اختطاف صوص في ظروف ليست غامضه
أدب ساخر – عماد يوسف
اختطفت دورية من القطط القانصة في وضح النهار صوصاً صغيراً في يومه الأول من الرقاد من أمام ناظري حاضنته العلوكة التي لم تستطع أن تنقذها من براثن القط الذي كان يحوم حول حماها منذ أن لمح فقسها وصوتها الفراخي الذي يشهي لاقتناصها وتناول لحمها الغض البض .
وما أن قامت قطة بعملية القنص حتى شعرت والدتي ببديهتها التي لا تخطئ حين يكون لديها صيصان بأن أمراً جللاً يحدث في فناء الدار فأسرعت مولولة تطارد القطة التي كانت تمسك بالصوص بين فكيها وتذهب بها بعيداً لتناول غدائها الملكي اللذيذ , في الحين التي تنشغل فيه العلوكة الحاضنة بحماية ما تبقى وتخفيهم بين أجنحتها خاصة وهي تتبنى إلى جانب جنسها فراخاً من فصائل أخرى كالدجاج والإوز ..
ولا شك أن هذه الصيصان الصغيرة في أيامها الأولى من الفقس لا تعي سوى أماً تحتضنها وغذاء تتناوله ولا تدري أنها في طبيعتها مشروع ضحايا وقرابين سواء لبطون البشر او أنياب القطط والثعالب ولا فرق في ذلك إذا تم تناولها صغيرة أم كبيرة الحجم فلكل لاحمٍ ما يشتهيه .
وكما تم اقتناص فرخة هذه الحاضنة أمام ناظريها دون أن يكون بيديها حيلة في انقاذها كذلك هم أبناؤنا يتم اختطافهم بشتى الوسائل والقوانين وتحت ذرائع شتى تحت غايات التجنيد والتهجير والنفي والقضاء عليهم فكرا وثقافة وسلوكا وقيما .
إننا البشر من عوام الناس وبسطائها لا ندري أننا ضحايا لتجار الحروب وبائعي الأوطان والشعوب وقرابين يتم دفعنا نحو أتون الاجندات السياسية للمستعمرين تارة وللمستبدين تارة أخرى ؛ ولا فرق في ذلك لو تمت المقايضة بنا في محرقة او تفجير او حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل , جماعات وفرادى.
ما أشبه عالمنا بعالم هذه الطيور الصغيرة كلنا ذو طبيعة واحدة ولكل منا حياته التي تنتهي تحت أيدي من يستغلها او يقتنص روحها البريئة .
السبت 5 / 5 / 2018
اشكرك على هذا المرور الجميل
حقاً اننا نشهد عمليات اختطاف تجري أمام مرأى الأعين في ظروف نعاينها ولا يمكننا تغييرها أو الحيلولوة دون حدوثها
انها عمليات خطف للقيم ناهيك عن عن خطف الشباب و الاطفال عن واقعهم الطبيعي وزجهم في أتون الحروب
صدقت أخي عماد هذا الذي يتم وتحت أنظارنا
دون أن تكون لنا القدرة على ردع مثل هذه الآفات
وغيرها كثير
اختطاف أليم، وحادثة مروعة، بالرغم من خفة دم ما كتبت؛ لا ننس أن
نشير إلى جدواه، حسبه أنه ألهمك كتابة هذا النص الساخر المبدع
مازلت كعهدنا بك لبيب في اقتناص الفكرة
وحاذق في السرد
ونبيه في الاسقاط
ومرح في التناول