( صمويل لانجهورن كليمنس ) هو الاسم الأصلي له .. ولد في ولاية ( ميسوري ) في نوفمبر 1835 , وسرعان ما انتقلت أسرته إلى قرية ( هانييال ) التي خلدها في الأدب الأمريكي , وتوفي أبوه وهو في سن العاشرة , ليبدأ الصبي كفاحه المضني من أجل البقاء , وهو الكفاح الذي رسم كل خط في أدبه فيما بعد .. وأكثر شخصيات كتبه مارست الوجود فعلاً وقابلها في مشوار حياته الشاق ..
عمل الصبي عامل طباعة , ثم استجاب لحلم قديم طالما راوده , هو أن يعمل على قارب بخاري في نهر ( المسيسبي ) ..
بعد هذا حارب في أثناء الحرب الأهلية عام 1861 , وهي بدورها خبرة لم ينسها قط : << الحرب هي قتل مجموعة من الأغراب الذين لا تشعر نحوهم بأي عداء , ولو قابلتهم في ظروف أخرى لقدمت لهم العون أو طلبته منهو .. >>
بعد انتهاء الحرب عمل في الصحافة في جريدة محلية ب( فرجينيا ) , واتخذ اسم ( مارك توين ) وهو مصطلح بحري معناه ( عَلّم على اثنين ) يعود لأيام الملاحة في ( المسيسبي ) ..
كانت حياة ( مارك توين ) سلسلة من المصائب , فهو الطفل المشاغب الذي لا يقول إلا ما يريده مهما كان قاسيّاً أو مريراً , لذا ظفر بعاء الجميع .. وهو الاقتصادي الفاشل الذي يطارده الإفلاس في كل لحظة , وهو البائس الذي رأى أخاه يحترق فوق سفينة في البحر , ولم تكن هذه آخر مآسي حياته ..
لقد مات ابنه الأول , وتوفيت أعز بناته , وتوفيت زوجته ..
كان لهذا أثره العجيب في أدبه , لقد ازداد سخرية ..
سخرية مريرة قاسية , ولسان يصعب إسكاته مهما حاولت , وبرغم هذا كله كان ( توين ) يحتفظ بالآراء الأكثر صراحة وقسوة لنفسه , وكان يكتب في كل موضوع كتابين : كتابا يخفيه في درجه , وكتابا يعرضه على الناس ..
وكانت شعبية ( توين ) تتزايد حتى إنه من الكتاب القلائل الذين كانوا يقدمون حفلات قراءة جماعية , يشتري الناس التذاكرلها , فقط كي يجلسوا في مسرح كبير ليصغوا إلى ( توين ) وهو يتلو ما كتبه ..
إن قصصه هي مرآة صادقة شفلفة للمجتمع الأمريكي ..
شفافة إلى درجة أنها صارت عالمية , وغدا الناس جميعا يستمتعون بحق بأدب هذا الأديب الغظيم , مهما تباينت ثقافتهم و ألسنتهم ..
وفي عام 1910 توفي ( توين ) , بعدما رأى في نفس الليلة مذنب ( هالي ) يشق السناء , وهو ذات المذنب الذي شق السماء ليلة ولادته , وبشكل ما كان ( توين ) يتوقع ويرجو أن يمتد به الأجل حتى يراه مرة ثانية و أخيرة !
أهم كتب ( مارك توين ) :
- الضفدع الوثاب من مقاطعة ( كالا فيراس ) 1865
- أبرياء بالخارج ( 1869 )
- مغامرات توم سوير ( 1876 )
- متشرد بالخارج ( 1880 )
- الحياة على الميسيسبي ( 1883 )
- مغامرات هاكلبري فن ( 1884 )
- شمالي في بلاط الملك آرثر ( 1889 )
- نحو خط الاستواء ( 1897 )
- الرجل الذي أفسد هادلبرج ( 1899 )
- صلاة جندي ( 1905 )