صلاتنا بوصلتنا

2 ردود [اخر رد]
User offline. Last seen 13 سنة 31 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 16/07/2006

صلاتنا بوصلتنا

صلاتنا عدستنا اللاصقة نرى بها العالم

{فَخَلَفَ مِن بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا } (59) سورة مريم

هل يا ترى أضاعوا الصلاة شكلاً فقط أم مضموناً ....؟

أي صلاة نتكلم عنها ...هل تلك التي نشعر بالراحة بمجرد أدائها كتلك الراحة التي نشعر بها بعد أن قمنا بفرش أسناننا ..؟ هل هذه هي صلاتنا !!

أم هي تلك التي نغرق بها في روحانية ( مريضة ) .. فقط نتشاكى ونتباكى مترجين تحقق أمور دنيوية لأنفسنا ..!! ونحن نسبح في عزلتنا المادية والمعنوية .. أهذه هي روحانية المسلم ..!! التي تذكرني بروحانية ذلك البوذي الذي يقبع الأيام والشهور في قمم الجبال منعزلاً منسحباً عن الدنيا ليتمتع بروحانية زائفة مريضة ..ولينطبق عليه مقولة ماركس ( الدين أفيون الشعوب) ..

لا ... صلاتنا أعمق من ذلك بكثير ..

صلاتنا تواصل مع الله وبين أيدينا قضايا وهموم الواقع .. والتي تقض مضاجعنا ..

قضايا أكبر من شخوصنا .. أكبر من حياة فردية متقوقعة تعيش لنفسها ...

وتكبر قضايانا ..ونكبر معها .. فتملأ علينا حياتنا .. فنشتاق للصلاة وتصبح جزء منا ...

هنا تكون الصلاة عدستنا اللاصقة التي نرى بها العالم والواقع وبوصلتنا التي تحدد إتجاهنا في واقع بئيس ، تعيد التوازن لأعيننا لنرى الأمور بشكلها الحقيقي وليس المزيف !

ورحم الله القائل : إذا لم تكنت في واقعك تشهد صراع الحق والباطل ، فحينها كن أينما تريد ، سواءاً كنت في المسجد تصلي أو في الخمارة تشرب النبيذ .

نعم ..ستكون روحانية مريضة يطيب لانتشارها الكثيرون وخاصة بهذا الشكل المشوه من الصلاة عندما لا تكون لها دور بنائي فعال في واقعك ..لأنها ستحل محل الصلاة الحقيقة الجوهرية النشطة (( المغيرة ))..

صلاتنا بمثابة نقطة إعادة التوازن .. هي استراحة المحارب ( استراحة المجاهد ) الذي دخل طاحونة الحياة وجاهد بلسانه وقلبه وعقله ، وذاق الأمرين ليوافق بين تناقضات واقعه مع قيمه ومبادئه التي يحملها ..

يعود كل 5 مرات ليشحن نفسه فتنساب خيوط دقيقة بين الأوقات الخمسة لتشير إلى استمرارية في الصلاة ولكن دون حركات ..

انتهى ..

مشترك منذ تاريخ: 17/12/2008

تراكمت رواسب التاريخ على شعائرنا ففقدت كثيرا من نضارتها... وصارت الدعوات التي تدعو لإعادة نضارتها دعوات ردة وزندقة في أعراف الناس... فأمست تلك الرواسب أعظم مقدساتنا...ونُسي الأصل في زحمة ركام الصدأ والغبار...

شكرا جزيلا لأفكارك القيمة أخي العزيز...

User offline. Last seen 7 سنة 32 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 19/07/2007

أحسنت يا باتيار المبدع ..

نعم هذه هي حقيقة الصلاة وجوهرها .. تواصل مع الله عبر مجموعة من أذكار التحميد والتعظيم والثناء (الحمد لله رب العالمين. الرحمن الرحيم. مالك يوم الدين) (الله أكبر. سبحان ربي الأعلى. سبحان ربي العظيم. التحيات لله والصلوات والطيبات).. وتعهد بين يدي الخالق على الاستقامة والالتزام وعدم السؤال والاستنجاد بغيره (إياك نعبد وإياك نستعين) .. ودعاء (اهدنا الصراط المستقيم)..

ثم تنتهي بالصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام وآله رضوان الله عليهم.. وعلى أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام .. والخاتمة بالسلام الذي هو رمز الأمان للحياة والناس.

هذه صلاتنا.. ولها تأثير كبير على سلوكنا وحياتنا حين نتفاعل معها على هذه المعاني السامية.. الوقوف بين يدي الله تعالى والتخاطب معه مباشرة عبر التكبير والتسبيح والتهليل والتمجيد والتعظيم والدعاء .. فيمنحنا هذا الوقوف الراحة والطمأنينة في الحياة.. ويمنحنا الثبات والمصابرة على خطوب الحياة .. ويمنحنا العمل والحركة دون كلل أو ملل لإنجاز المهام المنوطة بنا في عمارة الكون .. من عمل الخير والإحسان إلى الناس ونشر العدل في الأرض وغيرها.

وكان عليه الصلاة والسلام يقول: "يا بلال أقم الصلاة أرحنا بها" رواه أبو داود وهو صحيح.

وأظن أن معظم هذه المعاني والحكم باتت غائبة عن صلواتنا لوجود خلل في ميزان التوافق بين الدين والدنيا.. حيث أخذت الدنيا جلّ أوقاتنا لها حتى هذه اللحظات المؤقتة أصبح للدنيا فيها نصيب كبير.. فلا حول ولا قوة إلا بالله..

اللهم أصلح قلوبنا واهدنا إلى سواء السبيل .. واجعل قرة عيوننا في الصلاة .. وإن سهونا يا ربنا في صلواتنا فهو ضعف إيماننا وغلبة الشيطان علينا.. فامنح قلوبنا تقواها يا ربنا وزكّها فأنت خير من زكّاها ..

والسلام عليكم..