التغافل...

لا يوجد ردود
User offline. Last seen 6 سنة 4 أيام ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 28/02/2011

ليس الغبي بسيد في قومه

لكن سيد قومه المتغابي

إنه خلق " التغافل " الذي هو من " أجمل الأخلاق " و" أرفع المبادئ " وهو من " العفو " غير الصريح

وفي التنزيل ( والعافين عن الناس ) .

وكما قال الإمام أحمد بن حنبل "تسعة أعشار حسن الخلق في التغافل"

وهو تكلف الغفلة مع العلم والإدراك لما يتغافل عنه تكرماً وترفعاً عن سفاسف الأمور .

إن الخطأ وارد من بني آدم , ولن تجد معصوماً بين الناس , إذ أنَّ الناس مثلك .

وليس من المعقول أن تندلع حرب كلامية كل يوم وكل أسبوع على شيء تافه

كنسيان طلب أو الانشغال عن وعد "غير ضروري" أو زلة لسان ، فهذه حياة جحيم لا تطاق!

ولهذا على كل واحد منهما تقبل الطرف الآخر والتغاضي عما لا يعجبه فيه من صفات ، أو طبائع ،

والحسن البصري يقول: "ما زال التغافل من فعل الكرام"..

هذا الأدب يمكن أن نسميه" التغافل " ، وهو من أدب السادة ، أما السوقة

فلا يعرفون مثل هذا الآداب ،تراهم يحصون الصغيرة ،ويجعلون من الحبة قبة

وهؤلاء تستفزهم الصغائر عند غيرهم ، ولا يلقون بالا للكبائر عند أنفسهم،

و أمثال هؤلاء لا يكونون من السادة في أقوامهم.

ومن هذه المواقف الجلية في أدب التغافل ، ما ذكره ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح قال :

إن الرجل ليحدثني بالحديث فأنصت له كأن لم أسمعه قط وقد سمعته قبل أن يولد.

ولكنه أدب التغافل حتى لا يقطع على الرجل حديثه، وبمثل هذه الأخلاق ساد أولئك الرجال.

من كان يرجو أن يسود عشيرة        فعليه بالتقوى ولين الجانب

ويغض طرفا عن إساءة من أساء      ويحلم عند جهل الصاحب

فلنتغاضى قليلاً حتى تسير الحياة سعيدة هانئة لا تكدرها صغائر،

ولتلتئم القلوب على الحب والسعادة، فكثرة العتاب تفرق الأحباب