شعوباً تعيش كالأشباح ...

لا يوجد ردود
User offline. Last seen 6 سنة 4 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 28/02/2011

قيل أن الحرية مقبرة لاعدائها .. وما دونه التاريخ الجريح الى يومنا هذا الهضيم يشهد لهذا المقابر ضم العدو والحبيب فيه من محب لها وكاره , فكم من شعوب تمزقت لياليها في العناء وتلخطت ايامها بالدماء وبعد تحريرها ونيلها ما تلبث الا ان تعود الى منفاها الجديد, وتعود اسطوانة التحرير لتعزف طقوس قديمة لطالما أو جعت أركانها وأجهدت أفكارها وكأن قدرها بات يؤكد خروجها من فلك الاسر الى عالم الاستعباد او العكس,,

و تتنامى الصدامات اليومية ضد من يهوى محو الحرية والمدافعين عنها وخسائر تنسكب على القابعين وسط أنظمة لاتحترم شعوبها القابرة لحرياتها متجاهلة العالم المتربص بها المجتر مرارة الكبت والغليان المحموم .

وُلدت الديمقراطية كمصطلح مشتق من الحرية علَ ان يكون هناك تجديد في منح الإرادة الانسانية أملاً في تحررها من القيود التي تعيق حركتها وتكبل تقدمها ,,

الا ان الديمقراطية على ما يبدوا أُسقِطت من جناسِ الحُرية ,, أو ان قرابتها بها باتت منزوية ,, كونها لم تسلم من فكر ورواسب المٌستعمِر القديم وبالاخص في عالمنا الشرقي المحترف في تكبيلها وتحجيمها و قمع كل من يحطم القيود التي تطوق أعناقها .

وكثيرا ما نسمع عن تنظيمات مدنية جديدة ليس السخف عنها ببعيد ,, وكأن المشرعين فيها يجتمعون في قاعات المؤتمرات يعزفون آلة الساكسفون وبأنغامَ من تراث الاحتلال البغيض ليطوقون به أعناق التنظيم الاجتماعي والتشريع المدني ,, وهو تنظيم بالنسبة لمواطنيها اقرب لموسيقى الجاز المزعجة والمؤلمة للآذان .

الشعوب النائمة بل الغاصة في الأحلام

من العجب أن تجد في عالمنا اليوم شعوباً تعيش كالأشباح وسط هذا العالم ,, تعشق البيات في هوة التاريخ وهامش الحاضر,, واقعها منحصر في أرض تحسبها مربعة الاضلاع تشعرك انها تختلف عن كروية الأرض فلامجال للدروان الساذج الذي يشاع في اعماق الثقافة الحاضرة ,,

يجترون الماضي العتيق في عقولهم الباطنة ولا يحترمون حاضرهم ,, يشيرون بالسبابة الى مستقبل واعد في أحلام اليقظة ,,همومهم ممتزجة باحلام الغفلة وحاضرها مغيب عن عقلها وان بدا ظاهراً انها تساير عصرها ,,

لا دور لها في بضاعة القانون والاخلاق والمجتمع والحضارة سوى التسليم لإيدِ مٌتلاعبه في عقولها بالقوة تارة وبالاستخفاف الساذج تارة متكررة .. تتقبل الثقافات الملوثة ورواسبها المتخلفه من أنظمة مستبدة و تيارات منحلة , وهي ابسط من أن يكتب عنها نص او يورد اسمها على شاشات التحضر .