سيد قطب

لا يوجد ردود
User offline. Last seen 14 سنة 25 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 01/04/2006

نحن حقًا أمام موهبة فذة من هذا العالم الساحر.. عالم الأدب والنقد، موهبة اتفق لها عمق الفكرة، ورهافة الحس، وبراعة اللفظة، وتعد الظلال فامتدت هذه الظلال في ميدان الأدب لتشمل الشعر والقصة وكتابة المقال وحتى في معرض البحوث الفكرية لم تخل هذه البحوث من وراء التعبير الفني الذي أحالها إلى سلاسل ذهب نثرية رائعة من الوجهة الفنية قبل أن تكون لها قيمتها الفكرية الأصلية.

ولم يقتصر باع هذه الموهبة على الإبداع الأدبي، وإنما امتد إلى الموازاة الموضوعية له في عالم النقد الأدبي.. فهو "سيد قطب" تلميذ "العقاد" النجيب، وهو صاحب المعارك التي احتلت عناوين الصحف في الثلاثينيات والأربعينيات مع "طه حسين" و"محمد مندور" و"الرافعي" وغيرهم.

وهكذا كان "سيد قطب" الشاعر هو "سيد قطب" القاص هو "سيد قطب" كاتب المقال هو "سيد قطب" كاتب النثر الفني البديع وهو "سيد قطب" الناقد الأدبي الفذ.

ولا يعنينا في هذا المقام أن نتحدث عنه كفقيه أو مفسر أو مفكر أو لغوي أو تربوي أو حتى على المستوى الإنساني الذي لا ينفصل أبدًا عن أي من هذه الآثار السابقة فما يعنينا هو "سيد قطب" الأديب بالدرجة الأولى.

سيد قطب.. المولد والنشأة

الشهيد "سيد قطب"

هو "سيد قطب إبراهيم" ولد في 9/10/1906م في قرية (موشة) التابعة لمحافظة أسيوط في صعيد مصر.

ودخل المدرسة الابتدائية في القرية عام 1912م، حيث تخرج فيها عام 1918م، وانقطع عن الدراسة عامين بسبب ثورة 1919م.
وفي عام 1920 سافر إلى القاهرة للدراسة والتحق بمدرسة المعالمين الأولية عام 1922 ثم التحق بمدرسة "تجهيزية دار العلوم" عام 1925م، وبعدها "تحويلية دار العلوم" عام 1929 حيث تخرج فيها عام 1933م حاملاً شهادة الليسانس في الآداب.
عين بعد تخرجه مدرسًا في وزارة المعارض بمدرسة الداودية ثم مفتشًا للتعليم الابتدائي.
وفي عام 1948 أوفدته وزارة المعارف إلى أمريكا للاطلاع على مناهج التعليم ونظمه وبقي يها حوالي سنتين حيث عاد إلى مصر في 20/8/1950م وعُين في مكتب وزير المعارف بوظيفة مراقب مساعد للبحوث الفنية واستمر حتى 18/10/1992م حيث قدم استقالته.
بعد ذلك انضم "سيد قطب" إلى جماعة الإخوان المسلمين، وأصبح مفكر الجماعة الذي يعتد برأيه، بالرغم من أنه لم يتبوء منصبًا قياديًا.
اعتقل سيد قطب لأول مرة مطلع عام 1954م وبقي لمدة شهرين، ثم اعتقل بعد مسرحية حادث المنشية يوم 26/10/1954، حيث قدم للمحاكمة يوم 22/11/1954م، وكانت المحكمة برئاسة "جمال سالم" وعضوية "أنور السادات" و"حسين الشافعي" وحكم عليه بخمسة عشر عامًا، ثم توسط الرئيس العراقي "عبد السلام عارف" فأفرج عنه بعفو صحي عام 1964م.
ثم اعتقل عام 1965م بتهمة تدبير مؤامرة لاغتيال "جمال عبد الناصر" وبدأ التحقيق معه في السجن الحربي في 19/12/1965م واستمر 3 أيام وأصدرت المحكمة حكم الإعدام على سيد قطب يوم 21/8/1966م.
وقد وصلت برقيات عديدة من أنحاء العالم العربي والإسلامي تطالب "عبد الناصر" بعدم تنفيذ حكم الإعدام في "سيد قطب".
ولكن تم تنفيذ الحكم قبل بزوغ فجر يوم الاثنين 29/8/1966م الموافق 13جمادى أولى عام1386هـ.
سيد قطب.. شاعرًا مبدعًا
"سيد قطب"..أديب شاعر يملك الموهبة، موهبة الإبداع والتذوق، وهذا العطاء الإلهي هو الذي خرّجَ لنا "سيد قطب" صاحب "الظلال" و"التصوير الفني" و"مشاهد القيامة في القرآن".

خلال ثلاثين عامًا.. مع الشعر، غاص في أعماق النفس البشرية فأخرج لنا عشرات القصائد التي تنمُّ عن نفس رقيقة شاعرة، لكنها عزيزة أبية غير هيّابة.

قصائد هادفة في ظلال الإيمان والورع والعفاف، وأبياته كلمات حساسة معبرة وأساليب رقيقة مؤثرة، تجعلك مستمتعًا منتشيًا، بل تذوب وجدًا مع واقع الدنيا.

يعطيك البسمة المشرقة والأمل الحلم والنظرة المتفائلة من خلال لذة الألم والجهد المريرة ويجعلك تعيش في أضواء الأفكار، ويدفعك إلى الاستمتاع بالعمل الدءوب في ظلال المتعة الروحية والمادية العفيفة.

وفي حديثنا عن الشاعر سيد قطب نجد تنوعًا كبيرًا في أغراض شعره التي تنوعت ما بين التمرد والغزل والوصف والوطنيات والإسلاميات والرثاء والحنين والتأمل و.....وغيرها.
.