محمد عارف الجزراوي

لا يوجد ردود
صورة  zelali's
User offline. Last seen 12 سنة 22 اسبوع ago. Offline
مشترك منذ تاريخ: 14/01/2010

محمد عارف جزيري 1920-1986

ولد محمد عارف جزيري في جزيرة بوطان ، تلك الجزيرة المعروفة بالثقافة الكوردية العريقة - والفلكلور الكوردي . فقد مرَّتْ حياتُهُ بمراحل كثيرة ، فمن اعلان أتاتورك الجمهورية... وقيام الحرب العالمية الأولى 1914 والتقسيم الثاني لكوردستان 1916 بموجب سايكس بيكو وحتى اعلان الشيخ سعيد ثورته في كوردستان عام 1925.
كما هو معروفٌ بأن لدى كل شعب من شعوب العالم الكثير من العظماء الذين لا ينساهم التاريخ ، ويعيشون في قلب وعقل شعبهم ووجدانه ، ولاينساهم لأنهم خدموه وتظلُّ اسماؤهم مخلدة في التاريخ ، فالشعوبُ تُعرفُ بثقافاتها ..
فحتى لا ينعدم هذا الشعب فلا بدًّ أن يرتبط بالتراب والأرض والتاريخ واللغة والثقافة - واستطاعت هذه الشخصية الوطنية الكوردية التي نحن بصددها أن ترتبط بوطنها وترابه وأن تناضلَ على مر السنين ... والتاريخ الكوردي يشهدُ بذلك وارتبطتْ هذه الشخصية بثقافته في مجالات عدة - الأدب - الأغنية .. فكما هو معروفٌ ، فالثقافة هي خبزُ الشعب ونبيذهُ ...

ومحمد عارف جزيري شخصيةٌ فريدةٌ من الشخصيات الوطنية الكوردية ، خدمتْ شعبها في مجال الأغنية الكلاسيكية والشعبية وتركتْ بصماتها على جدار التراث الثقافي الكوردي. وقد اعتقل على أثر فشل الثورة . واعدام قيادة الثورة في سجن ديار بكر عام 1926 حيثُ أمضى أربع سنوات سجن ، وحين أفرج عنه عاد الى مسقط رأسه بوطان وبدأ خطواته الأولى نحو الغناء آخذا هذا الفن من والدته ومانحا اياهُ نكهةً خاصةً
ناقلا الواقع الكوردي المؤلم عبر الغناء، رغم أن اللغة والثقافة الكورديتين كانتا ممنوعتين في تركيا .
حياتُهُ في كوردستان الجنوبية:
غادر محمد عارف جزيري كوردستان الشمالية متجها نحو الجزء الجنوبي مع أخيه الأكبر منه سنا وهو في الثامنة عشرة من عمره الى مدينة زاخو ثم انتقل الى دهوك. وبدأت مشاكلهُ الاجتماعية والاقتصادية حيثُ لم يكن يتقنُ سوى عمل الغناء- لكنه أثبت شخصيته بصوته وغنائه وآلته الموسيقية مغنيا آلام ومعاناة هذا الشعب ، فقد كان يحضرُ مجالس العشائر الكوردية ويغني لهم وينقل عن طريق غنائه الخلافات بين العشائر الكوردية ، وبمساعدة أهل دهوك استطاع أن يشتري له مطعما فيها .
تزوجَ محمد عارف من فتاة اسمُها فاطمة عام 1932 وأنجبَ منها طفلين كريم وآسيا -و كما عُرف محمد عارف جزيري بين شعبه كمغن ، عُرفَ أيضا مناضلا يغني لشعبه ولشهداء كوردستان وصار نجمُهُ لامعاً في سمائها .
كان يحب الاسلام ، يقيم الشعائر الدينية بصحبة أصدقائه - رمضان جزيري وعبدو أسعد جزيري وحسين همداني وعارف همداني في أنحاء كوردستان . وفي عام 1947 انتقل الى بغداد واستطاع أن يتصل مع الاذاعة الكوردية في فيه وتعرف على ألماس خان والكثير من المثقفين الكورد - حسن جزيري - نسرين شيروان وطاهر توفيق -مريم خان -وعلي مردان .
كان يجتمعُ معهم في بيت ألماس خان وتدورُ الحواراتُ حول الثقافة الكوردية ابان حكم عبد السلام عارف.
ان المرحلة الأهم في حياته كانت أثناء غنائه في اذاعة بغداد الكوردية ، فقد بُثَّ لهُ فيه حوالي 350 أغنية شعبية وتاريخية - مثل درويش عبدي ، خزال خزال - جوما أورفاي .. الخ
وافتهُ المنيةُ في 17/12/1986 في مستشفى آزادي وتوقف قلبهُ عن النبض ولسانُه عن الغناء ودُفنَ في مدينة دهوك .

 

 

ما أجمل أن نبني جسراً من الأمل فوق بحر من اليأس