يصف( تولتستوى) في روايته الخالدة الحرب و السلام مشهدا من أغرب المشاهدات تمر عليك وتبقى عالقتا فى الذهن فترة طويلة يصف جنودا مرابطين على جبهة
الحرب إبان الحرب الروسية الفرنسية وقد أسدل اليل عليهم سدوله فتوقف القتال بين الجبهتين معلنين هدنة قصيرة ليستريحوا من عناء الحرب . وهنا يصف (تولتستوى) هؤلاء الجنود يتقاسمون الطعام والشراب بل ويتبادلون أطراف الحديث مع أعدائهم مدركين أنه مع بزوغ الشمس وبداية الحرب لن يتردد الواحد فيهم ولوللحضة في قتل الأخر. ويبقى السؤال لماذا.؟لماذا يقتلون بعضهم وكل منهم لا يعر ف الأ خرولم يكن بينهم أي خلاف إنما جلبوا إلى المعركة لتحقيق أغراض سياسية هم اخر المنتفعين منها.
.
ان سلبية الأ فراد(عدم إبدائهم لأرائهم)هي السبب الأكبر في جعل الشعوب كقطع الشطرنج التي يتحكم بها من قبل الساسة . يفعلون أشياء غير مؤمنين بها يكونون حيث يجب أن لايجدربهم أن يكونوا. فيصبحون أسرى العقول محررى الجسد يتم التعامل معهم على أنهم قصرلا يستطيعون تحديد ماهو أجدى لهم وأصلح. إن إختلا ف تأثيرالسياسة على الأفراد يختلف بحسب بيأتهم ومجتمعاتهم فا لد يموقرطية ليست وليدة يوم وليلة إنما هي ثمرة عمل دؤوب وتضحية من قبل الشعوب لقول كلمتها وإظهار مواقفها
.
قد يكون الخطاب الدينى هو أكثر ماأستغل في الأغراض السياسية على مر التاريخ فمن الفراعنة الى الكنيسة المسحية في العصور الوسطى الأوربية. كن للد ين تأ ثير كبير على أراء الشعوب وأفكارهم وكان السياسيون يعرفون ذلك التأتيرويحاولون الإستفادة منه من خلال إخضاع رجال الدين لإمرتهم وجعلهم العصا السحرية التى يتم يمارسون من خلالها استغلال الشعوب وحرمانها من حقوقها في الحرية والديموقراطية ولايزال ذلك قائما الأسف فى وقتنا الحاضرفي بعض الدول.

إن كبت الحرية التعبير وإبداء الرأى وإلغاء الحوار هو من أكبر أسباب ما يسمى بالإرهاب فكبت الرأي وتوقف الحوارجدير بأن يجعل الجاهل يظن بل يعتقد ان مايراه صحيحا وما يراه غيره خطأ وقد يتأثر بأراء مغلوطة ممن يدسون السم في العسل لأنه غير محصننا لا دنيا ولا ثقافيا لكى يكون عنده القدرة على رد الحجج وتميز الصح من الخطأ فيكون صيدا سهلا لمن أراد به سوءا وهنا يظهر الجانب الخطير من الخطاب الد يني الذي يؤثر على الأفراد فيسلكون الطريق الخاطئة.

في نهاية المقال أريد أن اتسائل هل لنا تأثيرحقيقي في حياتنا ؟ هل لنا موقف ما من أي شيء ا؟ هل أمنا بشيء وعملنا من أجله..؟ علينا أن نكف عن السلبية و الأنانية وقول هذا ليس من شئنى يكون ليس من شأنك إذا كنت تعيش في عالم اخر ولكن طالما أنك تعيش في هذا العالم فهو من شأن إنك من غيروا العالم هم من لم ينظروا إلى القواعد والقوانين على أنها حدود تمنعهم من أن يكونوا. إن انشتاين عندما رفض القوانين ورمى بالمسلمات عرض الحائط نعته العالم بالجنون ولكن عندما خرج بنظريته النسبية اضافوا عليه لقب العبقري فالمسلمات والثوابت نحن من وضعها وبأيدينا نحن أيضا يمكن أن نلغيهاونتخطاها.