ومضات من حياة النبوة

3 ردود [اخر رد]
User offline. Last seen 10 سنة 25 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 30/09/2006

ومضات من حياة النبوة

أحببت أن أكتب عن بعض من حياة النبي ، وهي غيض من فيض ..........
- لم أجد أروع من وصف علي شريعتي رحمه الله : ( إنه إنسان ما فوق ، و ليس ما فوق الإنسان ) نعم إنه إنسان ، إنه بشر بطبيعته ، خلق كما كل منا من التراب ، و هو إنسان ما فوق بجديته و عمله الدؤوب ، بثباته على مبدئه في الحياة ، كم أوذي و كم صبر ! ، كم شق عليه عندما اضطر للابتعاد عن بلده و أحبائه و كم يشق عليه عندما يرى الناس يبتعدون عنه ، عن منهجه . وهو ليس ما فوق الإنسان فهو ليس ملكا ً منزلا ً من السماء و إنما هو من الأرض لكن روحه تتعالى إلى السماء و على هذا فليس من ضرب المستحيل أن يكون قدوتنا و ليس من ضرب الخيال أن نطبق منهجه ......

- ولو كنت فظا ً غليظ القلب لانفضوا من حولك ....
مات أبوه وهو في بطن أمه و ماتت أمه وهو طفل صغير و مات جده ثم مات عمه ثم ماتت زوجته التي كانت سندا ً له ولاحقا ً مر بما مر به ..... ، وأي إنسان يمر بما مر به قد يتحول قلبه إلى صخر وقد يختل توازنه لكن ما كان هذا . لقد داوم النبي على تربية نفسه وتقواها و استمر في مسيرته إنسانا ً رحيما ً بين قومه فهو كما يصفه القرآن و أصحابَه رحماء بينهم ، استمر متفهما ً للناس ، لظروفهم ، يربيهم بها ، حتى اجتمع الناس حوله و أحبوه .

- قليل يستمر خير من كثير ينقطع ...
إنه هو الذي يوجهنا حتى لو أن القيامة قامت وفي يد أحدنا فسيلة فليزرعها ، هذا هو مبدؤه في الحياة ، الاستمرارية .....
لقد فهم الحياة الفهم الصحيح الدقيق . إن الرحلة تحتاج منا إلى شحن مستمر كما البطارية التي تنفذ إن لم يداوم على شحنها ، نحتاج إلى عمل مستمر يبارك الله فيه لا إلى فورات عاطفية في أوقات محددة نوهم أنفسنا فيها بأننا نفعل ما يفيد ثم تذهب تلك الأوقات وتلك المناسبات و ننسى أنفسنا و نعود إلى ما كنا عليه كما الشجرة التي يزرعونها في عيدها ثم ينسونها بقية أيام العام فتذبل و تضمر مع مرور الوقت .

- تفهمه :
استطاع النبي أن يكسب ود الناس بمعايشته لهمومهم و مشاركتهم فيها و تفهمه لمشاكلهم و لم يكن يشق عليهم فهو ابن بيئتهم و أدرى بأحوالهم ، كان يعرف أن الشر ليس عميقا ً في النفس الإنسانية إلى الحد الذي نتصوره أحيانا ً كما يقول صاحب الظلال ، إنه في تلك القشرة الصلبة التي يواجهون بها كفاح الحياة للبقاء فإذا أمنوا تكشفت تلك القشرة الصلبة عن ثمرة حلوة شهية ...

- و يأتي مشهد الختام مشهد تمتلئ عيناي فيه بالدمع كلما قرأته أو سمعته فبعد أن أدى رسول الله الأمانة و أوصل الرسالة و شارفت رحلة العمر على الانقضاء تلك الرحلة الزاخرة الغامرة الطافرة بالعمل و تربية النفس و المبدأ ، يأتي و يعتلي المنبر ويقول : " من كنت جلدت له ظهراً فهذا ظهري فليقتد منه ومن كنت أخذت له مالاً فهذا مالي فليأخذ منه ..... "
أو تطلب هذا الطلب يا رسول الله و أنت رسول الله ؟! وقد وصلت إلى ما وصلت إليه من المكانة و القوة ! ما كل هذه العظمة ، ما كل هذا التواضع !!
ألا هل بلغت ....
اللهم فاشهد .............

الجمعة 5/3/2010 الثالثة عصرا ً

gul
صورة  gul's
User offline. Last seen 5 سنة 27 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 21/10/2009

وأحسنُ منك لم ترَ قطُّ عيني وأجملُ منك لم تَلِدِ النّساءُ ...

خُلِقْْتَ مُبرَّأً من كل عيبٍ كأنكَ قد خُلِقْتَ كما تَشَاءُ ...
................................................................................ حسان بن ثابت
بادره مباركة و أنت أخي الفاضل : REBER
تلج من خلالها الى هذه الصفحة ...
يكفي أن تذكر الحبيب المصطفى ( عليه الصلاة و السلام ) ليورق على الثغر قبس نور ، و حسبنا و نحن نتهجاه ، حينها لا شك تعزف الملائكة لحن رحمه

هل يا ترى أحببناه الحب الذي يليق بكمال سموه ؟؟
أم ترى قصرنا و نحن نتقاعس عن نصرته ..
و هل ثانيه و ثالثة الى ما شاء الله ، نصرته إلا نصرة الإسلام من خلاله ؟!

فقط الله ربنا من أعطاك حقك من الحب ، و هل سواه ربي من أرسله رحمة للعالمين ...
فهو النعمة المهداة ، و هو شفيع الأمه ..
أجل لهو للإنسان الكامل خير مثال يحتذى ...
قد مهد لنا سبيل الفردوس ، و هو سيدي قنديل يضيئ الحوالك ، لو إتخذناه شمس هُدى ...
رسالته عدل لو ترجم ، و مجيئه بشرى ، و هو ينتشل البشريه من أوزار التردي ، مقدمه فتح و قد أخذ بيد المنتسب الى حياضه نحو عوالم الرقي ..
ألا ليت شعري هل نربوا شأوَ أن نطال شفاعتك ؟!
فلقد أثقلنا عليك الحمل سيدي ..
و أنت الذي في روحة و غدوة تلقاء رب العزة : أمتي أمتي ؟!
بأبي أنت و أمي يا رسول الله ( عليك الصلاة و السلام )
فداك الروح و هي رخيصة ..
.......................................... اللهم أنلنا شفاعته ، و إسقنا من حوضه ، و إجعلنا ممن فازوا بصحبته ..


........................................ شكراً لكم : REBER و أنتم اهل لخير طرح

و ربيب كل رخيم من نص ...

مشترك منذ تاريخ: 17/12/2008

محمد الرسول قبل الرسالة كان نفس الانسان العظيم بعدها...فهو الذي بفطرته استطاع أن يعتزل أصنام قومه أسوة بأبيه ابراهيم...وهو من استطاع أن يفهم أهمية التفكر والتدبر فأخذ يقضي في غاره الساعات الطوال متفكرا ومتسائلا وباحثا ومنقبا ولا أشك للحظة أنه اقترب كثيرا من كل الأجوبة المهمة... وهو الذي عرف عنه القاصي والداني حسن خلقه ولين معشره... لقد ارتقى بخلقه وفكره سنين طويلة حتى وصل إلى قمة الهرم ... لقد أكسبته سنين التأمل قوة المنطق والقدرة على تحليل الوقائع وشجاعة الفؤاد وكان كل ذلك يتماشى تماشيا منطقيا مع تساميه الأخلاقي... لقد كان في حقيقته الثائر الهادئ على المنظومة الدينية والسياسية والأخلاقية المنتشرة في واقعه... نعم كل هذا قبل الرسالة ولو لم يكن هكذا لما كان أهلا للرسالة... نعم لقد توصل إلى كل هذا بفطرته السليمة وعقله الشجاع الذين أبيا أن يستسلما لواقع آبائي يحيط به من كل الزوايا ولا تكاد تجد في ذلك الواقع ثغرة تؤيد هذا التوجه الذي اختاره لنفسه... فالكل للأصنام عابد وهم يزعمون انها تقربهم لله زلفى... كبار القوم وصغاره في ذلك سواء... وكان ذلك كفيلا بطمس مجرد التفكير بالتشكيك في هذا الواقع... ولكن ليس محمد الثائر من يستسلم... وليس محمد الثائر من يضعف أمام ضغوط المجتمع...

بقي هذا الرجل يفكر ويفكر... يفكر بالحلول ... يفكر في حال قومه التائهين الهائمين... لم يتراجع للحظة لأنه كان واثقا بأن الحل قريب ... وبعد عقود من التفكر والترقي وفي لحظة سمو روحي ... أصبح الرجل مهيئا للقيام بأعظم المهام... وحينها تنزلت عليه أجوبة السماء لتطفأ كل الأسئلة اللاهثة منذ سنين ... كان وجود رجل بهذه المواصفات نصرا للبشرية التي شُكك في قدرتها على إنجاب من هم على شاكلته ... جاء الرجل الذي لم يكن يتوقع للبشرية أن تأتي بمثله... جاء الرجل الذي حقق المعادلة الصعبة فجمع قوة العقل ونقاء الفطرة وسمو الخلق... جاء الرجل الذي تشهد ثورته على كل المتخاذلين والمستسلمين...

ولأنه رجل نادر لم يستطع الكثيرون تفهم عظمته فحوروها وكبلوها وشوهوها... ولن يفهمه إلا من كان على خطاه ثائرا حقيقيا جامعا شيئا من نقاء فطرته وقوة عقله وسمو روحه... أما الآخرون فلا يزالون يطبعون شخصيته بخيالاتهم المريضة...

محمد أيها الإنسان الثائر... ولن يفهمك إلا الثوار... ليتهم يعرفونك على حقيقتك... وليتهم يعرفون أي جرائم ارتكبوا ويرتكبون بحقك وهم غافلون...

User offline. Last seen 13 سنة 31 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 16/07/2006

اكاد أيقن أنه لو بعث المصطفى عليه الصلاة والسلام ..لكفره الناس ..لأنهم لن يعرفوه كما اعتادوا رؤيته في القصص والمرويات ...
صدقاً : ليتهم يعرفونك على حقيقتك... لكان واقعنا غيره الآن ...