عماد يا راعي العصافير
أدب ساخر
بعد أن وضعت الغيوم امطارها وحلت البذور في اوكارها , وطلت علينا الشمس مشرقةً والزروع لها ضاحكة , كان من بينها نباتات الخس التي زرعتها أنامل الوالدة لتغدو على كل مائدة متواجدة , وقد تزينت أوراقها الخضراء مزركشة بقطرات الندى باعثة شعاعاً منها للمدى , تطمع في التلذذ بها كل ناظر ومنظور فما بالك بذلك العصفور المتيم برقة الخس وحبيبات الماء المنثور ..
وحين حلت الظهيرة جاء دوري في المناوبة لحماية الملكية والحظيرة , بأمر ملكي من الوالدة التي تعبت من الكشكشة والعويل , حفاظاً على بقايا الخس المنخور من مناقير العصافير , وأول استلامي للمهمة قمت بالفعل بشد الهمة ولملمة الأشجار وملء الذمة , ولما دارت بي الدقائق وغطت أسراب العصافير كل المرافق , أنواع من الطيور كان الحمام أكبرها وبلبل مغردٌ أصغرها , الجميع يطمع في كعكته وحصته من الخس الشهي بعد انسحاب والدتي بصوتها الشجي ..
وحين بدا لي أن وجودي لم يكن مخيفاً كما ظننت ولا كنت حامياً للحمى كما أظهرت , تسرب الشك إلى داخلي فيم ان كنت راعياً للخس أم راعياً للعصافير ؟؟
عماد يوسف
الثلاثاء 25 / 12 / 2018