نظرية الرجل العظيم ...

لا يوجد ردود
User offline. Last seen 6 سنة 4 أيام ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 28/02/2011

فمجتمعاتنا العربية تؤمن وتعتقد بهذه النظرية والتي نفترض أن التغيرات في الحياة الجماعية والاجتماعية تتحقق عن طريق أفراد ذوي قدرات ومواهب عظيمة وخصائص عبقرية تجعل منهم قادة أيا كانت المواقف التي يواجهونها .
ولا نغفل عن أن سمة السيطرة من الحاجات التي تشيع من خلال دور القيادة – أيا كان نوعها – في الجماعة ، فلقد بينت أكثر من نظرية " لدريك ، فرانسيس جالتون ... الخ " أن القادة أكثر رغبة في السيطرة من باقي الأفراد ، ووجد أن القادة أيضا يتميزون بالثقة بالنفس-والزائدة أحيانا – ومعرفة الناس والميل إلى السيطرة والشوق إلى الاستئثار بإعجاب الناس والرغبة في أن تسلط عليهم الأضواء .

ولكني أؤمن بأن القيادة الأوتوقراطية في مجتمعاتنا العربية .. تكون فادحة ، وظاهرة كالشمس لا يحجبها شيء !

أن أساس وجود القائد هو مشكلة تواجه الجماعة ، وعلى أنه ينبغي ملاحظة أن تفوق القادة الكبير في ذكائهم عن أعضاء جماعتهم قد يعوق قيام علاقات مناسبة ، فالجماهير تفضل أن يتولى قيادتها رجال تفهمهم ، على أن يتولاها رجال لا يطيقون فهمهم أو مسايرتهم لضخامة ما بينهم من فروق في العطاء الذهني .

وهناك تكون قيادتان :
أما الأولى :
فهي قيادة ديموقراطية ..

والثانية :
قيادة استبدادية ؛ فيقوم القائد بنفسه بتحديد السياسة التي تسير بموجبها الجماعة ويخطط لها وفق إرادته هو ، وعلى الأفراد تنفيذ خطوات العمل خطوة دون أن يكونوا على علم بالخطوات التالية .
ويحدد القائد الاستبدادي نوع العمل الذي يختص به كل فرد وهو يثيب ويعاقب كيفما يشاء ، ويملي بمفرده مناشط الأعضاء ونمط العلاقات الداخلية بينهم ، ومصير أي شخص في جماعته رهن مشيئته وهواه .
وهو في تقويمه ونقده وتقديره للعمل والحكم تحركه عوامل شخصية ويعمل القائد المستبد على أن يظل محور انتباه الجماعة ويعمل جاهدا على أن يقلل الاتصال بين أعضاء الجماعة إلى أقصى حدد ممكن ويعمل على انقسام الجماعة حتى يضمن طاعة الأعضاء !