لم أعد استغرب شيئا...
قبل أشهر كنا نسمع كثيرا بخسائر في صفوف الجيش الحر بمواجهاته لم نعد نسمع بذلك .. النار وجهت صوب المدنيين العزل وبصورة مباشرة.. وأقول مثلما يقول مؤمنوا سوريا : روح النظام تحتضر.. لم يعد يملك من القوة إلا مايسلطه على العزل .
يأتيك أحدهم..مثلا.. ويقول: قوات النظام تحرز تقدم وهي في طريقها للنصر على الإرهابيين. فل نتأمل هذه الإنتصارات التي يتحدّث عنها وماهي... مذبحة داعل وعزاز والقابون والمعضمية وكلهم مدنيين... هل يسمي المسلم ذلك انتصار..
اليكم هذا التفكير ل تتمة عدم استغرابي....
(أن الناس ما لم تمت بالسيف يحصدها وباء إذا تأخر عن القوم فستسبقه إليهم كوارث الطبيعية.سنة الحياة أن تقدم هذه القرابين و حتى تتساوى المدفوعات والمقبوضات)
هذا تفكير فاشي و استهتار بأرواح البشر و كأنهم خراف .. من الصعب مناقشة من يحمل هذا الازدراء لقيمة الإنسان .
هؤلاء البشر الذين يقتلون كل يوم هم قرابين لماذا بالضبط ..
و ماذا سيقبض بقية من سيعيشون كثمن لحفلات الموت اليومية ؟
بعد تفجير دمشق قال: لاتوجد إلا إصابات طفيفة والأمور طبيعية حول المبنى وكل ماذكر من خسائر ليس إلا كذب من إعلام مضلل..
هو كالذي يرى جثة مقطوعة الرأس ويقول لك أنظر الى قدمية لم يصبها أذى ..
عند مراقبة القنوات الاخبارية تجد أن لكل منها اسلوب غريب في التعامل مع الأحداث لكن الجميع يتحرك على طريق واحد:
رغم اهتمام العربية بتغطية جميع الاخبار عن سوريا قدر الامكان (افتراضا) تجد مثلا ان صور الدمار والقتل والموت تكرر ويركز عليها ليوم او يومين بعد اي مجزرة.. ومن ثم يبدأ التلاشي التدريجي والعودة للحديث اشياء هامشية والتركيز على اختلافات المجلس الوطني مثلا..
هجوم جيش شعبي بإمكانيات حدها الاقصى متوسط على مطارين عسكريين يقبع في احدهما او كليهما ما لا يقل عن 10 مروحيات و10 مقاتلات روسية الصنع حدث لا يمكن المرورعليه كخبر قتل شبيح في قرية من قرى حمص مثلا... لو قارنا الخبر الذي دمر فيه الجيش الحر 10 مروحيات يوم الاربعاء القريب في تفتناز وتغطيته بتغطية تصفية اربعة كلاب من آل بري سنفهم ماتفعله هذه القنوات التي يعجز المرء عن معرفة انتمائها... لدرجة انه يقول هل اشترتها ايران ودست السم في العسل كالعادة..
ما اريد ان اقوله.. الثورة تنتصر لكنهم:
يعتمون..
يضخمون امر الاسلحة الكيميائية..لأهداف كثيرة اولها سحب التأييد الشعبي وآخرها ذريعة اسرائيلية ايرانية للنزول للارض حين يعلمون ان كل هذا التواطئ افشله من خلق شباب الشام..
يكذبون..
يساوون المجرم بصاحب الحق..
يصغرون الحقائق لتصبح ضئيلة..
لذا يجب علينا أن لا نترك لهم عقولنا كما فعل رؤوس الرافضة بعامتهم... نقرأ ونسمع الخبر في كل مكان ونحلل ونعمل ما انعم الله علينا به ذكاء..
دستوريا من المسئول عن الهاربين بالمخيمات من الشعب السوري ...
إن كان إرهابيين عاثوا بالارض فسادا ...
الم يفكر بحق الشعب الفارين حمايتهم وإيوائهم من العراء اولئك البشر فروا بأنفسهم وأهليهم عبر الحدود على حساب مساعدات دولية الم يكفل الدستور بقوة النظام حقوقهم المسلوبة لماذا لم يتفقدهم او يزور جراحهم او يقدم المساعدة والدعم لهم لقد شاهد العالم بأسره مخيمات اولئك الناس ....
كلمة قالها الأخضر الإبراهيمي في آخر مقابلة قصيرة معه بعد
زيارته الأخيرة لدمشق ، قال وهو يتحدث كسياسي قديم :
" .. قلت هناك غضب في الشعوب العربية ...
كذبنا على شعوبنا أربعين سنة ...
أربعين سنة ونحن نكذب عليهم ..
سوريـا..
قصف وانفجارات غدت لنا طرب ..
أطفال وضحايا غدر بهم كل العرب..
وتخلت عنهم أمة الضاد بلا سبب ..
صباحكم صباح رب رحيم يعدكم بفجر أمين .. أوانه اقترب ...
السوريون يريدون بطانيات لا صواريخ
من لا يرحم الناس لا يُرحم.. الحال في سوريا مرعبة.. لم تفاجئنا الأعاصير والثلوج والأمطار الأيام الماضية.. فقد جاءت في موسمها فصل الشتاء الذي كنا نخاف منه على الإنسان السوري.. سواء كان محاصرا في بيته أو مهجرا إلى خارج مدينته.. أو نازحا إلى خارج بلاده.. ولا يوجد مواطن من الخمسة وعشرين مليونا لم يتأذ من جرائم النظام التي تمنع إمدادات الأغذية والوقود والأدوية...
هناك نحو خمسة ملايين يعانون أكثر من البقية.. البرد والجوع.. بعضهم يلتحف السماء.. أو يسكن الكهوف.. لأنه لم تصله بطانيات الإغاثات.. ولم يصل إلى مخيمات المحسنين الدوليين.. كثيرون بلا خبز ولا تدفئة. لهذا.. نهيب بالحكومات العربية والمنظمات الإقليمية والدولية ألا يتركوا الشعب السوري يفنى بين مذبحة ومجاعة.. وأقل القليل أن يمدوا لهم أسباب البقاء على قيد الحياة.. من مساكن وخيم وبطانيات وطعام وملابس...
(أيها القاتل.. أتخوفني بالموت وقد جئت أطلبه عندك)
لا ينقضي عجبي ممن يقول (أنا مع الثورة).. ثم تراه يجمع بين النقيضين: تكذيب الثوار وتصديق أمريكا..
لعن الله الغباء..
عندما اشتد الضحى.. صعد إلى سطح منزله.. ثم أخرج عود ثقاب وأشعله.. كرره العملية.. أتدرون لماذا..
يريد أن يتحقق من أن الشمس طالعة فعلا..