فريد ادوار : قراءة في رواية الصوت المخنوق

لا يوجد ردود
مشترك منذ تاريخ: 28/08/2012

مُحاولةٌ لاخْتراقِ الحاجز اللامرئي بين القدرة الكتابيّة والطّموح المشروع
في أولى محاولاته الكتابيّة في حقل الرواية يستعرض الروائي الشاب "عبد المجيد خلف" قدراته في تخطي حواجز الكتابة ما بين الفراغات حيناً وهوامش الصفحة حيناً آخر؛ مُدْركاً صعوبة اختراق عالم الرواية المُحيط بأسوارٍ منيعة غير واضحة المنافذ أو المخارج؛ عالمٌ يسوده القلق والصمت إلا من صرير أقلام المبدعين.

    ففي تجربته الروائية الأولى التي حملت عنوان "الصوت المخنوق" يتناول "خلف" حكاية عشقٍ امتدت جذورها عبر سنين طويلة مليئة بالشوق؛ الحنين؛ المعاناة والعذاب؛ إذ يغوص في تصوير جزئيات شخوص روايته من خلال معايشته لواقعهم الذي هو ليس ببعيد عن الواقع الحالي في مكان أحداث الرواية؛ حيث المعاناة والغربة في الوطن حيناً وفي مدن الضباب وعواصم الصقيع حيناً آخر؛ حكايةٌ يُشكل فيها المكان والزمان أحد الأبطال الأساسيين.
    تجري أحداث الرواية في إحدى قرى "عامودا" بمحافظة الحسكة؛ وفيها يسرد الكاتب قصة عشقٍ بين فتاةٍ قروية لا ينقصها الحسن والجمال ولا المال وبين حبيبها القروي المُتيّم والتائه في مستنقعٍ من الفقر وكيف أن هذا الحب قد تحطّم وتناثر حين اصطدامه بعاداتٍ وتقاليدٍ اجتماعية حالتْ دون زواجهما، الأمر الذي يدفع بالشاب للهجرة والعيش في بلادٍ بعيدة حيث الحياة المفعمة بالوحدة؛ الألم؛ العذاب والفراق ليأتي بالمال مهراً لمحبوبته لكن بعد فوات الأوان.
    أجاد الكاتب في وصف مكابدات وغوائل الشوق والمعاناة مع نبرةٍ من التحدي الشبابي الذي توفّر لدى هذا العاشق المُتيّم في سبيل الزواج بمحبوبته الأثيرة وليثبت لمن حوله أنه صاحب طموحاتٍ لا حد لها؛ لقد توّفر في هذه الرواية عنصري الإثارة والتشويق مع حبكةٍ قصصية مترابطة الخيوط أدت الغرض المطلوب منها بجدارة واستحقاق؛ وسمحت للكاتب النفاذ إلى أغوار شخصياته القصصية واستنطاقها لتُعبّر بنفسها عن معاناتها المريرة؛ مُبتعداً في ذلك عن حالة التسطيح لأبطال روايته.
   بقي أن نُذكّر أن الكاتب "عبد المجيد خلف" من مواليد القامشلي عام /1978/م  يحمل شهادة دبلوم معهد إعداد المدرسين قسم اللغة العربية؛ نال مؤخراً جائزة الشارقة للإبداع العربي  بعد حصوله على المركز الثالث عن روايته "الصّوت المخنوق" التي تقع في /211/ صفحة من القطع المتوسط.