المال .... سبب السعادة ام الشقاء ؟

3 ردود [اخر رد]
صورة  ronyda's
User offline. Last seen سنة واحدة 4 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 03/09/2009

بسم الله الرحمن الرحيم

المال ضرورة في حياتنا .. نكسبه من حلال, وننفقه في حلال , ونسعى ونعمل ثم نرضى بما قسمه الله لنا, من غير ان يتحول حب المال الى مرض يفسد حياتنا , ويصيبنا بالقلق والتوتر . فقد كشف استطلاع عالمي ان حب المال هو المصدر الرئيسي للقلق والتوتر عند الكثيرين .
فالانسان قد يضعف امام مغريات الحياة , ومنها حبه لجمع المال , يلهث خلفه , ويسلك مختلف الطرق للحصول عليه , فيقع في الحرام وهو ما اخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم فقال : (( لَيَأتِيَنَّ على الناس زمانٌ لا يبالي المرء بما اخذ المال , امن حلالٍ ام من حرام )) صحيح البخاري 2083
وقال تعالى : ( وتأكلون التراث أكلاً لما * وتحبون المال حبا جما ) الفجر 19*20
والعجيب ان الانسان قد يلهث ويجري لجمع المال بكل وسيلة ممكنة ,لا يبالي هل كسبه من حلال ام حرام . ؟ ويصبح عبدا للمال , يهين نفسه , ويفقد كرامته من اجل المال , يقضي الايام والشهور والسنين بل العمر كله وهو يلهث في جمع المال , حتى انه لا يجد فرصة للاستمتاع بماله , ودائما يريد المزيد ولا يملأ عينه وجوفه الا التراب . قال صلى الله عليه وسلم : (( لو كان لابن ادم واديان من مال لابتغى ثالثا ولا يملأ جوف ابن ادم الا التراب ويتوب الله على من تاب )) صحيح البخاري 6436
يقول علماء النفس ان المبالغة في حب المال هو نوع من الاضطراب النفسي بل ان عقدة الخوف من الفقر منتشرة في كثير من النفوس خاصة ضعاف الايمان .
والمبالغة في حب المال لها اسباب كثيرة , منها الحرمان بالاضافة الى عوامل اخرى تؤدي الى هذا الاضطراب , ولكن ليس معنى ذلك ان كل من تعرض للحرمان يقع فريسة لحب المال , فكثير من الصحابة وكثير من الصالحين في كل زمان ومكان تعرضوا للحرمان , ولكنهم لم يقعوا فريسة للمبالغة في حب المال , بل كانوا يسارعون للبذل والعطاء والانفاق بسخاء, وفيهم من كان يؤثر غيره على نفسه , ويجود بما عنده رغم حاجته للمال فيشعر بلذة العطاء , وينفق وهو على يقين ان ما عند الله باق لا ينفد ,لانهم نشأوا وتربوا على منهج الله ورسوله , فرفع الاسلام شأنهم وارتقى بنفوسهم .
فالعبادات في الاسلام , تربي النفس على الفضائل ,وتحميها من الشوائب , وتقيها من العلل والاضطرابات , فمن بين الامور التي يقومها الاسلام في الانسان حب المال , فالزكاة فريضة ,وهي ركن من اركان الاسلام يدفعها المسلم من ماله, امتثالا لامر الله ورسوله ويتصدق من ماله زيادة على الزكاة , وهو على يقين انه ما نقص مال من صدقة , فهو يدرك ان المال مال الله , يكسبه من حلال , وينفقه في الحلال , ويتمتع بما اتاه الله من غير بخل او اسراف .

والسلام عليكم

gul
صورة  gul's
User offline. Last seen 5 سنة 27 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 21/10/2009

المال ...........؟!
نص فيه الكثير من مسببات الوقوف عليه و بإستفاضة ، و على الرغم من ذلك ، ليت شعري ؟ هل نفيه حقه من الغوص في يمه المضطرب ...!
و هو الذي و من ضمن ما قال رب العزة : ( المال و البنون زينة الحياة الدنيا )

أجل زينه لو غدا الى منطلق أن نتخذة وسيلة لإسعاد إحتياجاتنا الحياتيه المنضبطة ..
فضلاً عن تسخيره و نحن نسعد و للمرة الثانيه لو ؟! إتخذناه لقضاء حاجات الغير الملحة ...

و قد تصير الى شقاء لو إكتقينا به مصدر لهو ، و محط متعه ....
و هدف إرواء الرغبات ، و مآل بذخ معربد ..!
لا شك ندفع الثمن لو أطلقنا العنان و نحن نرخي زمام أن يسيرنا هو لا أن نسيره نحن ، و كل أمر في نصابه الصحيح ، ذاك حتماً المبتغى و هو معتدل الأمر ....

و ما خُلق المال سوى لهدف أسنى ، و لا شك هو وسيله و ليس بغايه ..
لو تسلحنا و بكبير إدراك ، و الأكثر من التدبر ...

و في المقابل مسألة الفقر ، و قصر ذات اليد و هي تعاني مرارة الحاجة ...
فالفقر مزدري ، و هو أليم قرن بعذاب القبر ..
و هو جالب الشقاء ، و مانح الهوان لو عانى منه المرء ..
لا سيما و أن نظرة اليوم للمال أصبحت هي السائدة دون الوقوع على معدن و ماهية الشخص ...!

إذن و الحال ، هذا لو لم أبتعد عن لب الطرح ليحق لنا أن نفرد هذه الحادثة ، لعلَّ فيها شيئ مما أريد ان أضيفه الى هذا التساؤل و من قبل الأخت القديرة : ronyda

عن أبي هريرة _ رضي الله عنه_ انه سمع النبي صلي الله عليه وسلم يقول: (( إن ثلاثة من بني إسرائيل: ابرص، واقرع، واعمي، أراد الله إن يبتليهم، فبعث إليهم ملكا، فأتى الأبرص فقال: أي شئ احب إليك؟ قال: لون حسن، وجلد حسن، ويذهب عني الذي قد قذرني الناس، فمسحه، فذهب عنه قذره، واعطي لونا حسنا. قال: فأي المال احب إليك؟ قال: الإبل_ أو قال البقر_ شك الراوي_ فأعطى ناقة عشراء، فقال: بارك الله لك فيها. فأتى الأقرع فقال: أي شئ احب إليك؟ قال: شعر حسن، ويذهب عني هذا الذي قذرني الناس، فمسحه، فذهب عنه، واعطي شعرا حسنا. قال: فأي المال احب إليك، قال: البقر، فأعطى بقرة حاملا، وقال: بارك الله لك فيها. فأتى الأعمى فقال: أي شئ احب إليك؟ قال؟ إن يرد الله إلى بصري فابصر الناس. فمسحه، فرد اله إليه بصره. قال: فأي المال احب إليك؟ قال: الغنم، فأعطى شاة والدا. فانتج هذان، وولد هذا، فكان لهذا واد من الإبل، ولهذا واد من البقر، ولهذا واد من الغنم. ثم انه أتى الأبرص في صورته وهيئته، فقال: رجل مسكين قد انقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن، والجلد الحسن، والمال، بعيرا أتبلغ به في سفري. فقال: الحقوق كثيرة. فقال. كأني أعرفك، ألم تكن ابرص يقذرك الناس، فقيرا فأعطاك الله!؟ فقال: إنما ورثت هذا المال كابرا عن كابر، فقال: إن كنت كاذبا في دعواك فصيرك الله إلى ما كنت. وأتى الأقرع في صورته و هيئته، فقال له مثل ما قال لهذا، ورد عليه مثل ما رد هذا، فقال: إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت. وأتى الأعمى في صورته وهيئته فقال: رجل مسكين وابن سبيل، انقطعت بي الحبال في سفري، فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي رد عليك بصرك، ساعة أتبلغ بها في سفري. فقال: قد كنت اعمي فرد الله لي بصري، فخذ ما شئت ودع ما شئت، فوالله لا أجهدك اليوم بشيء أخذته لله عز وجل. فقال: امسك مالك فإنما ابتليتم، فقد رضي عنك، وسخط علي صاحبيك))([102]) متفق عليه.

User offline. Last seen 4 سنة 27 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 01/10/2007

اختي الغالية رونيدا
ان تحدثنا وبشكل مختصر عن المال في وقتنا الحاضر فهو وسيلة لاقتضاء الاحتياجات الكثيرة في حاضرنا هذا ولذلك لابد منه دون ان يكون همنا الوحيد وان نصبح من عباد المال
فالغني غني القلب لو ادركنا ذلك فكم من غني المال مات فقيرا وكم من فقير المال مات غنيا
لم تكن الاموال تصنع السعادة ولكن القناعة بما ارتضاه الانسان في رزقه واخرجنا حب المال من قلوبنا ولم نجعله غاية
و يذكرنا الله في محكم تنزيله (المال والبنون زينة الحياة الدنيا)
يذكرنا الله بان المال والاولاد فتنة لنا في هذه الدنيا وتاتي تكملة الاية الكريمة
(والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا) يذكرنا بالعمل الصالح والباقي بعد الموت
وفي آية اخرى يقول الله تبارك وتعالى(ولقد جئمتونا فرادى كما خلقناكم أوَّل مرة وتركتم ما خوّلناكم وراء ظهوركم) صدق الله العظيم
ناتي في النهاية الى يوم لاينفع فيه لا مال ولابنون تاركين كل شيء وراء ظهورنا الا العمل الصالح وابناء صالحين يدعون لنا والصدقة الجارية في الدنيا
وهنا اتذكر قولا للامام علي كرم الله وجهه (لو كان الفقر رجلا لقتلته )
الفقر ايضا يبعث الى الكثير من المساوىء ان لم يكن الانسان قنوعا بما رزقه الله
يبقى ان نقول ان المال يكون وسيلة لسعادة الانسان ان استخدمناه بما يرضي الله سبحانه وتعالى وسبب من اسباب الشقاء ان اصبح المال همنا واصبحنا من عباده

اللهم ارزقنا مالا حلالا طيبا وبارك لنا فيه واجعله سببا لسعادتنا في الدنيا والاخرة برحمتك يا ارحم الراحمين

مشترك منذ تاريخ: 27/09/2007

شكرا لطرحك المميز أخت رونيدا
في عصر تغيرت في القيم و المعايير , و غدت الامبريالية
العالمية تلهث وراء المال و قيدت العالم أجمع بفكرها
وأنظمتها أصبح المال غاية الغايات , لا وسيلة للبناء و عارية يتوجب استخدامها في سبيل إعمار البشرية .
لذا والحال هذه أصبح المال و سبل الحصول عليه تأتي بمصادر الشقاء للإنسان
و ما الحروب التي أودت بحياة الملايين إلا وكانت نتيجة النهم
و الجشع المتزايد للحصول على الثروات في العالم .
أما في بلادنا و في زوايا أحيائنا الفقيرة فقد امتزج
هذا الهم بأدمغتنا فسعينا
للحصول عليه من حلاله و حرامه بل دون أن نسأل عن حلال أو حرام ,
فعانت شعوبنا مرارة الفساد و لقمة الحرام التي صاحبها انحلال خلقي و شقاء اجتماعي
و دمتهم بخير

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

علمتنا الحياة أن ندفع ثمن كل ابتسامة سيلا من الدموع