صياغة الكُفرانِ بألسنةِ الدّخانِ
الكفران ضد الشكران، كما أن الإخفاء ضد الإظهار، فالكفر إخفاء للحق وتغطية له، والشكر إظهار للإحسان ونَشْرٌ لعَرْفه، وكل ساتر للحق أو ناكر للفضل والإحسان فهو كافر ، وكل لاهج بحق المحسن أو ناشر لإحسانه فهو شاكر..
وإذا قصّر الإنسان فلم يشكر، فلا أقل من أن يبتعد عن الكفر، أما أن يَتجاوز الجحودَ والكفرانَ إلى الإساءة بالفعل واللسان، فذلك مستحقٌّ أن يدعى عليه بالثبور والخسران، كيف لا وقد أخبرنا الرسول صلى الله عليه وسلم أنه أُرِيَ النار فرأى أكثر أهلها النساء، لكفرانهن العشير، وجحدهن الإحسان، فكيف يكون جزاءُ من تجاوز الكفران، فآذى المحسنَ إليه بالكذب والافتراء والبهتان؟
وبين الكفران والدخان أسباب وثيقة ووشائج عريقة، فالدخان ساتر فهو كافر، وهو يصدر عن النار وحطبها ، وهي جزاء الجاحد الناكر، واللسان ناقل للكفر ناطق به ومناصر. ولا يعدم الإنسان في دار الابتلاء أن يبتلى بناكر مسيء أو ناكرة تجاوزت الكفر فطغت وبغت، ولمثلها يقول القائل:
تقول ناكرتي والنكْرُ من فمها
دخانُ محرقةٍ من أردأ الحَطبِ
إنَّ الحروف التي أرسلْتَها سُرُجا
تهفو بضوءٍ همى من ديمة الكُتُبِ
غَشّيتُها بضباب النُّكْرِ عامِدةً
كي لا تُرى أبدا للنّاظر الأرِبِ
ولن تَرى من بهيج الشعر غيرَ صُوًى
عَفَتْ ورانَ عليها النكرُ بالكَذِبِ
ولن تَرى غيرَ ليلٍ لا ضياء به
وتحته مَهْمَهٌ من ظُلمة الكُرَبِ
فقلت مهلا فإنَّ الليلَ منكشفٌ
عمّا قليلٍ وتبدو الشمسُ من كَثَبِ
لا يَحْجُبُ الشمسَ إعتامُ الضَّباب ضحى
والفجرُ منبلجٌ من حالك الحُجُبِ
جيئي بليلٍ من الكُفرانِ مُحْتَشِدا
فسوف يُجلى بوهج من سنى شُهُبي
كما تشائين كوني غير ناكرة
فضلَ الضياء لحرفٍ للظلام أبي
غدا تريْنَ العلوم الغرَّ باسقة
في دارة (للبها) تسمو على السحب
وتفرشين خدود الذل خاسئة
تدوسها عاديات العلم والأدب
سبحان الله والحمد لله ولااله الا الله، بة نستعين واليه نستكين ولاننسى افضاله طرفة عين.
الحقيقة اردت ان اعرف بعضا من الافكار الواردة في متن هذه المقالة؟، بداية يعرفنا الدكتور بالكافر والشاكر ومارأيت قط في حياتى هذا التفسير السطحي واللامسؤول للكافر والشاكر, فما اورده من صفة للكافر التي هي من الالفاظ الكبيرة بحق للانسان ولم يستطيع كثير من العلماء المسلمين ان ينسبوها الى الانسان المسلم في كثير من القضايا الخلافية، وللحقيقة اقول للدكتور بتوصيفك هذا للانسان الكافر والشاكر في عصرنا هذا فقد حكمت على كل المسلمين في كافة اقطار العالم في الوقت الحاضر بالكفر، كيف لا وهم يخفون الحق وكلنا يعرف ماهو الحق ويسكت عنه بشكل او اخر في كل المعمورة وفي البلاد الاسلامية على وجه الخصوص فالحق اضيع من الايتام في مأدبة اللئام وهذا معروف.
ثم انحى الدكتور في طريق اخر الا وهو ذكر مثالب المرأة وان كثير منهن سيدخلن النار وهذا رأي لايستقيم مع سنة الله الطبيعية في خلقه، ... وبكيف (( بكفرهن العشير)) ، عن اي عشير تتحدث، الا ان كل مراة تكفر بالعشير ستدخل النار ام ماذا ؟ وبأي منطق هذا الذي تتحدث عنه، الا انه منطق لايستوي مع روح العصر ويودي بصاحبه الى الانقراض الاجتماعي وقوقعة التخندق العرقي المقيت والى امراض اجتماعية خطيرة لايجدي معها كل وصفات الدكتور.
والنقطة الاخيرة التي كانت هي القاصمة فكيف يكون الدخان والكفر صنوان، فالدخان هي مادة من المواد كغيرها ومثلها مثل النار وهي كلها من صنع الله والدخان مادة تتكون من احتراق الخشب وغيرها من المواد وتتكون نتيجة ذلك فهي من خلق الله فكيف تكون كفرا، انا اعتقد جازما ان كل دخان العالم مع حطبه سيقاضي الدكتور يوم القيامة وسيتكلم بان الدكتور قد افترى عليهم بان نعتهم بانهم والكفر شقيقان وهم على عكس ذلك فهم من الاولياء ودليل ذلك بان لهم منافع كثيرة والا لما خلقهما الله عزوجل. فكل مخلوق من قبل الله عزوجل يستحق التقدير والاعجاب وان توصيف المواد بالشكر والكفر لهو من التسطيح اللفظي لااكثر ولا اقل.
انه شطط مابعده شطط وتجاني من قبل الدكتور على كثير من مخلوقات الله عزوجل، المرأة ، الحطب، الدخان والنار وكل هذا وربى زدنى علما
واخيرا اقول للدكتور
ان الله يغفر للانسان الرجل والمرأة على حد سواء عن كثير من الذنوب ويمده بسفن النجاة تقوده اشرعة الحياة الماخرة بعرفان الله عزوجل وجل والله ولى التوفيق
((صناعة الغفران في اشرعة العرفان))
عبدالخالق عقراوي
شكرا للدكتور بهاء على هذا البحث اللغوي المستفيض
كما نرجو التمهل و التأني في إصدار الأحكام بالنسبة للأخ عبد الخالق
فالدكتور يقصد المعنى اللغوي لكلمة الكفر والتي تعني الإخفاء و تغطية الحقيقة
و من ذلك سمي المزارع كافرا لقوله تعالى (.... كمثل غيث أعجب الكفار نباته ... ) الآية 20 سورة الحديد
أي المزارعين وليس المقصود بها هنا الكافر بالمعنى الاصطلاحي
ثم إنني ليس دفاعا عن الدكتور بهاء بل للأمانة أقول :
بأنه لم ينسب الكفر لأحد من البشر و لا لشيئ من مخلوقاته
و ما تشبيهه الكفر بالدخان إلا لأنهما يجتمعان بصفات الإخفاء و التغطية في معناها اللغوي
نرجو التدبر و عدم تحوير الأفكار من مضمونها إلى صراعات شخصية
و لكم جزيل الشكر
تحية لجميع الأعضاء والقرّاء المعنيين بالقراءة الصحيحة للنصوص الأدبية التي لا يفهمها بعض من يجهلون روح الأدب ..
الدكتور بهاء .. غني عن التعريف في فكره وأدبه.. فليس من ذوي الأفكار المتطرفة التي ذهب إليها أخونا عقراوي والذي يتحدث عن هذا النص الأدبي الجميل بلغة باهتة لا تمت إلى روح الأدب بشيء .. يحاول أن يشوّه جماله وبهاءه بأسلوب وتحليلات بعيدة عن روضة اللغة والأدب .. فمن كان جاهلاً باللغة وآدابها خير له أن يبتعد عن رياضها وظلالها وأنغامها وألحانها .. أم أن هذا الحكم الجائر من قبل أخينا عقراوي عبارة عن أفكار دفينة أو فرقعات يريد إظهارها بمناسبة أو غير مناسبة.. مع العلم أن نص الدكتور نص أدبي واضح مثل الشمس ..
ما كنت أريد أن أبدي برأيي إلا بعد أن يوضح الدكتور رأيه .. ولكن هذه السذاجة في قراءة النص الأدبي واللغوي وأسلوب الكتابة غير اللائق جعلتني أكتب هذه السطور المتواضعة..
وآمل من أستاذنا الدكتور أن يستمر في رسم هذه اللوحات الأدبية الرائعة .. فنحن نستمتع ونتلذذ بمثل هذه المقاطع الأدبية الجميلة ..
وتقبلوا تحياتي ..
أشكر الأخ عمادا والأخ سوارا على تفضلهما ببيان بعض ما يزيل اللبس الذي أثاره المقال لدى أخينا عبد الخالق .. وأقول مضيفا:
الكفر في الأصل معناه الستر والتغطية، ثم صار شائعا في ستر الإيمان بالله تعالى ، فصار الكفر ضد الإيمان، كما شاع بدرجة أقل في جحود النعمة وإنكار الفضل والإحسان، فصار الكفر ضد الشكر.
ولكن يبقى المعنى الأصلي محفوظا ومستعملا، فكفرت الإناء بمعنى سترته وغطيته، وكفر الزارع الحَبَّ بالتراب أي غطاه وستره، فهو كافر، والزرّاع كفار، لأنهم يكفرون الحَبَّ بالتراب، وقد تحدثت في مقالي عن الكفر بمعنيين : بمعنى جحود النعمة ، وبمعنى الستر والتغطية، ولم أتعرض للكفر الذي هو ضد الإيمان.
أما عن كون أكثر أهل النار من النساء، فهذا حديث صحيح متفق عليه، وهذا نص الحديث:
وَرَأَيْتُ النَّارَ فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ مَنْظَرًا قَطُّ وَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ قَالُوا لِمَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ بِكُفْرِهِنَّ قِيلَ يَكْفُرْنَ بِاللَّهِ قَالَ يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ وَيَكْفُرْنَ الْإِحْسَانَ لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا قَالَتْ مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ
أما الدخان فقد قلت عنه إنه كافر ، لأنه ساتر لما وراءه، فقصدت المعنى اللغوي البحت للكفر ، وهو الستر والتغطية.
بهذا يزول اللبس بإذن الله تعالى.
بارك الله بك اخي الدكتور بهاء الدين على هذه اللمسات البيانية جعله الله في ميزان حسناتك
شكرا لك أخي الفاضل الأستاذ إبراهيم..
سرني مروركم الكريم وتلطفكم بالتعليق..
مع التحية والتقدير.
لا داعي للاعتذار أخي عبد الخالق، كل ما في الأمر أنه حدث عندك لبس بين المعنى اللغوي للكفر والمعنى الشائع الذي هو ضد الإيمان، ومن حقك أن تبدي رأيك بحسب ما فهمت، كما غاب عنك حديث كفران العشير، والحمد لله الذي أزال اللبس ، وأوضح المقصد.
مع التحية الطيبة.
منتدى الاعتذارات ومسح الجوخ واللقلقة
أرحب بك في كليلك، وهذا الترحيب ليس مسح جوخ فنحن لانعرف بعضنا . بالنسبة للاعتذار فهو أروع شيء في الحوار . والذي يحس بالخطأ ثم يتهرب كي لا يعترف به هو الملام. والاعتراف بالخطأ فضيلة يضاف عليها الاعتذار فضيلة أخرى.
بالنسبة لمسح الجوخ .. فأي مجتمع لا يخلو منه وكليلك مجتمع صغير وفيه ذلك وأرجو أن نتخلص منه .. أما إذا كنت تقصد الشكر على طرح موضوع ما فهو يعتبر بمثابة تقدير للجهد وهو ضروري في أي محفل.
لديك فكر، اطرحه وسنناقشه على مهل واي رد يتعرض لشخصك سيحذف ..
اذا أردت الاصلاح فستبدأ بالتغيير ولن تبدأ بالاتهام. ونحن بانتظارك.
أرجو من الذين ردوا في هذا المقال تجنب الاتهامات .
وأشكر الدكتور بهاء
تاز
حدود الحرية الفردية تنتهي عند نقطة إذا تجاوزتها صار تعديا على الآخرين..
ما الدليل على أن هذا المنتدى منتدى الاعتذارات ومسح الجوخ واللقلقة..؟
أما الإيمان فإن أي إيمان غير مبني على دليل يقيني فليس مقبولا إلا من العوام المقلدين الذين لم يؤتهم الله من العلم ما يعرفون به الأدلة..
إيماننا مبني على أدلة عقلية ونقلية قاطعة لا شك فيها، وهذا لا يتعارض مع حاجة الإنسان الماسة للإيمان لأنه مفطور عليه..
شكرا على هذا الموضوع الجميل
مرحبا ريبر
سرني مروركم وتلطفكم بالتعليق..
شكرا لك.
تحياتي أستاذنا القدير .. وسلمت يداك على هذه الدرر الناطقة ..
ومآل الكفران خزي وخسران في الدنيا قبل الآخرة.. لأن كفران المعروف ونكران العشير جزء من جحود نعمة الله على العبد ..
لا يَحْجُبُ الشمسَ إعتامُ الضَّباب ضحى
والفجــــرُ منبلـــــــجٌ من حالك الحُجُبِ
اسقنا من هذا الأدب الزلال دائمًا أيها الأديب.. فأرواحنا متعطشة إلى هذا النمط الفريد من السقيا ..
والسلام عليكم ..