الشيخ سعيد بيران

رد واحد [اخر رد]
User offline. Last seen 8 سنة 44 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 09/12/2007

الشيخ سعيد بيران
ولد الشيخ سعيد بن الشيخ محمود بن الشيخ علي في قضاء (بالو بولاية "آلازغ" ) الكردية سنة 1865م، و كان جده الشيخ علي قد استقر في (بالو) ونسب إليها. تلقى الشيخ سعيد تعليمه الأولي على يد والده وبعض مريديه، حيث تعلم أصول القراءة والكتابة، ثم درس الفقه والشريعة الإسلامية والتاريخ، وبعد أن أنهى دراسته منح شهادات الإجازة والتدريس لطلاب العلم. وبعد وفاة والده انتقلت إليه الزعامة، وأصبح مرشداً للطريقة النقشبندية في (بالو)، وقد بلغ عدد مريديه وأتباعه أكثر من عشرة ألاف، كان من بينهم العديد من الترك، أما البقية فكانوا من الكرد.
لم يكن الشيخ شيخاً تقليدياً كما عهد عن المشايخ في ذلك الزمن، بل كان عالماً مجدداً بليغاً غير مؤمن بالخرافات التي كان الناس يرددونها عن المشايخ وقدراتهم وكراماتهم، فلم يقبل تقبيل يديه أو الانحناء له وتواضع للناس. وقد كان مجلسه العلمي يعج بالمثقفين والعلماء والرجال الشجعان، وبذل جهوداً جبارة في سبيل نشر العلم والمعرفة بين الناس. وقد مارس الشيخ سعيد النشاط السياسي منذ تأسيس الجمعيات والمنظمات الكردية بين أعوام 1908-1923م، وكانت له صلات وثيقة مع العائلات الكبيرة كعائلة بدرخان بك وعائلة الشيخ عبيد الله النهري، بالإضافة إلى الزعماء السياسيين المعاصرين له. وقد اشتهر الشيخ باسم سعيد بيران نسبة إلى (بيران)، وهي قرية صغيرة تقع قريباً من (بالو) وفيها حدثت أوّل مواجهة بينه وبين جنود أتاتورك.
أحداث ثورة الشيخ سعيد فيما يلي نذكر أهمّ الأحداث التي شهدتها ثورة الشيخ سعيد بيران5:
نوفمبر 1924م: سافر علي رضا، نجل الشيخ سعيد بيران، إلى حلب، عبر ديار بكر، للتنسيق، بصورة نهائية، مع القادة الأكراد الآخرين عن تنظيم انتفاضة، وانعقد هناك مؤتمر، شارك فيه عدد كبير من الشخصيات الكردية، في تركيا والعراق وسورية .ديسمبر 1924: ألقت الحكومة التركية القبض على خالد جبرانلي، كما تم اعتقال حاجي موسى ويوسف ضيا، من جمعية آزادي (الاستقلال)، فرد الأكراد على ذلك، باختيار الشيخ سعيد بيران رئيساً لجمعية (استقلال كردستان)، كما تم تحديد موعد بدء انتفاضة للأكراد، تحت قيادة الشيخ سعيد، يوم العيد القومي للأكراد "النيروز" الموافق 21 مارس 1925.
و في 8 فبراير 1925: بدأ الشيخ سعيد بالتحرك الميداني، فقام بزيارة للولايات الشرقية، وأثناء جولته التفقدية في بيران وزيارته لأخيه عبد الرحيم، وصلت قوة عسكرية تركية بقيادة الملازم أول حسني أفندي؛ للقبض على عدد من الأكراد، إلا أن أكراد بيران رفضوا تسليمهم، فوقع صدام مسلح، كان نتيجته قتل عدد من الجنود الأتراك، وأسر بعض الضباط، ومنهم حسني أفندي.
11 فبراير 1925: قام طاهر بيران، الشقيق الثاني للشيخ سعيد، بالاستيلاء على البريد، من ليجه إلى قرية سيردي، ووصل على رأس وحدة تضم 200 مقاتل إلى كينجو، وسلم الشيخ سعيد الوثائق والأموال، التي استولى عليها. وأصبحت هذه الأحداث هي البداية الحقيقية لحركة الشيخ سعيد بيران وبهذا بدأت الانتفاضة، قبل الموعد، الذي كان محدداً لها بحوالي 41 يوماً.
14 فبراير 1925: سيطر الثوار، على محافظة كينجو سيطرة تامة، و وقع المحافظ والموظفون الأتراك في الأسر، كما تولى فقه حسن، رئيس عشيرة مودان، محافظاً جديداً في كينجو، وتم إصدار قانون استثنائي، يحمل توقيع الشيخ سعيد، يقضي بأن تكون كينجو عاصمة مؤقتة لكردستان، وانتقلت السلطة الدينية والمدنية إلى الشيخ سعيد، وأرسلت جميع الضرائب والأسرى إلى كينجو، كما أصدر الثوار نداء أعلنوا فيه إلغاء ضريبة العُشر الصعبة، ودعوا السكان، بدلاً من ذلك، إلى تقديم المؤن للثوار، مما لاقى استحساناً واسع النطاق، بين صفوف الجماهير الواسعة.
22 فبراير 1925: عقد مجلس الوزراء التركي جلسة طارئة، في وقت متأخر من ليلة 22 فبراير وحتى صباح اليوم التالي، وشارك في الاجتماع رئيس الأركان فوزي باشا، وأفضى الاجتماع إلى إعلان حالة الطوارئ، في منطقة الانتفاضة، ووضعها تحت الأحكام العرفية، لمدة شهر كامل، حتى يستطيع الجيش التركي مقاومة انتصارات الانتفاضة.
25فبراير 1925: قام مجلس العموم في البرلمان التركي، بتعديل المادة (1) من قانون العقوبات عن خيانة الوطن، والذي سن في 15 أبريل 1923، (القانون 556) إلى النص التالي: "منع تكوين المنظمات السياسية على أُسس دينية، وكذلك استخدام الدين في سبيل تحقيق الأهداف السياسية، واعتبار الأشخاص القائمين بمثل هذه الأعمال أو المنتسبين إلى مثل هذه التنظيمات خونة".
28 فبراير 1925: تقدمت الانتفاضة بشكل سريع على الأرض، والتف حولها آلاف من كل جانب، فاستولت على ليجة وخاني، وانضم إليها قوات صالح بك، وفصائل حاجي حسن وعمر فارو، وعشائر مستيان و بوتاني في جنوبي (جابكجور)، وكذلك انضم للانتفاضة فصيلة كبيرة تابعة للشيخ شمس الدين في ضواحي ديار بكر، وبلغ عدد الفصائل الكردية زهاء 20 ألف مقاتل، مما أربك الحكومة التركية، وأثار الذعر بين قياداتها.
2مارس 1925: استقالت حكومة فتحي بك في أنقرة، وفي اليوم التالي مباشرة ترأس عصمت باشا الحكومة الجديدة، وشدد في برنامجه، الذي ألقاه بمجلس الأمة التركي الكبير، على ضرورة القضاء على مثيري الاحتجاجات، واستتباب الأمن في البلاد، وبمقتضى هذا البرنامج، أعدت الحكومة تدابير عسكرية، لقمع انتفاضة الشيخ سعيد.
4 مارس 1925: سن مجلس الأمة القانون الرقم (578)، الخاص بالحفاظ على النظام، والذي يمنح السلطات صلاحيات واسعة لمحاربة الحركات الشعبية، وأي نشاط معارض، ويسمح باستخدام جميع التدابير المقرونة بحالة الطوارئ، كما اتخذ مجلس الأمة قراراً بتشكيل محكمتين للاستقلال: واحدة منهما لعموم تركيا، مقرها الدائم أنقرة، وتتمتع بصلاحيات محدودة (كان لا بدّ من مصادقة مجلس الأمة التركي في حالة إصدار أحكام الإعدام)، والثانية في الولايات الشرقية، وتتمتع بصلاحيات مطلقة.
11 مارس 1925: أمر الشيخ سعيد بشن هجوم على ديار بكر من جميع الجهات، لكن القوات التركية المتفوقة عدداً وعتاداً، سيطرت على الموقف، فأصدر الشيخ سعيد أوامره بالانسحاب والتراجع نحو (درخاني.أواخر مارس - أول أبريل 1925: (استطاعت القوات الحكومية شن هجوم على منطقة الانتفاضة، من الشمال والجنوب و الجنوب الشرقي، في آن واحد، و قاد القوات التركية الجنرال كمال الدين سامي باشا، و لم يجد الثوار مفراً سوى التراجع، في أول أبريل، باتجاه بالو. وفي نفس الوقت كانت القوات التركية قد أصدرت بياناً، وعدت فيه بمنح مكافأة، قدرها ألف ليرة ذهبية، لمن يلقي القبض على الشيخ سعيد، و700 ليرة ذهبية، لمن يأتي بجثته حتى بعد وفاته. وكان ذلك بداية تحول في المعارك لمصلحة القوات التركية وبداية انهيار الانتفاضة.6 أبريل 1925.اضطر الشيخ سعيد، يرافقه 300 فارس، إلى التراجع نحو سالهان.
أواسط أبريل 1925.تمت محاصرة القوات الرئيسية للانتفاضة، وتحطيمها في وادي كينجو، وتم إلقاء القبض على قادتها، وعلى رأسهم الشيخ سعيد، والشيخ علي، والشيخ غالب، ورشيد آغا، ومحمد آغا، وتيمور آغا، وبذلك تم القضاء عملياً على انتفاضة الشيخ سعيد.
13 أبريل 1925: تم اعتقال سيد عبد القادر، ونجله سيد محمد، وكور عبد الله سعدي، وزعماء عشائر هوشينان.
14 مايو 1925: بدأت محاكمة عدد كبير من الثوار، الذين شاركوا في انتفاضة الشيخ سعيد، وقد حكم على عدد منهم بالإعدام في 27 مايو، وأودع الآخرون بالسجون.
29 مايو 1925: بدأت محاكمة الشيخ سعيد، التي استمرت شهراً كاملاً، وكان معه في قفص الاتهام، الشيخ عبد الله، والشيخ إسماعيل، والشيخ عبد اللطيف، والرائد قاسم إسماعيل، وحاجي خالد عبد الحميد، والشركسي رشيد، وعدد آخر من قادة الانتفاضة.
29 يونيه 1925: صدر الحكم بالإعدام شنقاً على الشيخ سعيد ورفاقه.
30 يونيه 1925: نفّذ حكم الإعدام على الشيخ سعيد ورفاقه في ساحة المسجد الكبير بمدينة ديار بكر. وأمام حبل المشنقة قال الشيخ: "إن الحياة الطبيعية تقترب من نهايتها ولم آسف قط عندما أضحي بنفسي في سبيل الله، إننا مسرورون لأن أحفادنا سوف لن يخجلوا منا أمام الأعداء".
أسباب الثورة الحقيقية تكاد تجمع مصادر التاريخ على واقعة هي: «عندما تم اعتقال بعض قادة جمعية آزادي الوطنية الكردية في خريف عام 1924م، تم اختيار الشيخ سعيد رئيساً للجمعية التي عقدت مؤتمراً في تشرين الثاني 1924م في حلب حضره علي رضا ابن الشيخ سعيد ممثلاً عن والده إلى جانب معظم القادة الكرد في تركيا وسوريا، وقرر المشاركون القيام بانتفاضة شاملة لنيل الحقوق القومية الكردية ومقاومة سياسة أتاتورك العنصرية، على أن تندلع في يوم (21 آذار1925م (العيد القومي الكردي- نوروز)».هذه الواقعة أوجدت بعض اللبس حول أسباب ثورة الشيخ سعيد بيران، إذ ظن بعض الناس أن الشيخ قاد الثورة من أجل حقوق الأكراد القومية، وهو ما ادّعته الحكومة الكمالية وأعلنته أثناء محاربتها للشيخ، وهو ما تدّعيه بعض الحركات الكردية القومية إلى يومنا هذا إذ نسبوها إلى حركة (آزادي و(جمعية تعالي وترقي كردستان) وهو أيضاً ما ركّز عليه بعض المستشرقين في كتاباتهم التاريخية عن الثورة6.
فالشائع عنها إذن بأنها ثورة قومية للحركة الكردية، إلا أن الوثائق التي ظهرت في السنين الأخيرة أثبتت إسلاميتها وقيامها لأجل إعادة الخلافة وتطبيق الشريعة، علماً أن الحكومة التركية منذ قيام الثورة إلى سنة 1977م كانت تعتبر وثائق حركة الشيخ سعيد بيران وثائق سرية، ولكن ظهرت في الثمانينات والتسعينات دراسات ووثائق جديدة تبيّن حقيقة الثورة وأهدافها&.
وقد كشفت الوثائق أن لا علاقة تنظيمية بين الشيخ سعيد بيران وحركة آزادي الكردية، ذلك أن قائد حركة آزادي (خالد بيك جبرانلي) كان أحد قادة الألوية الحميديّة، وكان من دعاة الجامعة الإسلامية ومن أقرب المقربين إلى السلطان عبد الحميد، وكان عديلاً للشيخ سعيد بيران، وعندما طلب من الشيخ سعيد المثول أمام المحكمة أثناء محاكمة خالد جبرانلي ورفاقه ظهر أن النظام الكمالي يريد اتهامه ومحاكمته وأن مسألة اعتقاله أصبحت وشيكة، لذلك قرر المواجهة وإعلان الثورة بعد أن عبأ لها شيوخ القبائل الكردية وأرسل برسائله ورسله إلى الشخصيات المسلمة الكردية المعروفة وطاف بينهم لفضّ النزاعات وتوحيد الصفوف. وقد اضطر الشيخ للمواجهة المبكرة قبل الإعداد المطلوب، وانتخب رئيساً (لآزادي) بعد اعتقال قادتها لما توسم فيه الناس من حكمة ودراية وأمانة. وهكذا خاض الثوار بقيادة الشيخ سعيد بيران الثورة ضد الحكم الكمالي، وكان خطاب الثورة خطاباً إسلامياً صرفاً، وأعلن الشيخ «حركته باسم الله واتخذ له راية خضراء هي راية النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) كما حمل شعاراً: لتحيا الخلافة ولتسقط الجمهورية، وكان يتلقّب بخادم المجاهدين*».وقد نشرت وثيقة لجلسة سرية لمجلس أركان الحرب التركي تبيّن فيها من خلال الوثائق وشهادات الشهود بأن ثورة الشيخ سعيد كانت ثورة إسلامية بحتة تهدف إلى إعادة الخلافة و تطبيق الشريعة وعُمّم ذلك القرار المرقم (1845) على جميع الإدارات الحكومية المعنية.ولكن حاولت الحكومة الكمالية تشويه الحركة ووصمها بأنها قومية، فعمدت إلى محاكمة قادة الحركة القومية مع الشيخ سعيد ورفاقه، وذلك لإثارة النعرة الطورانية عند القوميين الأتراك، ولعزل الثورة عن المسلمين في تركيا وبقية العالم. إضافة إلى هذا فقد اتهمت الحكومة الكمالية الثورة بالعلاقة بالجهات الأجنبية مع أن الثابت أن الإنجليز والفرنسيين ساعدوا الحكومة الكمالية على قمع الثورة؛ فقد استعملت الحكومة الكمالية المدفعيات الإنجليزية في قصف مواقع الثوار، كما طلبت السلطات التركية في بداية شهر آذار1925م من الحكومة الفرنسية السماح لها بمرور أربعة قطارات يومياً على الخط الحديدي بغداد من أجل نقل من20.000 حتى 25.000 رجل مع عتادهم إلى ساحة العمليات وفي نهاية أيار 1925م طلبت الحكومة التركية مرة أخرى من الحكومة الفرنسية السماح لها بمرور تعزيزات عبر سورية على الخط الحديدي بغداد، ورحبت بذلك فرنسا. وممّا يؤكد أن الثورة كانت إسلامية من أجل الخلافة أن مجلس العموم في البرلمان التركي، قام في 25 فبراير 1925 بتعديل المادة الأولى (1) من قانون العقوبات عن خيانة الوطن الذي سن في 15 أبريل( 1923، (القانون (556) إلى النص التالي: "منع تكوين المنظمات السياسية على أُسس دينية، وكذلك استخدام الدين في سبيل تحقيق الأهداف السياسية، واعتبار الأشخاص القائمين بمثل هذه الأعمال أو المنتسبين إلى مثل هذه التنظيمات خونة". فهذا يدلّ على أنّ الحكومة الكمالية نفسها تعترف بإسلامية الثورة لذلك عدّلت القانون بما يتناسب والظرف. ومما يقطع أيضا بأن الثورة كانت ثورة من أجل إعادة الخلافة وتطبيق الشريعة ما جاء في وثائق محاكمة الشيخ سعيد. فقد اتّهمه القاضي بأنّ دوافع تحركه قومية، فقال: "يشهد اللَّه أن الثورة لم تكن من صنع السياسيين الكرد - يعني القوميين- ولا من تدخل الأجانب".وعندما سئل: هل تريد أن تصبح خليفة؟ أجاب: إن وجود الخليفة ضمانة أساسية لتطبيق قواعد الدين وإن المسألة مطلوبة شرعاً.وسئل: هل كان إعلانكم للعصيان يعني أنكم وصلتم إلى قناعة تامة بأن الشريعة غير مطبقة في البلد؟ أجاب: إن الكتاب يؤكد على الخروج على الحاكم في الظروف التي أشرنا إليها أعلاه، وتطبيق الشريعة يعني منع القتل والزنا والمسكرات ... الخ وبحمد اللَّه كلنا مسلمون ولا يجب التمييز بين الكرد والترك وحسب اعتقادنا أن هذه الأمور حالياً متروكة، إننا انطلقنا من هذه القناعة وعلى أساس القرآن الكريم.

bavê aryan

User offline. Last seen 5 سنة 1 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 08/10/2007

[=18 [B]] [/]لم يكن الشيخ سعيد شيخا كلاسيكيا قديما ، بل كان عالما محدثا لبقا ، لم يكن يؤمن بالخرافات والسخافات التي كان الناس

يرددونها عن المشايخ ، ولم يقبل بتقبيل يديه أو الانحاء له ، و كان مجلسه يعج بالمثقفين والعلماء والرجال الشجعان ، وقد بذل جهودا كبيرة في سبيل نشر العلم والمعرفة في كردستان ،

ليس لدي المزيد فأنت أكتفيت ووفيت بالكتابة عنها بطرقة ممتازة

اشكرك اخي العزيز على جهودك ومواضيعك المهمة

تحياتي لك........