صمت الحقول
الثلاثاء, 31/05/2011 - 16:02
صمت الحقول
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _
تحية طيبة ...
بعيدا عن صخب المدن و قصف المدافع و دوي الرصاص
أحببت الطبيعة البكر إلى حد الجنون لا هربا من الواقع ...
بل لأنني كبرت في و مع القرية بهدوئها و هوائها و غاباتها و حقولها ..
تركت الأخبار و مآسي الدماء و خرجت ألتمس بعض الهدوء في الحقول
فوجدتها لأول وهلة صامتة صمت العالم في أيامنا هذه ..
لكنني ما إن تمعنت في بقعة صغيرة على مرأى ناظري على الأرض
حتى رأيت أنواعا عديدة من الحشرات تتحرك في عمل دؤوب بحثا عن رزقها
و الأمن في ممالكها مستتب تسير رعاياها في الحقول
دون أن تخشى شيئا سوى خشيتها من البشر ..
فتذكرت قوله تعالى في سورة النمل :
(( حتى إذا أتوا على واد النمل قالت نملة : يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم
لا يحطمنكم سليمان و جنوده و هم لا يشعرون )) .
أجل مع كثرة الممالك الحيوانية و غريزتها الباحثة عن الرزق إلا أننا لا نجد في حياتهم قمعا لذاته
و لا اعتقالا لذاته فيما بينها بل نظاما يكفل بقاء نوعها و جنسها ...
إن الطبيعة التي نحسها صامتة لتضج في حركة مستمرة تتنوع
و تتعدد فيها الممالك في تعايش سلمي و تفاهم عقلاني و ترابط في أمة واحدة
و في ذلك يقول تعالى في سورة الأنعام :
(( و ما من دابة في الأرض و لا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم )) ..
فكل أمة من الأمم الكثيرة في الكون هي أمم أمثالنا في السلوك
و في لغات التفاهم ...
إلا أننا نحن البشر أبينا إلا أن نغير و نخالف ما بثه الله فينا
فغدا سلوكنا إجراما بحق بعضنا و أصبحت لغة الحوار
بقوة السلاح وحده لا كما نراه من صمت الحقول في توائمها و تواددها ...
و أصبح قانون الغاب أقل عدوانية و يستشف منه الرحمة أكثر من قوانيننا نحن البشر
فعدت إلى البيت و في النفس غصة أن أعيش في صمت الحقول
لا بين براثن أصحاب العقول ...
و دمتم بخير
الثلاثاء, 31/05/2011 - 22:50
#3
انزل بني ادم على سطح الارض ليعيث بها فسادا و خرابا ....
الطبيعة البتول رائعة بحق .. هي بتول عندما يكون الانسان بعيدا عنها ... لكنها سرعان ما تتحول الى مرتع للنفايات ,فالادمي حتى عند اغتساله لابد ان يلطخ بقعة ما برجسه المتساقط .
شكرا عماد على مساهمتك الفواحة بالوجدانية المفقودة نسبيا
تقبل مروري
سردم
الخميس, 09/06/2011 - 10:21
#4
شكرا على مرورك الكريم أخي سردم ..
و أريد أن أنون بأن الأنسان لم ينزل إلى الأرض ليعيث فسادا و خرابا
فهذا كان قول الملائكة إلا أن الله سبحانه أجابهم قائلا :
( إني أعلم ما لا تعلمون )
و قال في آية أخرى :
( تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض و لا فسادا و العاقبة للمتقين )
فالمهمة التي كلف بها الله الانسان هي إعمار الأرض و بناء و تسخيرها لمصلحته
لكن الانسان نسي مهمته و علا في الأرض و بطش بالعباد
نرجو الهداية للجميع
اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون ..
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
الأربعاء, 01/06/2011 - 16:29
#5
فرحت في بداية الموضوع .. عندما ذكرت الحقول والقرية والصمت والبعد عن الرصاص وما الى ذلك .. وتولد لدي بعض الامل لابتعد معك بعض الوقت عما اعتدنا عليه في هذه الايام ... ولكن سرعان ما اعدتنا الى الاجواء القاسية ....
اود ان اقول ,, يا عماد . وحسب معلوماتي , ان في قانون الغاب .. الحيوان المفترس لا يقضي على اي من الحيوانات الاخرى الا اذا كان جائعا ... اما عند بعض البشر ( لا بارك الله فيهم ) فلا حدود لجوعهم ... ومهما اكلوا وحتى عندما يصلون الى حد التخمة ... يطلبون المزيد ... ولن يشبع بطونهم الا التراب .
شكرا لك عماد .. ودمتم بخير
الخميس, 16/06/2011 - 09:17
#6
أجل أختنا رونيدا
علمونا أن يكون الخوف في عروقنا مع كل لحظة فرح
و غدا أزيز الرصاص و صرخات أطفال يتامى شردت تطارد صمتنا و سعادتنا
بل و حتى كلماتنا و أيامنا ...
و صدقت في تصويرك لبني البشر في أكلهم للحوم البشر إلى حتى التخمة
و أصبحت قلوبهم جهنمية الضمير التي كلما يسألونها :
هل امتلأت ?
فتقول : هل من مزيد ... ?
و شكرا لمرورك و كلماتك المعبرة
و دمتم بخير
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
السبت, 04/06/2011 - 11:50
#7
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...جميل ما ابدعته أناملك ..اخ عماد..
ولكن الا تلاحظ بأن حتى الطبيعة لم تعد تهتم بالبشر وتغدقهم من نعمه ..
الطبيعة أصبحت تقتل البشر ...
براكين ..زلازل ..فيضانات لم يشهد لها التاريخ من مثيل الا في زمان سيدنا نوح لشدة كفر قومه ..
الطبيعة تقول لنا أرحم من في الارض يرحمكم ما في السماء ..
نعم لقد جنت على نفسها براقش .هكذا قيل سابقاً ..لقد جنينا على انفسنا ..
ومازلنا في الركب سائرون ..ضائعون ...والدماء تسيل ..والدموع تذرف ..
والأطفال مشردون ...
لا يسعني الا ان اقول ..كان الله في عوننا وعونكم ..
وبأن يغفر الله لنا ذنوبنا ..وبان ياخذنا برحمته وليس بجريرة ذنوبنا ..
تأمل رائع أخي عماد
فعلا في تلك التأمل آيات لاولي الالباب
سلمت يداك
لا تكن وتراًً يعزف عليه الحياة ... بل كن عازفاً يعزف على أوتار الحياة أجمل الألحان