هل أنت مع أو ضد؟

8 ردود [اخر رد]
صورة  Derya1988's
User offline. Last seen 11 سنة 43 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 24/07/2009

السلام عليكم
تابعت قبل أيام على قناة ال LBC اللبنانية برنامج كانوا عاملين لقاء مع كاتبة كويتية أسمها أبتهال الخطيب و أستعرضت من خلال البرنامج أفكارها المتبناة بحياتها وضمن فقرة أنت مع أو ضد سألتها المذيعة عن موضوع لفت أنتباهي وأستغربت كثيرا وبصراحة أول مرة أسمع عنها (هل أنت مع أو ضد متعة المرضعة وأرضاع الكبير؟)
وما شرحت معنى السؤال فأثار سؤالها تساؤلي فبحثت بالنت عن المعنى فكان التالي:

أثيرت في الآونة الأخيرة فتوى لأستاذ الحديث بكلية أصول الدين في جامعة الأزهر الدكتور عزت عطية ، مفادها إرضاع المرأة زميل العمل منعاً للخلوة المحرمة معتمداً على ما عمدت إليه السيدة عائشة.
المحرم نكاحها شرعاً وليكون الممنوع دخول الأجنبي عليها ، حين كانت تأمر بنات أخيها وبنات أخواتها بإرضاع من تحوج الظروف الى دخوله عليها ليكون محلاً لها من جهة الرضاعة، بذلك رخصة الرسول (صلى الله عليه وآله) في دخول سالم مولى أبي حذيفة بعد رضاعه وهو كبير من زوجة أبي حذيفة ..((أرضعيه تحرمي عليه ويذهب الذي في نفس أبي حذيفة))
فأستغربت أكثر وأكثر لوجود هكذا تشريع في ديننا
ويبقى السؤال هل أنت مع أو ضد متعة المرضعة وأرضاع الكبير؟
وكان جواب الكاتبة كما هو جوابي ضد هذا رأي ولكم آراؤكم
لأني دائما تعودت ألا أفعل شيئا الا عن قناعة تامة وسأقول رأي وبصراحة أني لست مقتنعة بما سبق فهو يعارض كل ما أعرفه عن الدين الحنيف حتى لو كانت معرفتي نقطة في بحر 0
وإذا كانت الفتوى الشرعية على هذا المستوى ، ولم تردع فعلى الإسلام السلام ويصدق قول الرسول الكريم(صلى الله عليه وآله) حيث لم يبق من الإسلام إلا أسمه..والقرآن إلا رسمه

لكي تحافظ على أحترامك لنفسك من الأفضل أن تزعج الناس بفعل ما تعرف أنه الصواب على أن ترضيهم بفعل ما تعرف أنه الخطأ.....

User offline. Last seen 7 سنة 32 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 19/07/2007

تحياتي derya الغالية والعزيزة ..

اعلمي يا أختي الفاضلة أن إثارة الشبهات حول السنة النبوية قديمة منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم.. وستبقى إلى يوم الدين .. لأنها داخلة في دائرة الصراع بين الحق والباطل .. وحين ترين أن هذه الشبهات تبدأ بالظهور ومن قبل قنوات أو منتديات مشبوهة فاعلم يا أخي أن الصحوة الإسلامية أصبحت مصدر تهديد لمثل هذه الجهات والذين يديرونها .. وهذا ما نراه في السنوات الأخيرة ..

ولكن بفضل الله تعالى ومن ثم فضل جهود أهل العلم في القديم والحديث تم دحض جميع هذه الشبهات في مهدها .. وألّفت كتب ومصنفات في كشف الشبهات وإبطالها .. وإنني هنا أشير إلى كتاب قيّم جدًا جدًا حول السنة النبوية وعلم الحديث في الأسانيد والرواة والشبهات المثارة حولها والرد عليها .. وهو كتاب (السنة النبوية ومكانتها في التشريع الإسلامي) للدكتور مصطفى السباعي رحمه الله ..

والآن نرجع إلى موضوع إرضاع الكبير والحديث الوارد فيه .. لنقف جميعًا على حقيقته ..

كان أبو حذيفة رضي الله عنه قد تبنّى سالمًا رضي الله عنه أي ابنًا له .. قبل أن يُحرم التبني .. والتبني: أن يتخذ أحدهم ابنًا له من الصغر لسبب من الأسباب سواء العقم أو غيره ..

ثم نزلت آية تحريم التبني .. وسالم كبر بين حضني أبي حذيفة وزوجته رضي الله عنهم .. فكان إحراجًا للزوجة أن يدخل سالم إلى البيت وقد صار أجنبيًا بعد نزول الآية.. فسألوا النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "أرضعيه تحرمي عليه" .. فهو حكم خاص لحالة خاصة ..

وبما أن التبني حُرم وانتهى فإن هذا الحكم أيضًا انتفى معه .. وهذا ما عليه جمهور أهل العلم ..

وقال عياض رحمه الله: ولعل سهلة (زوجة حذيفة) حلبت لبنها فشربه من غير أن يمس ثديها وهذا هو الراجح ولا يلتفت لغيره، فلم تلتق بشرتاهما، اذ لا يجوز رؤية الثدي، ولا مسه ببعض الأعضاء..

وقد أجمع أهل العلم قديمًا وحديثًا حول هذا الأمر ما يلي: أن بعد انتهاء التبني وتحريمه فإنه لا يجوز إرضاع الكبير.. وأن الإرضاع يكون في فترة الإرضاع التي هي حولين أقل أو أكثر بقليل حسب وقت الفطام ..

إذ لو فُتح هذا الباب.. وفُسرت النصوص بظاهرها دون الرجوع إلى سبب الحدث وحالته .. فإننا سنفتح بابًا كبيرًا للفساد والزنا والفواحش الأخرى .. أعاذنا الله وإياكم منها ..

آمل أن الأمر صار واضحًا الآن للجميع ..

وتقبلوا تحياتي والسلام عليكم ..

صورة  به روه ر's
User offline. Last seen 7 سنة 18 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 15/09/2006

شكرا لكليكما Derya1988, و siwar07,

على طرح هذا الموضوع و على شرحه

هذا الشيء لا يجوز

واين الذي يقول لايجوز ان تنظر الى المرأة اصلا

فكيف ارضاع ... اعوذ بالله :idea:

صورة  Derya1988's
User offline. Last seen 11 سنة 43 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 24/07/2009

siwar07,
أشكر لك شرحك المفصل صديقي وعن جد أنا ما كنت سمعانة بهيك قصة وشفتها كتير غريبة بس معقول هيك ناس كبار وعلى أساس مشرعين يشرعوا هيك شي على أسم الدين والنبي عليه الصلاة والسلام
أشكرك مرة ثانية

لكي تحافظ على أحترامك لنفسك من الأفضل أن تزعج الناس بفعل ما تعرف أنه الصواب على أن ترضيهم بفعل ما تعرف أنه الخطأ.....

User offline. Last seen 7 سنة 32 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 19/07/2007

تحياتي أختي الغالية derya..

أقدّر فيك هذا الحرص وحبّ البحث للوصول إلى الحقائق ..

ثم إن مصر بالذات .. هو أكثر بلد تخرج منه فتاوى غريبة وعجيبة .. وقد سمعت من بعضهم أكبر من هذه المقولة التي ذكرتيها .. فلا حول ولا قوة إلا بالله ..

والأفضل لنا نحن العوام .. أن نأخذ مثل هذه الأحكام من المجامع الفقهية .. حيث يكون رأي معظم أهل العلم الشرعي والفقه على رأي واحد .. مثل مجامع الفقه الإسلامي .. وهيئة كبار العلماء في السعودية مثلاً .. أو من بعض أهل العلم المعروفين بعلمهم وفقههم على مستوى العالم الإسلامي.. أما الفتاوى الفردية يجب الحذر منها في مثل هذه المسائل الحساسة ..

وتقبلي تحياتي ..

والسلام عليكم ..

مشترك منذ تاريخ: 12/09/2006

موضوع جميل ...

وهاد شرح كمان عن الفتوة الصادرة وكيفية استغلالها من قبل البعض....

هل هي فتوى صادرة عن بــراءة ؟
أم هي فتوى صادرة عن براعــة ؟

الدكتور عزت عطية ، رئيس قسم الحديث وعلومه بكلية أصول الدين لجامعة الأزهر الشريف :
لقد أصبح هذا الدكتور – بين عشية وضحاها - أشهر من نار على علم بعد أن تشجع بحافز من إخلاصه في ما لقن وعُلم ، وأعلن عن فتواه التي قد لا يكون فيها شئ من المبالغة إذا سجلت في حوليات القرن الحادي والعشرين الميلادي الموافق القرن الخامس عشر الهجري ، وفتواه كما يعلم الجميع هي:
تلك التي cute; أجاز فيها إرضاع المرأة زميلها في العمل للتحايل على تحريم الخلوة .
وبعد أن أثارت هذه الفتوى جدلا كبيرا بين ( العلماء ) تراجع المفتي وهو رئيس قسم الحديث وعلومه بكلية أصول الدين لجامعة الأزهر الشريف فعبر عن اعتذاره مضيفا ومؤكدا في بيان وقعه ووزعته جامعة الأزهر أن ما أثير حول موضوع إرضاع الكبير لم يكن من عنديته هو بل كان نقلا عن الأئمة : ابن حزم ، وابن تيمية وابن القيم ، والشوكاني ، وأمين خطاب ، وما استخلصه من كلام ابن حجر .
وأضاف عطية : إن الرأي عنده أن رضاعة الكبير كانت لواقعة خاصة ، وقال إن ما أفتى به كان اجتهادا وبناء على ما تدارسه على إخوانه من العلماء معتذرا عما بدر منه قبل ذلك ورجع عن هذا الرأي الذي يخالف الجمهور. وربط الشيخ الحديث بقصة محددة وهي أن إحدى السيدات كانت تبنت طفلا وعندما أصبح شابا عمره عشرون عاما نزلت آية تحريم التبني فذهبت إلى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم تستفتيه فقال لها : أرضعيه يحرم عليك . واعتبر أن المسلم يستطيع أن يأخذ بالحديث أو يتركه (...).

ومن جهته ذكر الدكتور يوسف القرضاوي بالحديث الذي استند عليه الشيخ عطية في فتواه فقال : في صحيح مسلم عن عائشة قالت : جاءت سهلة بنت سهيل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت : يا رسول الله إني أرى في وجه أبي حذيفة من دخول سالم - وهو حليفه - فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أرضعيــه . قالت : كيف أرضعه وهو رجل كبير ؟ فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : قد علمت أنه رجل كبير " قبل أن يعقب " .

إلى غير ذلك من التفاصيل التي وردت في مختلف الصحف اليومية .
ويعلق الدكتور القرضاوي على مسألة حمل الحديث على الخصوصية لسالم بقوله : " هو أحد المخارج من هذا الحديث الذي جاء مخالفا لما دلت عليه الدلائل من أن الرضاعة المؤثرة ما كانت في وقت الصغر وتكوين اللحم والعظم وحكى الإمام الخطابي عن عامة أهل ( العلم ) : أنهم حملوا الأمر في ذلك على أحد وجهين : إما على الخصوص وإما على النسخ ونحوه عن ابن المنذر "
وأضاف القرضاوي : " إن الدليل هو الآية والأحاديث والآثار التي قيدت الرضاعة بما كان في الحولين وفي الثدي ، أي وقت حاجة الرضيع إليه واستغنائه به ، وهذا التأويل هو ما فهمته سائر أمهات المؤمنين ".

من المؤكد أن هذا الموضوع يكون سود صفحات وصفحات ،
ومن المؤكد أن التساؤلات التي كانت وما زالت تصول وتجول في الأذهان لا يمكن عدها وتصور فحواها وأشكالها وألوانها . وأما عن آثارها فيمكن تصورها واالتنبؤ بها . ومنها ما يلي :

إن الموضوع على الوهلة الأولى مثير جدا وأما عن العناوين أو الأبواب التي يمكن أن يدرج فيها فلا تعد ولا تحصى ومنها على سبيل المثال فقط ما يلي حسب رأيي :
• صدق أو لا تصدق .
• حقيقة أغرب من الخيال .
• واقع لا يصدق .
• عندما تكون البلادة من الإيمان فكل شئ ممكن .
• الموضوع الذي يضحك الحزين .

إنه حقا موضوع يضحك الحزين منه ، أيمكن أن تصدر مثل هذه الفتوى من مثل الجامع الأزهر الشريف ؟
وهل يكون شئ من الصواب في رأي ذلك الشخص الذي قارن عمر الجامع الأزهر الشريف بتلك المدة التي قضاها سيدنا نوح عليه السلام داعيا قومه ؟
وإذا تصورنا أو فرضنا جدلا أن أحدا رسم رسما كاريكاتوريا مفاده أن الرسول محمدا عليه الصلاة هو الذي أمر تلك المرأة بأن الحل بسيط وهين وميسر وما عليها إلا أن ترضع ذلك الرجل ، فكيف يكون رد فعل المسلمين المخاطبين بالقرآن ؟ وعندها سيكون السؤال هكذا : أي الرسمين الكاريكاتوريـين هو الأفدح والأشد إساءة وسخرية ؟ هل هو رسم ذلك الرسام الكاريكاتوري ( الحاقد على الدين ؟ ) أم هو موقف أولئك المسلمين المخاطبين بالقرآن العظيم ، أولئك الذين لم يتبادر إلى ذهنهم أن الواجب ليس في الإلتفات إلى الرسام الكاريكاتوري على الورق ولعنه وسبه وشتمه وحرق صورته ودوس رمادها ، بل إن الواجب كل الواجب هو أخذ الأمر بكل جدية والإلتفات إلى ذلك الحديث - أو إلى واضع ذلك الحديث - وإلى تلك القصة المفتراة على الرسول محمد ، ذلك الرجل الذي وصفه الخالق بأنه على خلق عظيم وبأنه لا ينطق عن الهوى .

ولنرجع إلى الشيخ عطية .
وعلى الرغم من اعتذار هذا الشيخ ، فأن المفهوم من الكلام المنسوب إليه في إحدى الجرائد هو أن المسلم يستطيع أن يأخذ بالحديث أو يتركه .
ولنحسن الظن ما استطعنا إلى ذلك سبيلا بعالمنا الدكتور عزت عطية رئيس قسم الحديث وعلومه بكلية أصول الدين لجامعة الأزهر الشريف ونتساءل من جديد :
ألا يكون موقفه وتصرفه صادرا عن إخلاص وبراءة ؟
ألا يكون موقفه وتصرفه صادرا - كذلك – عن إخلاص وبراعــة ؟ بحرف العين في كلمة براعة ؟
ألا يكون موقفه وتصرفه وفتواه عبارة عن تلميح قوي أو حتى تصريح بأن الحديث المنسوب إلى الرسول محمد عليه الصلاة عندما يكون حديثا صحيحا ومسجلا بين دفتي كتاب صحيح مسلم وغيره من الصحاح ينبغي أن يعمل به ما دام محتفظا به هناك ليكون لنا أسوة حسنة ؟
ألا تكون براعــة هذا الشيخ عزت عطية في كونه أخرج هذا الحديث الصحيح لتختبر مدى صحته ومدى فعاليته مع ظاهرة من ظواهر القرن الواحد والعشرين ما دام الرسول ( استنادا على هذا الحديث ) قد تنبأ منذ خمسة عشر قرنا ووضع حلا مناسبا لمشاكل العصور اللاحقة ؟
ألا تكون براعة الشيخ عطية مستفزة لكل ذي حجر ؟
ألا تكمن براعة الشيخ عزت عطية في إحدى الحلين أو الاحتمالين :
01) إما ان يحل هذا الحديث الصحيح المنسوب إلى المخلوق مشكل وحرج الاختلاط ويرفع عن - المسلمين المؤمنين بحديث الخالق الأصح - ذلك الحرج وذلك الكابوس المخيف الذي يلقي عليهم بظلاله القاتمة منذ قرون وقرون بسبب عدم ارتياحهم واطمئنانهم بتلك المفاهيم العديدة التي فهموها من مقاصد الله سبحانه وتعالى عندما خلق مع الذكر الأنثى ، ولسان حالهم يكاد يقول : فهلا اكتفى الله بخلق الذكر وحده لنرتاح ؟ وبسبب عدم اطمئنانهم كذلك بمقصد الله في موضوع الحجاب وأي حجاب هو المعني النموذجي ؟ وماذا يقصد الله عندما أمر النساء بأن لا يتبرجن تبرج الجاهلية الأولى ؟ لتمكن المقارنة والقياس والوصول إلى الموقف الوسط بين الجاهليتين الأولى والمعاصرة ؟ ولعله يصبح هو الموقف الأقرب إلى الحجاب النموذجي المشرف ؟ وهذا عن الاحتمال الأول الذي كان يعنيه الشيخ عزت .

02) أما عن الاحتمال أو الحل الثاني :
فإن لسان حال الشيخ عزت عطية يمكن أنه يقول ما يلي:
إذا كان الحديث المشهور وهو حديث إرضاع الكبير مذكورا في صحيح مسلم وربما في صحيح آخر ’ فالحديث صحيح حتما .
وإذا كان هذا الحديث صحيحا فعلا إلا أنه لا يمكن تطبيقه على أرض الواقع والملموس فيصبح حديثا صحيحا لكنه غير مجرب .
وإذا كان مستحيلا أن يجرب فكيف يبقى محتفظا بصحته ؟
وإذا كان الحديث غير صحيح فكيف تمكن من أن يتسرب إلى صحيح مسلم ويستقر في بطنه منذ قرون لا يعلم مداها إلا الله ؟
وعندما تكون بين دفتي صحيح مسلم أو غيره مثل هذه الأحاديث غير الصحيحة فكيف يعقل ان يبقى صحيح مسلم صحيحا ؟
وعندما لا تتزاحم مثل هذه الأسئلة في عقل المسلم العاقل أمام هذه الظواهر والمظاهر وهذه الحقائق وهذه المتناقضات .
وعندما لا تحرك فيه ساكنا ، وعندما يستمر في هدوئه واطمئنانه وخنوعه وتواكله وتماوته وسلبيته وتثاؤبه وكسله فهل يبقى هذا المسلم صحيحا ومسلما حقا ؟

ولعل شيخنا يقصد من وراء ما يقصده :
إما أن نعتبر هذا الحديث صحيحا كما هو وبدون أدنى شك ونعمل به ونحل المشكل بدون أي اجتهاد أو تمحيص أو نقد أو نقض ، وهذا يعني أن هذا الشيخ يكون من أولئك الذين ينادون بالإبقاء على باب الإجتهاد مغلقا كما هو وبإحكام منذ عشرات القرون إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ، لأن الإجتهاد هو ما قد فعله الأوائل الذين لم يتركوا كبيرة وصغيرة إلا أحصوها واختبروها وما علينا نحن التابعين إلا أن ندير ظهورنا لعقولنا ونلغيها ونتجاهلها ونريحها ونستريح .

وإما أن نحدق في هذا الحديث الصحيح الذي لا يمكن أن يجرب ، وهذا يعني أن الشيخ من أولئك الذين يضعون الثقة التامة في القرآن المتحدي والذي يستحيل أن يتعثر أمام أية ظاهرة ، ذلك الكتاب المبين الحكيم الذي أنزله الله هدى ورحمة للعالمين ، وكأن لسان حال هذا الشيخ الأزهري عندما فاجأنا بذلك الحديث المجيز إرضاع المرأة الرجل ( وهو يعلم يقينا أن تطبيقه من المستحيلات ) ، كأن لسان حال الشيخ يقول :

أفلا تثقون في القرآن أم على أبواب الاجتهاد أقفالها ؟

أما عن المفهوم مما نسب إلى الشيخ يوسف القرضاوي في إحدى الجرائد أنه قال ما يلي : (( إن الدليل هو الآية والأحاديث والآثار التي قيدت الرضاعة بما كان في الحولين وفي الثدي أي وقت حاجة الرضيع إليه واستغنائه به ، وهذا التأويل هو ما فهمته سائر أمهات المؤمنين "))

فهذا التصريح جميل من السيد القرضاوي الذي يعتمد أساسا على القرآن ثم الأحاديث التي لا تصطدم بالآية المنزلة ، وهذا هو عين الفطرة والمنطق حسب رأيي.
وكم كنت أتمنى وما زلت أتمنى أن يستمر الشيخ يوسف القرضاوي في تحليله الفطري العقلاني ومنطقه وهو الاعتماد على القرآن أساسا وعلى أية رواية أو حديث منسوب إلى الرسول متى جاء غير متناقض مع حديث الخالق ليخرج أي الشيخ القرضاوي بالنتيجة الحتمية المنتظرة وهي التسلح بالشجاعة وبكثير من النزاهة والإخلاص لله والاعتماد عليه سبحانه والتصدي لجميع ما عندنا نحن المسلمين من تلك الأحجام الهائلة المخيفة من أمهات الكتب والصحاح وبدون استثناء والتحديق فيها وبقر بطونها وفتح أحشائها والتأمل في ما تحمله وليكن تحديقا طويلا وعميقا وعدم التورع والتحرج في استئصال كل ما من شأنه يصطدم بالحديث الوحيد الذي ليس له ولا يمكن أن يكون له شريك وهو ذلك الحديث المنزل من رب العالمين .

وعليه فإن الشيخ عزت عطية الذي تشجع فاهتم أيما اهتمام بقضية من قضايا العصر الذي يعيشه فاهتدى إلى الحل الذي كان أو ما يزال يراه في أن ترضع المرأة الرجل الأجنبي عنها ليتحول إلى غير أجنبي ، يكون هذا الأستاذ حتما تصرف وأفتى بما أفتى به :

إما عن براءة تامة وثقة مطلقة لأن الحديث الصحيح لا يكون صحيحا إلا لأنه قابل للعمل به في كل زمان ومكان لحل نفس الظاهرة أو المشكلة التي وضع لها في أول الأمر .

وإما تصرف هذا الشيخ عن براعــة ليفضح ما ينبغي فضحه وتطهير الجرح وتعقيمه والبرء منه .

ومع هذا فحسب رأيي المتواضع جدا ، إن بيت القصيد ومربط الفرس هو في غير كل ما ذكر بل هو في ما هو أثقل وأخطر وأكثر جدية وأكثر إلحاحا وأكثر هولا ، وهو :
إذا لم يكن الحل في ما رآه شيخ الأزهر .
وإذا اعتبر ما أفتى به مهزلة ووصمة عار على المسلمين الذين تلقوا القرآن المنزل عليهم ، فإن المهزلة الحقيقية ووصمة العار الحقيقية والطامة الكبرى الحقيقية تكون في التساؤل التالي :

* كيف يحدث كل ما حدث ويصدر كل ما صدر ومن الجامع الأزهر الشريف ولا يتحول ذلك إلى شرارة تشعل فتيل تفجير قنبلة الإنقاذ والخلاص لتخرج الأمهات والصحاح أثقالها ؟
* كيف يعقل أن يسكت علماء الآزهر بل وجميع علماء المعمورة وجميع حاملي شهادات الدراسات العليا المعمقة في مختلف شعب وزوايا الشريعة ، كيف يعقل أن يسكتوا ولا يتخذوا قصة حليب النهدين للإهتداء إلى النجدين ؟ وذلك بعد أن يجروا عملية تمشيطية واسعة النطاق بحيث أنها لا تغادر لا كبيرة ولا صغيرة في الصحاح وغير الصحاح إلا أحصتها وفحصتها وطهرتها وطهرت منها ما بين دفتي الصحاح .؟
* ألا يكون الخلاص في هذا ؟ ألا يكون هو المخرج ؟
* ألا يكون هذا هو سبب تكسير المقامع والمكبلات التي تشد المسلم القرآني إلى الأرض ؟
* ألا يعتبر السكوت بعد كل ما حدث وعدم اتخاذ الموقف المنتظر ، ألا يعتبر ذلك الموقف السلبي تلميحا قويا إن لم يكن تصريحا بأن كتب الصحاح على رغم الأنوف كلها لا يمكن أن تمس وأنها أصبحت تنافس الحديث المنزل في ليلة القدر ولا يمسها إلا المطهرون ؟

ولعل هناك عناوين عديدة تكون مناسبة لهذا الموضوع وهذا التعليق ومنها على سبيل المثال ما يلي :
* مهزلة القرن الحادي والعشرين يصنعها هذه المرة الجامع الأزهر الشريف .
* مهزلة إرضاع الكبير هي حقا مهزلة لكنها لا تساوي ولا تزن جناح بعوضة أمام حجم ما خفي .
* مهزلة إرضاع الكبير ما هي إلا الجزء البارز الظاهر
من ( الأيسبرج ) الذي يسبح في محيط متلاطم من كتب الصحاح.

ذكريات الزمن القادم...

صورة  Derya1988's
User offline. Last seen 11 سنة 43 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 24/07/2009

Serbst,
أشكر لك شرحك وأستبيان الموضوع بالنسبة لي وللكثيرين من أمثالي كانوا يجلهون عن هذا الموضوع

لكي تحافظ على أحترامك لنفسك من الأفضل أن تزعج الناس بفعل ما تعرف أنه الصواب على أن ترضيهم بفعل ما تعرف أنه الخطأ.....

User offline. Last seen 4 سنة 27 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 01/10/2007

انه لمن الواجب التقصي عن هكذا فتاوي او ماينشر حول ذلك
جزاك الله خيرا اختي الكريمة Derya على ماذكرتيه وكل الشكر للاخ سوار على التوضيح الذي انار لنا هذه الحادثة وكل الشكرلجميع الاخوة

صورة  Derya1988's
User offline. Last seen 11 سنة 43 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 24/07/2009

memuzin,
العفو اخي الكريم0000000
هذا من واجبي

لكي تحافظ على أحترامك لنفسك من الأفضل أن تزعج الناس بفعل ما تعرف أنه الصواب على أن ترضيهم بفعل ما تعرف أنه الخطأ.....