ما كان الرفق في الشيء الا زانه ..آنستي الابتدائية

5 ردود [اخر رد]
صورة  taha's
User offline. Last seen 12 سنة 7 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 05/02/2006


اثناء مناقشتي مع زملاء من اساتذة الجامعة معي, تطرقنا الى موضوع اسلوب تعامل الكبار مع ( الصغار , المراهقين , الشباب) سواء في البيت, المدرسة, الجامعة.

تطرقنا الى تفاصيل عدة لن اذكرها, فقط سأذكر ما قلت لهم عن انستي في الصف الثالث الابتدائي عام-1993-1992.  كانت الانسة كعادتها مكشرة و عابسة (ربما هذه طبيعتها ) علي اية حال هكذا تعودنا عليها. كانت تدرسنا ( الديانة ) و تتحدث لنا بين الحين و الاخر عن الرسول الأكرم وتسرد عنه وعن الصحابة القصص. في احد الحصص, تشجعت واندمجت مع القصة و قلت سأرفع لها سؤالا لاني اريد ان اعرف اكثر... قلت: (( انسة, لماذا محمد ...)) .....فجأة قاطعتني الانسة, لم تدعني أكمل, و صرخت علي وهي ترتجف و قفزت من امام الصف الى حيث اجلس وقالت: هل محمد صلى الله عليه وسلم رفيقك حتى تقول عنه ( محمد ) .و مسكت بأذني حتى بكيت خوفا من صراخها و خجلا من الموقف اللي انا صرت فيه( اول مرة بالمدرسة عم اتعاقب ) اكثر من تألمي من مسكة أظافرها الحادة لأذني الصغير. ذهبت الى البيت حزيناً و لم اتحدث لأهل بيتي عن الموضوع. الرعب ينسل الى روحي لحظة دخول الانسة الى الشعبة..... في درسها,و طوال العام, لم ارفع يدي ولم استفسر عن اي شيء لان الحدث ترك في داخلي غصة و دمعة لم يمسحه أحد...

 بعد ان انهيت هذه القصة, قال لي احد الحاضرين معلقاً: الانسة كانت معها الحق, يجب ان تكون قاسية معك لتتعلم ,و لكي لا تكرر خطأك, ويتعلم التلاميذ و يأخذوا العبرة , فالشدة والحزم ضروري....قلت له: هل هكذا ستربي اولادك يا زميلي, بالصراخ و القسوة و مسكة الاذن بدل ان تكون قدوة في تسامحك و تلطفك, هل هكذا علمنا رب الدين و ( أنبياء الله السمحاء )... اين نحن من ما نحفظ, مثل: لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك/ ما كان الرفق في الشيء الا زانه و ما نزع من شيء الا شانه/...رحماء بينهم/ الكلمة الطيبة صدقة/ابتسامتك في وجه اخيك صدقة/ بشروا و لا تنفروا / يسروا ولا تعسروا.... وفي النهاية سيهلك المتنطعون و أصحاب القلوب الغليظة و القران و الواقع مليء بالامثلة....

المؤمن هين ,لين ,طيب المعشر ... ان كان مع الصغار , الشباب أو الكبار...في بيته او عمله... انا لا أدعوا الى قلة الحزم في التربية, فوجودها في الكثير من السياقات هام ,و هذا ما يسمى احيانا بـ ( التربية القاسية ) قد يختصر هذه التربية في قول علي كرم الله وجهه : (أشفقوا على ابنائكم من كثرة اشفاقكم عليهم)...الدلال المفرط و الشفقة الزائدة يميع الاجيال ويضيعها ويبعده عن تعلم المسؤوليات.

في النهاية, رسالة الاسلام اعتدال و توسط, قال تعالى : (و لا تجعل يدك مغلولة الى عنقك و لا تبسطها كل البسط )... و السلام.

 

         *** @ *** @ *** @ *** @ *** @ *** 
                       الجهادي المتفائل
 
 

gul
صورة  gul's
User offline. Last seen 5 سنة 27 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 21/10/2009

taha

أحسنت قولاً

و انت تأتي بالحقيقة المطلقة

من خلال نظرتك و الإسلام لا محالة دين اللين و الرفق و الإبتسامة

و الكلمة الحسنة

و ما عدا ذلك لهو منافي لما أتى به الإسلام

تحياتي

صورة  روشدار's
User offline. Last seen 8 سنة 7 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 22/04/2009

أخي طه ما أحوجنا إلى مضوعك وهذا التذكير الجميل .
ذكرتني بأطفال أحبهم كثيرا لكن بسبب قسوة والديهم عليهم لا أحب زيارتهم فأشعر بالأطفال أهدأ منهم ويستوعبهما .
دمت بخلق كريم .

لا تكن وتراًً يعزف عليه الحياة ... بل كن عازفاً يعزف على أوتار الحياة أجمل الألحان  

صورة  taha's
User offline. Last seen 12 سنة 7 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 05/02/2006

  مرحبا من جديد

استمتعتوا بقصتي و انا صغير ؟؟!!  .... لقد حطمت الانسة مشاعري  

 gul , بالفعل ,نحن بحاجة الى ان نكون جيلا واعيا لا نمارس معه القسوة و العنف و التعصب و التنطع و التشنج و رفع الصوت ... لنكون لهم قدوة , فيكونوا خير خلف لخير سلف .... 

روشدار , ما تكرر تعليقك , ليش !!؟؟ ..سبحان الله..!!  اتمنى لك اوقات سعيدة وانت تدخلين السرور في ارواحهم البريئة... مهمة غير سهلة للكثير...!!

         *** @ *** @ *** @ *** @ *** @ *** 
                       الجهادي المتفائل
 
 

مشترك منذ تاريخ: 17/12/2008

الله يعين هالصغار على ظلم الكبار.. مدرسين ومعلمين وآباء وأمهات... مع الأسف أقرب الناس ومن يفترض أن يشعر لديهم الطفل بالأمن يتحولون إلى وحوش في لحظة غضب... الله خلقهم أبرياء أنقياء يحبون بالفطرة... والأوصياء يحولونهم إلى كائنات بليدة خائفة أو مدللة ماكرة... ولا توجد لحظة اعتراف بالخطأ فالتبريرات جاهزة ظروف الحياة أنا انسان ولست ملاك انه شيطان أنا أؤدبه... وهكذا نحطمهم... وهكذا تكون العلاقات بين الجيلين فاترة باردة فيموت الأب في وحدته وهو يشكو تمرد أبناءه... والابن يحاول ان ينسلخ من هذه الذكريات المرعبة...

العلاقة الصحية بين الأجيال... علاقة التفاهم والتفهم... المحبة والحوار...هي التي تنشئ المجتمع القوي المليء بالرضى مهما كانت الظروف صعبة...

User offline. Last seen 6 سنة 4 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 13/09/2006

 ولذلك يتعلم الانسان العنف .. فيمارسه على من كان له عليه سلطة .. 

فإذا كان أباً فعلى أولاده وإن كان مدرساً فعلى طلابه وأولاده.. 

وإن كان شرطياً فعلى الناس وأولاده .. وإن كان مسؤولا فعلى الناس وأولاده على أولاد الناس..

وإذا كان رئيساًً .... (إتفاقية كليلك ترحب بكم)....

نأسف لقطع البث

شكرا لك طه على هذه الطاقة .. دمت لنا..