عن حياة الشاعر بابلوا نيرودا

2 ردود [اخر رد]
User offline. Last seen 15 سنة 30 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 22/04/2007

عن حياة الشاعر بابلوا نيرودا

كانت السلطات المكسيكية قد أعلنت حالة الطوارئ في الخمسينيات بحثا عن الروائي الكولومبي الشهير غبريال غارسيا ماركيز بناء على طلب سلطات بلده كولومبيا كجزء من حملة إرهاب ضد كتاب اليسار في القارة الأمريكية الجنوبية وحين ضاقت بغابريال الأرض على وسعها حيث كانت صوره موجودة في نقاط التفتيش كأي مجرم هارب دخل سرا إلى السفارة التشيلية في المكسيك في داخل السفارة جرت فصول اغرب قصة تهريب لروائي في القرن العشرين لما انطوت عليه من معان وقيم وجرأة وشجاعة وأخلاق تضامن صارت مثلا نادرا في التقاليد الأدبية والأخلاقية والسياسية .كان اقتراح السفير التشيلي مجنونا ولا يمكن ان يقدم عليه سفير آخر في العالم بل كانت المرة الوحيدة التي غامر بها سفير دولة ووضع موقعه على حدا لسيف والاقتراح هو ان يسافرغابريال ماركيز بجواز سفر السفير إلى باريس وكان غابريال في المطار يعامل من قبل السلطات ويحتفي به حسب التقاليد الدبلوماسية وما من احد يشك ان هذا السفير المزور هو غابريال ماركيز الهارب الذي تبحث عنه الشرطة المكسيكية في كل مكان وفي مطار باريس استقبل كما يجب من أصدقاء وكتاب وقضى تلك الليلة يروي حكاية الهروب التي انطوت على معان أخلاقية سامية لكن من هو السفير التشيلي المجنون المغامر الذي منح جواز سفره الى الروائي المطارد ؟انه الشاعر التشيلي العظيم بابلو نيرودا الذي يحتفل العالم اليوم بالذكرى المئوية لولادته اسمه الحقيقي هو "ريكاردو نقتالي " لكنه استعمل اسم بابلو كأسم مستعار اعجابا بالشاعر التشيكوسلوفاكي جان نيرودا الذي عاش في القرن التاسع عشر وكتب كل القصائد ه بهذا الاسم الجديد ومنح جائزة نوبل به .
ولد نيرودا في 12 تموز 1904 في قرية بارال جنوب تشيلي كان والده يعمل في السكك الحديدية ووالدته معلمة انتقلت العائلة الى بلدة يتموكو حيث قضى نيرودا طفولته وشبابه وتعرف على الشاعرة كابرييلا مستيرال التي شجعته على الكتابة وحين كان ما يزال طالبا يدرس الادب الفرنسي في جامعة تشيلي في سانتياغو طبع مجموعته الشعرية الاولى كتاب "الشفق " سنة 1923 بعدها جاءت مجموعة "عشرون قصيدة حب واغنية يأس واحدة " سنة 1923-1924 التي جلبت له الشهرة خارج تشيلي وفي سنة 1927 وهو في الثالثة والعشرين دخل نيرودا السلك الدبلوماسي وارسل الى بورما ليكون قنصلا في رانغون عين بعد ذلك سيلان جاوا ، واخيرا مدريد سنة 1935 حيث التقى غارسيالوركا، رافائيل، البرتي، خورخيه، غيللين وسواهم من الادباء الذين كانوا لتوهم قد رحبوا بشعره . ترك نيرودا منصبه واخذ يلتفت اكثر فاكثر الى مسائل الراهن وبعد تغير الحكومة في بلده استأنف وظيفته الدبلوماسية في باريس ومكسيكواسيتي وفي 1945 انضم الى الحزب الشيوعي وانتخب في مجلس التشيلي وسرعان ما وقع في المتاعب بعدها ففي مقالة نشرها في كاراكاس بسبب الرقابة داخل بلده هاجم الرئيس غونزاليس فيديلا بسبب سياساته القمعية بما في ذلك خطر الحزب الشيوعي وهكذا توجب على نيرودا ان يختفي ثم يغادر الى المنفى سافر الى الاتحاد السوفيتي وسواه من البلدان الشيوعية حيث كانت الحكومات تستقبله كضيف شرف اسفرت رحلاته عن كتاب في الحكاية الشعرية عنوانه "اعناب الريح " نال عليه جائزة لينين للسلام سنة 1935 وكانت تمنح للمرة الاولى كتب يقول : ما خلا استثناءات قليلة فان الحكام عاملوا شعب تشيلي بقسوة وقمعوا الحركات الشعبية بشراسة لقد اتبعوا النظام الاجتماعي القائم على التميز الطبقي او متطلبات المصالح الأجنبية ان تاريخنا طويل وقاس لقد شنت حرب متواصلة ضد الشعب أي ضد بلادنا التعذيب الذي تمارسه الشرطة العصا والسيف والحصار قوات المارينز الجيش الاساطيل الحربية الطائرات والدبابات : ان قادة تشيلي لم يستخدموا هذه الاسلحة للدفاع عن النترات والنحاس ضد القراصنة الاجانب كلا هذه ادوات هجومهم الدموي ضد تشيلي نفسها السجن والمنفى والموت اجراءات تستخدم لفرض النظام والزعماء الذين ينفذون الإعمال الدموية ضد مواطنيهم يكافؤون برحلات الى واشنطن ويجري تكريمهم في جامعات امريكا الشمالية هذه في الواقع هي سياسة الاستعمار حصل نيرودا على جائزة نوبل للأدب سنة 1971 وأقام لنفسه بيتا دائما في ايسلا ينغرا تشيلي لكنه واصل إسفاره الكثيرة وفوز الشاعر بابلوا نيرودا بالجائزة كان له صدى مختلفا لان تقاليد الخوف والرداءة لم تسيطر على الحياة الثقافية في تشيلي حيث كان شعراء وكتاب وأدباء هذا البلد وادباء امريكا الاتينية عموما يبدون استقلالية شخصية قوية واثقة بالنفس واحتراما يستحق الإعجاب للتقاليد الوطنية لذلك حصلوا على شهرة عالمية دون الفرق في وصول التقليد الأعمى ومن بينهم ماركيز والروائي الغواتمالي الحائز على نوبل انخيل اوسترياس صاحب رواية السيد الرئيس وهي ادانة فاضحة للدكتاتورية وجورج امادوا البرازيلي والروائي البيروفي ماري فارغاس لوسا مؤلف رواية "حفلة التيس " وغيرهم
"انا لست سوى شاعر .. واحبكم كلكم " بيتان للشاعر التشيلي بابلوا نيرودا يمكن الزعم انهما يلخصان كل مساره الشعري الغني كان نيرودا شاعرا ذا اساليب عديدة واصوات عديدة شاعرا ظل عمله المزدحم مركزيا في كل شعر اسباني او اسباني امريكي في القرن العشرين لقد قيل ذات يوم انه بيكاسو الشعر في تلميح الى قدراته . اجندة حياته كانت مليئة بالمجد وبخيبات الامل وايضا على غرار ناظم حكمت بتركيا وفردريكوغارسيالوركا باسبانيا ولوي اراغون بفرنسا وجكر خوين في كردستان فلم يكن بمقدوره سوى ان يكون باحثا عن أحلام مستحيلة في الغالب .... ولكنها كانت احلام تستحق ان يعتنقها الإنسان ويهدهدها ... هي احلام كانت تعيش من اجلها البشرية وجعل من كل القضايا العادلة قضيته الشخصية . قال لوركا عن بابلوا:
"انه شاعر اقرب الى الموت منه الى الفلسفة الى الألم الى الذكاء الى الدم منه الى الحبر انه شاعر ملئي بالأصوات الساحرة التي لا يستطيع هو نفسه –لحسن الحظ – ان بفسرها وهو رجل حق يعرف ان طائر السنونو اكثر بقي من التمثال الصلب ان شعر نيرودا يرتفع بنغم لا مثيل له في امريكا انه شعر مليئ بالحب وكله عذوبة وصدق ان نيرودا لا يعرف الحقد والسخرية وحين يريد ان يعاقب ويرفع السيف يجد نفسه امام حمامة جريحة بين أصابعه " وشاءت الأقدار ان يقتل لوركا على يد الوحوش اما بابلوا نيرودا فكان يصرخ في ليلة الانقلاب الفاشي حين رأى الدم التشيلي في الشوارع :
تعالوا انظروا الدم في الشوارع !
تعالوا انظروا الدم في .......
تعالوا انظروا ...... .......
عشق بابلوانيرودا للشيلي ولأمريكا الاتينية ينبع من رؤية للعالم مفعمة بقيم العدالة الاجتماعية والاحترام لكرامة الإنسانية وهما المبدان الوحيدان غير القابلين للتغير "أريد ان اكتب اكثر الابيات حزنا " من هنا كتب نيرودا عن الحب - يقول نيرودا عندما اعجزته الشيخوخة عن العمل "كنت سعيدا في نضالي المتواصل "
حتى اللحظة الاخيرة ظل واقفا كسنديانة صلبة في ساعات الانقلاب 3 ايلول 73 وقتل او مات موتا غامضا 23 ايلول 1973 مع صديقه اليندي الرئيس الشرعي بعد انقلاب عسكري فاشي دبرته المخابرات الأمريكية . انه عام نيرودا في وطنه تشيلي وفي العالم كله عام شاعر كبير ومناضل كبير وتراجيدي كبير استخلص في شعره عصارة قارة كاملة بكل تواريخها واساطيرها واحلامها وافكارها ونضالاتها ودكتاتوريتها و سجونها ومنافيها .
هذا كل ما استطع جمعه من المعلومات

--------------------
"أتمنى لو تكون عيناي قويتين وبارتين وان تمــــسا بالعمق صميم الفؤاد وان لاتكشـــــــفا شيئا من احلامي الضائعة بل أمل ولا غاية .
اتمنــــــــــى
الا تتكهنا بما هو دينوي دائما
مثل الازرق المخضب والمخفف با لاصفر الهادئ
والاتريا الالالم البشرية .
ولارغد العيش .
الا ان عيناي هاتين منطفئتان وحزينتان .
ليستا كما احب او كما احب ان تكونا
لان عيني قدراهما فؤادي .
وآلمه انهما تبصــــــــــران
-----------
هنا كــــــــــورد
قلبــــــــــــــــــــي لكـــــــــــــردستان مغـــــــــــــــرم

Him
User offline. Last seen 13 سنة 26 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 04/05/2006

شكرااااا صديقي hana1985, عالموضوع المتميز
كنت سمعان فيه بس ما كنت بعرف عنو شي
المهم أفدتينااا بموضوعك
يسلمووو كتيييير
:wink: :wink: :wink:

User offline. Last seen 13 سنة 17 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 26/05/2006

يسلمو ايديك على هالمعلومات

استمتعنا واستغدنا :wink: