أروع قصة حب عرفه التاريخ الكردي قصة ( مم و زين )أرجو التثبيت

4 ردود [اخر رد]
صورة  hjarooo's
User offline. Last seen 12 سنة 14 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 09/01/2007

مم و زين نسق أسطوري أم حقيقة واقعة
دراسة مقارنة – وجهة نظر- في ملحمة خاني الخالدة مم و زين
هجار بشار أمين
استجابة للنداء الذي و جهه الأستاذ محمد أمين بوز أرسلان باعتبار عام 1995 م عام خاني و م و زين .. تنادت الهيئات و المنظمات و الشخصيات الكردية لتجسيد ذلك النداء فكان أن تداعت إلى حلقات و ندوات أدبية .. و ما أسترعى الانتباه – برأيي- أن أغلب النشاطات التي قدمت لم تتجاوز طابع الاحتفال الكرنفالي .. و إن استطاعت بعض الأعمال التقرب من خاني في بعض من توجهاته – القومية مثلا- لتبقى عملية الولوج في قلب الملحمة و محاولة فك رموزها طلسما يعصى على الفهم - أو لعل معظمهم- و أحدد هنا و برأيي- النسق الأول الذي عاصر خاني أو تلاه مباشرة . ليبقى الهلام / الطلسم يلف ما أراده خاني في أبعاده و رموزه .. فهل هو الخوف عليه –أي خاني- من سوء التفسير فيجري له ما جرى ل -ابن الباجريقي- بسبب ملحمته المشهورة بالملحمة الباجريقية و الذي حكم عليه بالموت من قبل عدة مدارس دينية عائدة لمذاهب إسلامية متعددة (1)؟ أم تراه عجز أو قصور في الفهم و الاستيعاب ؟ و هذا ما أشك فيه و أحدد ميلي إلى الرأي الأول كون الملحمة بقيت لسنين طويلة معتكفة في المدارس الدينية المنتشرة في ربوع كردستان ، متبنية من قبل رجال الدين فيها ..
و عود على بدء ، و اختصارا لهذه المقدمة أقول : إن إجراء أية دراسة في أية جانب كانت كي تكون كاملة و لسبر أبعادها و مكنوناتها لا بد من الارتكاز على علوم متعددة مساعدة سيما إذا كان موضوع الدراسة ملحمة شعبية تمتد جذورها و تتقاطع و بقوة في عمق الفلكلور الشعبي القديم .. و قبل أن أحدد المفاصل لهذا العرض الخاص سأقف على البعد الأركولوجي لموقع / مرقد مم و زين في بوطان.
1- القبر / المرقد المزدوج ل ( مم و زين ) هل هو فعلا قبر / مرقد أم معبد !؟
إن أي زائر لمرقد مم و زين في بوطان -خاصة إذا كان هذا الزائر لديه و لو ثقافة أولية بطبيعة أثار بلاد النهرين- سوف لن يتبقى لديه أية شكوك حول خصوصية و طبيعة هذا الموقع / المرقد و الذي يقع في ساحة جامع –مير أفدال / أبدال- و المؤلف من بهو ينزل درجتين إلى الأسفل و غرفة مربعة فيها باتجاه الشمال طاقة و بجانبها – على الأرض – ما جبل مؤخرا بالإسمنت على أنه قبر – مم و زين – و يلاصق جدار الغرب تماما –و في أرضيتها كتلة إسمنتية لا يزيد حجمها عن 30 سم على أنه قبر بكو .. أما قصة اكتشاف هذا المرقد / الموقع فهي –حسب رواية المعاصرين لزمن الاكتشاف و منهم – المرحوم ملا أمين حاجي زاكر- المتوفى عام 1991- و الذي تولى لسنين طويلة مسؤولية القائم بأعمال الإفتاء في بوطان ..
أنه في عام 1956 م قدمت بعثة إيطالية إلى مقبرة الجزيرة و قدمت نفسها على أنها بعثة جيولوجية جاءت للتنقيب عن البترول !!و بدأت بسبرها و حفرياتها حتى دخلت حرم جامع مير افدال و لاحظت نتوءا في باحتها ألتف حولها أعضاء البعثة كثيرا و بدؤوا حفرياتهم التي توجت بالكشف عن ذلك الجزء من المرقد / البناء و وجد بداخلها – بجانب الطاقة – حجرا و تم الاستفسار من رجال الدين(2) عن مرقد / مركز فيه تثنية و هنا لعبت الذاكرة الشعبية دورها فتم ذكر موضوعة مم و زين و ملحمة خاني و المأثور الشعبي حول دفنهم في موقع / جامع مير أفدال(3) و من ثم أتخذ الموقع / المرقد على أنه قبر مم و زين و صمم في الداخل على الشكل الذي أوردناه .. و إلى الآن – على حد علمي – لم تتمكن أي من الجهات أو الهيئات الكردية – أو على الأقل – لم تبحث عن تلك البعثة الجيولوجية !!! و بالتالي لم يتم التعرف على ماهية مكتشفاتها و هل أقتصرت على تلك الحجرة / الرقيم أم أكثر ؟ و من المؤكد أن البعثة أخذت معها كل ما لقته هناك …
إن العودة إلى كتب التراث الإسلامي والتي دونت فيما دونت الحملات العسكرية التي قادت إلى ـالفتوحات الإسلامية- قد يعطينا بعض التصور ـ فيما انوي المجازفة به لاحقاـ ويكاد معظم مدوني الفتوحات ..الطبري ،البلازري.. أبناء الأثير.. الخ يكاد يتفقون على أنه عندما توجه عياض بن غنم على رأس جيشه إلى الجزيرة وما تلاها والتي تقع بوطان تحديدا ضمنها ، حيث أن عياضا اتفق مع أهلها على الصلح واتخذ صلح الرها (أورفا حاليا) كقياس لعدة مناطق ومنها بوطان .. ومعظم الكتاب يتفقون على انه لم يفرض بداية دخول الإسلام كشرط أساسي.
كان ذلك في أعوام 19-20-21هجرية حيث لم يتم التعرض إلى أماكن العبادة وخصوصيات أية مجموعة(4)، ومن هنا حافظت المعابد على وجودها وان بدا نفوذها يتلاشى شيئا فشيئا مع ازدياد التأثر بالدين الجديد والدخول فيها لتكتسب بعض اشهر المواقع فيما بعد قدسية وتتحول إلى جوامع أو إلى مراقد لأولياء صالحين متفانين ويحضرني هنا مراقد –مواقع(إن لم اقل معابد) ل / لاوكي ((رهواني)) أو ((رواني)) – لاوكي ((متيني)) أو ((مادني + معدني)) – لاوكي ((بياني)) غريب – كججا جل كزي- أيلم .. و غيره / و لا تزال هذه المراكز / المواقع تفرض حظوتها الدينية / التقديسية مع عجز الاتجاهات الدينية ربطها بأي شكل من الأشكال مع كافة الديانات التوحيدية التي مرت على المنطقة .. و من هنا يتأتى اعتقادي بأن موقع / جامع ((مير افدال)) ليس سوى بانثيون / معبد ل ((افدال)) تحول فيما بعد إلى جامع فكيف أسوغ لنفسي هذا التصور ؟ سأكتفي هنا بعرض أمثلة اركولوجية من واقع بوطان المدينة … إن إلقاء نظرة على أي موقع أثري و دراستها لا يتم بمعزل عن المحيط العام … الطبيعة … المناخ … نوع التربة … الحجر و في بوطان تكتسب هذه العوامل جميعها سمات مؤثرة خصوصا إذا ما تعمقنا في البنية الجيولوجية للمنطقة . فالسمة البارزة لصخورها كلسية ، و هي منطقة غنية بالمياه .. و تربتها رطبة ، مما يشكل أثرا سلبيا على المنحوتات و النقوش المدونة على الأحجار و الرقم و تؤدي مع عامل الزمن إلى محوها أو تشويهها و بإمكاني – توثيق هذا الرأي – من خلال العودة إلى الجامع الأحمر (Mizgefta Sor )(5) ففي أحد أقبيتها يتواجد ستة قبور من المؤكد أن إحداها للشاعر الكبير ((ملاي جزيري)) و رغم أن شواهدها تحمل أثارا كتابية إلا أن الرطوبة قد أثرت في حجرها الكلسي و محت أية إمكانية لقراءة المدونات على الشواهد سواء بالعين المجردة أو بالأساليب التقليدية … ليبقى الشك مراودا في التحديد الدقيق لقبر الجزيري … فالمخزون الاركولوجي في باطن الأرض – بتصوري- سيكون عامل الزمن قد اثر فيه .. و من ناحية ثانية إن إجراء مسح عام لهيكل المدينة – داخل السور و القلعة القديمة - ستوضح لنا بعض مما ارغب قوله . فإلى الآن لا تزال بعض الآثار الفارسية/الساسانية و الرومانية و من ثم الإسلامية بادية للعيان و واضحة تماما . و رغم إن هذا العرض / وجهة النظر ليست لبوطان كتاريخ و اثر إلا انه لا بد من توضيح بعض الأمور ..
لقد كانت المنطقة ساحة سجال بين الإمبراطوريتين الفارسية و الرومانية قبل وصول المسلمين إلى هناك .. و يكفي إلقاء نظرة إلى ((باب الروم Deriye Rome ))(6) بجانب المدرسة الأميرية ((Debistana Emiri)) و المؤدية إلى برجا بلك فدجلة : فالباب هو رومي العمارة و المنشأ و يحمل شعار – قبضة هرقل و لكن نرى عليها بوضوح- في أعلاه - شعار الفرس/ الساسان ، أسدين متقابلين و بينهما قرص الشمس ، و ما أن تنزل الباب و تسير بمحاذاة دجلة صوب الغرب حتى ترى في أعلى السور – جدار القلعة و على ارتفاع 6-8 م تقريبا- آيات قرآنية // نصر من الله و فتح مبين// … إذا جاء نصر الله و الفتح …الخ // فالآثار التي بقيت فوق سطح الأرض استطاعت الحفاظ على منحوتاتها و مدوناتها .. و أوجز الأمر هنا - أيضا و أقول- أن بوطان تحوي إلى الآن مواقع محددة لأكثر من 360 جامعا و إن كان معظمها خرابا و مهملا إلا انه ما زال معروفا في الموروث الشعبي و من بينهم جامع مير افدال . أما لماذا غطت التربة ذلك الموقع/القبر تحديدا دون غيره . رغم إن السياق النظري لبعض تلك المواقع / الجوامع من المفترض أن تسبق ابدال و مم و زين بمراحل تاريخية متعددة –كمرقد النبي نوح مثلا و جامعه في قرية الثمانين و التي أضحت جزءا من بوطان المدينة الآن – أن إلقاء نظرة مدققة للمرقد تعطي انطباعا قويا بأن للبناء تتمة خاصة في جانبها الشمالي … و هذا ما يوحيه شكل و حجم باب البهو- الخارجي الآن- كونه مصمم كباب داخلي .. و كم أتمنى أن يتم تحديد عمر الحجر و الطين الداخل في هيكل البناء بالوسائل العلمية الحديثة … و حيث أنها مطمورة كانت عكس المؤثرات الإسلامية و قبلها الفارسية و الرومانية تخلق الانطباع القوي – برأيي - بأن المرقد/المزار يسبق كل تلك العصور … بقي أن أنوه بأن البعثة اكتفت في بحثها عن الموقع / المرقد إلى ما وصلت إليه و لم تتم حفرياتها على أساسات الجوار أو الملحقات على أقل تقدير رغم أن شكل المرقد يوحي بلا أدنى شك بأنه جزء من بناء أكبر‍….!!!
2- مم و زين و البعد الفلكلوري الشعبي :
إن فلكلور أي شعب من الشعوب هو مخزون تطوره و صراعه الطويل عبر التاريخ ، يراكم فيه معارفه و تجاربه ، في صراعه مع الطبيعة ، و صوره عن الحياة ، فلا غرو أن يتجه العلم الحديث في الاستناد عليه كركن أساسي من أركان التحليل و التفسير لأية ملحمة أو أسطورة أو نمط ، بالعودة إلى المنبع و هو الفلكلور بأبعاده و أزمانه و أمكنته .. و عظمة أي شعب –بقناعتي- تتأتى من قدرة فلكلوره على اختزان و اختزال مسيرة تطوره في صيرورته التاريخية المتدرجة لتوصل اكبر قدر ممكن من تلك المكنونات إلى الأجيال اللاحقة . و هنا و إن كنت لست بصدد دراسة مستقلة عن الفلكلور الشعبي الكردي- يجب القول أن عظمة و قوة هذا الفلكلور – اقصد الكردي- يتأتى بتحديه – و لمراحل طويلة- و بقوة لتحديات كبيرة استهدفت وجوده و لكنه ثابر و حافظ على خصوصيته ، و لسنين طويلة – و ما زلنا إلى الآن - بقوة فلكلورنا نتصدى لثقافات قوية تستهدف محونا و اذابتنا … من هذا المنطلق و لمرجعية الفلكلور و كونه القاعدة / المنبع الأساسية- أرى بأنه - لا بد من تفكيك الملحمة و ربطها بجزئياتها الفلكلورية و من ثم –إمكانية - معرفة الرواسب المتبقية حولها إلى الآن في الموروث الذهني حتى نتمكن على الأقل -من التقرب - و لا أقول معرفة - الفواصل الأساسية لهذه الملحمة … و هذه الحالة ستعود بنا القهقرى – و بجهود مضنية - إلى الوراء … إلى آلاف السنين ، لعلها مراحل ما قبل التاريخ – التدوين - و من ثم بدايات التدوين الكتابي ، و أحدد هنا – حيزي الجغرافي – منطقة // ميزوبوتاميا // بلاد ما بين النهرين تحديدا …
I- الوعي الأسطوري- الملحمي في ميزوبوتاميا - البنية الأساسية :
يكاد علماء الميثولوجيا- في غالبيتهم - يتفقون على موضوعة أن بلاد ما بين النهرين // ميزوبوتاميا // هي منشأ الأسطورة… مثلما شهدت انطلاقة فجر التاريخ و ذلك بتدشين مرحلة الكتابة . و قد وسمت هذه الثقافة باسم شعب ما زال البحث و الجدال قائما حول أصله و طريقة وصوله إلى جنوب النهرين ، و إن كانت اكثر الآراء و المدعومة بمكتشفات أثرية معاصرة // تل ليلان - قرب القامشلي الآن // توحي بأرجحية كونهم توجهوا إلى هناك من الجبال الشمالية الشرقية- للعراق كمصطلح تاريخي قديم - و التي أثبتت بعض الدلائل الاركولوجية المعاصرة أيضا- طريق انسياحهم و خط توجههم إلى هناك // آثار موقع تل الخنيديج على نهر الخابور قرب الحسكة مثلا //(7) و قد سمي هذا الشعب ب (( السومريين )) و دون الدخول في مزيد من التفاصيل اقول : لقد أبدع هذا الشعب فن الكتابة(8) و سطر من خلالها و أبدع أروع النصوص و الملاحم… أصاغت فيما اصاغت نظريات و إن كانت بدئية في اصل الكون و نشوء الحياة و خلق الإنسان ..الخ ، وفق رؤى لا تخلو من هالات على الإنسان أن يصغي إليها برهبة و قدسية … و قد وصلت الثقافة السومرية من القوة حتى طغت على ثقافات المجتمعات المجاورة و التي تلتها و أضحت الركيزة الأساسية لبناء المفاهيم المتتالية حول التكوين … الحياة…الخلق…الخ… فترتكز عليها ثقافات الشعوب التالية تضفي عليها خصوصياتها و تشبعها برؤى و تجارب حياتية جديدة … و مؤكد هنا أن يختلف فيه بعض الأسماء / الأبطال / الآلهة / المنطقة حسب رؤية و موقع ذلك الشعب / التجمع … و في هذه العجالة لا يمكننا البتة تجاوز المتغيرات الاقتصادية / الاجتماعية التي رافقت تلك الخطوات ، من صيرورة المجتمع – السومري تحديدا- نحو الاستقرار و بناء التجمعات السكنية … فالمدن و ما رافقتها من متغيرات معيشية و مستلزمات حياتية فتظهر المهن / الحرف و تتوسع الزراعة- كما و نوعا - و تدجن الحيوانات و تتشكل قطعان المراعي .. و من ثم ما أضفت عليه هذه المتغيرات من اثر في ترسيخ مفهوم مركزة الماء و ضرورتها كأحد العناصر – الأساس - بل الأصل في وجود الحياة و من ثم استمرارها و ارتهانها به … ففي البدء ظهرت الحركة في العماء و من العماء إلى بحر الظلمات و من البحر انطلقت الحياة … و في البدء كان السكن قرب الينابيع و الأنهار … الخ… فالماء حاجة ماسة و ضرورية لاستمرارية الحياة بالنسبة للإنسان و النبات و الحيوان و من هنا تركزت طقوس العبادة في هكذا مجتمع -زراعي و رعوي - في شكل دورة الحياة مع تحول الطقس / المناخ - لا بل - تجسدت فيها و أدمغتها معها لتدخل في شكل تركيبي / مندمج مع تصورات الخلق و من ثم … دورة الحياة من جديد … و يكفينا تأملا في أسطورة أينانا و دوموزي السومرية و من ثم تموز و عشتار البابلية لاحقا و كيفية تجسد هذا الطقس – دورة الحياة(9) في نمط المجتمع الزراعي / الرعوي المعتمد على الماء كوسيلة أساسية لاستمرارية الحياة و من ثم لتوضح المفهوم / الأساس السابق زمنيا للملحمتين حول بدء العالم / الحياة منذ الزمن الهلامي/ الهيولي .. و صراع // ابسو // و // تعامة // أو// تامات // قبل الخلق و من ثم توجههم نحو خلق النسق / الجيل الأول من الآلهة - الأبناء كما هو وارد في أسطورة التكوين البابلية – اينوماليش - … و طبعا لم تخل تلك الأساطير و الملاحم من ذكر الصراعات الجانبية داخل المجتمع – بين المزارعين و الرعاة مثلا - و إن بدت على شكل لا تناحري مما يوضح مفهوم التكامل بينهم و هذا ما يبدو واضحا في النص السومري لملحمة صراع الراعي و الفلاح على // أينانا // التي اختارت الراعي دون الفلاح زوجا لها… و من ثم ظهور مفهوم المقايضاة و التبادل السلعي لتتكامل دورة المعيشة و الحياة … و من هذا المنطلق فقد شغلت مسألة الموت حيزا مهما من التفكير السائد و بدا الفهم يتوجه نحو أيجاد صيغة من صيغ الاستمرارية كالعودة الثانية إلى الحياة أو الخلود … فيطرأ مفهوم العودة إلى الحياة لتشغل صيغا و مفاهيما متعددة ترتكز – أيضا - على أساس فهم الخلود - و أيضا - انطلاقا من مفهوم دورة الحياة كانعكاس لبيئة زراعية - رعوية حيث العشبة اليابسة الميتة - و جذورها القابعة في بطن الأرض - و الحبة اليابسة تدفن في الأرض لا تلبث أن تنمو من جديد … و هكذا إن و لعل هذا الأمر لم يرو عطش المفكرين الأوائل فترتقي بهم الرؤية بعد بحث و جهد مضنيين عن الخلود ، فتصل إلى عصارة الفهم - الحالي - بأن الإنسان يخلد بأعماله و ما يتركه لمجتمعه و للأجيال القادمة … و لعل المفكر السومري في صياغته - لملحمة جلجامش و هو يبحث عن سر الخلود بعد موت صديقه انكيدو- قد سبق انسانا المعاصر ، فبعد جهد جلجامش الشاق بحثا عن الخلود ، و بعد أن منحه // آوت نابيشتم // بطل الطوفان المخلد من قبل الآلهة - بذرتها استطاعت حية كبيرة خطف تلك البذرة ليعود جلجامش إلى مدينته – اوروك - و يحدد قناعته بأن الإنسان فان و إن ما يخلده هي الأعمال العظيمة فقط … لقد تقصدت ذكر هذه الملاحم و الأساطير الموغلة قدما في التاريخ و التي أناطت المكتشفات الأثرية الحديثة اللثام عن مكنوناتها و من ثم فكت رموزها لأنه سيتوضح معنا لاحقا - من وجهة نظري - الأرضية الأساسية التي اصاغت عليها ثقافة ما بين النهرين // ميزوبوتاميا // ملاحمها و أساطيرها و من ضمنها الذهنية التراثية الكردية .
ب – صيغ – أشكال // مم و زين // - القاعدة الأساسية - الجذر :
لعله قد اصبح من الثابت في ذهن – باحثينا - الكرد مقولة وجود نسقين / شكلين لصيغة مم و زين … الشكل الشعبي أو الحكاية الشعبية المملوءة بصور الخيال … الجان… الخ …و الشكل الذي رتبه ، و نسقه ، بل شذبه شاعرنا الكبير احمدي خاني . و هنا ابدي خلافي الصريح مع الأستاذ // محمد أمين بوز ارسلان // في إحدى مقابلاته مع إذاعة صوت أمريكا - القسم الكردي - حول عدم وجود أية علاقة بين نص خاني و الحكاية الشعبية … ليس هذا فحسب بل أضيف انساقا - أنماطا أخرى . قد يختلف فيها – معي - الكثيرون و لكن هذه وجهة نظري و أنا على كامل الاستعداد لأي نقاش و سأذكر هنا نسقا آخر على سبيل المثال أحدده ب / مم أباسي / و إن اختلف الجوهر- بنية القصة و محورها مع جدلية مم و زين تقول القصة ما ملخصها : إن مم كان ابنا وحيدا لامرأة عجوز // لا يذكر اسم أبيه إنما ينسب إلى اباسا // كان متزوجا ، خرج ليعمل راعيا حيث تغيب لمدة سبع سنين متواصلة عن أهله ليعود بعدها . وصل الدار في منتصف الليل ، ركن حصانه الشموس في ركن الدار و لم يأثر إيقاظ والدته ، و أسرع إلى غرفته لينام في أحضان زوجته . و قبل شروق الشمس فاقت الآم العجوز و كعادتها أسرعت لتوقظ زوجة ابنها و هالها أن تراها في حضن رجل فأسرعت إلى الرمح تغرزها في صدره . و لكنها بعد فوات الأوان عرفت بأن القتيل ليس سوى ابنها مم - // و للاستزادة حول هذه القصة هناك أغان عديدة ما زالت تتغنى هذا الحدث المأساوي و لعل أشهرها أغنية مم اباسي ل اردوان زاخوي// و طبعا تحولت هذه الصيغة - القصة و في مراحل لاحقة مترابطة مع انحسار دور المرأة و طغيان الرجل - الذكر و بشكل تراجيدي أيضا فنرى الأب يغتال ابنه -سيدكي مين // حيث يغتال الأب ابنه الوحيد ظنا منه بأنه ليس سوى وعل // Pez kivi// .. - قلت أنني اعتبر –ما ورد أعلاه نسقا آخر ل – مم - و لكن دون زين - كما في الملحمة - و إن تجلت هنا بصورة أو صور أخرى لعدة اعتبارات :1- كون نمط الفتى الأول / الآلهة الأبناء لأي من المجتمعات القديمة يظهر بصيغ و أشكال و أدوار متعددة 2- إن مجرد سماع – المأساة - يخلق للوهلة الأولى انطباعا بتلازم هذه المسمية حدثا لشاب معين ، ربما تكون الحياة الاجتماعية قد أفرزتها . و لكن ألا يحق - لي كوجهة نظر -التساؤل في إطار السياق الفلكلوري العام و ربط مم هنا ب - اباسا - تحديدا عن عدة أمور ؟ …مثلا : في ملحمة زمبيل فروش يرد صفة ل زمبيل – لاوكي اباسي – و للعلم فان عشيرة // اباسا // هي من العشائر القديمة في كردستان و لا تزال قراهم موجودة على حدود سوريا و تركيا – الحالية – و في محيط دائرة سكناهم تقع قرية // شكر خاجي – Sekir Xace// - قرب ديريك في سوريا – و فيها كهف قديم يدعى // شكفتا زمبيل فروش // و بنفس المنطقة – أي منطقة اباسا – توجد عدة مواقع / مزارات قديمة مرتبطة بأسماء عدة – لاوك – و لعل // دارا مرادا Dara Mirada // أو // دارا كجك و لاوك Dara Kecik U Lawik // الموجودة فوق التلة المشرفة على قرية – كوندكي اباسا – و كذلك الموجودة فوق جبل قره جوخ – و بنفس التسمية – و التي ما زال يؤمها الكثيرون رغبة في نيل المراد حيث يتم ربط وشاح أو عقد خيط و من ثم الابتهال و تمني المراد… و هناك عدة روايات عن كجك و لاوك تتقاطع كلها في السياق العام الفلكلوري- و إن كانت الموجودة على قمة قره جوخ يحدد ب // لاوكي رهواني // و // كجكا جل كزي // … و الموقعين يرتبطان بمفهوم شجرتي// Berw// متلاحمتين من الجذور و الساق حتى الأوراق و التي تتناقل الأجيال استمراريتها – أي الشجرة بالمشاهدة - لفترة تجاوزت أكثر من 300 سنة… و تجاور منطقة اباسا - تل أيلم - و ما زال كبار السن في المنطقة تحلف به - أي أيلم - اغلظ يمين لهم مع قناعتهم و إيمانهم التام بوجود اله واحد كونهم إسلام(10) 3- و أضيف هنا ما تردده بعض أغاني - بيزوك Peyzok - من ذكر ل مم // ممي شفان // و قطيعه الكبير- أغنية Malamin ل فاضل جزيري الكاسيت الثاني 1988 على سبيل المثال …و هنا لا بد من تثبيت ملاحظة هامة تتعلق في السياق العام بربط أحد ال // لاوك // باسم تجمع / مجموعة بشرية اكتسبت صفة قبيلة / عشيرة و على سبيل المثال - إضافة لما ورد أعلاه -// كاوايي هسنكر// و عشيرة هسنكا الكبيرة الموزعة في مثلث سورية – العراق - تركية… و كذلك طبقة // ميران // التي استطاعت توحيد الممالك الحورية الميتانية في مملكة واحدة قوية أواسط الألف الثاني قبل الميلاد و عشيرة // ميران // الكوجرية و الممتدة في المثلث المذكور أيضا… و اختصارا أقول في موضوعة الخلاف مع الأستاذ – ارسلان - أن تحديد ماهية أي نص فلكلوري هي عملية معقدة تحتاج إلى وسائل و مواد علمية متعددة لتحديد النسق / النص الأساس و ما تلاها من صيغ لأنساق / نصوص لاحقة و لعل ما يؤكد أسبقية الحدث / القص المحكي على خاني و نصه و عدم إمكانية جعل نصه الأساس ورود إشارات و ملامح واضحة عن الحدث في شعر شعراء سبقوا خاني بفترات طويلة - كالجزيري مثلا - هذا من ناحية و من ناحية أخرى فقد استدرك شاعرنا الكبير نفسه هذه المسألة عندما أعطى للزمن الفلكلوري حقه في صياغته الجديدة و الهادفة – باعتقادي- ل مم و زين..
ج-السياق العام / الجذر الفلكلوري :
من العرض المكثف الوارد أعلاه قد أستطيع الولوج إلى النقطة الهامة - التي اعترف مسبقا - بأنها بحاجة إلى المزيد من البحث و التمحيص ، و التعمق في البعد الفلكلوري حتى يتم التقرب من خلال تقاطع الأنماط - الصيغ المقالة ل// مم و زين // - أقول - التقرب من تحديد شكل مقرب من النص الأساس – بفكرته - و هذه لن تكون سهلة إلا إذا تجرأنا من ناحية - و غامرنا ليس بالمفهوم الظاهري للكلمة بقدر ما – اقصد -تجرأنا في البوح بما تحمله الملحمة بأشكالها من قراءات لرموز واضحة تقودنا – برأيي - من خلال الإقرار بانتمائنا تاريخيا و تكويننا ميثولوجيا على ارض – ميزوبوتاميا - و هذا ما أتمسك به ، إلى عرض السياق العام للفلكلور الشعبي الكردي … إلى الجذور… و اعترف هنا – أيضا - بان هذه معضلة شائكة –أخرى - نظرا للوضع السياسي الذي تعيشه كردستان من جهة و لندرة الوثائق الكتابية خصوصا منها ذات المرجعية التاريخية ، لذا فالاعتماد - الأكبر- في هذه الفقرة ستكون المادة الشفهية و تحديدا الإرث الغنائي خصوصا إذا ما علمنا بأن الغناء و الموسيقى قد لازمتا المعابد و أضحت أهم نتاجاتها فمنها انطلقت و على يد سدنتها / كهنتها تطورت و ذلك كنوع من الإيثار النفسي و التجميلي للأداء حين تلاوة الملاحم و الأساطير أو حين تأدية طقوس التعبد فيتلقاه الجمهور برهبة و خشوع فتصل به إلى حالة الانسجام…و لم يخطئ // كونفوشيوس // فيلسوف الصين العظيم حين قال : / إذا أردت أن تعرف عراقة شعب من الشعوب فانظر في موسيقاه / و يكفينا إدراكا لأهمية الغناء الأدائي الطقسي بالعودة إلى احتفالات رأس السنة البابلية و طريقة إلقاء الكاهن الأكبر لأسطورة – اينوماليش - و ما يرافقها من اداءات موسيقية غنائية… و لعل الديانات التوحيدية أيضا أدركت هذه الأهمية - نشيد الإنشاد للنبي سليمان و مزاميره في العهد القديم و التراتيل الكنسية في المسيحية… و تجويد القرآن الكريم و تنغيم الصوت عند قراءته… الخ …
و قد وضعت المكتشفات الأثرية بين أيدينا وثائق و معلومات عديدة توضح ما أسلفته و على سبيل المثال موضوعة ما سمي ب // انشودة العبادة الاوغاريتية // فقد كشفت التنقيبات الأثرية في موقع اوغاريت -على الساحل السوري للبحر المتوسط حاليا رأس شمرة قرب اللاذقية - اقدم نوطة موسيقية مدونة في تاريخ البشرية - يكتشف حتى الآن - و أثارت ضجة كبيرة بين علماء في مجالات مختلفة فتهافتت عليها البعثات و المجموعات لدراستها و محاولة عزفها منها عدة بعثات جامعية أمريكية و قد صممت عالمة أمريكية تدعى // آنا كليمر// آلات موسيقية مشابهة لآلات نفس العصر . و أجريت عليها دراسات مختلفة ، و تعد دراسة البروفيسور السوري الأصل // راؤول فيتالي // لهذه النوطة من افضل الدراسات الأكاديمية… حيث أكد بان النوطة مدونة بلغة الحوريين // الذين أسسوا ممالكهم شمال سورية و العراق // …// و هي تعد من مقام – نيدقبلي - الموازي لمقام – كرد - الموسيقي الحالي… و هذه النوطة ليست سوى انشودة / ابتهال لآلهة القمر الحورية // نينكال Ninkal // و تقول بعض مقاطعها // أنت تضمرين لنا الحب //… و// إنما ولدنا منك //… مما حدا بالأستاذ علي القيم - و هو معاون لوزيرة الثقافة السورية حاليا - بأن يحاول تصحيح اسم الانشودة بشكل غير مباشر في إحدى مقالاته(11) الصحفية بجريدة تشرين بعنوان // انشودة العبادة الحورية .. اقدم مدونة موسيقية في التاريخ // .. و هي // عبارة عن ابتهال الآلهة – اورحيا - عاصمة الحوريين و يعتقد بأنها اورفة الحالية // .. و// تذكر وثائق الأرشيف الملكي في قصر- زمريليم - ملك ماري و المعاصر للملك البابلي المشهور حمورابي بان زمريليم أرسل رسالة إلى حمورابي يرجوه فيها مساعدته بالتوسط عند الملك الحوري ليقبل ابن زمريليم في المعهد الموسيقي الذي أنشأه الملك الحوري لابنته في - شباط انليل - // .. و يحدد الأستاذ علي القيم موقعها الحالي - في مقالته المذكورة - موقع المعهد - في قرية جاغر بازار على طريق الحسكة - عامودا و يعود في مجال آخر ليحددها في تل ليلان // شيخناو // قرب القامشلي …و في مقاربة معاصرة - و تحديدا في الغناء الكردي - و عودة إلى المأثور الشعبي… و من ثم استخدام عبارة // ديلوك Dilok (12)// كتسمية للغناء و كلمة //Dirok// و التي تعني التاريخ… ألا يحق - لي مثلا - إجراء مقاربة لغوية على اقل تقدير؟ … باعتبار الكلمتين متلازمتين إن – لم اقل – مدغمتين في معنى واحد !!.. و كنت قد قلت بداية –في مجال آخر من هذا العرض – بأن الثقافة السومرية قد طغت على ثقافة المنطقة حيث تحددت مفاهيمها الطقسية –دورة الحياة و تبلورت في انساق و مفاهيم الثقافات المجاورة و لعل أسطورة دوموزي هي الأساس –الركيزة التي تموضعت حولها المفاهيم الميثولوجية المجاورة – في عرضنا هذا – و تبدأ أحداثها حينما تقوم // أرشكيجال // إلهة العالم السفلي باختطاف // دوموزي // زوج أختها // أينانا //… و مونولوج ابتهالات // أينانا // إلى الآلهة للسعي الى إنقاذ زوجها – حبيبها من براثن // ارشكيجال // و بعد تدخل كبير الآلهة يتمخض الصراع في دورتي حياة ل دوموزي// موت و انبعاث // و تتكرر هذه المفاهيم في الثقافات التالية أيضا و إن تغيرت الأسماء و بعض تراتب الحدث ، و لكن دورة الحياة حددت منذ إبقاء دوموزي نصف المدة ميتا- مقيما في العالم الآخر// تصفه الملاحم بأنه مقيد – سجين // و النصف الثاني يعود فيها إلى الحياة… تماما وفق طبيعة الحياة الزراعية / الرعوية …و قد تجلت هذه الظاهرة – الركيزة في الغناء الكردي التقليدي // Dilok// و الذي مازال يتجسد في نمطين أساسيين للغناء تحتوي كل منها على أشكال - أنواع فرعية و هذين النمطين الأساسيين هما :
ا-أغاني//Peyzok// الخريف : و التي تجسد حالات اللوعة و الفراق و الحنين و اللهفة إلى اللقاء
ب-أغاني//Buhariyan//الربيع : و التي تجسد حالات الفرح و السرور و البسمة و اللقاء
و قد ارتبطت طبيعة // حياة – تنقلات // - الرعاة الكرد - الكوجر- مع هذين النمطين …و باعتقادي إن مجرد تحديد هذا السياق - الجذر للفلكلور سنتمكن من التقرب إلى فهم الكثير من خفايا الفكر الميثولوجي -الغائب حتى الآن - في ثقافتنا …و قبل الانتقال إلى الفقرة التالية – أرى - لا بد من التعرض و لو بعجالة إلى أمرين أولهما : إن النمطين المذكورين قد يتضمن كلا منهما أشكالا من الغناء مثل// سريلي Sereli // أو// لاوك Lawik // أو// سينم Sinem //… أما الأمر الثاني فهي ظاهرة - تويني Teweni - المرافقة للغناء الكردي القديم - حيث يصل الحد بين القائل و المتلقي - المستمع حدا من الانسجام فترى الأصوات تدندن مع نهاية كل فقرة - مقطع بتواتر موسيقي مختلف من نمط غناء إلى آخر- في بيزوك مثلا //Hahi..Haho..Eho..Ehi // و في – سريلي - قد يبدأ المغني ب //Duniyaye Le Duniyaye Hey // و بين المقاطع تنسجم كل الأصوات في ترديد نفس المقطع … هذه الحالة المقاربة لبعض تراتيل و صلوات -الديانات التوحيدية مثلا - كلمة آمين - .. و بتلخيص شديد- و مع قناعتي التامة - أن ما عرضته أعلاه هو بحاجة إلى كثير من الدراسة بعد بحث و جمع دقيقين… و لكن ألا يحق لي - كوجهة نظر على الأقل - تجذير الوعي الميثولوجي بإعادتها إلى نمطيها المذكورين… خصوصا و الوعي الميثولوجي الكردي ما يزال يرتكز - و بقوة - على ذلك الشكل - النمط و الذي عد- و ما يزال – العيد - الأساس لدى الكرد - و اقصد عيد نوروز تحديدا- و ما يعنيه من جملة معانيه الانقلاب الطقسي - المناخي… إضافة إلى معانيه الأخرى؟
3- خاني و مم و زين :
أقول بداية أن الدخول في عالم خاني هو كما الدخول في محراب تتعدد فيه الجوانب و الاتجاهات تحتاج فيه عند كل خلجة أو آهة إلى بوصلة تعيدك إلى حيث تنوي المسير… و // خاني // يتبدى بكل جلاء من خلال كلماته ذاك العلامة الجامع المتبحر في علوم شتى… مختزنا الثقافات المتداولة في عصره … ينطلق بك وفق منطق أرسطو . مجذرا فهمه و تصوره بذكاء خارق فيقودك حيث فلسفته الذهنية و الحياتية و إن كان تصوره واضحا في التفسير المعتقدي الإسلامي كمحصلة حتمية للكون و الحياة … و لكن مما يثير الحيرة هو ذلك المخزون / الكم الهائل من الرموز و الدلالات التي يطرحها فيأتي العلم – الآن - ليوضح انساقا مرادفة لها في ثقافات مجاورة… و لا نبالغ إذا قلنا بأننا نستطيع مواكبة التطور- التصور الذهني ل –ميزوبوتاميا - تتجلى بوضوح فيقدم لك عصارتها في مدونته - مم و زين - و التي أضعها في نسق - الملاحم العظيمة - ضمن سياقها التاريخي أسوة ب // ملحمة جلجامش // أو // اينوماليش //… // عشتار و تموز //… // الإلياذة // … و غيرها وفق خصوصية كل منها و أهميتها في سياقها الزمني / المعرفي… لقد أصاغ خاني ملحمته على مبدأ الملاحم العظيمة فلم يقتصر على سرد قصيدة عامة / قصة عشق وحيدة و إن كانت الحدث / الأساس بل تعداها إلى رؤية فلسفية ترتقي وفق الفهم التاريخي / المعرفي إلى درجة النظرية ضمن سياقها الزمني ، لذا كانت ترتيبية مقاطع - قصائد النص ذي مدلولية فلسفية . فلم يكن من العبث أن ينطلق من السكون - العدم … من الهلام - الهيولى حيث تشكل الحياة …من اللاشيء والعدم انطلقت …و بقاعدة اختيارية تنم عن قناعته و باختصار شديد كيف أن الله خلق الكون في ستة أيام و استوى على العرش في اليوم السابع… و هذا يقودنا إلى مفهوم الزمن و الذي – أرى - من الضروري التوقف عنده مليا لما سنرى فيه من أهمية : فاليوم ليس مجرد يوم في الزمن الفلكلوري و هذا ما يؤكده القرآن الكريم أيضا عندما حدد في إحدى الآيات // يوما مقداره خمسون ألف سنة // و في مجال آخر// يوم مقداره ثلاثون ألف سنة // …و ما تذكره – أيضا - بعض حكاياتنا الشعبية من ذكر لأشخاص بيدهم خيوط الليل و النهار- التحكم بالأيام و السنين - // سيامند و صراعه مع فلك التي بيدها خيوط الزمن مثلا // فالزمن الفلكلوري لا يقاس بمقياسنا المعاصر … و هنا يسجل للشاعر الكبير خاني استيعابه لهذه المسألة و عدم تحديده سياقا أو عمرا زمنيا مغلقا – محددا - قد تكون - جرت فيه قصة حب بين - مم و زين - // هذا إذا كانا حقيقة شخصيتين بشريتين وجدتا آنذاك // … و مسألة الزمن لا بد أن تقودنا إلى المكان و تحديدا بوطان لماذا كانت - أو على الأصح - أضحت المدينة - المركز التي صيغت فيها أحداث هذه الملحمة؟… إن المكان في الفلكلور لا بد و أن يكون له مركزا مهما في ذهن المجتمع – و بمعنى آخر- لا بد لذاك المكان من قداسة حتى تسبغ على الحدث – الزمن المساق في الحكاية هالة تقديسية لتلقى صداها عند السامع – المتلقي… و من هذا المنطلق أضحت بابل مثلا في الثقافة البابلية // مدينة مقدسة // اختارتها الأرباب – الآلهة مركزا لها فأمرت بتشييد معابدها و أضحت أرضا مقدسة تحتل فيما تحتل موقع الصدارة عند أتباع – أنصار آلهة بابل… و يمكننا تلمس هذه الظاهرة في الديانات التوحيدية أيضا – القدس – مكة – المدينة المنورة… الخ . أما بالنسبة لهذه الملحمة – مم و زين – و مركزة بوطان المدينة فأحدد رأيي ضمن السياق الفلكلوري كالأتي : تدل المعطيات التاريخية و المبعثرة في اتجاهات متعددة بأن بوطان تعد من المراكز البشرية القديمة تاريخيا في – ميزوبوتاميا – لا بل و يعدها كثيرون – من خلفية دينية – المركز الأول في المعمورة التي تم بناؤها بعد الطوفان – حينما نزل نوح و الناجين معه في الفلك جبل الجودي و أنشأوا قرية الثمانين و استقروا فيها و إلى الآن هناك مرقد و جامع ل – نوح – هناك – و رغم أن الدراسات الأثرية للمنطقة و الممنهجة منها تكاد تندر لأسباب سياسية معروفة إلا أن الكثير من الوثائق التاريخية تتعرض لها كمركز / مدينة مهمة تحت أقدام الجبال تشرف على سهول يخترقها نهر دجلة فتذكرها الوثائق الآشورية باسم // كادسترا دجلات(13) // و بعض الوثائق تعتبرها // كاردو// المدينة التي انطلق منها الكاشيون ليؤسسوا إمبراطوريتهم الكبيرة و المسماة ب // إمبراطورية كاردونياش // بين 1600-1200 قبل الميلاد تقريبا… و ما يهمنا الآن هو السياق العام للملحمة و مركزة بوطان فيها… فقد دأبت المصادر الآشورية و السريانية قديما - و حتى الآن في الخطاب السياسي لبعض من أحزابهم و جمعياتهم ذي النزعة القومية // الحركة الديمقراطية الأثورية مثلا // - استخدام تعبير// طور عابدين – عبدين – عفدين // لتلك العقد الجبلية المحيطة ببوطان ، و كما هو معروف تاريخيا فان كثيرا من الأقاليم كانت تعرف باسم آلهتها المحلية … الآشوريون مثلا ينتسبون إلى إلههم أشور و كاردونياش نسبة إلى إلههم // دانياش // فلا غرو - و هذا باعتقادي - أن تكون الجبال المحيطة ببوطان - و هي ضمنها - منطقة تتبع إلهها المحلي - الرئيسي عفدين و بوطان مركز معبده كونها بقعة وسط / ملتقى بين // الطور // الجبل // و من ثم السهل كموقع جغرافي . أما لماذا عبدين أو عابدين - عفدين و التي ذكرت في كثير من كتب الرحالة الجغرافيين المسلمين(14) و ليتمحور هذا الاسم في بلدة صغيرة تحمل نفس الاسم - حتى الآن - في المنطقة - بلدة طور عابدين الحالية – ؟ و للإجابة على هذا السؤال – ارى – كوجهة نظر- بأنه لا بد من الارتكاز على مقاربة لغوية – السنية – مع استيعابي الكامل لمفهوم الاستقلابات اللغوية خصوصا منها الأحرف و تحولاتها من مجموعة لسانية إلى أخرى(15) – ألا تكاد تتقاطع معنا تسمية عفدين – عبدين مع ابدال – افدال و الذي ارتكز عليه خاني كشخصية محورية – مركزية أفرزت – نسلت أمراء الجزيرة // زين دين // و أختيه!! ؟… تقول السيرة الذاتية ل // خاني // بأنه ولد في بلدة من أعمال هكاري و تجول زائرا و مقيما في معظم المدن الإسلامية المشهورة و استقر في بوطان طويلا ، و في عودة سريعة إلى منطقته الأساس ، إلى هكاري تاريخيا سنرى أن المملكة الحورية الوحيدة التي استمرت قائمة تتحدى المد الآشوري المتوحش و لم تسقط أبدا أمام هجماتهم المكثفة و المتكررة و بقيت صامدة تتحدى الإمبراطورية الزاحفة ، إلى أن قدم // الكميريون // أحد أجنحة الميديين حيث دخلت في إطار الإمبراطورية الوليدة عام 605 ق.م . و تعرف هذه المملكة نفسها باسم المملكة الخلدية – أو – الخالدية كما تحب الدراسات المعاصرة أن تسميها (16) … و الى الآن هناك قبيلة – عشيرة كردية تتسمى بهذا الاسم . و لكن – مع الأسف – و كما جيرها الشاعر نفسه على أنه امتداد لنسل خالد بن الوليد مع أن السياق العام لجذر القبيلة توصلهم إلى المملكة المذكورة و لكنه جريا على عادة المجتمعات القديمة في الانتساب إلى العظام – آلهة كانوا أم أبطال – و في الإسلام ظهرت عادة الانتساب إلى أحد القادة العرب أو صحابة النبي ، و لتقارب الاسمين جرت العادة في العصور اللاحقة في الانتساب إلى خالد بن الوليد ، كما – اباسا - المذكورة سابقا هناك من يرجع أصولهم إلى العباسيين ، و هناك من يوصل شجرة نسب صلاح الدين الأيوبي إلى الأمويين … الخ فهل بوطان هي جزيرة - مدينة أبن عمرو التغلبي حيث أسسها و بناها و هي تحوي ما تحوي من معطيات تاريخية ذكرناها سابقا - و وفق ما يبنيه خط فتوحات عياض بن غنم حيث كانت تتسمى ب // باكردي // قبل أن يفتتحها عياض و يقطعها عمر بن الخطاب إلى قبيلة تغلب(17) !! … و يبدو من خلال ارث خاني الأدبي حبه الشديد للتاريخ و ولهه بالقصص ذات المدلولات التراثية – الشعبية …فقد أصاغ - مم و زين - و- يوسف و زليخة - و- زمبيل فروش(18) - و استطاع من خلال ذلك أن يقتصر ثقافة المنطقة كاملة و يختزلها فيها . و من خلال - مم و زين - نتعرف على عمق ثقافته الفلكلورية و اهتمامه الشديد بالحكايا الشعبية من عربية و فارسية و يونانية… و غيرها ، فيرتكز عليها - لا بل - و يسخرها في قصته فيذكر .. شيرين و إبرويز … فرهاد و شيرين …ليلى و مجنون… الخ …و لا يستغرب من عالم مثله أن يتعمق مليا في الموروث الشعبي و من ثم ليأتي صياغته عن وعي لكل حرف - كلمة أو جملة وردت فيها .
و هنا قبل إجراء التفكيك الأساسي لملحمته و من ثم تصوره - ل مم و زين - من العودة إلى المنبت -الأرض الذي استقى منه و جمع خلاله مواده – أقول - إلى الموروث الذهني - الشفهي لأهل بوطان و ما اختزنته الذاكرة الشعبية - حتى الآن - من صور عن – ابدال .. ممو.. زيني .. بكو .. كيف هم في الذهنية الشعبية في بوطان :
- ابدال / افدال / افدلي : تقول الذاكرة الشعبية أن افدال كان برفقة والده العجوز في الجبال حيث انقطعت بهم السبل في صيف قائظ و بقوا بلا طعام و ماء و قد أنهك العطش الشديد والده و أعياه عن المسير فأركنه أفدال إلى صخرة . و أخذ يبحث في الجبال . و لم يحظ سوى بجذوع الشجر و الأعشاب اليابسة -بالكردية قورمك Qurmik -فجلب منها حزمة و أخذ يعتصرها في فم والده و أنقذه…
- مم / ممو / ممي ألان… ممي شفان … ممي اباسي : إضافة إلى سمات الحسن و الجمال و الفروسية… فهو أبن وزير …و آخر من العامة …و مرة ضيف حل على المدينة // لاوكي غريب - بياني // … الخ
- ستيا زين …زيني : إلى الآن تحتفظ الذاكرة الشعبية و تختزن كل صفات العفة و الحسن و الجمال في شخص واحد هي // ستيا زين // و تكاد تجزم بوجود مم و شخص فتاة واحدة هي - ستيا زين - فيبدو الاسم - الكلمة مركبة من مقطعين تعنيان – الست // السيدة // زيني - و لتفكك في انساق - صيغ تالية و لأغراض مرحلية لاحقة أملتها التحولات آنذاك إلى أختين هما ستي و زيني… و يقابل زيني الأميرة في الصيغ الشعبية للقصة فتاة أخرى هي ابنة بكو // زيني // الخادمة الخاصة للأميرة …الساحرة التي … المشاركة لأبيها… الخ…
- بكو : و هنا يكثر التأويل و التفسير في الذهنية الشعبية …و دون التعرض لما وسمت هذه الشخصية في الأنساق المعروفة من حب للفتنة و المكر و الخداع… إلا انه – برأيي - أكثر الشخصيات التي هي بحاجة إلى دراسة مستفيضة و واسعة لما تحمله من سمات التحول الاجتماعي - الاقتصادي توصله إلى مرتبة التناقض - بل تتمركز حوله - الصراع الريفي بشقيه الزراعي - الرعوي و المجتمع المديني التجاري - الحرفي و لعل ما دأب العامة - إلى الآن - في ربط بعض المظاهر تستحق الاهتمام و الذكر . أمثلة :
- يفتخر أهل بوطان -على سبيل التندر و النكتة - بأنهم ما أن يولد لهم طفل حتى يأخذوه فورا ليطوفوا به حول مرقد / قبر بكو لينشأ بارعا - حاذقا و …لكي لا يتمكن القرويون و الكوجر من خداعه …
- يقول القرويون و الكوجر عن أي جزيري - سكان مدينة بوطان - حاذق و ماهر في إدارة عمله انه من نسل بكو - Neviye Bekoye - و إذا بدا على أي جزيري نوع من البلاهة أو عدم الحذاقة يقال له ألم تطف حول مرقد - قبر بكو إلى الآن ؟ …ناهيك عن الذي تتوفر فيه صفات المكر و الخداع فيقال عنه بأنه-Ji Tuxme Bekoye و للعلم فان الصراع التندري - الفكاهي بين بوطان و ريفه يحمل في ثناياه الكثير من الطرافة و قصصا فكاهية جميلة و غالبا ما يكون الخاسر فيها هو القروي و التي هي - أي هذه القصص و الصراعات - في الأساس تعبير عن اختلاف نمط الحياة بين المدينة - Bajer- و الريف - Gund- من جهة و بينهما - الاثنين معا - و بين الكوجر- الرعاة المتنقلين من جهة أخرى فلا غرو أن يعمم الكوجر تعبيرا يشمل القرويين أيضا حينما يقولون : Te Ji Ava Sete Vexwariye- أي انك أنت أيضا شربت من ماء الشط . و يقصد بالشط نهر دجلة .
مقولة خاني و خياره النهائي - مم و زين كنموذج :
لعل هذه الفقرة هي من أصعب الفقرات و اعقدها - و كنت قد نوهت في مجال آخر- فرحاب خاني واسعة سعة علمه و آفاق مداركه و معارفه ، و دون الدخول في ميكانيكية الملحمة و مفاصلها الأساسية و الجزئية حسب موضعيتها من قبل خاني نفسه لا بد من القول و لو بعجالة … لقد اصطفى خاني عناوين مفاصله و تسلسلها في الملحمة وفق رؤية واضحة بدءا من الكلمة - الوعي في الأساس - أي الله - و من ثم السكون / العدم… العماء / الهيولى … فالوجود فتبدو ثقافته الدينية و تصوره متبلورة في اتجاه ينصب بكليته داخل اللاهوت - كإطار عام - مرتكزا على التراث و التفسير الإسلامي للكون و الخلق و الحياة و الذي ما هو إلا امتداد للأرضية التفسيرية - على حد رأي غالبية المؤرخين و كتاب التراث العربيين الآن - للأحبار اليهود مفسري أسفار التوراة فيما سبق الإسلام(19)… و من هنا – رأيت - التركيز على أشخاص - مرتكزات أساسية في النص بالتقاطع مع الأحداث التي أوردها خاني دون الدخول في دراسة مفصلة لجميع الشخصيات الواردة في الملحمة – الشخصيات - التي تكاد معظم الأنساق - الصيغ تتفق على وجودها في الملحمة – و إن كان - خياري الأساسي محددا هنا في مم و زين // خاني //… و هنا لا بد من ذكر مقولة مهمة ترتكز عليها معظم الدراسات – أثرية و أدبية و غيرها - و اقصد تحديدا- علم اللسان - أو الدراسة الألسنية . فمعظم الأشياء في صيرورتها التاريخية أخذت مدلولات …إشارات صوتية تعبر عنها ما لبثت أن أضحت اسما لها و بالتالي أضحى ذكر الاسم - الشيء هو بعينه ، و بمعنى أوضح اخذ الاسم يحتوي ماهية الشيء الذي يعنيه… و اللغة - أية لغة - خضعت في مسيرتها لكثير من التطور و التغيير سواء من حيث توسيعها لمرادفاتها أو لتداخل و تشذيب بعض حروفها سواء داخل تجمعها أو في إطار المجموعات المشتركة في إطار نفس الفئة – المجموعة . و هذا ما نلحمه بوضوح في اللغة الكردية أيضا و على هذا الأساس – باعتقادي - لا بد من الوقوف عند أسماء الشخصيات الأساس و مدلولاتها - تحولاتها اللفظية و بمعنى آخر البعد اللساني لأسماء ابدال – زيني - ممو :
- ابدال : و كنت قد نوهت في مجال آخر كيفية ذكر الاسم فهو تارة ابدال و أخرى افدال أو افدلي و عودة إلى صيغ الكلام المنطوق و تداخلات حرف الباء مع الفاء // B - V // في الكردية كما الكلام و الراء // L-R // و بتجزئة الكلمة المركبة و إعادتهما إلى جذريهما الأصليين أب + دال و إجراء الاستقلاب عليهما ألا تتوضح معنا -و ببساطة - الكلمة الحديثة افدار .
- زيني : و كذلك التقاطع الواضح في الحرفين الكرديين ز و ج /Z U J/ فإلى الآن مازال هناك تداخل واضح بين هذين الحرفين في اللهجتين الكرديتين // السورانية و البهدينية // مثلا فكلمة Zin بالسورانية تعني حياة و Jin بهدينية تعطي نفس المعنى و سواء قمنا باستقلاب الحرف أو لم نقم ألا تعني الكلمة –الاسم – حياة … برأيي أن اسم زيني لم تكن قطعا المقصود فيها مرادفها - معناها العربي - أي المزيونة - الجميلة و إن كانت الزينة و الجمال من صفات زيني الشكلية… و كذلك ما ركبه خاني من اسم لأخيها الأمير- زين دين - فلم لا يكون المقصود منه مثلا - من الاسم - حياة دين .
- ممو/ مم : لقد أسبغت ثقافة المجتمعات الزراعية القديمة في بدايات مراحل التدوين - نظرا لمركزة الماء و أهميتها الشديدة لنمط حياتهم - أسبغت على الماء هالة مقدسة فنلمح مشتقات خاصة تعزى إليها… و لعل هنا – ممو / مم - وارد من إحدى اشتقاقات // الموه // و التي هي الماء تحديدا و لنا في اللفظة –الفرعونية - نموذجا // موسى // فكلمة مو تعني الماء و // سا // تعني ابن أي ابن الماء و هو الاسم الذي أطلقته زوجة فرعون مصر على الطفل الذي التقطته من النيل و تبنته(20) … و ما يهمنا هنا هي الثقافة الكردية و لكن لنتأمل قليلا : طفل كردي صغير – رضيع – يبكي - تهدهده أمه و ترضعه … تنظفه …لا يكف عن البكاء … ألا تحرك الأم شفاهها بتمتمة تشبه // مبامبا // - Mepe Mepe- أو عندما يستوعب هو – الطفل - الحاجة إلى الماء ألا يصدر نفس الأصوات و مع الأيام تقول له أمه أو يقول هو : - مم – ممي - فتقول الأم على سبيل المثال Te mem Dive …و بمعنى أوضح أن مم تخدم هنا أيضا مصطلح // الموه // … و لكننا نستطيع تلمس معنى أخر ل // مم // بالكردية و تحديدا معنى // صدر المرأة // … و كلنا يعرف أهمية صدر- ثدي المرأة و كونها العضو الأساس في استمرار الحياة بالنسبة للطفل المولود جديدا… فهي آلية الاستمرار على قيد الحياة و النمو بالنسبة إلى الطفل و صلة الوصل - النبع الذي يشد الإنسان دائما إلى أمه … و من هنا فلا غرو أن تجسد آلهة الخصوبة الحورية بامرأة لها أثداء متعددة(21) ، تقديرا لما يحمله الثدي من معان للخصوبة و الحياة … و كما نرى فان المعنيين متلازمين … الماء للمجتمع - الحياة ككل … و الثدي - الصدر للإنسان و هو في بداية حياته… و قد يتساءل أحدهم ؟… و لكن لماذا كل هذه الإطالة و الاجتهادات ؟

  • VIVA KURD

  • VIVA KURDISTAN

  • BIRASOZ HEJ

 

User offline. Last seen 25 اسبوع 2 أيام ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 05/01/2007

زززززززززززززززززززززززززز

وووووووووووووو

ررررررررر

سبااااااااااااااااااااااس

هجار

على هذه القصة العظيمة

دمتة بود

بأنتظااااااااااااار المزيد

User offline. Last seen 16 سنة 51 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 22/02/2007

zor zor zor zor sipas bo te hejar

User offline. Last seen 14 سنة 5 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 28/11/2006

Quote:

zor zor zor zor sipas bo te hejar

User offline. Last seen 10 سنة 43 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 19/02/2007

سباس كتير