شهادات غير معترف بها بآلاف الدولارات

شهادات غير معترف بها بآلاف الدولارات .. والمسؤول عنها يمتنع عن تقديم الإجابات ؟!!ربما تكمن حساسية القضية التي نثيرها اليوم انها تطال شبابنا وتهدد مستقبلهم ، من خلال ممارسات وصفها معاون وزير التعليم العالي علي ابو زيد بانها " عمليات تغرير وغش وتدليس بحق الطلاب" ، سيجد الطالب نتيجتها شهادة لا يمكن استخدامها الا لتزين الحائط..كانت البداية مع العديد من الرسائل البريدية الإعلانية الخاصة بـ أكاديمية التعليم الافتراضي والمفتوح في المملكة المتحدة، التي وصلتنا مثلما وصلت لمئات الطلبة في سوريا كما علمنا لاحقا ، اجتذبت الرسائل الكثيرين منهم ، رغم ارتفاع اسعار الانتساب لهذه الجامعة "الافتراضية".كان الاهتمام في البداية شخصي ، وحاولنا في سيريانيوز التعرف على اهمية الشهادة التي تمنحها الجهة المانحة وذلك من خلال الموقع الموجود على الانترنت والذي ترتبط فيه خمس جامعات " افتراضية " اخرى وكان العنوان دائما يعيدنا الى مكتب المعضمية في ريف دمشق.ووجدنا ان الأكاديمية المذكورة هي إحدى المؤسسات التعليمية التي يمثِّلها حاليا (المركز الاستشاري للعلوم والتكنولوجيا) ومقره في مدينة المعضمية، وتشير المعلومات المنشورة على موقع الانترنت الخاص بالمركز إلى أنه يُمثِّل خمس مؤسسات تعليمية أجنبية في سورية.فيما علمنا من خلال التقصي عن "المركز" وتاريخه بانه بدأ عمله في سورية عام 2003 في شارع الفردوس بدمشق، ثم انتقل العام الماضي إلى مدينة المعضمية .وبالفعل قمنا بزيارة مقر "المركز" الذي يشغل جزءا من قبو بناء سكني متواضع في المعضمية ( ريف دمشق ) ،حيث رفض الموظف هناك إعطاء أية معلومات، أو حتى أسماء بعض الطلاب الدارسين لديهم وأرقامهم، مكتفيا بالقول "المركز متوقف حاليا لأعمال الصيانة"، وكان من الصعوبة بمكان البحث عن هؤلاء الطلاب الذين يدرسون عن طريق الانترنت ولا يعرفون بعضهم بعضا.فيما اكد لنا احد الجيران هناك أنه "يزداد عدد الطلاب يوميا الذين يأتون إلى هنا ويسألونا عن مصير الأكاديمية ومصير الدكتور مصعب عزاوي، ويلهثون خلف أي إشارة توضح لهم مصير دراستهم".والدكتور مصعب هو الشخص المسؤول عن المركز وكل المؤسسات التعليمة التي يمثلها ، والعزاوي كما يعرف عن نفسه من مواليد دير الزور عام 1976، ويذيِّل رسائله بأنه "طبيب واستشاري الأمراض والدراسات الوراثية والمناعية في لندن، وعضو اتحاد الصحفيين السوريين، وعضو اتحاد الصحفيين العرب، وعضو في منظمة صحفيين بلا حدود". بعد جهود مضنية بذلناها استطعنا التوصل لاحد الطلبة المسجلين في الجامعة المزعومة وهي أسماء الزيبق التي كلَّفتها الدراسة حتى الآن "حوالي 3000 دولار رسوم تسجيل" إضافة إلى حوالي "2000 دولار مصاريف انترنت وكتب وغيرها".وكانت بداية قصتنا أسماء قالت لنا أن الدكتور مصعب "يماطل" في منحها الشهادة رغم أنها تستحقها منذ أشهر، وتقول "عندما طلبت شهادة تخرج منه بدأ يعطيني مهمات ووظائف لا تنتهي، وعندما ألحيت في طلبي وأخبرته أني سألجأ إلى القضاء أرسل لي إيميلا يهددني بالأمن الجنائي".ويُقدِّر طالب لم يرغب في الكشف عن اسمه أعداد أصدقائه الدارسين في الأكاديمية المذكورة بالمئات، ويقول "كنت بنفسي أروَّج للأكاديمية بين أصدقائي ومعارفي، ونظَّمت الأكاديمية محاضرة تعريفية لها في مدينة السويداء سجَّل بعدها حوالي المئة طالب مباشرة، حتى أن المركز افتتح له فرع في مدينة السويداء".وبدأت الصورة تتكشف لنا ، من خلال الكثير من علامات الاستفهام التي وصلت في كثير من الاحيان الى خيبة الامل واكتشاف بان الشهادة الممنوحة من خلال هذه الجامعة مجرد وهم لا يوجد من يعترف بها.صفوت الحريري طالب اخر اخبرنا بانه وأخته رنا سجَّلا في الأكاديمية عام 2005 عندما "قرأنا إعلانا في الصحف عن الأكاديمية، فاتصلت مستفسرا فأخذ د. مصعب عزاوي رقمي وبدأ بملاحقتي باتصالاته صباح مساء، ويقدم لي عروض الحسم وتأمين وظيفة بعد التخرج في أكبر شركات البلد".وسجَّل صفوت فعلا في الأكاديمية التي تطلب من الطلاب الدفع بالدولار أو الجنيه الاسترليني ، و اخبرنا أن "الحساب باسم الدكتور مصعب عزاوي وليس باسم الأكاديمية"، وهذا ما يشير إليه موقع الأكاديمية على الانترنت، وبالفعل تابعنا هذه النقطة واكتشفنا ان العزاوي يتقاضى رسوم التسجيل من خلال حساب شخصي في بنك التمويل والتجارة" وعن آلية الدراسة يقول صفوت أنه كان يدرس وأخته تحت إشراف أستاذ يدعى عزام القاسم "يتقاضى 20 ألف ليرة في السنة راتب إشراف"، وأن لقاءاته بالأستاذ عزام كانت في "قبو غير مؤهل حتى ليكون حتى مخزن".وعن المنهاج الذي يدرَّس في الأكاديمية يقول صفوت إن "علاماته كانت لا تقل عن 90%، كون المواد التي كنت أدرسها بسيطة جدا، وحتى المشاريع التي نفذتها كانت قائمة على التخيل مثل أن نتخيل أنفسنا في شركة نركِّب شبكة حواسب..".ويضيف أنه "نتيجة ذلك حصلت مشاكل بيننا وبين الدكتور مصعب، ونحن نخاف الآن أن يحرمنا من الحصول على الشهادة التي نعلم مسبقا أنها لن تنفعنا في شيء، لكن المصيبة أني أنا وأختي دفعت إلى الآن قرابة أكثر من 200 ألف ليرة".كُمي طالب آخر سمع من صديق له عن الأكاديمية ورغب في التسجيل فيها "للحصول على مصدقة تأجيل عسكرية"، لكنه رغب قبل دفع الأقساط بالإطلاع على المنهاج، يقول "وعدني الدكتور مصعب بإطلاعي على المنهاج لكنه لم يفعل، وعندها عرفت أن ذلك المركز يمارس عمليات نصب على البسطاء ليس أكثر".ويقول كمي "كان مكتب الأكاديمية في شارع الفردوس صغيرا جدا ومتواضعا"، ويستغرب "وجود هذا المكتب الذي يمارس نشاطات مشبوهة لثلاث سنوات على بعد أمتار عن مبنى محافظة دمشق!".من جهة اخرى وجدنا ان بعض الطلاب لا زالوا يعتقدون بان الاكاديمية معترف بها ، حيث اخبرنا عبد الرحمن زبيدي وهو طالب في الأكاديمية يعتقد أنها "جامعة معترف بها خارج سورية"، دون اية تفاصيل اضافية مكتفيا بالقول "لقد راسلت عدة جامعات خارج القطر لأحصل منها على درجة الماجستير فرحبوا بي"، ولم يسمي لنا أيا من تلك الجامعات.كما يقول صديقه حسام عبيد إن "الأكاديمية مسجلة تحت رقم ما في ضواحي لندن" ، وهذا كل ما يعرفه.الاكاديمية معترف بها ام لا .. ؟كان هذا السؤال الذي حاولنا الإجابة عليه ، اكثر من 10 ايام من العمل المتواصل تواصلنا خلالها مع أربع جهات ذات علاقة بالموضوع ، ادارة الجامعة ذاتها ، وزارة التعليم ، المجلس الثقافي البريطاني ووزارة الخارجية.الجهات السورية والبريطانية ذات العلاقة .. لا تعترف بالشهادةيسود اعتقاد بين الطلبة كما اخبرنا احدهم بأنه يمكن "تصديق الشهادة من السفارة البريطانية بدمشق"، لكن نيكولا ديفيس من السفارة ذاتها قالت لـ سيريانيوز "إن موضوع التصديق على الشهادات التعليمية هو مسؤولية المجلس الثقافي البريطاني أولا".وبالفعل راجعنا المجلس الثقافي البريطاني وحصلنا منه على رد خطي يقول فيه إن أكاديمية "العزاوي" غير مجازة من (المجلس الخاص للتعليم المفتوح والتعليم عن بعد في بريطانيا )" وأن المجلس "لم يمنح أي شرعية للشهادات المقدمة، وفي هذه الحالة تبدو هذه الشهادات صادرة عن الأكاديمية ذاتها وغير معروفة بالنسبة لشهادات المملكة المتحدة".بينما قال ياسر حمود من قسم التصديق في وزارة الخارجية السورية أن "الوزارة لا تصادق على أي شهادة علمية قبل مصادقتها من وزارة التعليم العالي السورية". وفي وزارة التعليم العالياتصلنا مع الدكتور علي أبو زيد معاون وزير التعليم العالي الذي اخبرنا أن "الوزارة لم تمنح أي ترخيص للمركز المذكور لممارسة أي نشاط له علاقة بالتعليم في سورية".وقال الدكتور أبو زيد "ليس من صلاحية مكاتب الخدمات الجامعية منح الشهادات العلمية أو حتى استلامها من الجامعة المانحة خارج سورية، حيث يقتصر دورها على مساعدة الطالب في إجراءات التسجيل في جامعات خارج سورية واستلام الأوراق والكتب وما إلى هنالك من أمور إجرائية فقط". الدكتور عزاوي لا اجوبة .. ؟؟رغم كل محاولات الاتصال الدكتور العزاوي الذي يتواجد حاليا خارج القطر ، من خلال ممثليه في سوريا او من خلال مراسلته شخصيا عبر بريده الالكتروني لم يقدم اية اجوبة عن اسئلتنا حول نشاطات مركزه وفيما إذا كانت الشهادات التي يمنحها معتمدة أم لا وكذلك عدد الطلاب الدارسين عنده والمناهج والاعتمادية وما إلى ذلك..؟كان رد العزاوي بعيدا عن تقديم اية حقائق بين التسويف والتهديد المبطن ومحاولة دق اسفين بين الصحفي الذي يتابع التحقيق بشكل مباشر وبين الادارة التي كانت على اطلاع اولاً باول على التفاصيل.ارسال العزاوي رسالتان الى سيريانيوز طالب " بتأجيل أي متابعة لهذا التحقيق " لحين عودته حيث طالب لقاء ادارة التحرير بشكل مباشر وحدد موعد تقريبي هو نهاية الشهر الجاري.فيما طالب في رسالة أخرى بإقصاء "الصحفي خالد موسى عن التحقيق " فيما يخص عمل المركز والأكاديمية لأنه يلهث خلف "سبق صحفي"، و"تجنبا لأي إحراج متبادل (..) وجرِّنا إلى مواجهات مختلفة مع إدارة سيريانيوز". على حد قوله.ولدى إخطار الدكتور مصعب بضرورة الإجابة على الأسئلة دون الدخول في "مهاترات شخصية"، ذكر أن محاميه حسن عبد العظيم سيوضِّح لسيريانيوز "كل الإثباتات القانونية التي توضح سلامة عملنا القانوني على جميع الأصعدة، ويفند كل الإدعاءات الهشة ضدنا".مع عبد العظيملم نجد عند المحامي حسن عبد العظيم اجوبة شافية لاستفساراتنا وانما اظهر لنا مجموعة أوراق تخص دعاوى مقامة بين الأكاديمية وطلابها، وشهادة تسجيل تاجر بإسم مصعب عزاوي، وصور عن إعلانات صحفية، وصفحة مطبوعة عن الانترنت تحوي بريدا إلكترونيا "أرسله أحد الطلاب يهدد الدكتور مصعب" بحسب عبد العظيم نفسه، وورقة فوتوكوبي قال عبد العظيم أنها كتاب "يفوِّض مجموعة عزاوي الخدمية بتمثيل أكاديمية التعليم الافتراضي والمفتوح في كل الدول العربية".كما زودنا المحامي عبد العظيم بقرار صادر عن المكتب التنفيذي لمحافظة ريف دمشق بتاريخ 23/1/2007 تتضمن الفقرة الأولى منه أنه "يرخص (..) إلى السيد الدكتور مصعب عزاوي (..)باستثمار المحل المعد / مركز استشارات إدارية/ خدمات جامعية وتمثيل الشركات والوكالات العربية والأجنبية والاستشارات الإدارية والاقتصادية والمالية والعلمية والمعلوماتية وتجارة برامج الكمبيوتر العلمية والتكنولوجية والإرشاد العلمي والتكنولوجي والاستشارات التسويقية وبرامج التصميم الفني وتجارة القرطاسية وأدوات ومواد الطباعة والأدوات والتجهيزات الطبية والمخبرية والرياضية". المشرف الأكاديمي خرِّيج الأكاديمية نفسهاتجاوزنا موضوع الترخيص والاعتمادية وبحثنا وراء الاشراف والكادر التدريسي ، الذي لم يقدم العزاوي حوله الاجوبة الكافية.وفي حين يقول موقع الأكاديمية على الانترنت أنه "تقوم بالإشراف الأكاديمي على كل تخصص معرفي نخبة من أعضاء الهيئة التدريسية المؤهلين وفق أرقى المعايير الأكاديمية في المملكة المتحدة والمتحلين بخبرة عريقة في مجال التعليم العالي في بريطانيا من مختلف المؤسسات التعليمية في المملكة المتحدة".توصلنا الى حقيقة ان عزام القاسم الأستاذ المشرف على صفوت وأخته رنا وغيرهم من الطلاب كان طالبا في الأكاديمية نفسها ثم تولى مهمة الإشراف على طلابها.فيما رفض المشرف عزام في اتصال معه زيارتنا لمكان لقائه مع طلابه، وقال "لقد سلَّمت هذا المكان منذ فترة".الى هنا نكون قد عرضنا ما في جعبتنا من حقائق ، واذا حاولنا تجنب القفز الى الاستنتاجات ، فان الحقائق تقول في هذه القضية ، بان عشرات الطلاب وربما المئات سيحصلون على شهادات غير معترف بها لا في سوريا ولا في خارجها ، وستذهب الشهور الطويلة التي قضاها الطلاب في الدراسة والاموال الطائلة التي دفعوها .. مقابل " حبر على ورق ".يقول معاون وزير التعليم العالي ابو زيد والذي علمنا بانه يتابع ملف القضية"وزارة التعليم العالي لا تتحمل مسؤولية ما يقوم به مركز الدكتور عزاوي من عمليات تغرير وغش وتدليس بحق الطلاب"، وأن ذلك "مسؤولية الجهات المختصة"، دون أن يحدد من هي تلك الجهات.خالد موسى - سيريانيوز



Re: شهادات غير معترف بها بآلاف الدولارات

من إرهاب الدوالة ....إلى الجريمة المنظمة
ثم إلى أين يا وطن ....؟؟؟؟
ماذا تخبئ بعد لأبنائك الغرقى ...و هم يبحثون عن القشة ....؟؟؟
ماذا بعد يا وطن إلى أين تمضي بنا ...
أما اكتفيت منا ...؟؟؟
أتعبتنا يا وطن ...أهلكتنا يا وطن ....
دمعة على بؤسائك و أخرى عليك ...


ميرآل بروردا


ارسل تعليق

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.