حتى لا نحترق بنفطنا...

لا يوجد ردود
User offline. Last seen 5 سنة 23 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 25/04/2012

لا تزال قضية تحرير حقول نفط الرميلان وتوابعها تثير كثيرا من الجدل, حول ما اذا كان اسلوب تحريرها يوحي بعملية ما يسمى ب استلام وتسليم هذه المناطق الى قوات ال ب ي د هذا التعبير الذي بات يستعمل كثيرا في الآونة الأخيرة بعد كل عملية تحرير او فلنقل اخلاء المناطق الكوردية من قوات النظام من قبل قوات ال ب ي د.
وبصرف النظر عن الطريقة التي آلت فيها هذه المناطق الحيوية والهامة الى ايدي القوات المسلحة الكوردية , فان على الجيش الحر في هذه المرحلة , ان يتحلى بالحكمة الفائقة ويتخلى عن اية فكرة تجعله يحاول استعادتها من ايدي تلك القوات , لما قد تكتنفه هذه المحاولة من مخاطر جمة ليس اقلها الصراع الدموي الذي سينهك كلا الطرفين المتصارعين , دون طائل او نتائج ملموسة, ناهيك عن عدم قدرة احد الطرفين حسم الصراع لصالحه في نهاية المطاف.
أما اهم واخطر النتائج التي قد تترتب على هذا الصراع فهو انتشار لهيب الحرب الكوردية العربية بالاضافة الى الاطراف الاخرى التي قد تصبح مرغمة على الانحياز الى طرف دون آخر...الامر الذي سيتيح للطاغية تحقيق مخططاته الخبيثة المعروفة.
يدرك الجيش الحر قبل غيره ان وقوع هذه المناطق في قبضته او في قبضة من يحملون السلاح باسمه (رغم استبعادي لهذا الاحتمال ) سيجعلها ولا شك عرضة للتدمير من قبل قوات الطاغية ,وهنا لا يجب استبعاد تكرار شبح السيناريو الكارثي الذي حصل في الكويت ابان غزوها من قبل صدام واقدامه على تفجير كل آبار النفط, انتقاما عندما تم دحره وتحرير الكويت . بل ويتوجب على الجميع اتخاذ كافة التدابير اللازمة للدفاع عن تلك الآبار قبل اي نية بالاستحواذ او السيطرة عليها .
فلا يجب ان نشك ولو لوهلة على امكانية اقدام الطاغية على تكرار تلك الجريمة خاصة واننا نشهد عدم تورعه عن اللجوء الى افظع الوسائل واكثرها قذارة في سبيل القضاء على الثورة عامة وقواها المسلحة المتمثلة بالجيش الحر وغيرها من القوى التي تقاتل على الارض بشكل خاص.
وقد يتساءل البعض عن السبب الذي سيجعل النظام يمتنع عن قصف تلك الحقول طالما هي في قبضة القوات الكوردية , بينما قد يهرع الى قصف كل ما قد يقع تحت ايدي الجيش الحر. وحيث ان الاجابة الدقيقة على هذا التساؤل غير متاحة الآن او انها ليست بالامر الهين ,فانني اخمن بان النظام ربما واشدد على كلمة ربما , يعتبر القوات الكوردية جزءا من المعارضة ( الشريفة) وغير المدعومة خارجيا , خلافا لنظرته للجيش الحر والقوى الاسلامية الاخرى على انهم شرذمة من الارهابيين المدفوعين من قبل كل دول العالم وعلى انهم جزء من الحرب الكونية على الرئيس الممانع , المقاوم. ولذلك فان مسألة التهاون معهم لن تكون واردة على الاطلاق
ولهذا كله فان الجيش الحر والقوى الداعمة له مدعوة اليوم لاتخاذ خطوة عقلانية وقرارا صائبا بعدم محاولتهم الدخول في صراع مع الكورد من خلال الشروع باسترجاع تلك المناطق الاسترتيجية , بل والتحلي بروح المسؤولية ما داموا حريصين على تلك الثروات النفطية.. لانها اولا واخيرا ثروة لكل السوريين ويجب حمايتها من التدمير والضياع..

شيركوه كنعان عكيد