ينمو الأنا في المثاليات والأخلاقيات والضمير والحق و......

فهو بمثابة سلطة داخلية ضمن أطار المدير التنفيذي للشخصية وللوراثة والمحيط الأثر الكبير  فيه

فأما يتهذب ويعدل بازدياد ثقافة الفرد وخبراته في المجتمع أو يأخذ الأنا بالتضخم

فيظهر بداية ضمن صفة الغرور فيرى التميز بذاته والصواب بفكره والسداد برأيه لا يقبل النقد رافضا ًللنصح

ليدخل بذلك اللاشعور من ممارسة الأنكار والتبرير والأسقاط لخفض القلق لديه الناجم من رفضه الأعتراف بواقع حجمه الحقيقي وحجوم أخرين أكبر

فيتعالى على أقرانه وبني جلدته

وقد حذر المصطفى عليه الصلاة والسلام من الكبر والغرور الى أبعد مدى بقوله (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من تكبر )

لا غرور بأن يكون لكل أنسان شخصيته المستقلة وأدائه الذاتي وتميزه وأستقلاليته الطبيعية وحلته الخاصة بلا أسراف أو شطط ويكون هنا تحت مسمى  (قوة الانا )فيمتلك صاحبها شخصية عقلانية يتعامل مع الناس والأحداث بواقعية مجردة ويقيس الأمور وفقاً لاحجامها الحقيقية لا يعظم ولا يبخس حق شخص أخر فيحظى بأمتياز مستحق كما يقيس نفسه أيضاً بحجمه الحقيقي مقدراً لأيجابياته معترفاً بسلبياته وبهذا تتصف قوة الأنا بأحترامه

لذاته واعتزازه الأيجابي بنفسه

بينما تتمادى الأنا الفردية بالأستعلاء بذاتها والتفضيل لكينونتها على البشر فيسخط على الناس متكبراً عليها لتجعل صاحبها في أردى أحواله سلوكاً

وقد وصف العالم بلزاك باسكال الأنا (للأنا خاصيتان فمن جهة هي في ذاتها غير عادلة من حيث أنها تجعل من الشخص مركزاً لكل شيء

ومن جهة أخرى مضايقأ للأخرين من حيث يريد أستبعادهم ذلك الأنا هي عدو لكل من حولك وتريد أن تكون المسيطر على كل شيء )

ومن عوارض هذا الوباء حب السيطرة وتمجيد الذات حتى تعلو فوق كل من جاورها فلا يرى صاحبها الا نفسه ويستحيل من حوله مجرد أقزام

لا يطالون قدراته ومهارته في التخطيط والتفيذ والأدراك فتبرز نوازع الأنا بحواف حادة ونظرات جارحة لتنفث سموم الكبرياء وتفح الأستعلاء

ويدخل في عالم النرجسية والطاووسية فيكون العشق الذاتي والشعور غير العادي بالعظمة والتفرد

لا يمكن أن يفهمه خاصة الناس ينتظر من الأخرين أحتراماً من نوع خاص لشخصه وأفكاره

وهو أستغلالي أبتزازي وصولي يستفيد من مزايا الأخرين وظروفهم في تحقيق مصالحه الشخصية وهو يستميت من أجل الحصول على

المناصب لا لتحقيق ذاته وأنما لتحقيق أهدافه الشخصية

فما أكثر من قصص من كان أناه متكبراً متعجرفاً مغروراً متعالاً سمعنا بها  وشاهدناها بمواقع الظلم ومراكز السلطة

وكان ابليس أول من أخرج من الجنة ومن صحبة الملائكة لتكبره وأستعلائه بقوله (أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين )

فأودت به وأستحق بسببها اللعنة

ولم تكن قصة أبليس وفرعون وقارون فقط مع الأنا ولكنها قصة جبابرة الأرض وطغاة الأرض متعالو الذات  يمنحون أنفسهم ألقاباً وأوسمة

وسلطان ومسميات لم ينزل الله بها من سلطان

فكانت متلازمة برؤساء وقيادات وشخصيات وبعض أرباب الأقلام وكثير من بيده أمور السلطة والأدارات الا مارحم ربي

ولعل من أخذت به الغطرسة والنرجسية أمم تلبس لبوس الكبر وتتحدث بلغة الأستعلاء وتتشدق بنبرات الكبرياء تملك ناصية الأمم المتحدة

وتزعم أن بيدها الحل ! وتتحرك وكأنها تملك مقاليد العالم  !!فتدعي أن قولها الفصل !!!

فتبدي  طاووسيتها بأساطيلها وبروجها وطائراتها لتهدي الفناء وتفني الحياة

تذبح المكر وتصنع الغدر تتلون كالحرباء بحجة اليمقراطية وحقوق الأنسان تفني العباد وتدمر البلدان وبرسالة التحضر تحرق القرى وتهدم المدن

وبالتحضر تحاول تغيير العالم وطمس المعالم

أي ديمقراطية ينشرون وما فحوها ومداها

بئس مايقولون وسحق مايفعلون لسان حالهم we are the first

حالهم حال أبليس أنا خير منه وفرعون وقارون والقذافي ومبارك وبشار وكل طاغي ومتجبر ومغرور فيفوزون بذلك بابليسية أفعالهم في

درك الشقاء ومستنقع الكبرياء نبرتهم والأستعلاء نزعتهم والسفه منطقهم وتجمعهم لغة موحدة (الأنا)

ونسوا ونسينا ااأن الاسلام أكرم الأنسان وأعزه فكان هو الدواء من تجرعه زاد تواضعاً وألتبس الحق خلقاً وكان الأتزان بين الأنا والأخر

بل وغلب الأيثار كل حين على سماته .