لا يسقط المقصلة بيديه...

رد واحد [اخر رد]
User offline. Last seen 6 سنة 4 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 28/02/2011

أول قاعدة سياسية عرفت منذ تسلط الطغاة أن الحاكم المستبد " لا يسقط المقصلة بيديه " فهو لا يريد تلويثها من دماء خصومه ..!
في عالمنا العربي حيث يتسلط الجاهل ومن به عتّه على قيادة شعب مستضعف ويستلقي بسلام تحت خط الفقر يكون الحاكم قد جمع بطانة مداهنة ومرتزقة تمجد ذاته وتغالي في إنجازاته وتسكب عليه دهن القداسة حتى قال شاعرهم في مدح صدام ( لولاك لما بزغ القمر .. لو لاك يا صدام ما خلق البشر! ) فالمجتمع شريك في صناعة تلك الأصنام وتضخيمها.

خطاب القذافي الذي قال فيه سنطهر البلاد زنقة زنقة لم يختلف كثيرا عمن سبقه من الأصنام التي تهاوت والتي تتطوح فجميعهم ظهروا ليستعرضوا سيرتهم الذاتية تماما كطلاب وظيفة في قطاع خاص ولا غرو فهم لم يعتادوا النقد أو المعارضة طيلة العقود التي تربعوا فيها على صدر الشعب وحين طالبتهم شعوبهم بالتغيير والإصلاح اتهموهم بالعمالة لأجندات خارجية وهي تهمة جاهزة وسخيفة أعتاد الطغاة إطلاقها على أي شخص ينتقدهم أو يطالب بحقه المشروع منهم ..!

داء العظمة ليس كنزلة برد تصيب الإنسان ويعلم بها وتكون ملحوظة عليه، بل هو من الأمراض التي تتسرب ببطء في أعماق الإنسان ووترسخ في العقل اللاواعي ومن ثم تنعكس على السلوك دون أن يلحظها الإنسان، وغالبا تظهر بجلاء في الحكام وأصحاب المناصب ، والوجهاء. لذلك تجد أغلبنا مصاب بهذا الداء ويمارسه في البيت أو العمل بل وحتى الأماكن العامة دون أن يعلم وإلا من منا لم يستبد في حق زوجته  أو أبنائه أو مرؤوسيه بل حتى بعض رجال الدين فيهم من الاستبداد أكثر من القذافي كما رأينا ..!

نظرية الراعي المسؤول عن الرعية الذي يقود قطيعه إلى المرعى ويهشّ عليها لتمشي على الجادة كونه الحصيف بأمورها أصبحت غير مجدية  فالشعب أدرى بشؤونه من الراعي الذي يربض وبجانبه الطرائد الوفيرة والإناث الحسان وحين ينتهي من طعامه يرش عليهم الفتات وفضول المال ويعتبره إحسان ليس بعده إحسان فالشعب يريد استصلاح وضعه الاقتصادي والسياسي بالمشاركة الحقيقية وإلا أصبحت نظرية الديمقراطية حبر على ورق..! ونظام حسني مبارك ليس عنا ببعيد.

حالة التشظي بعد الثورة نتيجة طبيعية لكل الثورات وهي تدخل تحت نظرية الفوضى المنظمة وهذه النظرية التي خرجت من رحم علم الأرصاد وتم إسقاطها على جميع العلوم الإنسانية فيها كلام ومناقشة ومفادها باختصار تبدأ " بلفحة هواء وتنتهي بإعصار " والإعصار الذي مر في العالم العربي لا نعلم أين سيقف ومتى سينتهي ؟ وما يهمني هنا هو ما بعد الإعصار ! فكل يطمح للكرسي وتشرئب له الأعناق بعد حالة الفراغ التي يمر بها ولكن الأهم ألا يلتف عليه ممن هم ليسوا بأهله ( وكأنك يا بوزيد ما غزيت ) وحتى لا يتكرر ما بعد ثورة العشرين على الشرفاء مسك زمام المبادرة وصياغة دستور يضمن الحرية والعدل والمساواة للجميع ..!

طلب الإصلاح ليس بمذمة أو اتهام أو استنقاص من شخصية الحاكم بل هو دواء وصحة لجسد المجتمع وسكب المياه الجديدة لطرد المياه الآسنة التي استفلحت فيها الشوائب ( والتاريخ كـ النهر لا يعود مرتين ) وإنما تعود الأحداث والوقائع في مجملها متشابهة ولكن بأسلوب آخر وثورة الشعب المصري والليبي نتيجة حتمية لكل من استبد بالسلطة فالشعوب قوة خامدة تماما كالبراكين يخطئ من يستفزها وحين تثور لا ينفع إطفائها بالماء الزلال.

 

صورة  روشدار's
User offline. Last seen 8 سنة 8 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 22/04/2009

أحب التميز في مواضيعك سر الحب

بالتوفيق

وسلمت يداك .

لا تكن وتراًً يعزف عليه الحياة ... بل كن عازفاً يعزف على أوتار الحياة أجمل الألحان