لم يعد موضوع تحرر المرأة من قيود المجتمع والدين التي تكبل فكرها وتقدمها هو الموضوع الذي يشغل بالها الآن ,
لان وبحكم حركة المجتمع وتقدمه فإنها في طريقها لنيل حقوقها كاملة ..فالموضوع رهن الوقت لا غير .
أما الموضوع المهم الذي يجب أن نقف أمامه مطولاً .ونحاول بحوار فكري موضوعي أن نصل معاً لصيغة صحية نرتقي بها جميعاً ذكوراً وإناث إلى مجتمع منفتح راقي .
أن الموضوع يتلخص في إن المرأة وبحكم المدة الطويلة التي تتجاوز قروناً من الزمن باتت مظاهر الخنوع والتبعية سمة أساسية من سمات شخصيتها الأنثوية .
أي إنها تفرض مسبقاً تبعيتها للرجل ..وضعفها أمامه وأمام المجتمع بالكامل ...على انه أمر طبيعي ....وأحياناً كثيرة هي مشيئة إلهية غير قابلة للاعتراض أو حتى التفكير بالاعتراض .
ولعل من أهم العوامل التي دفعت بالمرأة إلى التشبث بهذه الفكرة الخاطئة هي الأفكار التي جاءت مع تلك الحقبة التي يمكن أن نسميها بالثورات الدينية وما رافق كل دين من تعاليم لا تزيد المرأة إلى خنوعاً ...وتبعية .
لذاك الرجل القوام عليها ..بأي حق ...بأوهام لا غير .
وبهالة من القدسية والفضيلة التي فصلت على مقاس تسلط الرجل وغروره الذكري .
إن أكثر ما يؤلمني هو ا ن أرى بنات جنسي الأنثوي وهن يتفاخرن بتلك التبعية للرجل .أباً أو أخاً أو زوجاً .على إنها ميزة على حسن ورقي الأخلاق .
أن أمثالهن لا يعرفن طعما للحرية ......أو الاستقلالية ..لأنهن ببساطة راضيات بتلك الرشوة ( الراحة الجسدية ) ....التي يمنحها لها ذاك الرجل مقابل خنوعها ...وتدجينها في حظيرة المنزل ...
فغالباً ما نجد المرأة عاكفة عن العمل خارج المنزل بحجة أن الرجل يلبي كل متطلباتها ...وكأن العمل ليس سوى غاية للمال ,وليس جوهر الإنسان الذي يجد في العمل قيمة راقية لوجوده وكينونته .
ونجدها بذلك راضية ومرضية ....
ما أبشع أن يتحول الإنسان (أنثى وذكر ) بكل ما يملك من طاقة وإمكانيات إلى مجرد كائن استهلاكي همه الوحيد ..لا شيء ...... سوى الاستهلاك .
تُرى كيف لنا أن نحرك في أمثال تلك الإناث الرغبة الحقيقة في العيش بكرامة
إذ لا كرامة لخانع ومتبع وضعيف .
كيف لنا أن نقنعهن بان الحياة خارج حدود الاستهلاك عظيمة وكريمة ,ووحدها تلك الحياة تستحق منا العيش ....
كيف لنا أن نوقظهن من غفوتهن التي طالت .... ونخبرهن بأننا تأخرنا عن الحضارة بقرون ...

peti