محطات في قطار سياحي

4 ردود [اخر رد]
مشترك منذ تاريخ: 03/11/2008

محطات في قطارسياحي
 
 تعيش سوريا اليوم أيام مؤلمة ومأساوية نتيجة الربيع الذي لن يعم البلاد الا بعد ان يكون البلل قد غطى كل الوطن السوري وتكون الامطار قد غسلت كل درنات الشوارع والبنايات والنفوس والطبيعة البشرية والانسانية وكل ماعلى الارض من جماد ونبات وحيوان وانس وجنس وهذا ما يحدث للشعوب على مر التاريخ الانساني ويبدو ان من المرجح ان اي خروج للنظام الحالي في سوريا من الازمة الحالية بسلام هو من الصعب بمكان ويمكن ان تكون المحصلة النهائية للصراع الحالي الجديد تغييرا دوليا جديدا في المنطقة العربية ينبثق هو الاخر بفعل ضربات مطارق الثورات العربية والهوى الغربي المتزامن وكنتيجة مباشرة لهبوب رياح التغيير التي طال انتظارها  كثيرا بين الشعوب العربية.
أن من المعلوم ان الولايات المتحدة الامريكية هي التي كانت قد بدأت بتصدير سلعة التغيير والتبديل الى المنطقة العربية بصورة صناعية وعلى المكشوف ففي البدء شاهدنا تصدير الديمقراطية الامريكية الى العراق وهي البضاعة التي استهلكت في المستنقع العراقي بسرعة وسرعان ماتراجع الامريكان انفسهم عن تسويقها وقاموا بسحبها من السوق العراقية كما اطلقوها بعد ان اتلفت وبان عفنها في خضم الحرب الاهلية التي اعقبت غزو العراق وانفلات الامور وعلى الشكل الذي شهدناه ويبدو ان هذه الديمقراطية الامريكية كانت مجرد سلعة كباقي المنتجات الامريكية المصدرة لدول الشرق تكون في بداية التسويق التجاري مربحة بصورة تفوق التصور ومن ثم تتراجع مبيعاتها ولتتوقف بعد حين ولتبدأ تسويقها في مكان اخر وعلى هذا المنوال تتوالى الاحداث.
ان هذا هو ماحدث تماما في عملية تحرير العراق وثورات الربيع العربي اللاحقة وللرجوع الى ذلك نقصد العام 2003 حيث كلنا تسمرنا نشاهد على القنوات الفضائية عملية سقوط واستهلاك وقبر نظام صدام حسين المصنوع امريكيا والمزروع في العام 1979 في عاصمة دولة العراق بيد الامريكان انفسهم وليبدو سقوطه نصرا امريكيا مدويا على الطريقة الهوليودية وقبل ان يكون نصرا عسكريا ومن هنا كانت رحلة المارينز المليونية السياحية من الاراضي السعودية والكويتية باتجاه ساحة الفردوس وسقوط الصنم وصاحب الصنم بعد حين وانتهاء السيناريو باحتلال كامل لدولة العراق ومحوها في البدء ومن ثم احتلالها رسميا من قبل امريكا وتوقيع الامم المتحدة الشهير.
 كما اعقب ذلك تهديدات وتخويفات مباشرة وغير مباشرة لكل الانظمة العربية الجامدة هي الاخرى بضرورة التغيير والتعديل والا فالزوال سيكون مصيرها الحتمي وليكن تأسيس شرق اوسط جديد على المقاس المفصل تحت تسمية الشرق الاوسط الكبير هو الذي بشرت به وزيرة الخارجية الامريكية المس كوندليزا رايس.
ولم يدرى الكثيرون ان التسمية التي اطلقتها المس رايس لذلك المشروع انما هو الوجه الاخر للمشروع الامريكي المقبل للمنطقة وسيكون الدعم الامريكي للحركات الاسلامية وبكافة مسمياتها وبالاشتراك مع المنظمات الاسلامية التي طالما حاربتها الولايات المتحدة نفسها واستئصلتها من البيئة العربية للعالم العربي ضربا من الخيال وشطحا لايخطر ببال اي عاقل وسيكون اقصاء الحركات القومية العربية وانظمة الديكتاتويات التي حكمت بلا عقيدة عنيفا في مرحلة الربيع العربي وليشهد سقوط انظمة امريكية صرفة تبدأ بنظام حسنى مبارك وتنتهي بالانظمة الخليجية التي سيكون سقوطها في مرحلة لاحقة حتميا وليكون السمة الغالبة لهذه المنظومة الجائحة في الوقت الراهن محورا اسلاميا ومن المفارقات الجلية ان القيادة الفعلية ستكون للدولة العبرية في مقابل الحلف الشيعي وليمتد الحبل الاسلامي الموصوف بالاعتدال ليلتف ويطبق على رقبة النظام الايراني الساعي الى امتلاك القنبلة الذرية وهنا يكون استهداف كل من يدور في فلك الايرانيين وادواتها المعروفون في المنطقة.
من هنا بدأنا نفهم ملامح التشكل لهذا الشرق الاوسط الكبير كقطار بدأ في مرحلته الاولى بسيطا غير قادر على اجتذاب الكثيرين وبعد ان بدأت اول تحركات هذا القطار التحق به الكثيرين وكان في اثناء الربيع العربي وعلى الساحة الشرق اوسطية يطلق صافرته المدوية للوصول من بلد الى اخر ومن محطة الى اخرى ففي العراق وصف وصوله بالتحرير واعتبر وصوله ناجحا بالمعايير الى حد ما بالنسبة للمشروع المرتقب حيث حجز الامريكان بانفسهم عربته العراقية واختاروا رجالاته المزمعين واما بالنسبة للمحطة التركية فانها اختمارها احتاج الى عقد من الزمن ومساومات مضنية مع العسكر والعلمانيين وانتهى بسيطرة اردوغان على تذاكر الرحلة القادمة وبقيادة حزب العدالة والتنمية ذو الاصول الاسلامية وليتوقف هذا العام عند ثلاث محطات مهمة وهي محطة مصر المحروسة ليحمل معه الاخوان المسلمين كحكام منتظرين وعبارة اوباما الشهيرة لمبارك (( اليوم يعني اليوم )) وكانت هذه العبارة تعني لمبارك انتهاء الرحلة ليركبها الاخرون من اخوان وسلفيون مصريون ينتظرون منذ زمن هذا الركوب التأريخي وبمباركة امريكية وسيحمل القطار معه ايضا اعضاء حركة النهضة التونسية وبعدد لابأس به من الركاب بعد ان يكون زين العابدين قد غادر مع امتعته ارض المحطة التونسية وأما بالنسبة للمحطة الليبية الممتلئة بالوقود والمال فسيركب بها اعضاء المجلس الانتقالي في احدى عرباته السياحية بعد ان يرمى القذافي من على القطار بهذا الشكل الدموي الى بالوعة المجاري والقتل ولامانع من ركوب عشائر اليمن الاسلامية حيث يكون الرئيس اليمني صالح قد غادر الارصفة اليمنية للقطار ليقضي اجازة التقاعد في الارض الامريكية وها هو القطار الان رابض في دمشق منذ مدة ينتظر ركوب الاخوان المسلمين فيه وليتحرك نحو محطة شرق اوسطية جديدة وليحمل راكبين جدد يعلم بهم الامريكان والاسرائيلين فقط وحتما ستكون لهذا القطار محطة في غزة ممثلة بحماس وليسبب بعض الارباك والتأخير ومن ثم سيمر القطار جنوبا ليلتقط من محطته السعودية الرئيسية وفروعها الخليجية الاخرى العمانية الاماراتية البحرينية الكويتية وقودا كافيا ومستلزمات اخرى لرحلته المضنية الاتية وستكون دولة قطر واعلام فضائية الجزيرة المتحدث الرسمي باسم كافة ركاب ذلك القطار وفي كل محطاته السابقة واللاحقة وكذلك سيركب بعض الاخرين من افغان ومغاربة وباكستانيين وبالطبع سيجلس في العربة الموجهة لذلك القطار الهادر الدولة العبرية كعقل مفكر وذراع ممسكة بماسورة الضغط  الامريكي للقاطرة الساحبة في اتجاه دولة ايران المعزولة بفعل العقوبات المتلاحقة ولامانع في هذه الحالة من افتعال بعض الحراك الهامشي في مصر او غزة أو البحرين أو العراق وليرمى بعض من ركاب القطار من حين الى اخر ليلتحق به اخرون ولكن هذا القطار قد ابتدأ مسيرة رحلته وكان مقتل بن لادن اشارة الانطلاق للبدء بتوزيع بعض التذاكر للمتطرفين من الحركات الاسلامية الذين يمكن ان يكون تواجدهم على متن القطار مربحا في هذه المرحلة وليستطيعوا من ان لاخر توقيفه في بعض محطاته المتلاحقة ولتكون ايران في مرحلة لاحقة تنتظر وصول ذلك القطار مع حليف واحد متمثل بحزب الله الملاحق امميا والمطارد داخليا ولتكون المحطة الايرانية هي المحطة النهائية التي سيحاول القطار وصولها.
 
العقراوي   

User offline. Last seen 5 سنة 49 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 28/02/2011

اخي العقراوي
(الدولة العبرية كعقل مفكر وذراع ممسكة بماسورة الضغط  الامريكي للقاطرة الساحبة)
اين موقع روسية من هذه القاطرة للوصول الى المحطة الشرق الاوسط الكبير...
هل نشاهدها في المحطة النهائية الدعمة لثلاث محطات استراتيجية... ام بين سطور كلماتك للمقاس المفصل ...
لك مني كل الاحترام والتقدير
 

مشترك منذ تاريخ: 03/11/2008

اخي العزيز سر الحب

عندما ترى متغيرات العالم منذ انهيار الاتحاد السوفيتي ونشوء دولة روسيا الحديثة انتهى مفهوم الدولة العقائدية في روسيا وبدأ عهد الدولة البراغماتية الروسية وبدا ذلك واضحا في تسليم الروس للعديد من مواقعهم الحليفة للغرب لقاء مصالح محدودة ومكاسب مادية معلومة وبذا اصبح تاثيرهم محدود جدا في المسائل السياسية العالمية وهذا لايختلف عليه اثنان فالروس فعلا قد فقدوا مواقعهم الكبيرة منذ فترة واصبحوا مهددون في مواقعهم القريبة وهم يعلمون مثلا بان غزو العراق على سبيل المثال  لم تقره الامم المتحدة في قرار ولم تدعمه روسيا وفرنسا والمانيا في وقته ولكن قام به الامريكان وبمساعدة البعض ولكن للغرابة بارك الروس هذا العمل بعد فترة بعد ان تم وكان الثمن صفقة ما بين الطرفين ويعلم الروس وكذلك العرب الاغنياء ان روسيا تبالغ الان في الثمن بالنسبة لسوريا حيث لم يستشيروا في ليبيا ولم يتم ارضائهم البتة ومن هنا اتى الغضب الروسي ويبدوا ان الثمن المدفوع امريكيا بالنسبة لسورية لارضاء روسيا والصين لحد الان قليل لايرض اي من القيادتين الروسية او الصينية والا لدعموا القرار....

 

مشترك منذ تاريخ: 03/11/2008

اخي العزيز سر الحب

عندما ترى متغيرات العالم منذ انهيار الاتحاد السوفيتي ونشوء دولة روسيا الحديثة انتهى مفهوم الدولة العقائدية في روسيا وبدأ عهد الدولة البراغماتية الروسية وبدا ذلك واضحا في تسليم الروس للعديد من مواقعهم الحليفة للغرب لقاء مصالح محدودة ومكاسب مادية معلومة وبذا اصبح تاثيرهم محدود جدا في المسائل السياسية العالمية وهذا لايختلف عليه اثنان فالروس فعلا قد فقدوا مواقعهم الكبيرة منذ فترة واصبحوا مهددون في مواقعهم القريبة وهم يعلمون مثلا بان غزو العراق على سبيل المثال  لم تقره الامم المتحدة في قرار ولم تدعمه روسيا وفرنسا والمانيا في وقته ولكن قام به الامريكان وبمساعدة البعض ولكن للغرابة بارك الروس هذا العمل بعد فترة بعد ان تم وكان الثمن صفقة ما بين الطرفين ويعلم الروس وكذلك العرب الاغنياء ان روسيا تبالغ الان في الثمن بالنسبة لسوريا حيث لم يستشيروا في ليبيا ولم يتم ارضائهم البتة ومن هنا اتى الغضب الروسي ويبدوا ان الثمن المدفوع امريكيا بالنسبة لسورية لارضاء روسيا والصين لحد الان قليل لايرض اي من القيادتين الروسية او الصينية والا لدعموا القرار....

 

مشترك منذ تاريخ: 03/11/2008

اخي العزيز سر الحب

عندما ترى متغيرات العالم منذ انهيار الاتحاد السوفيتي ونشوء دولة روسيا الحديثة انتهى مفهوم الدولة العقائدية في روسيا وبدأ عهد الدولة البراغماتية الروسية وبدا ذلك واضحا في تسليم الروس للعديد من مواقعهم الحليفة للغرب لقاء مصالح محدودة ومكاسب مادية معلومة وبذا اصبح تاثيرهم محدود جدا في المسائل السياسية العالمية وهذا لايختلف عليه اثنان فالروس فعلا قد فقدوا مواقعهم الكبيرة منذ فترة واصبحوا مهددون في مواقعهم القريبة وهم يعلمون مثلا بان غزو العراق على سبيل المثال  لم تقره الامم المتحدة في قرار ولم تدعمه روسيا وفرنسا والمانيا في وقته ولكن قام به الامريكان وبمساعدة البعض ولكن للغرابة بارك الروس هذا العمل بعد فترة بعد ان تم وكان الثمن صفقة ما بين الطرفين ويعلم الروس وكذلك العرب الاغنياء ان روسيا تبالغ الان في الثمن بالنسبة لسوريا حيث لم يستشيروا في ليبيا ولم يتم ارضائهم البتة ومن هنا اتى الغضب الروسي ويبدوا ان الثمن المدفوع امريكيا بالنسبة لسورية لارضاء روسيا والصين لحد الان قليل لايرض اي من القيادتين الروسية او الصينية والا لدعموا القرار....