حتى نكون ذهباً فتاناً

4 ردود [اخر رد]
User offline. Last seen 13 سنة 31 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 16/07/2006

حتى نكون ذهباً فتاناً
{أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ} (2) سورة العنكبوت
تذكرت هذه الآية وصديقي يسرد لنا قصته , كيف عانى الصراع عندما رزقه الله بأول طفل وزوجته تعاني من مرض والأمر بحاجة لعملية والوضع المادي لا يحسد عليه , صار يتنقل بين مشفى وآخر ليقبلوها في المشافي الحكومية , لكن ...؟!! فأصبح يعاني الصراع الداخلي وهنا يأتي نقطة تحول الإنسان (في لحظات الضعف والحاجة) , هل سيستجيب لبقايا الإيمان تناديه من الأعماق أم يستسلم لسهام الانكسار والفشل وما حولهما من ظروف محفزة لها , حيث أصحاب الخير قد كسروا رماحهم واثاقلوا إلى الأرض وانزووا في بيوتهم .....يصار يعاني الأمرين , لو كنت موظفاً (يقول في نفسه ) ما كنت في هذه الضائقة الحالية ...فكنت سأسرق المال وينتهي المسألة .. فأنا بحاجة المال ولا أفعل شيئاً مقيتاً (هكذا يبرر لنا عقلنا الأمور في لحظات ضعفنا ) ..
لا .. لا يجوز ..بقايا الإيمان مازالت تنبض في الأعماق ..هيا قم .. لتمضي متوكلاً على الله وإليه المصير , ثم بعد فترة يمده أخاه بالمدد المساعد من المال ...وما كان قد زاد من الطين بلة أنه عليه في نفس الفترة أن يسلم البيت المأجور الذي هو فيه لصاحب البيت الموعود بذلك ..وبعد ذلك ليسكن بمنطقة رديئة من حيث الراحة ...
وأنا أفكر بالأمر ..جال بخاطري إبراهيم عليه السلام عندما سلم أمره لله بذبح ابنه وقرر ذبح إسماعيل ..
تذكرت ثقة يعقوب بالله بأن يرد إليه يوسف وأخيه وشكواه كان دائماً إلى الله وحده ...
تذكرت هاجر وهي في واد غير ذي زرع وهي تحث الخطى لجلب الماء لهذا الطفل وهي واثقة ومصممة على ذلك بعد أن سلمت أمرها إلى الله ..
تذكرت الرسول عليه الصلاة والسلام بينما هو وأصحابه محاصرون في شعب أبي طالب يأكلون أوراق الشجر ويعذبون ..
لماذا هذا العذاب ؟ هل هو عذاب ؟ أم امتحان ؟ أم دروس ؟ اختبار ؟ أم فتنة؟
يقولون بأن الذهب فتان أي أصبح نقي من الشوائب بعد تصفيته وفلترته من قبل صانع ماهر , ونحن كذلك عندما نسلم أمرنا إلى الله ونتوكل عليه ونفتن وتخرج شوائبنا بهذه الدروس والاختبارات ... وكلما كان الدرس كبيراً وقاسياً كان الله يعد هذا الإنسان لشيء كبير ومهم في المستقبل , وهو المطلوب , وهكذا يمر الإنسان في رحلة الفتنة فإما أن يكمل المشوار برأس مرفوع مقدام دون توقف في محطة معينة أو يعطف باتجاه الهلاك ..

User offline. Last seen 6 سنة 3 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 13/09/2006

ما قلته اختبرته عدة مرات وهو صحيح تماما ... فالفتنة هي مرآه تري الشخص قلبه ... فنحن في الاحوال العادية لانعرف ما في قلوبنا وعند الاختبار تتكشف لنا الكثير من الحقائق ... وتكون الفرصة لبدأ التغيير ..
من يصبر ويبقى في الشدة فقد اتخذ القرار الصحيح ... وسينجح في الامتحان لامحال ...
مهما كان الأمل ضعيفا ومهما كان من حولك يرون أنه لا خلاص فابقى متوكلا واثقا بالله ...
وعند اجتيازك الفتنة تكون قد اثبتت أنك أهل لشيء كبير تناله ....
وأشد الفتن هي حياتنا الدنيا باكملها فان صبرنا ونجحنا ... فسنأهل الى شيء كبير لا يتصوره عقل ابدا...
patyar, غيابك يؤثر على المنتدى .. .. فلا تطل الغياب ولك جزيل الشكر

صورة  Shahgul's
User offline. Last seen 2 سنة 5 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 27/09/2007

جزاك الله كل خير يا أخ باتيار على هذا التذكير الرائع والذي أنعش فينا بعض الأحاسيس التي كادت تموت من الضمور ....
ولعل الصبر هو أهم عامل في مضمار الفتنة ولذلك جعل الله له قيمة عظيمة بقوله ((وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ {155} الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ {156} أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ {157}سورة البقرة)) وفي مكان آخر ((وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ {45}سورة البقرة)). وفي مواطن عديدة أخرى..
ولك جزيل الشكر أخ باتيار مجدداً وبارك الله فيك وحفظ عليك دينك .

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

User offline. Last seen 7 سنة 32 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 19/07/2007

تحياتي باتيار العزيز والغالي ..

الحياة كلها ابتلاء .. (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا) .. والعاقل هو من يدرك هذه الحقيقة ويتفاعل معها على أرض الواقع ..

وكما ذكرت من الأمثلة .. فإن الله تعالى جعل بعد كل أزمة فرجًا ومخرجًا .. لأن الذين وقعوا في الضيق والعذاب كانوا مع الله وكانوا يحسنون الظن بالله تعالى .. فكان الله عند حسن ظنهم ..

وفي كل الأحوال فإن المؤمن يتميز عن غيره بالشكر والصبر .. فهو مأجور حين يشكر الله على نعمه عليه .. ومأجور حين يصبر على ابتلائه واختباره له .. لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله خير.. إن أصابته سرّاء شكر فكان خيرًا له وإن أصابته ضرّاء صبر فكان خيرًا له ولا يكون ذلك إلا للمؤمن" ..

ولكن .. في مثل هذه الحالات كان لا بد لأصحاب القلوب المؤمنة أن تتحرك اتجاه هذا الأخ المحتاج الذي وقع في هذه الضائقة .. وكان لا بد من السعي الجاد من أجل إخراجه من هذه الأزمة .. فالله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه ..

والسلام عليكم ..

User offline. Last seen 4 سنة 27 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 01/10/2007

إن الله خص فئة من الناس ليحل عليهم بلاؤه الذي ظاهره فيه العذاب وباطنه فيه الرحمةفكان أشد الناس بلاء أقربهم إليه لكي يلقاهم وصحائفهم ناصعة البياض لا يشوه منظرها الجميل سيئة ولا خطيئة...
وكما ذكر الاخ سوار عندما ذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم (عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله خير.. إن أصابته سرّاء شكر فكان خيرًا له وإن أصابته ضرّاء صبر فكان خيرًا له ولا يكون ذلك إلا للمؤمن)
وكلما اشتد البلاء قرب الفرج باذن الله
فندعوا الله ان نكون من عباده الذين ينعم عليهم بالاحسان والانعام لا ان نكون من عباده الذين يختبرهم الله بالبلاء والاختبار
جزاك الله خيرا اخي باتيار على طرحك
تقبل مروري المتواضع