الطبيعة الانسانية

2 ردود [اخر رد]
مشترك منذ تاريخ: 11/02/2007

 انت إنسان ولكن لا تعرف معنى الإنسان
هذه طبيعة الإنسان ـ عبارة نقولها تعليقا على مواقف متناقضة.. ومع ذلك نقولها. 
فإذا حقد أخ على أخيه قلنا: طبيعة الإنسان هكذا.. فأول جريمة ارتكبها إنسان ضد إنسان كانت بين الأخوين قابيل وهابيل.. كما أن يوسف عليه السلام ألقاه إخوته في البئر؟


وإذا ضحى الصديق من اجل الصديق قلنا: إنها طبيعة الإنسان، لأن الإنسان مهما كان شريرا ففي جانب من نفسه يكمن الخير، كالشمس وراء السحاب.. ويجب أن نعطي للخير فرصة.. والدنيا بخير
وإذا خان الصديق أعز أصدقائه قلنا: إنها طبيعة الإنسان.. فالإنسان ذئب لأخيه الإنسان..
وقديما قالوا: اللهم أحمني من أصدقائي أما أعدائي فأنا كفيل بهم.. وقالوا أيضا: احذر عدوك مرة، واحذر صديقك ألف مرة..

وإذا أحبت المرأة وأخلصت قلنا: إنها طبيعة المرأة تحبنا أكثر من نفسنا.. والمرأة هي التي تعرف الحب، لأن المرأة لا تحب إلا شخصا واحدا في وقت واحد.. أما الرجل فصاحب قلبين وبالين
وإذا لعبت المرأة بقلوبنا وعقولنا وانصرفت عنا إلى غيرنا قلنا: إنها طبيعة المرأة لا أمان لها ولا أمان معها.. وهي كالقلب دموية.. وهي كالقلب تخفق للمال والرجال


فما هذه الطبيعة الإنسانية؟
لا يوجد شيء اسمه الطبيعة الإنسانية.. فكل إنسان يمكن أن يتغير إذا تغيرت ظروفه وتغيرت الأرض التي يقف عليها والمقعد الذي يجلس عليه أو تحته أو أمامه.. ضع أشجع إنسان في النار يصرخ كالطفل..

فلا أحد خير بطبعه.. ولا شرير بطبعه.. ولا شجاع ولا جبان.. ولا كريم ولا بخيل.. وإنما الإنسان يصير كريما وشجاعا وخيرا..
والطبيعة الإنسانية نحن الذين نصنعها.. فنعلم الطفل الصغير ألا يكذب.. ونعلم الكبير إلا يكون صريحا.. وإنما أن يلف ويدور، لأن الناس لا يحبون الصراحة.. ونعلم الصغير أن يكون شجاعا ونقول للكبير لا تكن مقهورا.. ونقول للصغير لا تكن بخيلا.. ونقول للكبير لا تكن مسرفا..
فالطبيعة الإنسانية قماش نلونه ونقصه ونفصله حسب المناسبات!

للكاتب انيس منصور ... 

User offline. Last seen 7 سنة 31 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 19/07/2007

تحياتي كجى قامشلو الغالية والمبدعة في أطروحاتها ..


أستطيع أن أجمل القول في هذا الموضوع بقول الله تعالى: (ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها. قد أفلح من زكّاها وقد خاب من دسّاها).. فغرائز الخير والشر موجودة في الإنسان.. وكذلك الحب والكراهية.. والعدل والظلم.. والصدق والكذب.. ووو ..

ولكن الذي يحدّد مدى ظهور أحد أطراف هذه المتناقضات هو العامل الخارجي والبيئي والذي يستقي منه الإنسان أفكاره وأخلاقه منه.. وهذا العامل هو الذي يساعد على تزكية النفس وإزالة الشرّ وأسبابه منها.. فحين يعيش الإنسان منذ طفولته في بيئة نقية من التربية والعلم والأخلاق والتوجيه الصحيح فإن جانب الخير سيتقوّى ويندحر نقيضه.. وكذلك الحب والعدل والصدق والأمانة.. أما إذا عاش الإنسان من صغره في بيئة ملوثة من الأفكار المنحرفة والمشكلات داخل الأسرة وفي المجتمع.. ومع وجود الظلم والحرمان وغياب العدل والعناية بالإنسان.. فإن كفة الشر ستكون الأثقل.. لأن مجال التفكير واستعمال العقل سيكون ضيقًا.. والقليلون هم الذين ينجون من البيئات الملوثة وهم أصحاب العقول الكبيرة والإرادات الجبارة..


لذا فإن الاهتمام بالإنسان ورعايته هو من أولويات ما جاء به الإسلام.. لأنه العنصر الأساس الذي يتحكم في قيادة سفينة الحياة.. نحو الخير أو نحو الشر.. فقد كرّمه الله تعالى بقوله: (ولقد كرمنا بني آدم).. فمن الإجحاف ومن الظلم أن نترك هذا الكائن المكرم عرضة للظلم والإهمال والتهميش والعبودية للماديات..

والسلام عليكم..

 

مشترك منذ تاريخ: 27/09/2007

شكرا أختنا حتوكا قامشلو
بل إن مشاركاتك تعبر عن شخصية راشدة نستطيع تسميتها
‏ ب ( حكيمة قامشلو )

أجل فكل ما يفعله الإنسان من خير و نشر نعود بتبعيتها لطبيعته
إلا أن الإنسان يولد صفحة بيضاء و هي تصلح بطبيعتها أن تملأ
بالخير و الشر ..
و في ذلك يقول عليه الصلاة و السلام : ( كل مولود يولد على الفطرة ,
فأبواه يهودانه و ينصرانه و يمجسانه )

و دمت بخير
‏_‏ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

_ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _ _

علمتنا الحياة أن ندفع ثمن كل ابتسامة سيلا من الدموع