القضية الكردية في تركيا

2007-06-17

تركيا – أقليم كردستان – حزب العمال الكردستانيتحديات واحتمالاتالسلطنة العثمانية كما وصفها الاخصائيون كيان جغرافي متعدد القوميات, ضم من الشعوب والقوميات والديانات  بقدر ما اتسعت  رقعة السلطنة وتعدد أقاليمها الجغرافية ,فمنذ عثمان المؤسس وحتى السلطان سليمان القانوني1520-1566 وصلت السلطنة الى أقصى اتساعها الجغرافي.والحالة الكردية في تركيا الحالية ليست من نتائج النظام العثماني كما قد يعتقد البعض , بل هي حالة سكانية ومجتمعية وتاريخية وجغرافية وحقوقية سابقة لقيام السلطنة بآلاف السنين,واستمرت الحالة الكردية والعربية بشكل متميز أثناء الحكم العثماني ,والتراتب بين الدين والسياسة والقوميات الذي تعاطت الدولة العثمانية على أساسه مع الشعوب والجماعات الأخرى لم يكن هامشيا ومرحليا في مسيرة الحكم العثماني الطويل وذلك بسبب تمسك الشعوب وخاصة الشعب الكردي والعربي بخصوصياته وساعد على ذلك غنى الارث الثقافي والتاريخي لدى الشعوب الأمر الذي فرض على الدولة العثمانية اسلوبا ونهجا من التعاطي بحيث أبقى على تعددية نموذج الحكم العثماني كأمر واقع.وبالمقابل فالدولة العثمانية التي أثبتت هيمنتها وحكمها بالقوة على الشعوب لم تستطع تخطي كيانات الشعوب المجتمعية والقومية التي اعطيت حق الاحتفاظ بخصوصياتها وممارسة استقلالياتها الذاتية تحت السيادة العثمانية وذلك وفق ماأقره نظام الملة العثماني, ,وظل هذا الارث على الدوام الحامي الأساسي الذي حال دون ذوبان وانصهار الشعوب في بحرحكم السلطنة,بل أن الدولة العثمانية التي كان عليها تطبيق الشريعة وجدت نفسها  مرغمة على تبني العديد من تشريعات الشعوب والقوميات التي ضمتها تجاوبا مع مصلحة الدولة والاستقرار السياسي , ,ويمكن القول أن النظام العثماني احتوى الشعوب المغلوبة ضمن مجموعة من النظم والقوانين والممارسات التي أبقت على خصوصية تلك الشعوب والقوميات الى حد كبير, وحدوث التحولات في النظام العثماني اندرج ضمن  تحولات التاريخ القومي والسياسي والاجتماعي والثقافي  للشعوب المغلوبة, و ضمن تحولات الضغط الخارجي  في شؤون السلطنة والتي أدت بمجموعها - في مرحلة ضعف السلطنة - الى أزمات مصيرية  دفعت بالنظام العثماني الى اعتماد الأحادية كبديل للتعددية في السلطنة, ناهيكم عما حملته القبائل التركية منذ بداية هجرتها من أواسط أسيا من ذهنية الغطرسة والاستعلاء والتفوق والسيطرة كما عبرت عنها مؤلفات الأورخون (مطلع القرن الثامن الميلادي )المكتشفة في عام 1892وهذه التحولات شكلت  بمجموعها أهم  العوامل التي أدت الى انهيار السلطنة ,وكان فشل حصار فيينا بمثابة القشة التي كسرت ظهر السلطنة وأدخلتها في مرحلة تآكل وضعف لمدة طويلة من الزمن, ويمكن القول أن النظام العثماني حمل قي أحشائه عوامل تطويره وتفككه معا ,وحدد البارون دي بولكونت أسباب تآكل النظام العثماني بثلاثة عوامل:1- تفكك القيادة العثمانية وانصرافها عن الاهتمام المباشر بأمور الحكم. 2-التمييز بين الرعايا في مسألة القيادة والحكم. 3-الفساد المالي والاداري في هرم السلطنة. وأضيف هنا عاملين أساسيين آخرين وهما: - ضعف التنمية بين شعوب السلطنة .-  حالة الرفض الضمني والعلني والنزعة الاستقلالية لدى الشعوب في منطقة التوسع العثماني ,بالاضافة الى الثورات التي بدأت بالتحرك منذ مطلع القرن الثامن عشر - ثورة عبيد الله النهري 1880وثورة البدرخانيين 1842وثورة حكاري وبوتان1853 وانتفاضة ديرسم الأولى 1877في كردستان وثورة ضاهر العمر في بلاد الشام وثورة علي بك الكبير في مصر وثورة أحمد باشا الجزار في فلسطين1804والحركة الوهابية في السعودية  والحروب الفارسية - العثمانية1578- 1590والحروب الروسية العثمانية1768-1774والتوسع الى ما وراء الأطلسي واحياء الجهاد بمواجهة"الصليبية" باتجاه الغرب الأوربي(حصار فيينا عام 1683. وهكذا تقاطعت الثورات الداخلية مع مطامع الدول الكبرى في تركة الرجل المريض لتجعل مستقبل السلطنة أرضا وشعوبا رهينة مواقف الدول الغربية واستثماراتها الاقتصادية ,ولم تنفع الاصلاحات التي أطلقها السلطان محمود الثاني والتي سميت بخط شريف كولهاني في عام1839,وطرح السلطان من خلال هذا الاصلاح فكرة عثمانية السلطنة التي يتساوى فيها جميع الرعايا من حيث الحقوق والواجبات كمحاولة لانقاذ وحدة الدولة والمجتمع ,وكبديل سياسي لتعددية التركيبة المجتمعية,لكن هذا الشكل من الاصلاح لم ينجح,فما خلفته مراحل الانحطاط  والتآكل والتفرقة العنصرية بين الأتراك وبقية رعايا السلطنة حال دون نجاح اصلاح كولهاني, ولم تصمد الاصلاحات عموما في مواجهة التحديات لسببين يتعلقان ببنية نظام السلطنة:  1- الذهنية التركية لم تستوعب مفهوم الحداثة التي ظهرت في أوربا  في عصر النهضة من الناحية المجتمعية ولجهة الانتقال من الانتماء القبلي الديني الى المواطنية ودولة المؤسسات.2- ظلت الأقليات جسما غريبا في كيان السلطنة بالرغم من اثبات كفاءتها وجدارتها في مختلف مجالات الحكم والسياسة والاقتصاد.و تحولت  ايديولوجية التفوق التركي الى عقدة التخلف في مرحلة بات التقرب من النموذج الأوربي في السياسة والاقتصاد ونظام الحكم عنوان الرقي والتقدم, وكان لابد من تخطي هذا الواقع بحدوث شيئ ما و تحولت الدعوة الى الاصلاح  الى ظهور تيارات فكرية استلهم خلالها المثقفون والسياسيون والمفكرون الأتراك تجارب أوربا العلمانية والقومية والثقافية في معالجة مشاكل المجتمع العثماني التعددي ,واستهوت العلمانية العديد من المفكرين الأتراك,وبرزت فكرة القومية كايديولوجيا لحل مشاكل الدولة والمجتمع ,وتحولت فكرة العثمانية وأخذت مفهوما طورانيا  واسلاميا:1-المفهوم الطوراني:يعني صهر كل  القوميات والعناصر المجتمعية في اطار وحدة قومية تركية داخل السلطنة العثمانية انسجاما مع اسطورة التفوق القومي التركي المزعوم.2- المفهوم الاسلامي: يعني الاحتفاظ بالمناطق ذات الأغلبية الاسلامية بما فيها المنطقة العربية والكردية من السلطنة مع فرض هيمنة العنصر التركي.ودار الجدل بين دعاة الطورانية ودعاة الاتحاد الاسلامي حول الصيغة السياسية والادارية المثلى التي تحافظ على بقاء السلطنة وتبقي على زعامتها في العالم الاسلامي أوتعود السلطنة الى جذورها التركية (النقية) التي تربط بين مختلف الشعوب التي تنطق باللغة التركية,لقد كان المفهومان مختلفان حقا, وتباعدت الأراء والحلول, وقامت ثورة تركيا الفتاةعام1908 التي تبنت  مفهوم الطورانية وسياسة التتريك,وكانت ردات الفعل متباينة,ونادى العرب والكرد بالقومية العربية والكردية وتم رفض الانصهار من قبل الجميع,وتسارع الاتجاه نحو الطورانية كوسيلة لانقاذ ما يمكن انقاذه,ووقعت الحرب العالمية الأولى وانهزم الجيش التركي أمام قوات الحلفاء,وتضاعف التشنج القومي التركي,وقرر الحلفاء المنتصرون تصفية تركة السلطنة العثمانية وتحويلها الى مناطق نفوذ بما فيها المنطقة الكردية والعربية وفق اتفاقية سايكس بيكوعام1916, وفي عام 1920 وقع الحلفاء اتفافية سيفر بشأن حق تقرير المصير للشعب الكردي والأرمني  ,الا أن تصلب  مصطفى كمال أتاتورك والثورة القومية التي قادها أنقذت مايمكن انقاذه,ووجه أتاتورك تحركاته الثورية عبر تأسيس حزب" وطن وحرية" عام1905ليعبر عن تطلعانه وفق منطلقين أساسيين:الأول: التطلع الى حرية تركيا ووحدة اراضيها كما أعلنها مؤتمر أرضروم  وسيواس في العام1920 وأقرتها الجمعية الوطنية العليا تحت عنوان "الميثاق الوطني"الثاني: تعميق الفكر القومي التركي وسيادة واستقلال الأمة التركية.وفرض أتاتورك بدهاء على السياسة الدولية ولادة تركيا المعاصرة على أنقاض الجزء الأكبرمن كردستان وأرمينيا واليونان,وألغى الحلفاء بناء على طلب أتاتورك اتفاقية سيفروابدلوها باتفاقية لوزان ,وأدخلت القضيتان الكردية والأرمنية في نفق مظلم ,وحفظتا في أرشيف القضايا الدولية, وهكذاحلت المصالح مكان القوانين الدولية وحلت التوازنات مكان العدالة,وكانت معاهدة لوزان انتصارا للشر على الخير وانتصارا لتركيا وأتاتورك حيث اعترف الحلفاء باستقلال تركيا وسيادتها على جميع المناطق التي اعتبرها المغتصبون الأتراك المدى الطبيعي لدولتهم بما فيها الجزء الأكبر من كردستان والولايات الشرقية الأرمنية, والغى أتاتورك دولة الخلافة في عام 1922 لتحل محلها الجمهورية التركية عام1923وأعلن دستور الجمهورية في عام 1924,وكانت ثورته بحق المحاولة الأخيرة لتخطي مأساة السلطنة واستيعاب تناقضاتها,لقد نجحت محاولة مصطفى كمال بقدر ما حملت من ثغرات ومخاطر لم يستطع تجاوزها أو القضاء عليها في اندفاعه الثوري وسياساته نحو تحديث تركيا دولة وشعبا ومجتمعا.وشكلت القضية الكردية أهم الثغرات  والمخاطر التي اعترضت مسيرة نظام أتاتورك,ويرى المؤرخون أن الرئيس أتاتورك رغم تحالفه في البداية مع الكرد لرسم الطريق من أجل تحرير الوطن( وأعطاهم وعود تتعلق بمصيرهم السياسي على أساس الاتحاد في مؤتمر أرضروم  وسيواس ) الا أنه تنكر لوعوده وأعلى من شأن القومية التركية الطورانية ,وسن دستور لايقبل بالوجود السياسي للقوميات الأخرى داخل تركيا, وكتغييب ونفي للتميز القومي للأكراد أطلقت دولة أتاتورك تسمية أتراك الجبال على الكرد,وتفاقمت المشكلة الكردية جراء اقصاء الشعب الكردي الذي يشكل 25%من سكان تركيا وبدأ الصراع الكردي التركي,وقامت ثورة الشيخ سعيد بيران في عام 1925على قاعدة الحقوق القومية الكردية,وتلتها ثورة جبال أرارات بقيادة الجنرال احسان نوري باشاعام1927وثورة السيد رضا في ديرسم عام1937, وثورة ساسون وغيرها ,و غرقت الحداثة التي كان ينشدها أتاتورك في رمال المشكلة الكردية ولم تهدأ الأحوال يوما في تركيا, وخسرت تركيا مئات المليارات من الدولارات وعشرات الألاف من الأرواح البريئة في حربها العبثية ضد حزب العمال الكردستاني منذ عام1984وضاعت التنمية والديمقراطية في البلاد, ان تعاطي أنقرة في بداية الألفية الثالثة مع قضية وطنية وقومية ذات ثقل و شكل ومضمون كالقضية الكردية التي ترتكز على محركات تاريخية وجغرافية وقومية وثقافية, وثوابت مؤطرة بحيثيات موضوعية تستند الى حقوق ديمقراطية ووطنية عادلة, بالقمع والمذابح تارة والاقصاء والتهميش تارة أخرى يدل على أن حكام تركيا في واد والعالم كله في واد آخر, وأنهم مازالوا يعيشون في العصر الماضي, عصر السلطنة وحكم أتاتورك وعصر الحرب الباردة, وعصر الأوهام والتخلف والاستبداد وعصرانكار هوية الآخر, وعلاوة على ذلك فان حكام تركيا - مع الأسف الشديد - مازالوا يعتقدون أنهم الأقوى كما كان يعتقد صدام, وأن بوسعهم قمع الأكراد والعرب والأرمن والسريان والتمدد نحو الخارج (كردستان العراق وولاية الموصل وبترول كركوك)والاحتفاظ بأراضي الدول الأخرى(لواء اسكندرون السوري) وكافة مساحة كردستان,ولسوء الحظ فان النظام التركي العسكري - الأصولي الحالي في أنقرة يعتقد أن بوسعه اعادة عجلة التاريخ الى الوراء عبر تهويشات عسكرية وسياسية هنا وهناك ,وتشكل التحشدات العسكرية التركية على حدود أقليم كردستان العراق بحجة مطاردة عناصر جزب العمال الكردستاني علامة بارزة على حجم التناقضات والآزمات والارهاصات التي تعسف بتركيا في الداخل ,وهناك من يريد تصدير الأزمة التركية الى الخارج بأي ثمن,وهناك من يريد تحقيق المصالح الشخصية والاثراء الفاسد على حساب الشعبين الجارين الكردي والتركي مهما كلف ذلك من أذى وضحايا واراقة دماء بريئة,ويأتي في مقدمة هؤلاء جنرالات الجيش التركي وأركان الحكومة الخفية الذين أثبتوا فشلهم في مواجهة حزب العمال الكردستاني منذ عام 1984 ,وهناك شعور بالخيبة لدى هؤلاء ,وتحول هذ الشعور مع مرور الزمن الى عقدة و فوبيا اسمها فوبيا كردستان وحزب العمال الكردستاني ,وهذه الفوبيا تطاردهم ليلا ونهارا ,ويتهيأ لحكام أنقرة أن الضربات الهجومية الموجعة التي يتلقاها الجيش التركي على يد قوات حزب العمال الكردستاني في الوقت الحاضرانما تأتيهم من خارج الحدود,وينسون أو يتناسون أن عناصر الحزب الكردستاني موجودون في كل بقعة من تراب كردستان,في آمد وأرضروم وهكاري وماردين.....الخ..وحتى في استامبول وانقرة وانطاليا و في جبال الأمانوس وعلى شاطئ المتوسط ,وأن الشعب الكردي في داخل وخارج تركيا يساند الحزب الكردستاني وأن الأخير يتمتع بتأييد كردستاني شعبي غير مسبوق في الوقت الحالي,وأستبعد مثل هذا الهجوم في الوقت الحالي وأعتقد أن الغاية الأساسية وراء التهديدات والتحشدات التركية هي دفع حكومة أقليم كردستان والحزبين الكرديين – الاتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني –الى مقاتلة حزب العمال الكردستاني ليس بقصد القضاء عليه(ولايمكن القضاء عليه) بل من أجل توريط حكومة الأقليم في حرب أخوية لاتبقي ولاتذر ,ومن ثم ادخال الفوضى الى أقليم كردستان واشغال الأقليم عن اقامة حكومة وطنية فدرالية ديمقراطية يمكن أن تشكل نموذجا يحتذى به في المنطقة ,ولكن ماهي الاحتمالات والنتائج فيما لونجح معسكرالجنرالات ودفع تركيا الى مهاجمة أقليم كردستان وقيادة حزب العمال الكردستاني ؟؟؟؟؟؟.- الاحتمال الأول:يعتقد الأكراد في جميع أجزاء كردستان وفي المهاجر أن أقليم كردستان العراق والنظام الفيدرالي الذي يتمتع به الشعب الكردي  في العراق نموذج  حضاري لتعايش الشعوب في بلد متعدد القوميات يصلح ليكون أساسا لحل المشكلة الكردية في الأجزاء الأخرى لذا   ينبغي المحافظة عليه بشتى الوسائل وحتى بالحرب الى جانبه - اذا استدعى الأمر ذلك - ضد أي معتد وهذا ما صرح به حزب العمال الكردستاني أيضا في أكثر من مناسبة, والنتيجة سيتحول الأقليم الى مقبرة للغزاة الأتراك وتشتعل الحرب الحقيقية بين حزب العمال الكردستاني والشعب الكردي من جهة وبين الجيش والشعب التركي من حهة أخرى وبالتالي ستدخل المنطقة برمتها في نفق مظلم.- الاحتمال الثاني:أن ترضخ  حكومة أقليم كردستان للمطالب التركية وتعقد معها صفقة سرية لضرب حزب العمال الكردستاني,سواء جاء ذلك بدافع حماية حكومة الأقليم أو رغبة في طرد حزب العمال الكردستاني بشكل نهائي الى خارج الاقليم, وهذا الاحتمال سيكلف حكومة أقليم كردستان ثمنا باهظا وستكسب عداء الشعب الكردي في نركيا وعداء قسم كبير من الأكراد في الأجزاء الأخرى وفي المهاجر وستكون تلك سابقة غير مشرفة لحكومة كردية  فدرالية ذات مؤسسات ديمقراطية, وأستبعد مثل هذا الاحتمال ,وقد صرح فخامة الرئيس جلال الطلباني وسيادة الرئيس مسعود البرزاني في أكثر من مناسبة:أن اقتتال الأخوة خط أحمر وأنهما لن يستجيبا لرغبة الحكومة التركية وأنهما على استعداد للتوسط بين حزب العمال الكردستاني وتركيا لحل المشكلة بالحوار السلمي.- الاحتمال الثالث:أن ترضخ أمريكا للضغوط التركية وتسمح لها بتوغل محدود داخل داخل أراضي الأقليم بهدف ضرب حزب العمال الكردستاني ,وهذا هو بالضبط ما تريده تركيا والهدف النهائي بالنسبة لها هوالبقاء بشكل أو بآخر في الأقليم و فرض الوصاية عليه من أجل تثبيط التجربة الفيدرالية وافشالها ,وفي هذه الحالة ينبغي على حكومة أقليم كردستان عدم الرضوخ للطلب الأمريكي بهذا الشأن مهما كلف ذلك من تضحيات سياسية.الاحتمال الرابع:أن تتوافق أمريكا مع تركيا لضرب حزب العمال الكردستاني ضربة قوية مع المحافظة على حكومة أقليم كردستان,وهذا الاحتمال سيكلف أمريكا غاليا,وهي ليست بحاجة الى مشاكل اضافية في العراق, كما أن أمريكا بحاجة الى أصدقاء جدد لاستكمال الطوق حول ايران ,لا الى أعداء جدد. وهناك الكثير من المصالح المشتركة بين أمريكا وحزب العمال الكردستاني بشأن ايران وهي قابلة للتفعيل اذا شاء الطرفان. الاحتمال الخامس:أن تتوغل القوات التركية وتسقط حكومة أقليم كردستان (لاسمح الله)التي تلقى الرعاية والتأييد الأمريكي ,حينئذ ستصبح تركيا برمتها هدفا لأمريكا وللبيشمركة ولقوات حزب العمال الكردستاني وللشعب الكردي بأكمله,وبالتالي  سيتوحد الأكراد في الشمال والجنوب ومن المتوقع في هذه الحالة أن يعلن الشعب الكردي عن اقامة دولة كردية مستقله تشمل أكراد العراق وتركيا .وعلى ضوء هذه الاحتمالات والنتائج ليس هناك طرف منتصر وطرف منهزم ,أوطرف رابح وطرف خاسر,فالطرفين سيكونا خاسرين, بل ستخسر تركيا أكثر وستخسر المنطقة برمتها وهذا ما لايرضاه أحد.يقول المهاتما غاندي :تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوما فأنتصر.ويقول المثل الشعبي :اذا لم تخسر شيئا تخسر كل شيئ,ولن تخسر تركيا اذا تصالحت مع شعبها الكردي وذلك من أجل تحقيق الأمن والاستقراروالرخاء في تركيا وكردستان والمنطقة.مرشد اليوسف     m.yousef2@yahoo.com



القضية الكردية في تركيا

تحياتي  لجميع الشعب الكردي في جميع دول العالم

Re: القضية الكردية في تركيا

حزب العمال الكوردستاني هو الممثل الوحيد لشعبنا الكوردي في شمال كوردستان..تركيا لن تقوم بعملية عسكرية كبيرة ولن تدخل جنوب كوردستان اكثر من بضع كيلومترات..
الحزبان الكورديان مسؤلان عن هذه اللحظة الحرجة من تاريخ الكورد..وسوف يخزيهم الشعب الكوردي ان تلطخت اياديهم مجددا بدماء اخوتنا واخواتنا في حزب العمال الكوردستاني.وعلى حزب العمال ايضا التحلي بالمسؤلية التاريخية تجاه فيدرالية كوردستان
.

ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.