دورات لتدريب المعلمين على المناهج الجديدة

بدأت منذ أيام الدورات التدريبية الخاصة بالمنهاج الجديد، والذي سيطبق في المدارس السورية من الصف الأول وحتى الرابع والصفين السابع والعاشر. الأستاذ "عبد المهيمن الدير شوي" تحدث لموقع حول طبيعة المناهج الجديدة قائلا:

«إن ما تم إنجازه على الصعيد التربوي من تطوير وتغيير للمناهج سيشكل قفزات نوعية وثورة في مجال التعليم وقد بذلت جهود كبيرة في انجاز المناهج الجديدة استغرقت ما يقارب ست سنوات عبر تشكيل الفريق الوطني للمناهج في سورية، وقد تم تدريبه على مدار سنة كاملة وخلاله تمت الاستعانة بخبرات محلية ودولية دعمت الخبرات الوطنية عبر المهارات في بناء المناهج، دون التدخل في بناء المناهج تم من خلالها إنجاز إضافة حوالي 150 عنواناً جديداً للكتب من حيث مضمونها وطرائق تدريسها، والعملية برمتها تتابع بشكل مستمر ومباشر.

وقد تم تجريب المنهاج الجديد عبر تطبيقه العام الماضي في خمس محافظات، وفي نهاية العام تم إجراء استبيان حول المنهاج الجديد شمل الكادر التعليمي والطلاب وأولياء الأمور، وكان اللافت فيها أن الكادر التعليمي كان متحفظا على المناهج الجديدة ومرد ذلك عائد إلى أن المعلمون قد تعودوا على طرق التدريس القديمة من دفتر تحضير وغيرها كما أن اغلبهم قد حفظ المنهاج عن ظهر غيب، ولكن كلي ثقة أنه مع الوقت سيعتادون على المناهج الجديدة وسيصبحون من أكبر مناصريها لأنها تصب في مصلحة المعلمين والطلاب».

وحول ميزات المناهج الجديدة قال: «ميزتها الأساسية أنها تجمع بين الفائدة النظرية والتجربة العملية، وتعتمد التجريب والتحليل التركيب والتفسير، وتتجاوز الحشو والتكرار وتتوافر فيها الإمكانية الدائمة للتطوير كما تتيح دمج جميع الأطفال بلا استثناء في العملية التعليمية ولاسيما من هم ذوو مستويات تعليمية أو قدرات متدنية، وتراعي الفروق الفردية، كما تهتم

بتنمية قدرات ومهارات المتعلمين من جوانب متعددة مثل العمل ضمن مجموعات التعلم الذاتي، وتدفعهم إلى المشاركة في هذه العملية، واستخدام التقنيات الحديثة والقدرة على الحوار والمناقشة وحل المشكلات، وإنجاز المشاريع واستخدام مصادر المعرفة المتنوعة، وتنمية القدرة على استخدام أنواع التفكير المختلفة وغيرها من الجوانب التي لم تكن المناهج التعليمية القديمة تركز عليها.‏ وتحتاج إلى استراتيجيات تدريس تفاعلية تجعل من المتعلم محور العملية التعليمية، والخروج من الطرق التقليدية التي تستند على التلقين والحفظ البصم والفرض من طرف واحد، ما يتيح لهم رؤية المستقبل وفقاً لمعطيات الواقع، وعلى سبيل المثال ستتضمن الامتحانات أسئلة لا تتوافر أجوبتها في الكتب بل ستعتمد على ما أنجزه الطالب خلال العام الدراسي برمته كما تقوم على ربط مجتمع المدرسة بالأهل والمحيط، وتستهدف زرع قيم الخير والمحبة والعدالة والمواطنة وكل القيم الأخلاقية».

أما فيما يتعلق بالصعوبات فقال: «ندرك أننا سنواجه صعوبات منها عدم توافر البنية التحتية في بعض مدارسنا، ونظام الدوام النصفي ولكن الوزارة جادة في تلافي هذا الأمر في أسرع وقت، ولكن المناهج الجديدة تتيح للمعلم البحث عن مصادر بديلة منها الكتاب نفسه لكونه يتيح إمكانية التعلم الذاتي، وقد تم وضع خطة عمل للمرحلة القادمة التي ستشهد تطبيق المناهج الجديدة التي أنجزتها الوزارة بدأناها مع الدورة التي أقيمت في مدينة دير الزور، واستمرت لمدة أربعة أيام تم خلالها تدريب الموجهين التربويين والعاملين بدوائر التدريب والمعلمين على المناهج الجديدة لمواد (اللغة العربية- الرياضيات- الاجتماعيات- العلوم- الفيزياء والكيمياء-

التربية الإسلامية- التربية المسيحية- الفلسفة- اللغة الفرنسية- التربية الوطنية- التربية الموسيقية- التربية الفنية التشكيلية)‏ لصفوف الحلقة الأولى من التعليم الأساسي والصفين السابع والعاشر ليتمكنوا من تدريب معلميهم على المناهج الجديدة‏، ومن ثم تتابعت عبر دورات أقيمت في مدينة الحسكة تنفيذاً لتعليمات وزارة التربية وانتهت في الأول من شهر أيلول، وكان الهدف منها إعداد المدربين لتنفيذ التدريب الميداني لاحقاً لجميع المدرسين والمدرسين المساعدين والمعلمين والمعلمين الوكلاء والمكلفين تدريس الساعات الإضافية من خارج الملاك على المناهج الجديدة للحلقة الأولى من التعليم الأساسي في المناطق التعليمية والمجمعات التربوية.

ونحن الآن باشرنا المرحلة الثالثة عبر تنفيذ دورات تدريبية أخرى لمدرسي المواد الدراسية في الحلقة الأولى والثانية من التعليم الأساسي والمرحلة الثانوية اعتباراً من بداية الشهر القادم ولمدة أربعة أيام لكل اختصاص».

ويستطرد متحدثا عن عملية تقييم المنهاج قائلا: «المناهج الجديدة سيتم تقييمها من قبل مؤسسة عالمية مرموقة لتقييم مدى تطورها ونجاعتها وفاعليتها مقارنة بأرقى المناهج، وبتصوري الشخصي أنها تضاهي ما يدرس في أرقى الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية، وسيتم تزويد المدرسين والمعلمين بدليل يساعدهم في تخطيط وتنفيذ الدروس وفق الاحتياجات الحديثة إضافة إلى أقراص مدمجة حمل عليها المنهاج الذي يهم المدرس أو المعلم من جميع الجوانب حيث تحرص وزارة التربية على ألا يدخل إلى الصف المدرسي أي معلم أو مدرس لم يتبع الدورة التدريبية على المناهج التربوية الجديدة».

مؤكداً أن هذه الدورات ستتابع من خلال القناة الفضائية التربوية السورية ومواقع الانترنت التابعة للوزارة

للتفاعل، وتبادل الخبرات بما يتيح الاطلاع عليها من قبل الجميع وإبداء الرأي حولها ويمكن إجراء مقارنه بين المناهج الجديدة وبين ما يماثلها في العالم، في حين ستكون الكتب المدرسية الجديدة للمناهج الحديثة للحلقة الأولى من التعليم الأساسي والصفين السابع الأساسي والأول الثانوي جاهزة للتوزيع على المدارس مع بداية العام الدراسي القادم.

وقد تم التعاقد مع شركة متخصصة في هذا المجال، مشيرا إلى انه سيتم بعد عشرة أيام على بدء العام الدراسي عقد اجتماع لأولياء الأمور لأخذ ملاحظاتهم حول تطبيق المناهج.