يبدا الانسان وحيدا ضعيفا يخاف ان يتخطفه الناس والتيارات والافكار ..ثم يكبر بفضل الله فيامن ويوسع عليه رزقه ...ينعم بالكثرة في الاموال والاولاد والرزق ..وينعم بالغلبة ويقصده الناس ليومنهم بعد ان كان خائفا يبحث عن الامان

{وَاذْكُرُواْ إِذْ أَنتُمْ قَلِيلٌ مُّسْتَضْعَفُونَ فِي الأَرْضِ تَخَافُونَ أَن يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُم بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} (26) سورة الأنفال

في المرحلة الاولى ...في الرحلة من الخوف الى الامن ...من الجوع الى الشبع ...من الضعف الى الغلبة ...تكثر الامال والاهداف والعهود والامانات ...ومع التقدم في الطريق يتخلى الناس عن تلك الامانات راي العين وهم يعلمون ..فتتساقط ومع التخفف منها يزداد التثاقل

{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَخُونُواْ اللّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُواْ أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ } (27) سورة الأنفال

غالبا ما يكون السبب الاموال والاولاد ...بحجة رعايتهم والانشغال بتربيتهم والجري وراء سعادتهم وحل مشاكلهم
او الانشغال بالعمل والرزق ....(دوامي طويل ..الراتب لا يكفي ...لا وقت للقاء الاخوة ...لاوقت للقراءة والتلاوة ..لا مال للانفاق ...اخشى ان اعتقلت او قتلت على اموالي واسرتي ...الخ)
فتضيع الامانات والمبادئ والاهداف الكبيرة

{وَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلاَدُكُمْ فِتْنَةٌ وَأَنَّ اللّهَ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} (28) سورة الأنفال

يسارع المتثاقلون والمخلفون ليقولوا (تشابه البقر علينا) واختلطت الاوراق وتشابكت الخيوط ..السنا مامورين بالاتقان في العمل ...السنا مامورين برعاية اسرنا والانفاق عليها وهو من اعظم الجهاد ...كيف نميز الحدود الدقيقة بين الحق والباطل في التفاصيل الحياتية اليومية المعقدة ...المسالة الواحدة يكون عنوانها حقا تحمل في طياتها الكثير من التفاصيل الباطلة والعكس صحيح
كيف النجاة ...فيجيب الله

{يِا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إَن تَتَّقُواْ اللّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} (29) سورة الأنفال

ان تتقوا الله ..ليس فقط سترزقوا نورا وبصيرة تمشون بهما في الناس تفرقوا بين الحق والباطل ..بل سيغفر لكم اخطائكم ويكفر عنكم السيئات ...
لان هذا النوع من الاخطاء هي التي تغفر لانها تورث الخبرة والمعرفة ..
والتوبة عنها والتطهر منها تورث رقة القلب والايمان...
فتكفر السيئات وتحول الى حسنات ثم تضاعف

وتلك قصة السائرين ..والواصلين .....والسابقين
خورشيد