العين نافذة النفس

الأعين هي أكثر عضو جسدي تعبيراً عن الإنسان وما يخالج نفسه ويدور في داخله من مشاعر ومفاهيم ، فهي نافذة النفس وصدى الروح . هي وسيلة بها نستكشف مشاعر الآخرين ونقرأ عواطفهم ، وتكون دليلنا في كيفية تعاطينا معهم وسبباً في إنجاح التعامل وتناسب التفاعل .

فهي المؤشر للحزن والفرح والألم والدهشة والإعجاب والموافقة والرفض ، وهي أداة التهديد والتخويف ، وبها تنكشف حقيقة الباطن ولو خالفه الظاهر .!

الأعين نعمة ونقمة في آن واحد ، هي نعمة إذا وجهناها الوجهة الحسنة ، حيث تعكس اهتمامنا بالآخرين ومدى فرحنا بهم وعطفنا عليهم وتكون مرآة اطمئنان وسكينة ، وهي نقمة إذا وجهت الوجهة السوداء ، فتكون وسيلة تهديد وتخويف ومرآة تعكس الضغينة والبغضاء والجبن والتوتر والاستسلام والخنوع .

من كان ذا أعين يقظة متفتحة كان المتفائل والثابت والشجاع والنشيط والذكي الواعي ، ومن كان ذا أعين خجولة أو مغلقة كان المتشائم والخائف والمكتئب والساذج الضائع .

لنتأمل القرآن الكريم وهو يصور العين معبراً عن أعمق المشاعر الإنسانية ، حيث يصور العين والدمع تفيض منه حزناً وتأسفاً (وَلاَ عَلَى الَّذِينَ إِذَا مَا أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَا أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّواْ وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ ).

حال العين توحي بالإعجاب (َفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ).

حال العين توحي بالفرح (وَإِذَا سَمِعُواْ مَا أُنزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُواْ مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ).

حال العين توحي بالخوف ( فَإِذَا جَاء الْخَوْفُ رَأَيْتَهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ تَدُورُ أَعْيُنُهُمْ كَالَّذِي يُغْشَى عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ ).

حال العين توحي بالاطمئنان والسكينة (وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكَ ذَلِكَ أَدْنَى أَن تَقَرَّ أَعْيُنُهُنَّ وَلَا يَحْزَنَّ وَيَرْضَيْنَ بِمَا آتَيْتَهُنَّ كُلُّهُنَّ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي قُلُوبِكُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَلِيماً ).

حال العين توحي بالإهمال (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً ).

دمتم أصحاب أعين يقظة متبصرة وكان التوفيق حليفكم وأنتم أصحاب ذكاء وجداني قادرين على قراءة المشاعر والعواطف وتجيدون التعامل معها

والسلام عليكم