المفكر و الأديب مصطفى صادق الرافعي
المفكر و الأديب مصطفى صادق الرافعي
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
هو كاتب و أديب مصري ولد في القاهرة ( 1880 _ 1937 ) ..
كان مفكرا إسلاميا , واسع الثقافة عميق التفكير
و كانت تتسم كتابته بالأصالة و جزالة الأسلوب و عمق الأفكار
و القدرة على التوليد و التفريع ...
و كان يملك ملكة نقدية خاض من خلالها معارك ضارية ضد
الدكتور طه حسين بشكل خاص ...
و هو أديب راسخ لا يزل و لا ينحرف , و صيرفي حاذق .
كأن كلماته دنانير مصقولة , يلفظ الدر و ينفث السحر ,
و إذا حكى حادثة قديمة أو بنى على أساس رواية تاريخية أو جملة
فكأنما رد التاريخ على أعقابه ...
قال فيه الأمير شكيب أرسلان ما معناه :
(( إن العربية لم تنجب مثله من عدة قرون , إلا أنه قد يغلو في التفلسف
في الأدب و يعقد ))
و قد ترك مؤلفات عديدة و قيمة منها :
_ وحي القلم
_ إعجاز القرآن
_ تاريخ آداب العرب
_ أوراق الورد
و رسائل أدبية عديدة ..
أصيب بالصمم و هو في الثلاثين من عمره
توفي في العاشر من مايو سنة 1937 ..
... ... ... ... ... ...
المراجع :
_ كتاب مختارات من أدب العرب
_ كتاب فرائد و نفائس من الدين و الأدب
رائع ما أضفته هنا من تعريف بالرافعي أختنا و أديبتنا gul
فالحفاظ على روائع التراث الإسلامي و العناية به و صيانته
و تقديمه واجب ديني اتخذه الرافعي سبيلا لخدمة أمته و دينه
و سبيل اتخذته أنا كمتسلق للأدب لأعرف القراء بالأدباء ذوي الفكر و الأدب السليم
و أذكر هنا شهادة حكيم الإسلام الشيخ محمد عبده للرافعي :
( لله ما أثمر أدبك و لله ما ضمن لي قلبك لا أقارضك ثناء بثناء
فليس ذلك شأن الآباء مع الأبناء و لكني أعدك في خلص الأولياء
و أقدم صفك على صف الأقرباء ... )
مع التحية و الشكر لسيدة الأدب و راعيته
_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _
أشكركما أخي عماد وأختي الغالية كول على القيم ما تقدمانه
سلمت أناملكما
أحسنت عماد
و أنت تخوض في نسيج هذا العَلم
مصطفى صادق الرافعي
ذاك الذي أعجز البلاغاء ، و أفحم الفصحاء
من خلاله تناول الفلسفي المركب الفذ
بحيث حلق بكل فكر أراد له البيان منطلقاً ، و الترف التعبيري وجهة
حيث آفاقه الدسمة ، و فضاءاته المغذية
و الرافعي و بمعنى ما نوه إليه الأخ عماد ، عند طائفة من القراء
عسر الهضم
و لكنه عند الكثرة من أهل الأدب و ذوي الذوق البياني الخالص
أديب الأمة
يعبر بلسانها و ينطق عن ذات نفسها
أتذكر و أنا أخطو خطواتي الأولى نحو يم الأدب انني أهديت من خلال أخي
بكتابه ( وحي القلم )
لم أكن حينها أعي مقدار أدبه و هو الذي تنوء به الجبال الرسخات
إلى أن نضجت لي لغة ، و راق لي أدب ، و نما لي بيان
حينها علمت من هو هذا الرائد
و وقتها أدركت قيمته كأديب ناطح معاصريه بقرن من تبر
و من ثم تتالت علي مؤلفاته
و هي و إن لم تكن كثيرة كغيره من كتاب ذاك العهد ، إلا أنها غنية
بحيث تضاهي مكتبة زاخرة
يكفيه ما أدرج في كتابه ( وحي القلم )
ففيه جمع كل خصائصه الأدبية المتميزة
و خصائصه النفسية
فيه خُلقه ، و فيه شبابه و عاطفته
و فيه تزمته و وقاره
فمن شاء أن يعرف الرافعي عرفان الرأي و الفكرة فليعرفه في هذا الكتاب
و ثمة استفتاح لمحمد سعيد العريان و هو يعرف بهذا الموألف :
هذا كتاب آخر أنشأه الرافعي
ففيه النفحة الأخيرة من أنفاسه ، و النبضة الأخيرة من قلبه
و الومضة الأخيرة من وجدانه
أفرأيت الليل المطبق كيف تتروَّح نسماته الأخيرة بعبير الشجر
و تتندَّى أزهاره في نسيم السحر ؟
ذاك هو الرافعي من خلال كتابه ( وحي القلم )
و كذا في كل مؤلفاته
و أنا أعرج نحو ( أوراق الورد ) و هو مؤلف رائع ضم فيه
طائفة من الخواطر المنثورة
في فلسفة الجمال و الحب
أنشأه الرافعي ليصف حالة من حالاته ، و يثبت تاريخاً
من تاريخه في فترة من العمر
لم يكن يرى لنفسه من قبلها تاريخاً و لا من بعد !!
علّي هنا أنقل لكم أحبتي البعض من كلماته و هو يبحر في قارب هواه حيث عوالم
التيه في عشق ملك عليه لبه الأديب الأريب :
عندما انظر إلى ازدهاء الشفق بألوانه ، و أصباغه
كانه صورة جديدة في الخلق
عُرضت ليراها أهل الأرض
أحسبني على السَّهم من جنة في السماء
فُتحت أبوابها و لا حت أطراف أشجارها
و عندما أتأمل انبثاق الفجر ، يخيل إليَّ من جماله و روعته أن الوجود في سكونه
و خشوعه نفسٌ كبرى تستمع مصغية إلى كلمةِ من كلمات الله لم تجيئ
في صوتٍ و لكن في نور
و عندما أبصرك أنتِ ، أوقن أن المعشوق ما هو إلا خيال الجنة
الأخروية يناله من الدنيا إنسان في إنسان !!
أنتِ وحدك أذقتني نشوة الظمأ إلى الأسرار القلبية
بما ذقته من لذة ظمئي إليك
و لهفته
و أريتني جمال الشعر في خيالاتي العطشى الحائمة ابداً
على نهر النور من محياك
و على ذلك النبع الأحمر الصغير
نبع الياقوت المتفجر دائماً بابتسامة شفتيك
و جعلتني من وحي جمال أعطافك
المنزل على فؤادي ، أشعر أن هذا الجمال السماوي أنشأ في صفة ملائكية
ترفعني فوق إنسانيتي
بهذه الصفة أراك في بعض ساعات قلبي
تظهرين لي و كأن سراً من الكون يتجلى بك و يقول
لي من عينيك : نظر لإبداع الخالق ؟!!
سر هادئ ناعم يتناثر في ألحاظك ألين من تنفس رذاذ الأمواج المتطاير
إلى بعيد
* * *
عماد أشكرك الشكر الجم الذي لا ينقضي أو ينتهي
و انت تتطرق لهذا (( الرافع )) ؟! الذي رفع من شأن هذا الجمال البلاغي البحت
قدمت لي و لكل من ملك ملكة الذوق البياني المحض
مادة غنية و ترف كنت أريدني حيث شواطئه
أسبح في يم درره ، و أعوم في بحر كنوزه .....
فالسباحة في هكذا خضم غاية نفسي و منى أدبي
في الآن الذي يرفع من مقام كلماتي
كما أنه حلق بمنزل تفكيرك
أثني على ذائقتك و هي التي علمت عز الاختيار
تحياتي