التمر
الأحد, 13/03/2011 - 17:45
كان أحد التلاميذ يتعلم لدى الكتاب!الملا!تلاوة المصحف الشريف؛
وكانت أمه تنفحه كل صباح حبات من التمر ثم تذهب لشأنها وتصريف
أمورها حتى إذا نفد التمر وخلا منه البيت قال التلميذ وقد استاء من
فقدان التمر : لابد أن تحصلوا لي على تمر ودأب الصبي على الخصومة
كل صباح بسبب التمر ثم يذهب إلى !الكتاب! وذات يوم ذهبت أمه إلى
!الملا! وقالت له:
- يا مولانا .. ولدنا هذا تلميذكم يخاصمنا كل يوم من أجل التمر وقد
نفد تمرنا وخوت منه أو عيتنا ولا نملك حيلة للحصول عليه وإني أتوسل
إليك أن تحاول اقناعه بأسلوبك الخاص كي يكف عن مضايقتنا ومطالبة
التمر لأن هذا الطلب مطلب عسير المنال . قال الملا:
- لا بأس سأقنعه بعد مرور شهر.
مر شهر كامل على هذا المنوال والصبي لا يكف عن طلبه وحين
اكتمل الشهر ثلاثين يوماً كف الصبي عن طلبه.
وذهبت الأم فرحة بهذا التحول الغريب فقد نسي الصبي ولم يعد
يذكره. ذهبت إلى الملا وقالت له: لماذا لم تطلب من تلميذك أن يتخلى
عن رغبته إلا بعد مرور هذه الفترة؟
قال الملا ضاحكاً:
أختاه.. لقد كنت في حالة مثل حالة ولدك أشتهي التمر وأواضب على
أكله وكنت كلما نفد التمر خاصمت ولدي وطالبته بلحاح أن يأتيني به
ولكني - حين جئت إلي وتحدثت بحديث ولدك استطعت أن أصوم عن
التمر وأرجع عن مسلكي بعد طول مكابرة وعناء . ولقد مر شهر كامل
حتى استطعت أن أقلع عن عادتي تلك. وعند ذاك حدثت ولدك بصدد
التمر فكان لكلامي وقع حسن على نفس الصبي وتقبله راضياً فلو إنني
كنت مواضباً على التمر اكله كل صباح لما كان لنصحي هذا المبلغ من
التأثير عليه.
Mon, 14/03/2011 - 13:05
#2
قصة معبرة نورهات.. لك جزيل الشكر
إن من يفعل عكس ما يقول وينصح ، يقلل من احتمالية تأثيره ويفقد شيئا من مصداقيته عند الشخص المستقبل وهذا نقطة ضعف محسوبة عليه ، ولكن ليس عيبا ً أن نعتبر ونستفيد من كل الناس بما يحملونه من سلبيات وايجابيات ، بل العاقل يترصد كل شيء من حوله ليستغله لصالحه في سبيل غاياته الكبرى والراقية وهو سالك سبيل الهداية.. ( لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ) .
وأراهم نادرين جدا أولئك الذين يطبقون ما يقولون ، لأن الإنسان يبقى ساعيا نحو الهدف والكمال بطبيعة الحال ، والجانب التنظيري هو الطاغي على العملي باستمرار..
مع تمنيات الخير والمصداقية للجميع...
تحياتي نورهات الغالي..
المغزى جميل .. وهو ضرورة للمربين والمصلحين وأولياء الأمور.. حيث لا يمكن المناصحة والتوجيه عبر الكلام فقط.. وإنما ينبغي أن يرافق ذلك العمل المتوافق معه.. حينها يكون تأثير الكلمة أقوى وأنجع..
تخيلوا معي.. وأنا أقولها دائمًا للأصدقاء المبتلين بالتدخين.. كيف يستطيع المدخن أن يمنع أبناءه من التدخين.. فإنه مهما حاول معهم وذكر لهم الأضرار والمفاسد المترتبة على التدخين.. فإنهم لن يقتنعوا به.. خاصة في السن المبكرة.. لأنهم يرون فعله مخالفًا لكلامه..
والحال تنطبق على كل شيء.. سواء التوجيه بفعل الإيجابيات .. أو التحذير من السلبيات..
وهذه النقطة من أهم الأساسيات التي ترتكز عليها التربية الناجحة في البيت والمدرسة والمصنع والمتجر وغيرها..
قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون. كبر مقتًا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون) الصف 1-2
سلمت يداك نورهات المبدع على هذه اللفتة الهادفة..
والسلام عليكم ..