أزمة العقل

7 ردود [اخر رد]
User offline. Last seen 4 سنة 2 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 07/08/2006

بسم الله الرحمن الرحيم

كانت محنة العقل في قريش ..حينما اخترقوا التوحيد بفلسفات العقل المغيب خلف المذهب العقلي الارضي المادي الناقص الإدراك للحقائق التي اوضحها منهج التوحيد الخالص لله فبدأ هذا المذهب الناقص بالظهور والطغيان على التوحيد ..حينها بدأ صراع المذهب العقلي الأرضي يسود في اتخاذ اشكال من الوثنية فهذا يعبد الصخور..وهذا يعبد الطاغوت... لكل سيد عقل وثن ينكب لعبادته ..حتى اصبح المذاهب العقلية الارضي ..مجرد أدوات لكشف اوثان جديدة..وحينما لم يبقى شيء في الارض لم يعبد ..اتجهوا إلى السماء .. ولم يسلم منهم كوكب ولا شهاب ولا جرم إلا واعناقهم متجهة اليه في الليل البهيم والصبح المنير..

وفي الظل المديد يولد انسان تتشرف به البشرية ..وترتقي به الكائنات هو سيد المخلوقات وامام الأنبياء.. سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.. ليخلص هذا العقل من دناسة مذهبه الباطل..من ارضيته المادية المتعجرفة ..وفي قمة الصراع بينه وبين ذاك المذهب الفاسد..في دعوتهم إلى النجاة من الوثنية ..رمزالمذهب .. ويرقيهم إلى العبودية الخالصة لله الخالق.. كرمز للرقي لهذا العقل المثقل بماديته الفاسدة .. ينتفض ذاك المذهب بما فيه من فساد عقلي ..((
ما نَعْبُدُهُمْ إلا لِيُقَرّبُونا إلى اللهِ زُلْفَى)) أمام هذا الركام من التصورات العقلية الفاسدة والمنحرفة.. والحجة الفاسدة لتبرير المذهب المادي الضحل. وامام هذه المفسدة الشنيعة للعقل الفاسد

.يظهر قيمة الاسلام ورسول الله صلى الله عليه وسلم في اخضاع العقل وقوانينه المادية إلى تقويم له وربطه بالقيم السماوية حتى لا يشطط ويشذ عن القاعدة التي خُلق من اجله

اتى محمد صلى الله عليه وسلم لارتقاء الكينونة الإنسانية وانطلاقها من قيود هذه الكينونة الأرضية المحدودة لتلتقي بالحقيقة الطليقة يومذاك . .
ولكن وبعد زمن من نهاية ازمة العقل الارضي خرج اناس اعادوا للعقل مذهبه الفاسد فأخذوا من جديد يقيسون بمقاييس الأرض ويتحدثون عن الإنسان المثقل بمقررات العقل في الأرض ويتصورون الأمر بالمدارك المحدودة المجال .

ونسوا ان هذا العقل وإن يكن في ذاته قوة مطلقة لا تتقيد بمفردات التجارب والوقائع بل تسمو عليها إلى المعنى المجرد وراء ذواتها ، إلا أنه في النهاية محدود بحدود وجودنا البشري . وهذا الوجود لا يمثل المطلق كما هو عند الله . والقرآن يتلوههذا المخلوق إلا ان القرآن هو يحكمه . ومقرراته هي التي نستقي منها مقرراتنا العقلية ذاتها وسنة حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم تبين لنا احكام القرآن وتفاصيله

..وبعد سنين أطلقوا للعقل عنانه من جدد وبدّلوا المنهج القويم بالمنهج المعوج واخترعوا مذاهب عقلية قامت برفع اوثان جديدة محدثة بما يشتهيه العقل من تمرد . حتى وصل بهم الامر إلى إلغاء السنة .((القرآنيون)) ووصلوا أبعد من ذاك إلى التنقيص في القرآن بحجة انه لا يتماشا مع الحداثة.. وبالنهاية .. اعتبروه كتاب ثقافي ..

إن الاسلام والقرآن ومحمد صلى الله عليه وسلم وسنته الطاهرة منهج الله ارتضاه للبشر ولكل ذي عقل سديد ولب سليم

User offline. Last seen 7 سنة 32 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 19/07/2007

تحياتي إبراهيم العزيز ..

سرد موجز وموفق حول انحراف الفكر من نقطة الصفر .. إلى أن يصل إلى درجة تأليه العقل وتسليطه على كل شيء .. فأنكروا السنة الصحيحة ولم يعترفوا بها كمصدر للتشريع.. وهي الخطوة الأولى لهدم الدين بهدم أركانه.. لينتقلوا بعدها إلى كتاب الله.. حيث خاضوا في آياته بالتأويل والتصنيف حسب ما يملي عليه عقل كل واحد .. فلم تبق حرمة لشيء .. بل أصبح كل نص شرعي ميدان مستباح لكل ما هب ودب من الأفكار والتصورات والتأويلات.. من غير علم ولا هدى ولا كتاب مبين.. لأن كل واحد لديه نظرة عقلية مختلفة عن الآخر .. حتى وصل ببعضهم أن يناقش الله في بعض آياته.. وبالآخر ينكر بعضها الآخر .. من أجل ترضية العقل الغربي والحضارة الغربية ..

ولكن الله تعالى الذي تكفل بحفظ الدين إلى يوم الدين.. هيّأ لهذا الفكر رجالاً أفذاذًا لدحض أباطيلهم وشبهاتهم .. حتى انحسر هذا الفكر في زوايا ضيقة من التاريخ.. ولم يبق له أثر إلا في إطار محدود جدًا ..

طبعًا .. كان للمستشرقين دور كبير في تغذية هذا الفكر في العصر الحديث.. وكذلك للسياسية الاستعمارية في بعض مناطق القارة الهندية .. ولعلنا نتوسع في ذلك لاحقًا .. إن شاء الله ..

ومن أراد أن يتعرف على مفهوم السنة النبوية وحقيقتها ومكانتها في التشريع الإسلامي وكذلك الشبهات التي أثيرت حولها من قبل المستشرقين وغيرهم ودحضها بالعلم والمنطق فعليه بكتاب: السنة النبوية ومكانتها في التشريع الإسلامي/ للشيخ المجاهد مصطفى السباعي رحمه الله ... وهناك كتب وأبحاث كثيرة في هذا الباب لمن أراد أن الاستزادة..

والحديث ذو شجون .. ربما أعود إليه ثانية ..

وتقبلوا تحياتي .. والسلام عليكم ..

User offline. Last seen 4 سنة 2 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 07/08/2006

بارك الله بك اخي الكريم .. وجزاك الله خير جزاء ..

لو نظرنا إلى التاريخ بنظرة عن قرب لوجدنا جيوب ضالة لهؤلاء الذين غلبوا عقولهم المادية على الحقيقة البديهة فأنتجوا افكار جائت بالوبال عليهم بالدرجة الأولى .. ودخلوا في متاهات ولكنهم ضيقوا على انفسهم فضاق عليهم امرهم وانحسروا في تلك الجيوب المعتمة حتى لفظهم التاريخ ..كالجهمية والمرجئة والقدرية.. وما احدثته المعتزلة من الفتنة الكبرى في مسألة خلق القرآن ..بعد تسلطهم على الدين والدولة وزيادة نفوذهم الضال على مرافق التشريع. حينما تذرعوا بحرية التفكير واطلاق العقل في الدين وثوابته كالقرآن والذات الإلهية. والسنة النبوية الشريفة..فتسلطووا على العباد بسيف التكفير بعد ادعائهم بحرية التعبير فهتكوا الاعراض وضربوا الاعناق..وما معاناة الامام ابن حنبل.. إلا شاهداً على تطرف وفساد المذهب العقلي..

,

User offline. Last seen 4 سنة 27 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 01/10/2007

السلام عليكم
نحن كمسلمون مطلوب منا الاخذ بالاسباب لا الحصول على النتائج فقط دون اكتراث للوصول الى اليقين الذي لارجعة فيه وجاء رسولنا الكريم بالبينات التي اوضحت عظمة الخالق موثقا وقاطعا بدرجة العقل وهنا نقول ان الله لايكلف النفس الاوسعها اي العمل قدر استطاعة المرء للتفكير واجتهاده في عظمة رسالة الرسول الكريم التي جاءت اكراما للبشرية وابعاده عن عبادة الاصنام والاوثان التي كان يصنعها بنفسه فيعبدها فتصور مجادلة العقل في هذا الان
وهنا نستذكر قصة ابراهيم الخليل عليه السلام عندما خاطب الوثنيين من قومه الذين هددوه من بطش آلهتهم فذكر القران الكريم بعد بسم الله الرحمن الرحيم (وكيف أخاف ما أشركتم ولا تخافون أنكم أشركتم بالله ما لم ينزل به عليكم سلطانا فأي الفريقين أحق بالأمن إن كنتم تعلمون)
هددوه بتلك الحجارة والاصنام التي لاتنفع شيئا لذلك كان الخطاب خطابا لذلك العقل الذي يدرك حقيقة تلك الاصنام التي لاتضر ولاتنفع
هكذا كانت رسالة الدين الحنيف مبشرا للذين امنوا والذين تيقنوا صدقها بادراكهم بميزان العقل الذي ميز الكثيرين بفضائل العلم والنور في الفهم الصحيح لعظمة الكتاب المبين وسنة النبي صلى الله عليه وسلم
مشكور اخ ابراهيم وجزاك الله خيرا

User offline. Last seen 4 سنة 2 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 07/08/2006

الله يبارك بك اخي الكريم ممو زين على هذه النفحات الطيبة الكريمة في مداخلاتك كلها وارجو الله القدير ان يجعله في ميزان حسناتك وان تقابله وهو عنك راض ..

إن الذين يدعون حب الله ورسوله ..ويرفضون سنة نبيه بدافع تحكيم العقل ..في سنته الشريفة .. ورفض ما جاء فيها سواء بكليتها او ببعضها .. إنما دعواهم مردودة عليهم بفسادهم وفساد مذهبهم..

إن الإسلام هو طاعة الله والرسول . وإن الطريق إلى الله هو طريق الاتباع للرسول وسنته. وليس مجرد الاعتقاد بالقلب ولا الشهادة باللسان ..
إن حب الله ليس دعوى باللسان .. ولا هياماً بالوجدان .. إلا أن يصاحبه الأتباع لرسول الله والسير على هداه وسنته وتحقيق منهجه في الحياة . . وإن الإيمان ليس كلمات تقال ولا مشاعر تجيش ولا شعائر تقام . ولكنه طاعة لله والرسول ، وعمل بمنهج الله الذي يحمله الرسول صلى الله عليه وسلم . .
يقول الإمام ابن كثير في التفسير عن الآية { قل : إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم . قل : أطيعوا الله والرسول : فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين } : « هذه الآية الكريمة حاكمة على كل من ادعى محبة الله وليس هو على الطريقة المحمدية . فإنه كاذب في نفس الأمر حتى يتبع الشرع المحمدي والدين النبوي في جميع أقواله وأعماله كما ثبت في الصحيح عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال : » من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد

,

مشترك منذ تاريخ: 17/12/2008

السلام عليكم جميعا... كثيرا ما يكون الخلاف خلاف مصطلحات...

أرجو من الأخوة المهتمين بهذا الموضوع العودة لكتب الشيخ محمد الغزالي وخاصة كتاب السنة النبوية بين أهل الفقه والحديث وكتاب تراثنا الفكري ... كذلك كتاب محمد مختار الشنقيطي الخلافات السياسية بين الصحابة... وكذلك سلسلة منهجية التعامل مع السنة النبوية للشيخ محمد سعيد حوى..

بالنسبة لي قراءة تلك الكتب منحني مرونة أكبر بكثير في التعامل مع المخالفين... وساهم في فهم أمور كثيرة...

أتمنى أن تتسع صدورنا لبعضنا أكثر ... وأن نرتقي ببعضنا وألا نستهلك أنفسنا في معارك نحن بغنى عنها...و أن نكون مسلمين في فهم انصر أخاك ظالما ومظلوما ...

User offline. Last seen 4 سنة 2 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 07/08/2006

شكراً لك اخي الكريم احمد.. وان شاء الله نرجع لتلك الكتب ونقرأ ما جاء فيها ..

وكذلك ندعوك ايضاً لقراءة كتاب الشيخ مصطفى السباعي السنة النبوية ومكانتها في التشريع الإسلامي وغيرها كما اسلف اخي الكريم سوار لا لتغير افكارك.. ولكننا امة اقرأ فعلينا ان نقرأ..

User offline. Last seen 7 سنة 32 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 19/07/2007

تحياتي للجميع ..

بصراحة يا شباب .. سررت كثيرًا بالمداخلات الأخيرة من الأطراف المختلفة والتي تحث على القراءة والبحث في بطون الكتب لعلماء أعلم منا وأفقه ..

أحس أننا نحتاج إلى كثير من الاعتكاف والتنقيب فيما كتب عن مثل هذه الموضوعات لنخرج جميعًا إلى نتائج سليمة وصائبة ..

ثم إنني أعتبر مثل هذه المطبات في حواراتنا هي بمثابة دروس وتجارب تجعلنا أكثر وعيًا وإدراكًا في المستقبل ..

وفي النهاية.. مهما اختلفنا أيها الإخوة .. لا بد أن نلتزم بالحكمة والهدوء في الحوار ..

وتقبلوا تحياتي .. والسلام عليكم ..