ذكرى الإنسان...

لا يوجد ردود
User offline. Last seen 6 سنة 1 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 28/02/2011

لم تعد الأرض قادرة على حمل الإنسان بعد الآن… فاض بها الحال وأصبح احتمالها للإنسان أمراً محال. تمادى الإنسان ولم يكتفي بكونه جلاداً لنفسه وكأنه يهوى الإنتحار ولكيانه الدمار… تمادى الإنسان وألحق ويلحق بالأرض جرائم ليس لها مثيل على مر الزمان. بات الإنسان مجرماً قاتلاً يقتل كل شيء. يقتل كل موجود على سطح الأرض… أين للحياة بعد جرائم الإنسان من ظهور؟ لم يتبقى شيء حي حتى يعجب به الإنسان… ما تبقى أشياء ميتة تتراءى له وترقص على جثة الحياة. وكلما كان عدد الأموات أكثر كلما كان أفضل.. لطالما كان التحكم والتسلط واستعباد الأموات الأحياء أمراً سهلاً.

بات الإنسان قاتلاً للطبيعة.. لكل شيء على الأرض في كل مكان. لا لم يعد للأرض قدرة على الإحتمال. وجنون الإنسان هذا يزحف به اتجاه نقطة لا عودة منها… إلى نقطة تلاشي.. إلى نقطة غليان ستكون العودة منها أمراً ليس في أي حسبان. ولأجل هذا فإن زمن نهاية الإنسان كما عرف نفسه وأرضه بات يصبح أقرب وأقرب يوماً بعد يوم الآن. ولأجل هذا.. فكل العلماء والعارفين والحكماء في أصقاع الأرض يبحثون ويحاولون وطرق التأمل والإرتقاء بالنفوس يطورون لأجل مساعدة البشرية على عبور هذا الجنون. لا يوجد أي حل آخر مضمون.

إما أن يرتكب الإنسان انتحاراً جماعياً أو يقفز قفزة نوعية تحط به في أبعاد الكيان العلوية. فإن لم يشرق فجر هذا التحول الداخلي.. فالجميع سيكون عاجزاً عن فعل أي شيء لإنقاذ الإنسان: سوف يقضي الإنسان على نفسه ويدمر نفسه بنفسه.
... لن يبقى لنا سوى ذكرى الإنسان