الاغتراب الثقافي لدى الكرد - جوان ديركي

2 ردود [اخر رد]
User offline. Last seen 14 سنة 34 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 31/03/2006

جوان ديركي/ الاغتراب الثقافي لدى الكرد لو أمعننا النظر إلى المستوى التعليمي في غرب كردستان من وجهة نظر الدولة الرسمية سنرى أنه متقدم جداً لدى الكرد, فهناك الآلاف من شبابنا وشاباتنا من حملة الشهادات العالية وخريجي الجامعات والمعاهد, وهذه النسبة ربما تكون أعلى مما لدى باقي القوميات والاثنيات الأخرى في سوريا

لكن المستوى الثقافي الوطني والاهتمام باللغة والأدب والتاريخ الكردي في أدنى مستوياته, إنه وضع مزر ٍ رغم مجيء الظروف الملائمة اليوم ووفرة الإمكانات لتغيير الوضع السائد, فالقليل جدا من خريجي الجامعات والمعاهد من الشباب من يهتم بالشأن الثقافي واللغوي والأدبي لدى الكرد, ناهيك عن الا هتمام السياسي, حيث نراهم وبشكل عام متأثرين بسياسة النظام الصهري والإقصائي وبثقافة العولمة الزائفة التي تمجد الفردانية وتقتل المجتمعية, بعيدين عن الجوهر والخصوصيات الثقافية والقومية الكردية, فنراهم مقلدين للمجتمعات الأخرى شكلاً لا مضموناً, حتى المهاجرين منهم إلى أوربا يتبرؤون مما بقى لديهم من خصوصيات كردية وأخلاقيات اجتماعية نبيلة, فيعرّون أنفسهم ويخرجون من قشرتهم وطينتهم ويتلبسون لباس الأوربة بالإضافة إلى تصنعهم الحداثة والتطور. هذا وضع خطير وكارثي لدى أمتنا, فأي شعب لو تخلت نخبته عن خصوصياته الثقافية والحضارية سيواجه الانصهار والإبادة عاجلاً أم آجلاً ومصيره سيكون الهلاك المحتوم. إن معظم شبابنا بعيد عن التنظيم السياسي الكردي, وغريب عن الثقافة القومية, فالسياسة المتبعة من جهة النظام خلال عقود جعلته بعيد كل البعد عن التفكير بلغته وثقافته ومستقبل أمته, كل يلتهي بحياته اليومية وبشأنه الخاص ناسياً الشأن الكردي العام, كما يجب ألا ننسى إهمال التنظيمات السياسية الكردية لجيل الشباب والاستخفاف بقدراتهم الفكرية والروحية إلى جانب التأثير الكبير لثقافة العولمة الموجهة إلى شعوب الشرق الأوسط, حيث حولت جل تفكير الانسان إلى الأمور المادية البحتة متجاوزة القيم التاريخية الموروثة لآلاف السنين لدى هذه الشعوب, فقتلت فيهم الروح والعواطف والأحاسيس من خلال وسائلها التكنولوجية العصرية حتى كاد المجتمع يلفظ جلده!! هذه الأمور مجتمعة جعلت هذا الجيل الكردي تائها في سيره من دون بوصلة توجهه, وفاقداً لثقته بنفسه ولهويته القومية وخصوصيته الثقافية التي هو أحوج إليها من غيره. فكم من الشباب لدينا له إلمام بلغته الأم؟ وكم منهم من درس تاريخ كرد وكردستان وهو أساس لمعرفته بنفسه وحضارته؟ كم منهم يعرف شيئا عن الأدب والتراث والجغرافية الكردستانية؟ هذه كلها أبجديات للوطنية ونحن فاقدون لها, ويجب ألا نلوم أحدا ببقائنا تحت الاحتلال ولقرون طويلة ما دام لدينا كل هذا الاغتراب الثقافي والوطني, فشعب لا يستطيع تسخير طاقة الشباب لديه وتوجيهه الوجهة الصحيحة وتربيته تربية قومية وإنسانية, مؤكد سيكون مصيره التشتت والضياع, والبقاء تحت رحمة الأعداء الظالمين. بعد ظهور الربيع الشرق أوسطي واستيقاظ الشعوب من سباتها, طفت إلى السطح القوة الشبابية الكامنة وبان دورها الرئيسي في الثورات وإرادتها في التغيير, فقد حطمت الكابوس الأمني وقضت نهائيا على ثقافة التأله الموروثة والمورّثة, وبات الشباب العنصر الأساسي والفعال لكل تغيير مرتقب. ما نحتاج إليه ككرد هو مراجعة تاريخية معمقة لأفكارنا وسياساتنا وآليات حركاتنا وتنظيماتنا السياسية والاجتماعية, مراجعة نقدية موضوعية وتقييمية صحيحة, ومن ثم القيام بحملة مكثفة تنظيمية وثقافية وأخلاقية ملائمة لبيئتنا ومجتمعنا, يكون دور شبابنا فيها رئيسيا وطليعياً, فالعودة إلى جذورنا والنمو فوقها ستجعل شجرة الألفة والتقارب تثمر لغة وثقافة وحضارة إنسانية جديدة, لايحس الإنسان تحت فيئها بالغربة والاغتراب. 25/1/2012

المرفقالحجم
attachments.zip‏27.01 ك.بايت
صورة  روشدار's
User offline. Last seen 8 سنة 8 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 22/04/2009

مقال قيم للغاية أخي ماس سلمت يداك

لا تكن وتراًً يعزف عليه الحياة ... بل كن عازفاً يعزف على أوتار الحياة أجمل الألحان  

صورة  dilo can's
User offline. Last seen 4 سنة 3 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 16/09/2006

zor zor spas

 

 

 

..................................****............................................

         كن ما شئت  ....  و لكن كن صادقاً .