفا يمخرون عباب البحر باتجاه (جدة) ثم يعودون بعد أشهر من السفر وكان الحجاج يتعرضون للسلب والنهب من قبل البدو لذا لم نشاهد أي شيء من هذا القبيل؟! والشيء الأكثر أهمية هو هل انحصرت مقاومة الفرنسيين والنضال ضدهم في أهل الشوام لوحدهم, أين دور يوسف العظمة الكردي, وقد ذهب معه عشرات الشباب الكرد إلى موقعة ميسلون, وقد عرفنا منهم المرحوم (خليل شيخ الشباب الكيكي), وأين دور احمد بارافي الذي قتل ضابط وعسكري فرنسي في الهجوم على حي الأكراد, وأين محمود برازي الذي أطبق النار على الجنرال غورو في القنيطرة وقد روى لي شخصياً المرحوم المناضل احمد بارافي قبيل وفاته بأشهر بأن الذي أطبق النار على الجنرال الفرنسي غورو هو البرازي وليس كما تزوره كتب التاريخ السورية فتقول إنه (احمد مريود) أكتب هذه الكلمات للتاريخ وعلى المؤلف ينتبه إلى الحقائق على أرض الواقع؟! وهنا لابد أن نعذره بعض الشيء لأن الرقابة في سورية والجهات الإنتاجية لا تستطيع أن تكتب الحقائق.
وثمة رأي آخر أظن أن المؤلف لم يجانب الحقيقة وهي أنه كان بإمكانه أن يذهب العقيد (سامر المصري) إلى بإبراهيم هنانو وهو أدرى بتأمين السلاح وإرساله إلى دمشق وقد غابت هذه الرؤى الأقرب إلى الحقيقة!
وهنا كم كنت أتمنى لو أن بعض الحوادث واللقاءات الأخوية تتم بين المزيد من الحارات وذكر أبناء دمشق بشكل آخر مثل الزواج وزيارة بعضهم البعض في ا"لأعياد وشكراً للمخرج المبدع بسام الملا ابن حي الأكراد, و(عبد الرحمن آله رشي) وللفنانة الكردية الأصل (منى واصف) والفنانة منى هي من عائلة كردية أصلها من الموصل وتلقب عائلتها ب(جل ميران) أي (الأربعون مقداماً) أو شجاعاً وأمها مسيحية من (حمص) وقد افتخرت بأصلها الكردي في حفل أمام وزير الاعلام السابق (محمد سلمان) وللأستاذ عادل علي من القامشلي الذي أبدع في دور الشيخ الرائع, وعباس النوري المميز ولكل الفنانين في هذا العمل.

Siyamend02@yahoo.com