سوبارتو الرواية المحيرة
منذ ايام كنت اتحدث مع شاب من عامودا حدثني عن اخيه الكبير الذي احترقت في حادثة السينما
فورا تبادر الى ذهني رواية سوبارتو فحدثته عنها
فصار يلعن كاتبها ( حليم يوسف ) وصار يقول انه أهان بكتابه هذا كل الاكراد
صرت استعيد كلمات الكاتب بما انني قرأت الكتاب بالكردية والعربية
وبالفعل رغم جمال الرواية والابتسامات وحتى الضحك الذي كان ينتابني في الفصول الاولى
الا انه كانت تحز في نفسي الفصول الأخرى
فهل فعلا اهانت سوبارتو كل الاكراد حسب راي شاب من عامودا؟؟
بعض المبالغة يا صديقي
بعض فقط
يا زلمة ما خلا حدا من شرو
واحد بيتجوز خالته والتاني اخته عاهرة وهو ساكت او قول مبسوط
وغيرو قال بيحب مع ذلك مستعد كل مرة ينام مع بنت شكل
احيانا كنت قول لازم حليم يوسف يطلع على شرمولا يوم الخميس ويعتزر من اهل القبور
وبعدين يمر على بيوت سوبارتو ويعتذر من اهلها واحد واحد
بعد كل اعصار يقوم الناس بازالة الانقاض و تعداد الضحايا ...
ما كتبه حليم يوسف في روايته كان زوبعة في فنجان (كرأيي الشخصي طبعا )
ان لم يوافقني احدا بانه لم يكن سوى ذلك .. ساجاريه انا .. و ساقول نعم كان اعصارا لكن ليس داخل الرواية انما خارجها ....
انا اعرف حليم يوسف شخصيا و هو ابن بلدتي .... و اعرف كل دواعيه عامئذ بكتابة هرطقات باسلوب روائي ...
ما نجح فيه حليم يوسف برايي هو تكريس انتهازيته ككاتب روائي للهبوط الى مستوى قارئ فيلم خلاعي (
اعتذر عن هذه الحقيقة بالنيابة ) ...
الرواية بكل عيوبها الفنية نحجت في كشف المستور ... كشفت و بشكل فاضح و من خلال نفاذ كمية النسخ لتثبت ان هكذا كتابات لها قراءها ..
ما اتذكره هو ان احدا ما سال حليم شخصيا عن شخصية ذلك الغلام الذي انزلق الى خلف المقبرة ... وقتئذ و عل ذمة الراوي الاخر
اعترف حليم حرفيا بانه كان واحد من ضحايا الروايا في الواقع المعاش وقتئها ....
تقبلو مروري و حبذا لو تم طي صفحة هذا الموضوع المقزز .
سردم
هذه الرواية تهزّ من الداخل من يفهمها حق الفهم ....خارج النطاق الضيق الذي يدخل القارئ فيه لحظة انتهائه من قراءة الرواية ...ولكن عند الوقوف جيدا على مضمون هذه الرواية المخفي بين ثنايا صور درامية ماورائية هندسية أكثر من الأبعاد الأربعة المعروفة سيجد نفسه يعيد قراءة الرواية أكثر من مرة وهو في كل مرة يكتشف شيئً غاب عنه في المرات السابقة...
هي تجربة انسانية...نعم... بدأت عفوية وتتالت العقد النفسية فيها بشكل جنوني حتى أصبحت لا مدركة بالفكر العامي للمثقف الروتيني البيروقراطي...
بل ذهبت أبعد من ذلك عندما أدخل عمق التجربة الشعورية في أذهان القارئ...
الكلام يطول ولكن بالمختصر أقول:
طالما لامست الواقع بكل تجلياته فهي بحق رواية تستحق التقدير والثناء وحققت مرادها .... وهذا دليل نجاحها....
وشكراً للجميع
Rojava_music
صديقي سردم الموضوع ليس مقززا
تصور ان يقرأ هذه الرواية شخص عربي أراد التعرف على الأكراد وسقطت هذه الرواية في يده وقرأها
كيف سيكون التصور المبدأي لسوبارتو في مخيلته
الرواية رغم البلاوي اللتي فيها
الا اننا لا نستطيع ان ننكر على كاتبها أسلوبه الممتع
وهنا أريد أن أتوقف قليلا
عندما كتب حليم يوسف هذه الرواية هل كتبها [اسلوب عربي ولكن كتبها باللغة الكردية
هل أصبح الكتاب الكورد في سوريا يكتبون القصة و الرواية بلغة كردية ولكن بأسلوب عربي
القارئ يلاحظ عند قرائته للرواية باللغة الكردية ثم ترجمتها للغة العربية
أن المترجم لم يبذل ذلك المجهود الكبير كالذي يبذل في العادة عند الترجمة من لغة الى أخرى
في كثير من الأحيان أحسست أنني ورغم ُقافتي البصيطة أستطيع أن أترجمها للعربية بسهولة
................
هل نواجه مشكلة الانحلال الثقافي باتجاه العربية أم انني متوهم فقط
البلاوي التي تحدثت عنها لم تكن لترقي الى كلمة بلاوي لولا البلوة الكبرى التي انزلق فيها الكاتب ....
الكاتب و بدون ان ننزلق بذات الخطيئة التي ارتكبها ..........
كل ما كتبه من نفاق روائي كان من الممكن تقبله لولا اسلوبه الانتقامي المليئ بالتشفي ...
معلمه سليم بركات على سبيل المثال كتب اشياء تتخطى السوبارتو و تم تقبله شعبيا فقط لانه كتب لاجل الكتابة و ليس لاجل الانتقام ...
انتقم السوبارتي من مواطنيه اللذين وضعو العصي في دواليب عشقه البلقيسي مما دعاه ليضرب عصفورين بحجر ...
بالحجر الاول انتهز الفرصة ليوصل رسالة عشقه المأزوم الى من يهمه الامر ... و بالحجر الثاني كتب مقززته السوبارتو كي تساعده في تقديم احد الحقوق عند وصوله الى الغرب ... الغرب الذي اغوى كتابا كثر و منهم حليم كي يكتب اشياء توحي للغرب انه مطارد من العشيرة او المجتمع لنيله حقوقه من خلال كتاب امتع فيه الكثيرين و سبب الما لالاف مؤلفة من الناس .
تقبلو مروري
سردم
باعتبار معلوماتي عن الكاتب قليلة بصراحة
ولكن حسب علمك هل الواية فيها واقع حقيقي بغض النظر عن انتقامه
هل فعلا هو يتكلم عن نفسه وعن تجربته في الحب
تحية طيبة ...
بداية أعتذر عن التأخير في مشاركتكم تقديم هذه الرواية و نقدها ايجابا و سلبا ..
إلا أن سبب تأخري هو أنني بدأت بقراءتها و تمعنت في تفاصيلها كي
( آتيكم منها بالخبر اليقين ) ..
لا شك بأن الرواية تخطت في عرضها كل المحرمات الجنسية و الدينية و السياسية
و ذاك ما أسميه دوما ب ( الثالوث المحرم )
و كشفت بشكل فاضح و فاجر الكثير من جزئيات الحياة الجنسية التي تحدث مع
المراهقين و المنجرفين نحو الرذيلة
فتحدث عن تفاصيلها حتى غدت كلماته تثير الشهوة في نفس قارئها ناهيك عن ألفاظ السوأة ...
و قد أراد أن يعرض لنا سبب هذا الانجراف نحو الرذيلة و أنه أتى نتيجة حالة
من الكبت يعيشها المجتمع آنذاك بالإضافة إلى أوضاع اجتماعية سيئة و قبلية
و ضياع تام شمل القيم و الدين و المبادئ و المتاجرة بالأحزاب من قبل منتسبيها
لتحقيق مطامع شخصية لا أكثر
و من ذلك قوله :
( هذه المرأة الحزب لها و لرفاقها ورقة التوت يسترزقون من ورائه
هي تقود نساء و بنات الحزب و لا تحضر بناتها إلى تلك الندوات
الحزب لها و لأمثالها ثوب تخلعه متى تشاء و ترتديه عندما تتطلب الحاجة ذلك ) ..
ثم تحدث عن تشقق الأحزاب و تفاهتها و جريمتنا بحق الأجيال لتهيؤنا لهم
هذا الوضع المزري قائلا :
( أحزاب تولد مثل الأرانب يا رجل , العشائر باتت أكبر منها ..
أولادنا و أحفادنا سيلعنوننا لأننا لم نفعل شيئا , لم يرثوا منا غير الانشقاقات ) .
و كان هدف الكاتب أن يقول لنا بأن الواقع يغص بمثل هذه الخروقات
و السلبيات لكنها خفية فأراد أن يظهرها للوجود و يعاينها
فرغم وجودها فالصحف لا تظهر حقيقة الواقع ..
لذا أراد كاتبنا أن يظهر لنا هذه الجزئيات السلبية في حياتنا الاجتماعية بقوله :
( الصحف التي تحمل لنا أخبارا غريبة عن بلاد نعيش فيها
لا نعرف أنها بخير إلا عندما نقرأ الصحف , بلاد تزدهر في الصحف فقط ,
تتكلس في شراييننا و لا تمدنا إلا بالخراب , بلاد يغلق فيها الكبار الأبواب
بفلسفاتهم العالقة و لا تتاح لأعمارنا أن تمد رؤوسها من النوافذ .. )
و يقول أيضا :
( في داخل كل منا فاجر كبير مغطى بعباءة رجل رزين في ثوب مفصل
على مذاق الناس .. )
ثم وضح كيف أن المسؤولين في الأحزاب انشغلوا بربطات العنق و الجري
خلف مصالحهم و احتدت منافساتهم فيما بينهم حول
الحصول على منح دراسية لأولادهم و نسيان الشعب
بل الضحك عليه بعبارات البروليتاريا التي لم يفهموها و من ذلل قوله :
( ترددت أمامي كلمات أخرى مثل البروليتاريا شرح لي الملا ( لقب لأحد أصدقائه )
معناها ضاحكا :
البرو هو ابن جارك محمدي سيتي
أما ليتاريا فقصدهم أن برو الآن في إيتاليا ..)
ثم أردف قائلا :
( دعوت الله أن أكبر بسرعة لأتمكن من فك طلاسم و ألغاز كتاب رأس المال .. )
ثم يتحدث كاتبنا عن ضمير أبناء الأمة و تعلقها بقوميتها رغم كل الظروف
و قد ظهرت جليا حين مأساة حريق أطفال سينما عامودا
و موت الملا مصطفى البارزاني
و تهافت الناس لسماع أي خبر يبشر عن مستقبل البيشمركة و مصير الأمة
مع الإشارة إلى سياسة التعريب المفروضة علينا
و الاعتقالات التي تتعرض لها أمتنا جراء التلفظ بكلمة
و كذلك دور العنف المدرسي في تكوين شخصية الطفل الانتقامية ..
صحيح أن الكاتب حذا حذو سليم بركات في روايته ( فقهاء الظلام )
و كذلك فعل الروائي المصري علاء الدين الأسواني في روايته ( عمارة يعقوبيان )
في حديثهم عن الثالوث المحرم حسب عاداتنا و تقاليدنا و ديننا و قيمنا
و قيامهم بنسف هذه المحرمات في رواياتهم بولوجهم و ذكرهم ألفاظا منافيا للذوق و الأخلاق ..
لكن تبقى رواياتهم بحق تعبيرا عن جزئيات دقيقة و مفصلة في مجتمعاتنا
كل منا سمع بمثيل لها كأحداث وقعت
إلا أن الكاتب حليم يوسف قام بتحويلها إلى مادة مكتوبة
و ردا على سؤال سأله أخي عبدو حول إذا كان حليم يوسف يتحدث عن نفسه في الرواية ?
أقول : بأننا يجب أن ننظر إلى كل نص أدبي و روائي على أساس ( موت المؤلف )
و ننظر إلى النص كمادة تطرح أفكارا و قضايا اجتماعية و لا نشخصها
و شكرا ....
كان هدف الكاتب أن يقول لنا بأن الواقع يغص بمثل هذه الخروقات
و السلبيات لكنها خفية فأراد أن يظهرها للوجود و يعاينها
فرغم وجودها فالصحف لا تظهر حقيقة الواقع ..
لذا أراد كاتبنا أن يظهر لنا هذه الجزئيات السلبية في حياتنا الاجتماعية بقوله :
( الصحف التي تحمل لنا أخبارا غريبة عن بلاد نعيش فيها
لا نعرف أنها بخير إلا عندما نقرأ الصحف , بلاد تزدهر في الصحف فقط ,
تتكلس في شراييننا و لا تمدنا إلا بالخراب , بلاد يغلق فيها الكبار الأبواب
بفلسفاتهم العالقة و لا تتاح لأعمارنا أن تمد رؤوسها من النوافذ .. )
أظن ان الكاتب هنا محق تماما
هذا ما عشناه ونعيشه
بلاد تزدهر في الصحف فقط
بس والله اكتر شغلة ولحد هلا بضحك منها ( الاتحاد السوفييتي )
او الاتحاد الصوفياتي الذي ليس لصوفي محمد عيشاني علاقة بها
تحياتي
اتذكر فيما مضى نقاشا دار حول هذه الرواية المثيرة للجدل هنا على صفحات كوليلك
كنت قد قرأتها منذ عدة سنوات والذي اتذكره منها هو ربطها الجميل بين ثورات البرزاني من خلال العم الذي فقد عينه وبين سيرة نبي وبين مهاترات هبطت بالمستوى الراقي للرواية - قد يقول قائل انها كانت احداث حقيقية موجودة بين صبية المدارس في عامودا - اقول نعم قد يكون ولكن هل يعقل ان ترى ام كردية ولدها وهو يمارس الجنس مع حيوان فتقوم وتهلهل وتزغرد لأن ابنها قد اصبح رجلا ! هذا هراء . وهذا يذكرني برواية لسليم بركات يتحدث كيف ان شباب حي في القامشلي قاموا بنبش قبر فتاة ومارسوا معها الجنس ! هل يعقل هذا ؟ اذا هناك مغالاة في تصوير بعض اعمال المراهقين ليجعل الكاتب من نفسه بطلا يكشف المستور والمخفي ويطرق بابا جديدا ( تماما كالذي شهر نفسه بتدنيس نبع القرية ) .
ارى ان لانبخس الرواية حقها في افكارها وربطها واقفالها ولكن بالمقابل نرفض ما قد صوره الكتاب من بعض المبالغة في الانحلالات الاخلاقية لمدينة كردية تعتبر من اعز المناطق على قلوبنا .