المرأة السورية والعمل في القطاع الخاص

2007-06-17

طالبة جامعية " بأربعة ألاف ليرة يريد مني أن أكون سكرتيرة ومستخدمة وعشيقة " يقولون " العمل زينة الإنسان " ولكننا لم نسأل " عن طبيعة العمل " الذي قصدته الحكمة السابقة ، وهل ينطبق على الجنسين " المرأة والرجل معاً " أم أن لكل منهما ظروف عمله الخاصة.العمل بالقطاع الخاص مرهون بثقافة رب العمل " ناهد " طالبة جامعية ( سنة ثالثة أدب عربي ) تروي لنا حكاية عملها في مكتب تجاري ، وسط المدينة التجاري فتقول " كنا ثلاثة صبايا في المكتب وللصدق لا أعرف بالضبط ما طبيعة عمل كل منا ، فنادراً ما كنا نتواجد في وقت واحد داخل المكتب " .وعن طبيعة عمل المكتب تقول ناهد " كان ثمة لوحة تعريفية تقول استيراد وتصدير ولكنا لم نستورد شيء أو نصدر شيء أبداً خلال فترة عشرين يوم ( المدة التي عملت فيها ) وهذا أمر أحرجني أمام أهلي حين سألوني ذات السؤال " . " إذا الغاية ليست العمل بحد ذاته " نسأل ناهد فتجيب " لقد كان الشاب ( والذي يدعي كونه مهندس ) يطلب إلينا الحضور بفترات قد تبدو مريبة بعض الشيء كوقت الظهيرة ويتم إغلاق باب المكتب ثم تدور أحاديث شخصية أكثر منها أحاديث عمل وهو ما أثار ريبتي بنواياه تجاهي ففضلت ترك المكتب ، مع العلم أنه كان قد وعدني براتب مغرٍ جداً قياساً بوضعي كطالبة جامعية لم تحصل على الشهادة الجامعية بعد " وعن سر تركها للعمل تقول " بصراحة بأربعة ألاف ليرة يريد مني أن أكون سكرتيرة ومستخدمة وعشيقة " .  " زينب " الحاصلة على الإجازة بالأدب الإنكليزي كانت أكثر صراحة من ناهد حين قالت لنا " مع كل أسف وإن وصلت المرأة في مجتمعنا إلى أرفع المناصب فإننا ننظر إليها كجسد مقابل لشهرزاد المخزونة في موروثنا الثقافي ، فنحن وإن دخلنا القرن الواحد والعشرين لن نتخلى عن فكرة المرأة الجسد و" ما ملكت أيمانكم " فكل النساء وعلى مختلف سوياتهن الثقافية في النهاية عند الرجل الشرقي هن فاكهة لآخر الليل ، ولكن هذا لا يعني أن المرأة الأنثى لا دور لها في الأمر فهي قادرة على إبراز الوجه الحقيقي لها إن أرادت وإماّ ....." .  تروي زينب لسيريا نيوز " تفاصيل مثيرة عن زواج لم يصمد بسبب رفضها التحول إلى ( أم فلان ) فهي درست وتعلمت وتثقفت لتصبح كيان مستقل يعرف بذاته ، لا أن تصبح أم فلان أمام الجميع فيموت معها كل حق باسمها أو علمها أو حتى رأيها " .  تتابع زينب حديثها " في مجتمعاتنا تتحول المرأة إلى جارية لزوجها وخادمة لأولادها وتسلية لجاراتها وتنتهي مع ليلة الزفاف كل الأحلام والطموحات لتصبح أم فلان " .  " بتول " وجه آخر لعمل المرأة فهي سعيدة في عملها مع إحدى الشركات الخاصة كونها تعمل بمجال تخصصها الذي تحبه " تصميم الأزياء " وتلخص لنا تجربتها مع العمل الخاص بقولها " عمل الفتاة في القطاع الخاص مرهون بثقافة رب العمل فأنا عانيت ( الأمرين ) في مشاغل الخياطة ، حتى وفقت بالعمل مع شركة محترمة " . عاملات فوق الستين تجلس أمام أحد المحال لتأخذ قسطاً من الراحة ، تضع كيسها المملوء بالأعشاب البرية التي يمكن أن تكون وجبة طعام على الموائد ، تخرج صبية عشرينية وتضع في يدها قطعة معجنات بطعم معين ، تمد يدها وتتناول ما أعطتها إياه الصبية لتخفيه تحت ثيابها. " أم يوسف " امرأة على عتبة الثمانين من العمر ، لا تعرف شيئاً عن مكافحة البطالة أو وزارة العمل ومكاتب التشغيل ، وببساطة تحارب لقمة العيش بكيس ملؤه ( الهندبة والرشاد والخبيزة) التي تحصدها من القرية لتبيعها في المدينة .  " أم يوسف " القادمة من " عرقايا " غربي حمص إلى أحياء المدينة ترفض الحديث معنا عن حال معيشتها وسبب عملها وتحمل كيسها فوق ظهرها المحني قاصدة أبواب رزقها في شوارع تمتلئ بمئات العاطلين عن العمل .  " أم علي " سبعينية العمر تفترش الأرض مع بضاعتها المكونة من ثياب بالية ، تجبرك على التساؤل حين النظر إليها عن جدوى الاحتفال بيوم المرأة العالمي إن لم تكن هذه " المجاهدة في سبيل عيشها من المكرمات " .  " خذي هذه لأولادك فوق البيعة " تضع أم علي قطعتي ثياب ولاّدي لامرأة اشترت منها بمبلغ مائة ليرة وهو مبلغ كبير قياساً بثمن القطعة الواحدة المقدر بعشر ليرات .بصوتها الريفي المملوء بالأمومة والحنان تبدأ بسرد حكايتها :  عندي ولدين وحالتون ميسورة والحمد لله ولكن نسوانن بعدوهن عني ، وأحسن ما أشحد من الناس بشتري التياب المستعملة من أهالي الضيعة وبيعا هون ، بدي عيش انا وبنتي اللي مات جوزا وهي صبية ، يا عيني عليها مالا حظ .  - بس أنت كريمة وسموحة زيادة..!  لك يا ابني الحياة بدها هيك ، لازم تكون بوجه حلو حتى تحلا الدنيا وتكسبها .   ما زالت أم علي تتحدث عن جمال الحياة وطريق الانتصار على ما فيها من هموم .أم علي التي ترفض أن نصورها عن كثب كونها " مصورة وخالصة " كما تقول وهي تضحك ، لا تمانع أبداً أن ننشر ما قالته لنا لأن العمل شرف للإنسان وهي تأكل من عملها .  هيئة مكافحة البطالة وعمل الإناث في مقر الهيئة العامة للتشغيل وتنمية المشروعات ( هيئة مكافحة البطالة سابقاً ) نسأل الأستاذ أحمد الحوري عن مفهوم مكافحة البطالة لدى الحكومة وعمل الهيئة فيقول " تهدف الهيئة إلى نشر ثقافة العمل الخاص ، وتشجيع المبادرات الفردية لإقامة المشروعات الخاصة ، ونشر فكرة الاستثمار والعمل الحر " . وفيما يتعلّق بعمل النساء قال الحوري " الهيئة منحت خلال فترة السنوات الخمس الماضية ( 3165 ) قرص أسري بواقع مائة ألف فما دون ، وكان عدد الإناث الحاصلات على قرض ( 2087 ) مقابل ( 1087 ) ذكر حصل على قرض " . إذا نصيب الإناث كان أكثر من نصيب الذكور وهذا يدل على تشجيع الحكومة لعمل " المرأة الخاص " ليبقى السؤال عن قبولنا المرأة " كنصف آخر من المجتمع " . سيريانيوز

MAS


Re: المرأة السورية والعمل في القطاع الخاص

صحيح أن الأمر يعتمد على ثقافة رب العمل و لكنه بكل تأكيد يستمر تبعاً لثقافة المراة التي تعمل ...
أي أن ذلك يعتمد على طبيعة تلك العاملة و سلوكيتها ..
في مدينتي مُدرسة تعمل في مكتب قطاع خاص فترة الصيف لكنها سعيدة جداً كون ذلك يتلاءم مع شهواتها الجنسية و مدى انحرافها و أرباب العمل في مدينتي معروفون بصيتهم السيء الأغلبية الساحقة و منهم مدير المدرسة التي أعرفها
فليساعدنا الله ماذا ستربي من اجيال هذه المُدرسة و كم من الشاذين سيخرجون من تعلينها
و الخفي علينا أعظم ....

ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.