حسني الزعيم (الكردي)
حسني الزعيم
حسني الزعيم (1315 هـ= 1897م - 20 شوال 1368 هـ / 14 أغسطس 1949م) رئيس سوري من أصل كردي. ويعد الانقلاب الذي قاده العقيد "حسني الزعيم" في سوريا في (29 شعبان سنة 1368هـ= 30 مارس 1949م) هو الانقلاب الأول في تاريخ الدولة العربية الحديثة. ورغم مضي أكثر من 57 سنة على هذا الانقلاب فإنه ما زال يلقي بظلاله على الحياة السياسية العربية حيث أرسى عددا من السلبيات الكبرى التي ما زالت المعاناة منها مستمرة حتى الآن.
لم تخل معظم البلاد العربية من انقلابات عسكرية؛ ما يجعل الولوج إلى علاقة الجيش بالسلطة في العالم العربي، ومدى شرعية الأنظمة الانقلابية من الموضوعات الحيوية في العالم العربي. ففي عام 1949 حدثت ثلاثة انقلابات عسكرية في سوريا وحدها. وتشير الإحصاءات إلى أنه خلال الفترة من 1952 حتى 1986 حدث حوالي 34 انقلابا عسكريا ناجحا في العالم العربي، تمثل 23% من الانقلابات الناجحة في العالم الثالث، وأن 53% من الانقلابات -ناجحة وفاشلة- كانت من نصيب العرب، وفي سوريا وحدها وقع حوالي 50 محاولة انقلابية، منها 9 انقلابات ناجحة، وهو ما لم يحدث في أي دولة عربية.
نشأته:
ولد حسني الزعيم في حلب سنة (1315 هـ= 1897م)، وهو كردي الأصل، وكان والده مفتيا في الجيش العثماني استشهد أثناء الحرب العالمية الأولى. درس حسني الزعيم في الآستانة، وأصبح ضابطا في الجيش العثماني، واعتقله الحلفاء أثناء الحرب العالمية الأولى، ثم التحق بالجيش الفيصلي، وحارب العثمانيين في دمشق، وتطوع في الجيش الفرنسي أثناء الانتداب على سوريا، ودرس العلوم العسكرية في باريس، وخاض عددا من المغامرات المشبوبة بالطموح انتهت باعتقال الفرنسيين له، ثم تسريحه بعد ذلك من الجيش، وكان برتبة عقيد.
استطاع أثناء فترة تسريحه من الجيش أن يتعرف على عدد من السياسيين وأعضاء البرلمان، وتوسط بعض هؤلاء في رجوعه إلى الجيش فتم له ذلك.
جيش الشعب أم جيش الطوائف؟
كانت البدايات الأولى للجيش النظامي السوري في أعقاب الحرب العالمية الأولى، عقب تكون الإدارة العربية الفيصلية في سوريا، والتي تطورت إلى قيام المملكة السورية بقيادة الملك فيصل بن الحسين قائد الثورة العربية الكبرى. وأدى إعلان استقلال سوريا تحت قيادة فيصل إلى معركة ميسلون 1920م التي انتهت بدخول الفرنسيين دمشق واحتلال سوريا، وتسريح الجيش العربي الوليد، وإلغاء التجنيد.
وعقب الاحتلال قام الفرنسيون بتجنيد الأقليات ضمن وحدات تم إلحاقها بالجيش الفرنسي، وبعد فترة من الصراع السياسي مع الاحتلال الفرنسي تم انتخاب "شكري القوتلي" رئيسا للجمهورية في (16 شعبان 1362 هـ = 17 أغسطس 1943م)، وقام هذا النظام الجديد برفض توقيع معاهدة تتمتع فيها فرنسا بامتيازات خاصة داخل سوريا؛ فقام الفرنسيون بقصف دمشق في (17 جمادى الآخرة 1364 هـ = 29 مايو 1945م)، مما شكل ضغطا دوليا على باريس جعلها توافق على الجلاء من سوريا، وتنفذ ذلك في (16 جمادى الأولى 1365 هـ = 17 إبريل 1946م).
وبعد الاستقلال بدأ النفوذ الأمريكي يعرف طريقه إلى سوريا، وبدأت الضغوط الإقليمية والعربية تجد مكانها بين النخبة السورية، وانقسمت هذه النخبة حسب المشاريع المطروحة، وكان أهم مشروعين مطروحين هما:
مشروع "سوريا الكبرى": حيث سعى الأمير عبد الله بن الحسين بعد استقلال الأردن وتنصيب نفسه ملكا عليها إلى إحياء هذا المشروع، ووجه في (رمضان 1365هـ= أغسطس 1946م) دعوة إلى سوريا ولبنان للعمل على تنفيذ المشروع، لكن البرلمان السوري استنكر هذه الدعوة، وأعلن رفضه لها.
مشروع "الهلال الخصيب": ويتلخص في إقامة اتحاد فيدرالي بين الأردن والعراق وسوريا ولبنان، لكن البرلمان السوري رفض هذا المشروع.
كان الجيش السوري في تلك الفترة صغيرا دخل تحت إمرة الحكومة الوطنية منذ وقت لم يتجاوز العام، وتم إنشاء المدرسة العسكرية في حمص، وبدأت أول دورة لها في عام 1946م، وتم الأخذ بنظام التجنيد الإجباري؛ ومن ثم أصبح الجيش السوري يضم تنويعات اجتماعية وثقافية متعددة.
نتج عن ذلك أن غالبية الرتب الكبيرة في الجيش كانت ممن خدم في الجيش الفرنسي، أما الرتب الصغيرة فكانوا من خريجي المدرسة العسكرية، وكانت الرتب الكبيرة - وكانت تضم أغلب رتب العقيد- تسعى ليكون الجيش السوري محترفا، أما الشباب فكانت تسيطر على مخيلتهم كثير من الأفكار الثورية، وكانوا يرغبون في أن يلعب الجيش دورا في الحياة السياسية.
الدور الأمريكي في انقلاب الزعيم
بعد رحيل الفرنسيين عن سوريا كان الأمريكيون يخشون من تنامي التيارات العقائدية داخل البلاد، خاصة الشيوعية واليسارية، ورأى الأمريكيون أن ترك المسرح السوري للقوى السياسية للتفاعل فيه، سيقود حتما إلى أن يتواجد السوفيت في سوريا؛ ولذا رأوا ضرورة إحداث انقلاب عسكري للمحافظة على الأوضاع القائمة.
وتشير عدد من الوثائق التي أفرج عنها الأمريكيون إلى أن المفوضية الأمريكية في دمشق شجعت الجيش السوري على القيام بانقلاب، لصد الاختراق السوفيتي لسوريا؛ خاصة بعد اعتراض البرلمان السوري على مشروع التابلاين الأمريكي الذي كان يهدف للحصول على امتياز من الحكومة السورية لتصدير النفط عبر الموانئ السورية.
وقد رأى الأمريكيون أن حسني الزعيم أفضل الخيارات المطروحة أمامهم؛ حيث كان يتفق معهم في العداء للسوفيت، ومن ثم عقد الأمريكيون معه عدة لقاءات عام 1948م. وزاد من تمسك الأمريكيين بالزعيم أنه كان يعرض القيام بحلول جريئة في القضية الفلسطينية، ومنها ما أشارت إليه ونشرته جريدة "لوس أنجلوس تايمز" في مايو 1983 بعد الإفراج عن دفعة من الوثائق الإسرائيلية من أن حسني الزعيم بعدما تولى الرئاسة في سوريا عرض على رئيس الوزراء الإسرائيلي "بن جوريون" أن يبدأ مع الإسرائيليين في مباحثات سلام بين الجانبين، وعرض –أيضا- أن يقوم بتوطين 300 ألف لاجئ فلسطيني في سوريا -وهو ما يعادل نصف اللاجئين الفلسطينيين آنذاك- لكن "بن جوريون" رفض هذا العرض.
من الثكنة إلى السلطة:
حسني الزعيم والبرزي ووزير خارجيته عادل أرسلان في يوم الإستقلال، 17 أبريل 1949.
كانت الأوضاع في سوريا قلقة مضطربة خاصة بعد نكبة فلسطين، نظرا لمشاعر الإحباط التي ملأت الشارع العربي، حيث اتهم بعض قيادات الجيش بالفساد وجرى التحقيق مع بعضهم، واتهم بعض السياسيين بسرقة المجهود الحربي للجيش، فاستقال وزير الدفاع، ثم استقالت الوزارة، واحتدمت النقاشات بين السياسيين في البرلمان، حتى إن الشرطة تدخلت أكثر من مرة لفضها، وانهارت الحكومة للمرة الثانية خلال فترة وجيزة، فدعا الرئيس "شكري القوتلي" إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية للخروج بالبلاد من أزمتها.
استغل حسني الزعيم الذي عُين قائدا للجيش في (ذي القعدة 1367 هـ = سبتمبر 1948م)، هذه الظروف للقيام بانقلابه، فقام في (29 شعبان 1368 هـ = 30 مارس 1949م) بإصدار أوامر إلى وحدات من الجيش بمحاصرة مبنى الرئاسة والبرلمان والوزارات المختلفة، وتم اعتقال الرئيس "القوتلي"، ورئيس الوزراء، وعدد من القيادات والشخصيات السياسية.
قام الزعيم عقب نجاح انقلابه بحل البرلمان، وشكل لجنة دستورية لوضع دستور جديد وقانون انتخابي جديد، وأعلن أنه سيتم انتخابه من الشعب مباشرة، وبدأ بخوض الانتخابات الرئاسية كمرشح وحيد، وفاز فيها بنسبة 99.99% في (شعبان 1368 هـ = يونيو 1949م)، وكانت هذه النسبة من النجاح في الانتخابات مجهولة غير معروفة في نتائج الاقتراعات، وكان الزعيم هو الذي يحمل براءة اختراعها، وتبعه في ذلك بقية الانقلابيين العرب، ونمت في عهده أجهزة المخابرات والأمن بطريقة غير مسبوقة، وتم استخدام أساليب الاعتقال والتعذيب مع المعارضين.
اتسمت سياساته بالتعاون الوثيق مع الغرب، فأقر عددا من المشروعات التي كان البرلمان قد رفضها قبل ذلك؛ ومنها مشروع التابلاين، ووقع على اتفاقية الهدنة مع إسرائيل في (24 رمضان 1368هـ = 20 يوليو 1949م)، وبدأ يعتمد على الأقليات في المخابرات والجيش، وهو ما أثار الاستياء السياسي والشعبي منه بعد أقل من ثلاثة أشهر من استيلائه على الحكم.
وكانت قاصمة الظهر للزعيم هي تخلي الأمريكيين عن مساندته، وسعيهم للتخلص منه، بعدما أبدى قدرا من الرغبة والمساعي للخروج عن الوصاية الأمريكية، والرغبة في العمل والتحرك بمفرده؛ ولذا قرر الأمريكيون أن يتحركوا للتخلص منه، حيث رأوا أن ما يهدف إليه سوف يؤدي إلى نمو المشاعر القومية والعقائدية بدرجة كبيرة.
ورأى الأمريكيون أنه ما دام الجيش هو المؤسسة التي تملك القوة، وتحتكر أدواتها فعليهم أن يتحركوا من داخله للتخلص من الزعيم وبسرعة، بل بطريقة دموية، وتحقق للأمريكيين ما أرادوا؛ حيث لم يمض إلا وقت قليل حتى وقع انقلاب مضاد بقيادة العقيد سامي الحناوي في (20 شوال 1368 هـ / 14 أغسطس 1949م) وتم تشكيل محاكمة سريعة للغاية للزعيم، وأصدرت الحكم عليه بالإعدام، وتم تنفيذ الحكم في اليوم التالي رميا بالرصاص على عادة العسكريين.
شكرا لك على هذه المعلومات
:P :P :P :P :P :P :P :P
زور سباس
:wink: :wink: :wink:
مشكور دم كول ولله ماكنت بعرف انو حسني الزعيم كردي شكر للمعلومة
وااااااااااااااااااع الكل صارو كراد شكر على المعلومة دم كول
شكراً
vv
EZ GLK SPASIA TE DKM شكرا على هذه المعلومات وبدنا كمان منك المعلومات لكي يعرفو الخيرين من شعبنا الكردي وغيره هذه المعلومات .
تسلم أدريس انشاء الله قريباً
شكراً على هذه المعلومة ونرجوا الأستمرار في عرض معلومات من هذا النوع
شكراً مرة تانية
انشاء الله
شكرا دم كول :D
ولله تعجبت انو حسن الزعيم كردي 8O
كردي شو بدنا نسوي
مو مشان هيك عم يكتبو بكتاب القومية دكتاتورية حسني الزعيم وأديب الشيشكلي
:wink:
انا ما صدقت انو هاد واحد كردي تعرف ليش لانو الكردي راسو يابس كتيرررر شلون عملوا عليه انقلاب ما بعرف يمكن بسبب انو الكردي كمان قلبو حنون و عم يثق بغيرو زيادة عن اللزوم
(حنون و عم يثق بغيرو زيادة عن اللزوم)
هاي هو السبب..............................!!
:wink: :wink:
:roll:
spas :P
تسلم أخ الزهيري :lol:
:cry: :cry:
سباس اخي
الف شكر على الموضوع الرائع
تسلم
في كثير من العظماء العرب من أصل الكردي بس هم لا يعترفوا الحقيقة ويقولون هم عرب
ولله راستى :cry:
:?: sipas
8O
شكراً لك اخ سيواار
تحيه واعجاب من اعماق القلب
الى الاخت (Demgul )
لقد كانو الاكراد مثل ما تفضلتي وقالتي
في مواقع مهمة في سورية
مثل حسني الزعيم الذي صار رئيس الجمهورية
و
اديب الشيشكلي_ ومحسن البرازي رئيس الوزراء
ومن قبله وزير الدفاع الشهيد يوسف العظمة .
توفيق نظام الدين رئيس الاركان وغير هؤلاء كثيرون...
يجب علينا ان نوازن بين ان نبقى في مركز الدائرة ومركز الثقل فيها
ولكن ماذا يقررون(.............)؟
في كل يوم حزب جديدوكانها تمثل شعوباً كردية لا شعباً كردياً في بقعة معينة؟
زور سباس Demgul
سباس ياورد
:D