عزة عبد الرحمن : مراودات الكتابة ( الحلقة الأولى )

3 ردود [اخر رد]
مشترك منذ تاريخ: 24/05/2012

مراودات الكتابة (الحلقة الأولى)

       إنه صباح دافيء من صباحات مكة المكرمة المعتادة، أشعر برغبة في الكتابة ولديّ الكثير مما أريد البوح به للعالم بـ سعة مساحته وصغرها هنا في دائرة التبادل الالكتروني - (بالمناسبة أيها القاريء هل تعلم كلمة عربية ترادف "الكتروني"؟)- وأنا التي أوشك على بلوغ ربع قرن ، لم أظن أن رغبة كهذه قد تخطر ببالي،

والسبب  أنني لم أبرع في مادة الإنشاء أو (التعبير) قطّ، وكان جلّ ما أفعله "عادة" هو دحرجة الكلمات التي يروق لي سماع أصواتها على الأسطر القليلة التي لم أعرف كيف بإمكاني ملؤها حتى ترضى المعلمة عن واجبي، وكم كنت أتعجب من زميلات الدراسة اللاتي كنّ دائماً يرينني "دفاترهن" بفخر واعتزاز، يقلبن الصفحة تلو الصفحة، فأسطر مكتظة أو متفرقة، و حروف كبيرة أو صغيرة، ودرجات من اللون الأزرق، تتراوح بين البحريّ والليليّ، وأذكر تماماً شعوري حينها بالعجز التامّ وتساؤلي: كيف لهنّ أن يكتبن هذا الكمّ الهائل -بالنسبة لي وقتها- ومن أين لهنّ كل هذه الأفكار؟!
وماكنت قد قرأت أيّا من تلك الوريقات، ومع تقدمي في السنّ عرفتُ السرّ، لأنّني قرأت!!
لا أريد كتابة صفحات مزدحمة بمختلف درجات الأزرق، ولست أسعى لنيل رضى المعلمة، فالآن تعلّمت أن الكتابة ليست مادة التعبير! (أو الإنشاء).
عندما بدأت مدونتي كنت في حماس للكتابة باللغة الإنكليزية بدلاً من العربية الفصحى، وماكنت قد كتبت بالعربية قبلاً، ظنّاً منّي أنّ ذلك سيرتقي بلغتي الإنكليزية، ومازلت أظنّ ذلك، ولكنّني أشتاق إلى العربية بمنحنياتها الناعمة المصقولة، وأطرافها الحادة، ومعانيها العميقة، والسطحية، والتي ما عرفت أن أجد لها مثيلاً في أية لغة أخرى، وكم أعدّ نفسي محظوظة أن قد حصلت على شهادة البكالوريوس في هذا المجال العظيم، ولكن مازلت طفلة أطمح إلى نهل المزيد من هذا البحر المحيط :)
فقررت أن أبتديء الكتابة اليوم، الآن.. ربما أكتب فلا أتوقف، وربما أختفي وأعود كالظلال، وربما لا !..
فوجودي في هذه الصفحة وكلماتي اليوم، قد يكون ضرباً من الهذيان "جملة مستهلكة للغاية" ولكنني أعني ما أقول..
وبعد هذه المقدمة العريضة، يسرني أنك أيها القاريء الجميل وصلت إلى هذه النقطة والتي أعرف بها عن نفسي بشكل أظنه مختصراً، فلربما تساءلت لوهلة: من ذا الذي يكتب هذه التدوينات؟
أنا هي أنا، أحاول ألا أكون أحداً غيري وهو أمر صعب قليلاً بالنسبة لي، ليس لأنني تابع "ومع الخيل يا شقرا" بل لأنني أحب الجميع وكانت واحدة من جملة أمنياتي الهامشية أن أرضى كل من أحبّ !
ولكنني كبرت وعرفت معنى "رضى الناس غاية لا تدرك" ، أحمد الله أنني كبرت وإن كنت في أحيان كثيرة أشتاق إلى طفولتي الجميلة مما يجعلني أن أذكر كم طفلة هي روحي، وكم أشعر بكهولة في نفسي ولا أدري كيف يجتمع الإثنان معاً، فلست وحدي من أشعر بذلك الحنين الدافيء، ولست وحدي من تترقرق عيناني عندما أستمع إلى مقدمة "بيل وسباستيان" أو "أليس في بلاد العجائب" أو "نساء صغيرات" .. "بيرين"، "سالي"، "سندباد" ... إلخ .... وكم يحلو لي ذكر أسمائها لكم ولكن قد يكون ذلك مملاً :/
الطفولة جزء لا يمكننا محوه إلا إذا -لا قدّر الله- أصبنا بفقدان في الذاكرة، وهي الأساس الذي تكوّنّا عليه وأصبحنا "نحن" الآن ..
أنا، أهوى الفنّ، فمنهم من يدّعي أنني موهبة تحتاج الصقل، ومنهم من يقول أنني في دائرة المحترفين، وأجد نفسي بعضاً إلى هؤلاء وبعضاً إلى هؤلاء، مازلت أبحث عن أجزائي في كل طائفة.
عشقت الرسم وذُهلت به منذ وعيت ولا أذكر متى كان ذلك !
كان والدي يشتري لي عدة الألوان فأشعر أنني ملكت الدنيا، ولا أنسى ابتسامته الجميلة عندما كان يرى لوحاتي البسيطة ويعقبها بكلمة ثناء تبهجني.
ثم عشقت الخطّ العربي، وبدأت بالتمرّن ولكنني توقفت.. أتمنى أن أعود ثانية، فله سحر خاص!
ثم تعرفت على برنامج الفوتوشوب والذي كان عالماً آخر بالنسبة لي، بكل ما يحويه من خيارات شدهت لها عيناي!
ثم وقعت في حب الموسيقى، وتنقلت في بحره رغبة بمعرفة المزيد، ثم رغبت في تعلم الغناء ولكنني ما لبثت أن غادرت هذا الميدان بعد محاولات كثيرة في اتقان بعض منه وما أن بلغت مرحلة لا بأس بها حدثت نفسي بأن لكل شخص مواهبه وربما الغناء لم يكن مقدرا لي، أتمنى ألا يساء فهمي فلم أكن أطمح أن أكون مغنية، بل فقط حرفة أستمتع بها لا غير.
ثم هويت الخَبز، ثم الطبخ، ومازلت .. وهويت الرقص .. والرياضة .. والآن وصلت إلى الأزياء وصناعة الدمى !
شخصيتي بسيطة جداً أحب الصدق والصداقات البريئة النقية.
تمّ تشخيصي قبل أربع سنوات بمرض التصلب اللويحي المتعدد والحمدلله..
بدأ قلمي يجف لليوم، ولكن مازال بجعبتي المزيد، إن كانت "هي" مثيرة للاهتمام :)

مع شكري واحترامي لك.
بلوحة مفاتيحي مباشرة.
عزة عبدالرحمن.
الخميس 24 مايو 2012 ميلادى - الموافق - 3 رجب 1433 هجرى

http://hereisazzah.blogspot.com/2012/05/blog-post.html

 

User offline. Last seen 7 سنة 32 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 19/07/2007

 أهلا بك عزة العزيزة.. الفنانة الرائعة.. ذات الذوق الرفيع.. والريشة المبدعة.. كلك مهارات ومواهب.. أتمنى أن تطيلي المكوث في أفياء كليلك.. ستجدين الإخوة الصادقين.. والأخوات الطيبات.. حيث الفكر والثقافة .. والأدب والشعر.. والخواطر والطرائف..



شفاك الله يا عزة العزيزة.. ووفقك لكل خير.. وفتح عليك أبواب السعادة والنجاح.. اللهم آمين..

صورة  m.besan's
User offline. Last seen 3 سنة 47 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 20/12/2009

الحلوة عزة....

مااروعك من روح تبعث الهناء في نفوس من حولك...وماارق حروفك تلك التي سالت عبير الهوى في داخلي..!

اولا..انت اجمل انسانة عرفتها..(ولو انها معرفة قصيرة)

ثانيا...انت اصدق فنانة وبكل ثقة..

ثالثا....اطلي هنا بيننا ف نحن نفتقدك دوما(بكل حب)

واخيرا.........

لا تبحثي عن سطور تكتبيها..فقط ..اسمعينا دقات قلبك النضر..الحنون

عفكرة(اشتئتلك كتيييييييييييييييييييييييييييييييييييييييييير)

اتمنى لك التوفيق في سماء عالمنا المجهول.........

 

انت..
ايها القاتل المسكين..
ارحل!!..فقد آن الاوان...............
مشترك منذ تاريخ: 27/09/2007

أهلا ً بروعة بيانك و بساطة روحك الطفولي البريئ أختنا عزة
تماهيت مع كلماتك و قصة عشقك للكتابة و الابداع و الفن و لو تدرين كم أعدت قراءة هذا الجزء الجميل من مقالتك :
 (( أنا هي أنا، أحاول ألا أكون أحداً غيري وهو أمر صعب قليلاً بالنسبة لي، ليس لأنني تابع "ومع الخيل يا شقرا" بل لأنني أحب الجميع وكانت واحدة من جملة أمنياتي الهامشية أن أرضى كل من أحبّ !
ولكنني كبرت وعرفت معنى "رضى الناس غاية لا تدرك" ، أحمد الله أنني كبرت وإن كنت في أحيان كثيرة أشتاق إلى طفولتي الجميلة مما يجعلني أن أذكر كم طفلة هي روحي، وكم أشعر بكهولة في نفسي ولا أدري كيف يجتمع الإثنان معاً، فلست وحدي من أشعر بذلك الحنين الدافيء، ولست وحدي من تترقرق عيناني عندما أستمع إلى مقدمة "بيل وسباستيان" أو "أليس في بلاد العجائب" أو "نساء صغيرات" .. "بيرين"، "سالي"، "سندباد" ... إلخ )

 

تمنياتنا لك بأن يعافيك الله من كل مرض
و نرجو ان تحققي كل امنياتك
و شكرا لك

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

علمتنا الحياة أن ندفع ثمن كل ابتسامة سيلا من الدموع