عملاق الموسيقى العربية - منصور الرحباني

لا يوجد ردود
User offline. Last seen 9 سنة 23 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 01/11/2008

ينطوي الجناح الآخر لذلك الطائر اللبناني العظيم الذي حلّق على امتداد ما يزيد على نصف قرن من الزمان، وما زال يحلّق، وسيبقى الى الأبد، ما دام على الأرض شعر وغناء وموسيقى.
وهذا الطائر من الشعر والموسيقى، هو ما تم التعارف على تسميته «الأخوين رحباني»، وهما عاصي ومنصور تحديداً، على كثرة ما في العائلة الرحبانية من موهبة موسيقية وشعرية. فحين ينادى «الأخوان رحباني» لا يجيب أحد سوى عاصي ومنصور.

فقد لبنان والعالم العربي والموسيقى واحدا من أعظم الفنانين بغياب منصور الرحباني يوم الثلاثاء عن عمر ناهز 83 عاما
منصور يتمتع بنفسيّة طيّبة وكان مؤمناً جداً، ولم تهزّ الأزمات الصحية المتكرّرة من صلابة هذا الرجل الذي يشبه السنديانة يفيء إليها كل من يرغب سلوك طريق الفن الأصيل، الذي آمن به وكرّس نفسه وموهبته الفذة وحياته له

منصور الرحباني المولود في بلدة انطلياس عام 1925 هو الأخ الأصغر للفنان الراحل عاصي الرحباني ، وقد شكلوا معا ثلاثيا فنيا أغنى التراث الموسيقى اللبناني والعربي.
بعد استقالته من عمله في الشرطة اللبنانية وبعد دراسته الموسيقية لسنوات اجتمع منصور الرحباني مع شقيقه عاصي تحت اسم الاخوين رحباني متخطين حواجز الفردية والانانية ودخلا معا الاذاعة اللبنانية سنة 1945 مزودين بلونهما الفني الجديد.
ألّف الاخوان رحباني الكثير من الاعمال الفنية منها الاسكتشات التي عرفت تحت اسم "سبع ومخول" وعندما اقترن عاصي الرحباني بنهاد حداد التي عرفت في ما بعد باسم فيروز سنة 1955 شكل الثلاثة معا الثلاثي الرحباني الجديد.

استوحى الرحبانيان موسيقاهما من التراث العربي الاسلامي والماروني البيزنطي والفولكور اللبناني وكلها تيارات شرقية بالاضافة الى تعمقهما في الدراسة الموسيقية الكلاسيكية الغربية.
يتمتع منصور الرحباني بنفسيّة طيّبة وكان مؤمناً جداً، ولم تهزّ الأزمات الصحية المتكرّرة من صلابة هذا الرجل الذي يشبه السنديانة يفيء إليها كل من يرغب سلوك طريق الفن الأصيل، الذي آمن به وكرّس نفسه وموهبته الفذة وحياته له

وعلى امتداد ثلاثين سنة، انفرد فيها منصور بكتابة الشعر والمسرح وتأليف الموسيقى.
فكتب ديوان«أسافر وحدي ملكاً» هو ديوان من ثلاثة دواوين شعرية حديثة بالفصحى، أصدرها منصور الرحباني دفعة واحدة في عام 2007، إصداراً خاصاً، وهذه الدواوين هي، فضلاً عن الديوان المذكور، «أنا الغريب الآخر» و «القصور المائية». وقد أصدر مع الدواوين الثلاثة المذكورة، وفي الوقت نفسه، ديواناً بالمحكية هو «بحّار الشتي»... ما يقدّم للقارئ وللباحث مادة شعرية موثقة، للنظر في العتبات الشعرية لمنصور الرحباني، ورؤاه الإبداعية، وتقنياته التعبيرية.
كتب المسرح الرحباني للوطن والارض والتاريخ والمستقبل وللفقراء البسطاء واهتم بالفولكلور اللبناني اهتماما خاصا وناصر القضايا العربية الكبرى فكانت اغنيات لفلسطين منها "زهرة المدائن" و"سنرجع يوما" و"جسر العودة".
قدم منصور مع اخيه عاصي تحت اسم الاخوين رحباني الكثير من المسرحيات الغنائية وخصوصا تلك التي كانت تعرض في المهرجانات اللبنانية في بعلبك "ايام فخر الدين" و"جبال الصوان" و"ناطورة المفاتيح" و" قصيدة حب".

كما قدما ثلاثة افلام سينمائية هي "بياع الخواتم" و"سفر برلك" و" بنت الحارس" بالاضافة الى المئات من الاغاني التي اثرت المكتبة الموسيقية العربية والعالمية.

واثر رحيل عاصي عام 1986 أكمل منصور المسيرة الرحبانية بالتعاون مع اولاده فقدم اعمالا مسرحية وغنائية كثيرة واستمر في الانتاج فقدم مسرحية "الوصية" كما قدم مسرحية "ملوك الطوائف" اضافة الى مسرحية " المتنبي" ومسرحية "حكم الرعيان" ومسرحية "سقراط" و"النبي" المأخوذة عن نص جبران خليل جبران و"زنوبيا" وأخيرا المسرحية الغنائية "عودة طائر الفينيق" التي يستمر عرضها حاليا على خشبة مسرح كازينو لبنان. واضافة الى فيروز تعاون الاخوان رحباني مع مطربين لبنانيين كبار ابرزهم وديع الصافي وزكي ناصيف والراحلين نصري شمس الدين وفيلمون وهبي.