--------------------------------------------------------------------------------

معاناة الشعب الكوردي عامة وكوردستان العراق على وجه الخصوص كانت كبيرة ولا يزال، فعشرات الآلاف لا يعرف مصيرهم إلى الآن أخذوا باسم حملة الأنفال 182ألف كوردي، ومشاكل المهجرين قسرا، وإحياء أربعة آلاف قرية أحرقت من قبل النظام البائد، وغيرها من المشاكل العظام التي يأن هذا الشعب المظلوم منها، وتثقل كاهله.

فالقضية الكوردية قضية شعب مظلوم تستوجب الاهتمام والمناصرة من إخوانه، بإيضاح مآسي هذا الشعب، بكل الوسائل المقروءة والمسموعة والمرئية وهذا برأيي أضعف الإيمان، وله إيجابية انقشاع الشبهات والتهم عن هذا الشعب.

وفيما يلي أسرد موقف بعض الرموز والشخصيات والكتاب في العالم الإسلامي وما قالوه عن الكورد، وأقول بان هذا السرد هو ما وقع عليه عيني من إخوة الدين والعقيدة، ولا أذكر موقف الأوروبيين هنا فكان لكثير منهم مواقف إنسانية مشجعة، والتأييد السياسي والموقف الإيجابي في كثير من الأحيان أنفع للكورد من أي شيءٍ آخر:

(1) مصطفى مشهور ا قال: (تقسيم كوردستان إلى خمسة أجزاء كان رد فعل لما فعله صلاح الدين الأيوبي بالصليبيين، وقد ظُلم الكورد في الأجزاء الخمسة... ولا بد من العمل لرفع الظلم عنهم ومساعدتهم).

(2) الشيخ راشد الغنوشي المفكر الإسلامي ورئيس حركة النهضة التونسية قال: (أعلم أن الكورد ظلموا كثيرا، لأنهم شعب محافظ ومنتفض، وهذا شرف كبير لهم... والإسلاميون في العالم يكنون للكورد حباً عظيماً، لأنهم يذكروننا بالقائد البطل صلاح الدين ، ومن هنا يتجلى عظمة هذا الشعب).

(3) د. محمد سعيد رمضان البوطي العالم والمفكر الإسلامي الكوردي، رئيس قسم العقيدة وتاريخ الأديان بجامعة دمشق في مقابلة مع مجلة "NUBIHAR" الكوردية قال: (لابد للكورد من وحدة داخلية تقوي كلمتهم كي تحترمهم الدول التي يعيشون فيها، وهذه الوحدة لا تتم إلا عن طريق الإسلام).

(4) الأستاذ فهمي هويدي المفكر الإسلامي المعروف، بجانب مقالاته الرائعة عن الكورد "الكورد شعب الله المحتار"، "الكورد يريدون حلاً" و"المسألة الكوردية" قال في خطاب طويل تحت اسم "الكوردي أصبح تهمة": ( يحق للعرب والترك والفرس إظهار هويته ولا يوصف بالمتعصب والقومي، ولكن إذا قال كوردي أنا كوردي اتهم بالانفصالي والشعوبي والخائن، وفي بعض الأحيان يخرج من الملة... وأردف قائلاً : أنا كعربي اعتذرت للكورد بأننا لم ننصفهم، بل في بعض الأوقات شددنا أزر من ظلمهم).

(5) محفوظ نحناح رئيس حركة مجتمع السلم الجزائريةرحمه الله ، قال: (الشعب الوحيد الذي عانى مرارة التقسيم، والتهجير ، والاستعمار، والإبادة الجماعية هو الشعب الكوردي... وأظن أن ما يمر به الإخوة الكورد والإخوة الفلسطينيين هو مخاض جديد للحضارة المدنية).

(6) د. يوسف القرضاوي العالم والمفكر الإسلامي المعروف، قال: (عانى الكورد في الجزء العراقي أشد المعاناة من التهجير والتجويع والإبادة الجماعية، وتدمير القرى والمساجد والمدارس في مناطقهم، ومع كل هذا فالصحوة الإسلامية في رقي ملحوظ بينهم).

(7) الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله العالم الإسلامي الكبير شجع الإخوة الخليجيين للتعرف على أحوال الكورد ومساعدتهم ومناصرتهم.

(Cool البروفسور نجم الدين أربكان رئيس حزب الرفاه الملغي قال: (أعرف جزءا من خطة الدول العظمى والصهيونية العلمية تجاه الكورد...ولابد من حفظ حقوق إخواننا الكورد، وكلي يقين بان الإسلام لم يهمل حقوق أحد).

(9) الشيخ قاضي حسين أمير الجماعة الإسلامية الباكستانية قال: (إن الله شرّف الإخوة الكورد بأنه جعلهم من الأمة الإسلامية، ولا فرق في الإسلام بين الكورد والعرب والفرس والبلوج، والأتقى هو الأكرم عند الله... وقد ظلم الكورد ظلما بالغا فلابد من العمل لرفع الظلم عنهم وتحقيق أهدافهم).

(10) الشيخ إبراهيم السنوسي أحد رموز الحركة الإسلامية السودانية قال: (التحية لإخواني في شمال العراق، الإخوة الكورد جزء منا ونحن جزء منهم، ونعاني مثلهم مشكلة عويصة.. ولاشك بأننا لم نستطع الاطلاع عليهم بسبب مشاكلنا الداخلية، ولكننا لم ننساهم ونحاول مساعدتهم بما نستطيع، وأحمل لهم تحيات الدكتور حسن الترابي والرئيس عمر البشير).

(11) السيدة الداعية زينب الغزالي، قالت: (همٌ جديد، لا أعرف الذين فعلوا بالكورد ما فعلوا، كيف يعيشون؟ وكيف يأكلون ويشربون؟ وكيف ينظرون إلى أولادهم، في حين يئن الناس تحت ظلمهم وجورهم... يجب مساعدة الكورد لكي يقدموا للإسلام صلاح الدين الجديد).

(12) وصال المهدي "عقيلة الدكتور الترابي" أرسلت رسالة إلى أخواتها في كوردستان تحييهن وتطلب من الله الخير والفلاح لهن وتقول لأخواتها: قلوبنا معكم.

(13) الشيخ عبد الله جاب الله رئيس حزب النهضة الإسلامي الجزائري قال في رسالة مطولة إلى إخوانه في كوردستان : ( نيابة عن إخوانكم في حركة النهضة الإسلامية أرسل التحية إلى الشعب الكوردي المسلم الغيور، وأتمنى من الله أن يرجع الكورد تاريخهم المشرق وينصرون الإسلام وينتصرون به).

(14) الأستاذ فهمي شناوي الكاتب الإسلامي المعروف، له كتاب شهير بعنوان "الكورد يتامى المسلمين" نقتطف من كتابه بعض المقتطفات، يقول: ( أعتقد بأن الكورد هم الأساس والنواة للدولة الإسلامية العالمية الموحدة... الكورد حاليا هم أيتام الأمة الإسلامية... وإن لهم حقوقا يجب أن ترد إليهم، وأما اليتيم فلا تقهر، وما قهر أحد كما يقهر حاليا الكورد في كل مكان فهم يسلبون حقوق المواطنة في كل مكان، لا تعليم ولا توظيف لا خدمات إلا من الدرجة الثانية..

وليس خافيا أن صلاح الدين الأيوبي كان كورديا وأن الكورد هم الذين كسروا سيف الصليبية في وقت خضع فيه وانحنى العرب وتحالف كثير منهم مع أمراء الصليبية، فالصليبية المعاصرة تنتقم من أحفاد صلاح الدين.

كوردستان مستحيل أن تكون إلا رأس الحربة للإسلام، رأس الحرية القادرة على الاختراق والتقدم والغزو والقتال، فمواهب هذا الشعب وقدره المكتوب عليه أن يكون هو سيف الإسلام.

فالكورد هم القومية الوحيدة بين شعوب المسلمين الذين لا توجد بينهم أقلية غير إسلامية، كلهم مسلمون عن بكرة أبيهم، وكلهم مقاتلون منذ أن دخلوا الإسلام ).

(15) الأستاذ كمال الهلباوي المفكر الإسلامي الكبير قال عن موقف الإخوان من القضية الكوردية : ( أما موقف الحركة الإسلامية "الإخوان" من القضية الكوردية، فهو موقف واضح متميز منذ نشأة هذه القضية، فالإخوان المسلمون يعتبرون قضية الكورد مثل بقية القضايا الإسلامية الأخرى، وبقية قضايا الشعوب الإسلامية المضطهدة التي لها الحق في تراثها ولها الحق في الاستمتاع بثقافتها، ولها الحق كذلك بإثراء ما لدى بقية الشعوب، والتفاعل مع الأمة الإسلامية والأمة العربية بوجه خاص.... والإخوان المسلمون يذكرون للشعب الكوردي أمجادا وأفضالاً كبيرة، وخاصة الحركة في مصر، لان أمير الشعراء أحمد شوقي الذي أثرى الأدب العربي والإسلامي وخدم العديد من القضايا الإسلامية كان من بيت كوردي...).

(16) الأستاذ برهان الدين الرباني الرئيس الأفغاني الأسبق قال: (إن الشعب الكوردي شعب غيور على دينه، ومحافظ على تقاليده وهويته الإسلامية، ورث الأنفة والإباء وحب الحرية والكبرياء كابرا عن كابر، كانوا جنودا أوفياء في خدمة الإسلام ونشر دعوته، وحفظ بيضته، وقبل هدم الخلافة الإسلامية باسطنبول قاموا بتقديم خدمات جليلة للإسلام والمسلمين وما كانوا يعرفون قومية عدا الإسلام).

(17) الأستاذ عصام العطار مفكر إسلامي سوري قال: ( إن دول المنطقة تتلاعب بالمصالح الكوردية ويستغلون المواقف والأوضاع..... أن الثورات التي تندلع من قبل الكورد هي رد فعل لواقع فاسد وظالم من قبل الأنظمة المستبدة...... ليس هناك عدالة اجتماعية تشمل الكورد، مثلا في الحالة الاقتصادية نجد الكورد برغم ثروتهم الهائلة على أرضهم محرومون من حصتهم الكبيرة، مثلا إن أكبر آبار النفط العراقي في كركوك....).

(1Cool الأستاذ متولي موسى المفكر الإسلامي قال: (التقسيم مقصود لأنه لو كان الشعب الكوردي وحدة واحدة لم تكن هذه الأنظمة تستطيع أن تهين الشعب الكوردي كما يهان الآن..... فان الكورد مصيبتهم كبيرة من ناحية الظلم ومن ناحية التقسيم ، وإن المصيبة الكبيرة هي عدم إدراك المخططات التي تمارس ضد الشعوب الإسلامية ومنهم الشعب الكوردي).

ما سلف ذكره شهادات لبعض الرموز والقادة والعلماء والمفكرين الإسلاميين حول القضية الكوردية، وهذه التصريحات أدلى بها في التسعينيات حول أحداث مختلفة، ولكن كلها توضح أصالة هذا الشعب، والتزامه بالدين الحنيف، ختمت هذا المقال بذكر هؤلاء الجحافل وشهاداتهم من شتى بلدان عالمنا الإسلامي لتتضح الرؤية حول هذا الشعب المنكوب.

*************************************
م
ن
ق
و
ل
:wink:
_________________