ما هى الا تاملات متواضعة

فى صنفا من البشر يعيشون بيننا
هم منا و نحن منهم و لكنهم مبدعون فى كل فنون
التخفى و الخداع
بارعون فى كيفية صناعة الاقنعة بل و بيعها باعلى الاسعار
حتى وصل بهم الحال فى هذه الايام من كثرة الطلب على

منتجهم الدنئ
انهم قاموا بنشر اعلانات

فى اكثر المجلات شهرة و اكثرها توزيعا

كان عنوانها

وظائف شاغرة بمرتبات مجزية

لمؤسسة كبيرة لصناعة الاقنعة

هم صنفا من البشر
قاموا بعمل محاكمة عاجلة
كان المتهم فيها اخلاقهم
و القاضى فيها ابليسهم
و الدفاع فيها ضميرهم الميت
و الشهود فيها
ضحاياهم
الذين ضاعت احلامهم
و ذهبت امالهم
و بعد تكميم افواههم
و تكتيف ايديهم
رغم انهم شهود
و الشاهد لا يضار
نادى ابليس اللعين
هل لديكم اقوالا اخرى
و دون ان ينطقوا بكلمة واحدة
لانهم مكممون
مكتفون
نادى ابليس و قال
اذا ترفع الجلسة
و الحكم بعد المداولة
و بعد لحظات قليلة
محكمة
حكمت المحكمة
على المتهم
(( الاخلاق ))
بالاعدام

و فى ميدان عام
و على مرئى و مسمع من جميع الخلائق
ليكون عبرة لغيره
و بعد تنفيذ الحكم
انطلقوا فرحين مهللين يرفعون ابليس على اكتافهم
و كان هتافهم
نعيش نعيش و تموت الاخلاق
وعندما تسأل !؟ ما بالكم يا قوم!!!!؟

تجد الاجابة لا تبالى

فقد انعدمت اخلاقنا
و بعد احتفالات استمرت ليالى و ايام
قالوا كفى
مضى وقت اللعب
و لنبدء العمل
و بعد لقاءات و اجتماعات و مداولات كان يتراسهم فيها

ابليس اللعين
خرجوا بمحضر جلسة
كان عنوانه
لنجعلها
ثقوبا سوداء !!!
اتفقوا بدعم من شيطانهم الا يدعوا احدا من بنى البشر
الا و يجعلوا به ثقبا اسود !!!
لا يلتئم ما دامت الحياه