المساحات في حياتنا...

لا يوجد ردود
User offline. Last seen 6 سنة 4 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 28/02/2011

أتساءل أحيانا ً : هل تضيق المساحات علينا رغم اتساعها ...
وإن اتسعت لنا فهل تستوعب جموح آمالنا وطموحاتنا...
كثيرة هي المساحات في حياتنا رغم اتساعها ضاقت علينا ..
مساحة الوطن هي الأعمق امتدادا ً في الحلم وفي النفس وفي
الوجدان ..
وهي المساحة التي يتوغـل فيها الإنسان أملا  وخدمة  وتفانيا  ..
ولكنها أصبحت الآن ضيقة ...
أصبحت أضيق بالنفعيـين وبالمزايدين وبأصحاب المصالح الشخصية والمصالح الحزبية ..
أصبحت أضيق بالمتـآمرين على وحدته واستقلاله ونزاهته ..
أصبحت أضيق بشعارات ( المحسوبين على الخارج )
وبفكر ( المؤدلجين ) الذين يلغون الآخـر وينطلقون من ( معي )
أو ( ضدي ) ولا حوار داخل دائرة ( الاختلاف ) ..
أصبحت أضيق بخنق الحريات الفكرية وأضيق بالممارسات الاستبدادية على الفكر والثـقافـة
ولذلك أصبحنا لا نرى تلك المساحة إلا في عيون البعض وفي بعض القلوب النقية ..
وأصبح الكتاب المهرب صديقنا وأصبحت الشبكة العنكبوتية صديقتنا الحميمة ..
وأصبح الغموض صديقنا لأننا نختبأ خلفه في بعض الأحيان ..
وأصبح الأمل الذي يرقـد بقلوبنا من أجل غـد ٍ أجمل هو رفيقنا الذي نرافـقه ونعاقره بإدمان .
وأصبح القلم صديقنا الدائم الذي نبث له همومنا وأتراحنا ونناغيه ونسمعه ويسمعنا ..

الأخلاق .... تلك المساحة الممتدة عبر مساحات شاسعة تـنضح بالحب والتـفاني ونكران الذات والمودة والتسامح والعطف ..
أصبحت هذه المساحة ضيقة ..
أصبحت أضيق بالمنافقين ..
أصبحت أضيق بطغيان الماديات وبالسلوك الاستهلاكي البحت ..
أصبحت أضيق بالتـشويه المتعمد لقيم الحب والتسامي ..
أصبحت أضيق بالنفسيات المريضة الموبوءة بالخداع والغش والعقد ..
ولذلك أصبحت الوحدة والانكفاء على الذات صديقتنا التي نلجأ إليها وننفرد بها ..
وأصبح الوقوف بين كل هذا الخراب بطولة تسجل لصالح الضمير الحي الذي لا يقبل أن يتـلوث أو يتسخ ..
وكلما ضاقت هذه المساحة ( الأخـلاق ) كلما كانت حاجتـنا إلى الصداقة الدائمة والوثيقة مع ( الضمير )